الخميس، 28 أغسطس 2014

"فورين بوليسي": سماسرة الحرب وكلاء الإمارات في ليبيا الجديدة

"فورين بوليسي":

سماسرة الحرب وكلاء الإمارات في ليبيا الجديدة



مع شن مصر والإمارات العربية المتحدة غارات جوية على طرابلس، تأمل مجموعة من السياسيين، قادة ميليشيات ورجال الأعمال، المرتبطة بصلات مع البلدين، في الاستفادة من الحملة المسعورة ضد الإسلاميين في ليبيا.

في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي"، على موقعها الإلكتروني، قال الكاتب إن ليبيا قفزت إلى مركز الصدارة في الصراع على السلطة بين التيار السياسي الإسلامي ومعارضيهم. ففي هذا الأسبوع، أفادت تقارير أن مصر والإمارات وجهتا، سرا، ضربات جوية على العاصمة طرابلس ضد الثوار المتحالفين مع الإسلاميين.

ربما لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعاون فيها مصريو السيسي والإماراتيون لاستهداف إسلاميين ليبيين، كما أشارت إلى ذلك صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال الكاتب إن الصراع الإقليمي على النفوذ في ليبيا احتدم منذ ثورة فبراير من العام 2011 ضد معمر القذافي، وزادت حدتها عقد الإطاحة بالرئيس الإسلامي المصري المنتخب، محمد مرسي، في عملية انقلابية عسكرية باركتها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد حفزت الإطاحة بمرسي والحملة الشرسة ضد الإخوان قادة الميليشيات والسياسيين والناشطين الليبيين المناهضين للإسلاميين، ولم يخفوا رغبتهم في رؤية مصير مماثل في بلدهم.

وفي الوقت نفسه، فإن الإسلاميين في ليبيا بدأت تتكشف لهم المؤامرة المصرية أو الإماراتية في كل زاوية.

في أبريل الماضي، فوجئ العديد منهم عندما رفضت الإمارات دخول عوض البرعصي، نائب رئيس الوزراء السابق وعضو قيادي في حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان الليبية، وكان قد عاش في دبي لسنوات قبل أن يعود إلى ليبيا خلال الثورة.

وزاد غيظ الإسلاميين بعدما أعلن الجنرال السابق خليفة حفتر، الذي لديه اتصالات بالقاهرة، الحرب ضد الإسلاميين في وقت سابق من هذا العام، وكان قد شن مزيدا من الغارات الجوية على طرابلس الأسبوع الماضي.

ويرى الإسلاميون في ليبيا بأنهم يواجهون ثورة المضادة على الطريقة المصرية، بمساعدة القوى الإقليمية المناهضة للإسلاميين.

ووفقا للكاتب، فإن الضربات الجوية قد تعكس فصلا جديدا من التدخل المصري والإماراتي في السياسة الليبية، لكنها فشلت في تحقيق أهداف القاهرة وأبو ظبي على المدى القصير.

وشنت الطائرات الحربية غارات على مواقع يسيطر عليها تحالف من الكتائب الثورية التي تضم إسلاميين ومقاتلين من مدينة مصراتة ذات البأس الشديد ومن المدن الغربية الأخرى.

ويرى الكاتب أن مفتاح الإستراتيجية المصرية الإماراتية العدوانية الأخيرة هو عبارة عن شبكة من الوجوه الليبية البارزة، والعديد منهم مقيمون في القاهرة وأبو ظبي، والتي تعارض بشدة أي دور للإسلاميين في بلادهم.

وفي طليعتهم، محمود جبريل، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الفعلي للثورة عام 2011. ولكن أُبعد بعد إدراج قانون مثير للجدل "العزل السيسي" يمنع الذين عملوا مع النظام السابق من تبوء أي منصب سياسي.

ويقول الكاتب إنه لم يخف قط كراهيته للإسلاميين. جبريل، الذي يقضي الآن معظم وقته في الإمارات، يجادل دائما بأن ليبيا استولى عليها ما يصفهم بالمتطرفين.

عبد المجيد المليقطة (رئيس اللجنة التسييرية لتحالف القوى الوطنية)، واحد من أكثر الشخصيات المؤثرة في تحالف القوى الوطنية، بقيادة محمود جبريل، الكيان السياسي الذي فاز بعدد من المقاعد من المؤتمر الوطني العام في أول انتخابات برلمانبة بعد إسقاط حكم القذافي في ليبيا خلال العام 2012، وهو شقيق عثمان المليقطة زعيم لواء القعقاع، وأكثر منتسبيه من مدينة الزنتان، وقد تورطت هذه الميليشيات في القتال الأخير على طرابلس.

وتوفر (هذه الميلشيات) الحماية الأمنية لجبريل وزملائه في التحالف، واستفاد من تجهيزات متطورة، بما في ذلك ناقلات الجند المدرعة المصنعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كان يطوف بها في شوارع طرابلس. وقد احتلت عددا من مؤسسات الدولة، بما في ذلك وزارة الداخلية ومقر قيادة الأركان في طرابلس.

وبعد أن بدأ حفتر الهجوم على بنغازي في شهر مايو الماضي، أعلنت ميليشيات القعقاع دعمها لعمليته وهاجموا مقر المجلس التشريعي باستخدام مدافع مضادة للطائرات، مدافع الهاون والصواريخ.

بعد يومين من هذا الهجوم، التقى الكاتب (العقيد) جمال هابيل، والذي قاد الهجوم على مقر المؤتمر، وتفاخر هو وزميله بمآثرهم ضد الإسلاميين الذين قالوا بأنهم اخترقوا الوزارات الحكومية.

ورد بغضب على أسئلة حول الدعم الإماراتي: "ماذا لو أننا حصلنا على دعم من دولة الإمارات العربية المتحدة؟"، واستطرد قائلا: "الجانب الآخر يحصل على مساعدة من قطر".

مقرب آخر من محمود جبريل هو عارف نايض (أستاذ فلسفة متخصص في العقائد ومقارنة الأديان،)، وهو باحث صوفي يشغل حاليا منصب سفير ليبيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. مثل جبريل، اشتبك نايض مع الإسلاميين في عام 2011 ولا يخفي طموحه للرئاسة.

في محادثات مع دبلوماسيين أجانب، وصف نايض الإخوان المسلمون بأنهم "فاشيون". وفي وقت سابق من هذا العام، انتقد علنا ​​مبادرة الحوار المقترحة من أجل ليبيا التي أطلقها الزعيم الإسلامي التونسي راشد الغنوشي، قائلا إنها لن يستفيد منها إلا حزبا واحدا، ويعني الإخوان.

وإلى جانب الشخصيات السياسية والعسكرية، فإن المصريين والإماراتيين لديهم أيضا أصدقاء أقوياء في مجتمع المال والأعمال. ومن هؤلاء، حسن تاتاناكي، القطب المالي المرتبط بالمصالح النفطية والبناء الذين عملوا مع ابن القذافي، سيف الإسلام، قبل عام 2011، وربما هو الشخص الأكثر تأثيرا في هذه الشبكة، بسبب ثروته الكبيرة. فهو يملك قناة تلفازية (ليبيا أولا)، ومعروف بعدائه الصريح والقوي للإسلاميين، ويصف نفسه بأنه "شريك" لحفتر، ويفتخر بكونه شخصية مكروهة للإسلاميين، حيث يرى كثير منهم أثرا ليده في كل مكان.
"بشكل واضح، أود أن أرى حظرا مفروضا على الإسلاميين، كما هو الحال في مصر"، كما يقول من مكاتبه في الإمارات، واستطرد قائلا: "لا أحب أن أرى الناس يستخدمون الدين في اللعبة السياسية. لذا، يجب حظر نشاط من يستخدم الدين".
وقال تاتاناكي إنه اقترح نقل مجلس النواب المنتخب حديثا (والمثير للجدل) إلى مدينة طبرق بشرق البلاد، في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجنرال حفتر، وأضاف أيضا أنه ساعد في تغطية تكاليف هذه الخطوة في أوائل أغسطس.

وبالنسبة إليه، فإن الصراع قائم حول قضايا أساسية:
"هذه حرب ضد المتطرفين الذين يحاولون السيطرة على ليبيا واستخدامها كنقطة انطلاق للتوسع في أماكن أخرى.

ورغم كل هذا، يقول الكاتب، فإن الغارات الجوية على طرابلس لم تحقق مراد تاتاناكي، فقد خسر فريقه، لكن يبدو أنه وحلفاؤه يستعدون لصراع طويل.
وبعد وقت قصير من انسحاب مقاتلي الزنتان من مطار طرابلس، تحدث تاتاناكي مع أحد أبرز زعماء ميليشيات الزنتان، ونقل ما قاله له: "قال لي نحن لن نتوقف، فلم نخسر الحرب، خسرنا معركة فقط".

(الترجمة/ خدمة العصر)

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن كادرا من السياسيين ورجال الأعمال وقادة الميليشيات يأملون الاستفادة من الهجوم الذي قامت به مصر ودولة الإمارات العربية على مواقع للميليشيات الإسلامية وتحقيق انتصارات على منافسيهم في الساحة الليبية خاصة الإسلاميين.

وقالت المجلة الأمريكية في تقرير أعدته ماري فيتزجيرالد إن "ليبيا أصبحت في مركز الصراع الإقليمي على السلطة بين رعاة الإسلام السياسي ودعاة سحقه"، مشيرة إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين هذا الأسبوع عن الغارات التي شنتها الطائرات الإماراتية من قواعد عسكرية مصرية ضد مقاتلين إسلاميين في العاصمة الليبية طرابلس لمنعهم من السيطرة على ميناء طرابلس الدولي.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعاون فيها المصريون مع الإماراتيين لضرب أهداف في داخل ليبيا، فقبل عدة أشهر قامت وحدات خاصة بالهجوم على معسكر للميليشيات شرق ليبيا.

وتشير المجلة إلى أن الصراع الإقليمي على النفوذ في ليبيا بدأ منذ عام 2011 الذي اندلعت فيه انتفاضة ضد نظام العقيد معمر القذافي، والتي دعمت فيها دولة قطر المقاتلين من أصحاب الميول الإسلامية فيما دعمت الإمارات القوى ذات التوجهات القبلية خاصة من تلك التي تنتمي لقبائل الزنتان غرب ليبيا.

وأخذت المنافسة بين قطر والإمارات بعدا جديدا بعد الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي، وهو تحرك رحبت به الإمارات بشكل كبير. وأدى الانقلاب على الإخوان والقمع الشديد لهم إلى دعم القوى المعارضة للإسلاميين في ليبيا وشعرت بالجرأة سواء كانوا من قادة الميليشيات أو السياسيين ورجال الأعمال والناشطين الذين عبروا عن أملهم بحدوث سيناريو في ليبيا مشابه لما حدث في مصر.

وفي المقابل بدأ الإسلاميون في ليبيا ينظرون لما حدث في مصر باعتباره مؤامرة إماراتية.

ففي نيسان/إبريل عبر الكثيرون عن دهشتهم عندما رفضت الإمارات السماح لعوض البرعصي، النائب السابق لرئيس الوزراء وعضو جماعة الإخوان المسلمين وحزبها " العدالة والبناء" زيارة الإمارات، مع أن البرعصي عاش في دبي لعدد من السنوات حيث عمل نائبا لمدير سلطة الكهرباء والمياه فيها قبل وأثناء الثورة الليبية.

وزاد من قلق الإسلاميين هو صعود نجم الجنرال الآبق خليفة حفتر والذي أعلن الحرب عليهم في بداية العام الحالي وله صلات مع مصر. وتعززت قوته من خلال الغارات الجوية على طرابلس الأسبوع الماضي، وهو ما قوّى موقف الإسلاميين بوصفهم يواجهون ثورة مضادة على الطريقة المصرية تلقى دعما من القوى المعادية لهم في ليبيا.

وترى المجلة أن الغارات الجوية تشير إلى مرحلة جديدة من التدخل المصري – الإماراتي في ليبيا ولكنها فشلت بتحقيق أهداف القاهرة وأبو ظبي على المدى القصير. فقد استهدفت الغارات مواقع تحالف من الميليشيات الإسلامية جاءوا من مصراتة، وأخرون من غرب المدينة.

وقام هذا التحالف بشن هجوم المطار أثناء رمضان في محاولة للسيطرة عليه وإخراج مقاتلي الزنتان الذين تحالفوا مع القوى المعادية للإسلامية وقوات الجيش وحفتر. واضطروا للخروج من المطار يوم السبت رغم الهجمات الجوية.

وترى المجلة أن عناصر مهمة تدفع نحو استراتيجية التعاون المصري – الإماراتي وتضم شخصيات ليبية تعيش في أبو ظبي وتعارض بشدة دور الإسلاميين في الحياة السياسية المصرية.

محمود جبريل يكره الإسلاميين


واحد من هذه الشخصيات هو محمود جبريل، وزير التخطيط في عهد القذافي، ورئيس الحكومة أثناء الثورة، واضطر للخروج من الساحة بعد قرار العزل السياسي الذي منع من عملوا مع النظام السابق من تولي المناصب الحكومية. ولم يخف جبريل أبدا كراهيته للإسلاميين، وخاض معركة مع الباحث الليبي المقيم في الدوحة علي الصلابي. ويقضي جبريل الآن معظم وقته في الإمارات العربية المتحدة، ويقول دائما إن ليبيا سيطرت عليها قوى يصفها بالمتطرفة.

مليقطة وكتائب القعقاع

الشخصية الثانية عبد المجيد مليقطة أحد الرموز المهمة في التحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل والذي حصل على مقاعد عدة في المؤتمر الوطني الليبي في انتخابات عام 2012. وهو شقيق عثمان مليقطة، قائد كتائب القعقاع، وهي ميليشيا تابعة لقبائل الزنتان وشاركت في العمليات القتالية الأخيرة، ووفرت الحماية لجبريل وزملائه في تحالف القوى الوطنية، واستعرضت في شوارع طرابلس عربات نقل عسكرية مصنعة في الإمارات العربية المتحدة. وقامت الكتيبة بالهجوم واحتلال عدد من مؤسسات الدولة في الآونة الأخيرة مثل وزارة الداخلية ومقر قيادة الجيش.

وفي شباط/ فبراير تلا مليقطة وعدد من قادة الكتيبة عبر التلفاز بيانا هددوا فيه باستهداف اعضاء المؤتمر الوطني إن لم يتم حله في غضون ساعات. وأدى هذا إلى تدخل مبعوث الأمم المتحدة في طرابلس واتصل مع جبريل لنزع فتيل الأزمة.

وبعد بدء حفتر حملته في بنغازي أعلنت كتائب القعقاع دعمها له وهاجمت مقر النواب الليبيين مستخدمة قنابل مضادة للطائرات وهاون ومقذوفات صاروخية.

وبعد أيام من الهجوم قال جميل الهبيل الذي قاد العملية على المؤتمر الوطني وتفاخر هو وزملاءه بالمغامرة وهاجموا الإسلاميين الذين قالوا إنهم اخترقوا وزارات الحكومة، ولكنهم ردوا بحذر حول الدور الإماراتي "ما العيب في الحصول على مساعدة إماراتية؟ فالجانب الآخر يحصل على دعم من قطر" قال الهبيل.

سفير يحرض

ومن المقربين لجبريل، عارف علي النابض، الباحث المؤثر في الصوفية والذي يعمل الآن سفيرا لليبيا في الإمارات، ومثل جبريل فقد اختلف نابض مع الإسلاميين في عام 2011. ولديه طموحات لأن يصبح رئيسا. وفي حديثه مع الدبلوماسيين الغربيين وصف نابض الإخوان المسلمين بالفاشيين. وفي بداية العام الحالي انتقد مبادرة الحوار الوطني لليبيا والتي شملت قائد الحركة الإسلامية التونسية راشد الغنوشي قائلا إنه سيفيد جهة واحدة أي الإخوان المسلمين.

وبالإضافة للرموز العسكرية والسياسية لدى الإماراتيين والمصريين رجال أعمال ومنهم حسن تتناكي، وهو رجل أعمال ليبي ولديه مصالح في تجارة النفط، والذي عمل مع سيف الإسلام نجل القذافي قبل عام 2011 ويعتبر الشخص الأكثر تأثيرا في شبكة الرموز الداعمة لمصر والإمارات بسبب ثروته الكبيرة. ويملك قناة تلفزيونية "أولا" والتي تعرف بمواقفها المعادية للإسلاميين.

ويقدم نفسه على أنه "شريك" لحفتر. ويفاخر بأنه شخصية مكروهة من الإسلاميين. وقال "من الواضح أنني أريد أن أرى قرارا يحظر الإسلاميين كما في مصر لا نقاش في هذا"، وكان تتناكي يتحدث من مكتبه في الإمارات "ولا احب أن أرى أناسا يستخدمون الدين في اللعبة السياسية، والجواب هو منع كل شخص يستخدم الدين".

ورغم أن الإسلاميين لم يحققوا نتائج جيدة في انتخابات البرلمان، إلا أن تتناكي يعتبرهم قوة مؤثرة في البلد "فلا يزالوا يسيطرون على ليبيا ولا يزال عندهم المال والسلاح، وهم في كل مكان فيما يتعلق بالتكنوقراط والبيروقراطية ولهذا فهم في موقع جيد" ويضيف أن "الشيء الذي لا يملكونه هو دعم الشعب".

ويقول تتناكي إنه هو من اقترح نقل أعمال المؤتمر الوطني المنتخب أعضاؤه للعمل من طبرق في المنطقة التي يسيطر عليها حفتر.

ويقول إنه ساعد في تغطية تكاليف الانتقال في بداية شهر آب/أغسطس. وقاطع النواب الإسلاميون اجتماعات طبرق واتهموا نواب المجلس الذين حضروا الجلسات بتصعيد الأزمة والتي حذر سفير ليبيا هذا الأسبوع أنها قد تتطور لحرب أهلية واسعة.

ولا يوافق تتناكي على من يقول إن أزمة ليبيا نابعة من الخلافات والتنافسات الجهوية بين النخب القديمة التي ينتمي إليها والنخب الجديدة التي ظهرت بعد عام 2011. وبالنسبة إليه فالنزاع هو بسيط "فالحرب هي ضد المتطرفين الذين يحاولون السيطرة على ليبيا واتخاذها مركز انطلاق للتوسع في مناطق أخرى".

وهذا هو ما يحضر في تغطيات تلفازه أولا. واكتشف تتناكي قوة الميديا "فهي تلعب دورا مهما لخدمتنا تماما مثل الدور الذي يلعبه الجيش". ويقول "فوجئت بالدور الذي تلعبه الميديا، إنها مخيفة، يمكنك تغيير مواقف الناس من اليمين لليسار بلحظة".

ويقول إنها تساعد، لأن سنوات حكم القذافي ودعايته جعلت الناس يدعمون الإسلاميين من كل الألوان "فقد اعتقد الليبيون أن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية على أنهم من القاعدة أو داعش وهذا ما فعلته دعاية القذافي من غسل للأدمغة"، و"لم ينظروا للحركات الإسلامية كحركات اجتماعية أو سياسية، وهم ينظرون إليها كحركات إرهابية. وقد ساعد هذا في خدمة قضيتنا".

وعلى ما يبدو فقد فرح تتناكي بالغارات الجوية الأخيرة على طرابلس، لكنه رفض التقارير التي تحدثت عن الدور المصري والإماراتي بدون أن يقدم رؤية بديلة قائلا "لعبة تكهنات".

وترى المجلة أن تزايد الدور المصري والإماراتي يعني أن شخصيات مثل تتناكي ستجد دورها يتزايد ضد منافسيهم، ولكن عليهم الانتصار أولا في الحرب ضد الإسلاميين.

ولم تحقق الغارات الهدف الذي يريده تتناكي وغيره، ويقول إنه تحدث بعد الغارات بفترة قصيرة مع أحد قادة الزنتان الذي اخبره أن الحرب "لن نتوقف، ولم نخسر الحرب ولكننا خسرنا معركة واحدة" وعلى ما يبدو فمعسكر تتناكي يحضر لحرب طويلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق