الخميس، 21 أغسطس 2014

خلافة «دراكولا»!


خلافة «دراكولا»!


خلود عبدالله الخميس

جيء لسيدنا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا في زمرته- برأس عدو بعد قطعه فأنكر الفعل وقال: «ليس لي به حاجة وإنما هذه من سنن العجم...» إلى تمام الرواية.
هذه الأيام نصبح مع الشاي والإفطار والصحيفة على رؤوس مقطوعة تتدلى منها بقية العروق، ونمسي مع القهوة والكعكة على رؤوس طازجة تقطر دماً مسلماً معصوماً!
ما هذا التوغل في دماء المسلمين؟!
والجرأة على شرائع هذا الدين؟!

والاستهانة بأوامر القائد محمد صلى الله عليه وسلم، الجهادي الحق، الذي لم يعلم صحابته الانتقام من جثث الموتى ونحر الرقاب، خصوصاً بعد أن جاءه المنع من ربه.

 فكيف يرضى أن تقوم أمته من بعده بشحذ السكاكين والسواطير حتى «تُحسن القتلة» لمسلمين مثلهم؟!
ويستشهدون باطلاً بحديث «جئتكم بالذبح» الذي فسره العلماء أن الذبح تعني القتل وهو للكفار المحاربين للنبي وللدين. كيف طوعت أهواؤكم الأمر لشرعنة فعل شنيع في المسلمين لم يقبل به حتى للكفار؟!
تباً لتلك العقول التي خلت من مقاصد الدين، ومنافع اللين، وغفلت عن دعوته لرسله عند نشر الدعوة بقوله (بشروا ولا تنفروا) ففعلت العكس تماماً تعمداً بمعصية الله والرسول، ويقولون «نحن دولة خلافة إسلامية»
بئست الدولة التي يرفض كل ذي لب أن يكون تحت حكمها ومن رعيتها ويتحسس على رقبته مع أذكار الصباح والمساء والنوم!
بئست الخلافة تلك التي تبث التخلف وتصعد على الجماجم لا نريد خلافة «دراكولا» فإسلام محمد صلى الله عليه وسلم يحرم شرب الدماء!

وقصة الرؤوس التي تُعرض بعد جز الرقاب لترهيب وتهييب وتبيان أن هذه نهاية من يعادي هذا الفريق ولا يبايع ذاك التنظيم أو يحكم بردته لأنه لم يعلن ولاء الجماعة هذا اسمه (قراءة الإسلام باتباع الهوى).
الجماعات ليست الإسلام. الأحزاب ليست الإسلام. الفِرَق ليست الإسلام. التنظيمات ليست هي الإسلام.
الإسلام هو القرآن والسنة، وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ما أنا عليه وأصحابي).
ليس لجهة حق احتكار الدين وإعلان أنهم خلفاء باسمه ومن معنا فاز بالجنة ومن ضدنا نحكم بردته ونقطع رأسه. إذاً ما الفرق بينكم وبين من يوزع مفاتيح الجنة على أتباعه؟!
العبث هذا بدماء المسلمين لا يفعله مسلم، وإن نطق الشهادتين وصلى لقبلة المسلمين وأخرج الزكاة وصام وحج. وأحاديث الفتن واضحة في التحذير من أولئك وفيها كيفية التعامل معهم!
الإسلام ليس شعائر ظاهرة، وإن كان إظهارها يعصم دم صاحبها وهنا عظمة سلوك من يطبق الدين الحق، ولكنه إقرار باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان.
ولا يوجد قلب مطمئن بالإيمان يتخلف عن ديننا الذي منع المُثلة بجثث العدو فكيف بمن استباح دماء المسلمين وجعل رؤوسهم مشهداً متداولاً بفخر أنه الفاعل؟!
الأهواء معضلة بعض أتباع الضلال ومدعي الدين الإسلامي. يجيرون النصوص ويلوونها لتتماشى مع رغباتهم. فهل هذا فعل سلف الأمة؟
أهذا ما تواتر عن القرون الأولى الثلاثة الموصوف أصحابها بالحديث الصحيح بالأفضلية والخيرية. الصحابة والتابعين وتابعي التابعين؟! لا وألف لا.
بل هي بدعة وسنة سيئة استنها الطارئون على فريضة الجهاد، منهم كبراء مستعمَلون استخباراتياً، ومنهم عوام أتباع الله ويحبون رسوله ولكن غُرر بهم واستخدم جهلهم لمصلحة مشروع سياسي.
وما أكثر فُرج الشيطان وثغوره التي يقف بها ليضل المسلمين في كل صغيرة وكبيرة حتى يكثر سواد أهل النار.
اقرأ ماذا قال من نقل بعض المؤرخين أنه سُمّيَ بخامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز عن الحجاج المعروف بعنفه وتساهله في دماء المسلمين: لو تخابثت الأمم فجاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج لغلبناهم.
أليس هذا هجاء كافيا ممن اشتهر بعدل وزهد وورع وفقه جده عمر بن الخطاب؟!
إذا الرقاب جُزت وبويع «القصّاب» فتلك خلافة ولا نريدها.


مقالات خلود عبد الله الخميس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق