الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

باحثة أمريكية تجيب على سؤال:لماذا دبر العسكر مجزرة رابعة؟

باحثة أمريكية تجيب على سؤال: لماذا دبر العسكر مجزرة رابعة؟

صورة المقال من موقع واشنطن بوست

إيمي أوستن ـ واشنطن بوست ـ 22 من أغسطس 2014*
أستاذ مساعد علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة

"مهما كان التنافس المؤسسي بين وزارتي الداخلية والدفاع، فإنهما عندما يحين وقت القتل، تظهران قادرتين على التعاون معا كما حدث في رابعة" هذا ما جاء في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها (الجمعة 22 من أغسطس) وهو مقال تجيب فيه الباحثة "إيمي أوستن هولمز" أستاذ مساعد علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ومؤلفة كتاب"الاضطرابات الاجتماعية والقواعد العسكرية الأمريكية في تركيا منذ 1945"، على السؤال الذي جعلته عنوانا لمقالها: "لماذا دبر العسكر في مصر مجزرة".
وفي المقال تقول إيمي أوستن: مجزرة رابعة في 14 من أغسطس 2013 كانت تيانانمن (مذبحة ميدان السلام السماوي بالصين) مصرية، حيث قتلت القوات الأمنية 817 مصريا في يوم واحد، في ميدان رابعة فحسب، وما يربو عن 1000 عند حساب عدد القتلى في أنحاء مصر.
وتؤكد الكاتبة أن المجزرة: أكبر عملية قتل لمدنيين في تاريخ مصر المعاصر، كما أن تلك المجزرة لم تحدث تحت جنح الظلام، ولا في ركن ناء من البلاد، بل حدثت في وضح النهار، وفي القاهرة.
وكنت من الصحفيين والمراقبين الذين تواجدوا في اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة في الليلة التي سبقت المجزرة، كما كنت شاهدة على الفض العنيف لاعتصام النهضة الأصغر حجما في صباح 14 من أغسطس.
وقع القتل بواسطة قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة المصرية، وقليلا ما ذكر وجود انشقاقات أو رفض لإطلاق النار.
وبدأت قوات الأمن إطلاق النار على المدنيين حوالي الساعة 6:30 صباحا، وخلال مدة بلغت 12 ساعة، استمرت في إفراغ الذخيرة الحية في أجساد الرجال والنساء والأطفال المحاصرين، على الرغم من الوعود المتكررة بالخروج الآمن. ولم يكن القتل مجرد فورة عارضة انتهت فجأة كما بدأت، ولا رد فعل مذعور من المجندين في ضباب معركة. وبعد مرور عام، لم يخضع مسؤول واحد للمحاسبة.
وتتساءل إيمي أوستن: كيف يمكن تفسير سلوك الجيش المصري في ميدان التحرير في يناير 2011، وفي رابعة؟
ثم تجيب: طور باحثون نظريات مفادها أنه كلما زاد الطابع المؤسسي في جيش ما، والذي يعد مقابلا لتنظيم جيش ما وفقا لموروثات، كلما زادت مساحة التشابه بين الجيش والمتظاهرين، في أمور الدين والعرق والهوية الطائفية. وكلما زاد تعداد المتظاهرين، كلما تناقصت احتمالات أن يفتح الجيش نيرانه ضدهم.
وتؤكد الكاتبة أن: رابعة أوضحت أن هناك مشكلة في صياغة نظريات أو أنماط عن السلوك العسكري، استنادا على لحظة زمنية واحدة خلال أزمة وحيدة لنظام مخادع كليا، حيث إن قرار القيام بثورة لا يأتي في يوم واحد لكنه تراكم لأسابيع أو سنوات.
فالجنود ربما يطيعون الأوامر يوما، ويعصونها في اليوم التالي، وقد لا يوضعون أبدا موضع الاختيار حول إطلاق النار على بني جلدتهم، طالما تقوم الفروع الأخرى للسلطة بتلك المهمة القذرة بدلا عنهم.
ومهما كان التنافس المؤسسي بين وزارتي الداخلية والدفاع، فإنهما عندما يحين وقت القتل، تظهران قادرتين على التعاون معا كما حدث في رابعة.

* النص الكامل للمقال في قسم "مقالات ودراسات" بعنوان "لماذا دبر الجيش المصري مجزرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق