الخميس، 28 أغسطس 2014

غزة انتصرت.. نتنياهو هرب يا عرب!

غزة انتصرت.. نتنياهو هرب يا عرب! 

 خلود عبدالله الخميس 
منذ إعلان نجاح حماس في ترضيخ إسرائيل سياسياً، عبر ذراعها العسكري الذي لم يتوقف عن دك تل أبيب وما حولها بصواريخه «العبثية» كما يطلق عليها المرجفون من العرب المتصهينين، وأنا أراقب الذين يسمونهم «المثقفين» و«الكُتاب» و«المحللين السياسيين» و«أتشرقد» ضحكاً! (والشرقدة بالكويتي هي الانكفاء على القفا).
وخلال قراءة مواقف أولئك، استذكرتُ آية عظيمة وكل القرآن عظيم، تقول: {فريق في الجنة وفريق في السعير} كيف يختار الإنسان وهو مميِّز أن يكون مع أنصار الشيطان؟
رأيناهم رأي العين كيف وقفوا مع إسرائيل واليهود والصهاينة بل وصاروا أشد على إخوانهم المسلمين من الكفار والمجرمين، وأعلنوا صراحة أن هذا ليس بنصر بل هذا كيد «الإخوان المسلمين» فعلوه ليخرجوا الشعب اليهودي المسالم من أرضه؛ فيجب قتال حماس الإرهابيين!
نعم هي كذلك والله وللأسف، حقيقة لا يمكن تزيينها بالزيف، ولا تجميلها بالمجاملات، ولا خفض اللغة الوصفية لبشاعتها.
إنهم أرادوا أن يكونوا أعداء لله ورسوله، وتحركوا ضد ثوابت الأمة، واختاروا ذلك الدرب في معركة الحفاظ على كرسي لا يستحقونه واستمرار استعباد الأمة الإسلامية ونهب ثرواتها، ونكاية بجماعة سياسية دينية اسمها «الإخوان المسلمون» تأسست منذ ثمانية عقود ولديها مشروع حكم وإعلان دولة إسلامية. فقط لا أكثر!
أحياناً، ومن شدة بساطة الحقيقة يضخم البعض المصطلح لتليق بمشهد مهم فتضفي عليه فخامة!
ولكن هذا هو الوصف المبسط لردود الأفعال تجاه اتفاق الهدنة بين غزة وإسرائيل: النزاع بين فريق يرى أن غزة انتصرت قياساً بمبارزتها رأسا برأس رابع أقوى جيش في العالم وهي مجرد «فصيل مسلح»، وآخر يرى أن غزة تهدمت ومات الناس وأن حماس «الإخوانية» إرهابية!
ولنصدر حكماً عادلاً يجب أن يكون لدينها مرجعية هي المسطرة، وبالنسبة لي المسطرة هي الإسلام، والذي علمنا إياه ديننا أن المسجد الأقصى أولى القبلتين ومكانه فلسطين وأنها دولة للمسلمين ويجب أن تبقى تحت الحكم الإسلامي، وذلك قبل أن يأخذها اليهود ويحيلونها لإسرائيل بالتواطؤ مع المجتمع الدولي ووضع العرب رؤوسهم في الرمال منافسين للنعام!
ولا يختلف على هذه الحقيقة مسلم. أما المنافقون فهم الفريق الذي يريد لي ذراع التاريخ لأنه ضد «الإخوان المسلمين ومشروع حكمهم» الذي اتخذ ما فرضته الديمقراطية الغربية وسيلة لبلوغ الهدف، ففاز، وماذا كانت النتيجة؟ أن وقف ضد فوزهم الشرق والغرب!
لقد انتصرت غزة رغم أنف العمي الذين لا يفقهون أن التعصب مع أو ضد حزب ما أو جماعة يجب أن يبقى خارج المشهد الحقيقي. 
إن الصراع إسلامي يهودي. فلسطيني إسرائيلي. عربي صهيوني. وهنا لا يحتمل الفريق الذي يقف ضد مصطلح «غزة انتصرت» ويروج لحجم الخسائر والثمن إلا أن يكون يهوديا إسرائيليا صهيونيا!
أما فريق النصر فخرج لشوارع فلسطين يردد: نتنياهو هرب يا عرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق