السبت، 23 أغسطس 2014

لقاء اليوم حوار مع عبد الله الشامي (ج 2)

 مع عبد الله الشامي (ج 2)







قال عبد الله الشامي -مراسل الجزيرة أثناء فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة في أغسطس/آب 2013- إن إضرابه عن الطعام خلال اعتقاله من طرف السلطات المصرية كان خياره الوحيد لإيصال صوته للعالم الخارجي، بعدما أيقن أن النظام يقوم بـ "مسرحية هزلية" حيث لا تهم موجهة إليه ولا محاكمات جادة يخضع لها، إضافة إلى منعه من لقاء محاميه.

وأضاف -في حديثه بالجزء الثاني من برنامج "لقاء اليوم"- أن صحته تحسنت بالتدريج بعد خروجه من السجن بعد أن عانى خلال فترة الإضراب من مشاكل صحية، بسبب تأثير الإضراب الذي قال إنه دام 149 يوما، إذ كان يكتفي في البداية بالماء والتمر والعصير، ثم الماء واللبن، لينتقل إلى مرحلة شرب الماء فقط.

وعاد الشامي بذاكرته إلى فترة مكوثه في سجن العقرب، وكشف أنه وضع في سجن انفرادي وعزل عن بقية المساجين، وتعرض لتعذيب نفسي شديد من أجل الضغط عليه، كما لم يستبعد أن تكون إدارة السجن قد قامت بتخديره عن طريق المياه التي كانت تجلبها له.

وأكد مراسل الجزيرة أثناء فض اعتصام رابعة أن المعاملة السيئة التي كان يتلقاها في سجن أبو زعبل -الذي مكث فيه حوالي أربعة أشهر- كانت نفسها في سجن طرة الذي نقل إليه حيث منعت الزيارات عنه وعن زملائه، وتعرضوا لإهمال صحي.

وبشأن شهادته عن مجزرة سجن أبو زعبل، أكد الشامي أنه خلال نقله رفقة سجناء آخرين في 18/8/ 2013، من سجن قسم الشروق إلى سجن أبو زعبل، لاحظ وجود تعمد في إبقاء الناس في الشمس الحارقة فترات طويلة تتراوح ما بين خمس وسبع ساعات، وهو قمة اللاإنسانية في معاملة الناس مهما كانت التهم الموجهة لهم.

وقال الشامي إنه سمع بعد دخوله العنبر الخاص بالسجن هرولة وضجيجا بالخارج بعد أن أطلق سجناء كانوا داخل عربة ترحيلات نداء واستغاثة لحاجتهم لشرب الماء والذهاب لدورة المياه وأن أحد الأشخاص يموت، ليرد عليهم العساكر بالقول "نحن نريدكم أن تموتوا" وأن بعض الضباط قاموا برش المساجين بالماء من تحت عتبة بوابة العربة، كما استخدموا صاعقا كهربائيا في محاولة لإذلال الناس على أطراف العربة ما أدى إلى تساقط المساجين.

وأشار أيضا إلى الجثث التي تراكمت أمام بوابة عربة الترحيلات التي قال إنها عبارة عن سجن متحرك، ولا تصلح للاستخدام الآدمي حيث لا تحتوي على فتحات تهوية.

ويذكر أن مجزرة أبو زعبل وقعت يوم 18 أغسطس/آب 2013، حيث لقي 37 معتقلا مصرعهم اختناقا وحرقا من قبل سجانيهم، بينما كانوا محشورين لساعات داخل سيارة ترحيلات في طريقها لسجن أبو زعبل.

ووفق الشامي، فقد حاول الضباط بعد الواقعة إخفاء الشهود بنقل من بقى على قيد الحياة، وكانوا في حالة سيئة إلى سجن آخر بأبو زعبل.

من جهة أخرى، قال ضيف "لقاء اليوم" إن الحملة التضامنية معه خلال فترت سجنه رفعت من معنوياته، وإن خروجه من السجن كان بمثابة ولادته من جديد، وتمنى أن يتم الإفراج عن بقية الصحفيين والمعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق