ما وراء زيارة السيسي للسعودية..تحالف حروب بالوكالة وعداوات
الترجمة:خدمة العصر
رأى مراقبون في زيارة رئيس عصابة الانقلابيين في مصر، عبد الفتاح السيسي، إلى جدة والمحادثات التي أجراها مع العاهل السعودي الملك عبد الله تأسيسا لتحالف عربي غير مسبوق معادٍ للإسلاميين يضم الإمارات والبحرين وبدرجة أقل الكويت والأردن واليمن.
وتشير بعض المصادر الإعلامية إلى أن السيسي حصل من الرياض على تأييد كامل للدور المصري في مفاوضات القاهرة بشأن مستقبل غزة.
ويتحدث متابعون عن تفاهم بين الملك السعودي والرئيس المصري يقضي بأن تتكفل القاهرة، نيابة عن الرياض، بالتعامل مع القضايا العربية والإقليمية الحساسة والمقلقة بتمويل مالي ودعم سياسي غير محدود من السعودية، وذلك لأن هذه الأخيرة "مشغولة بتحصين وضعها الداخلي من مخاطر وصول الاضطرابات والقلاقل إليها عبر تنظيمات متطرفة مسلحة مناهضة لها (أبرزها داعش) تمكنت من استقطاب أعداد من الشباب السعودي والانضمام إليها والقتال معها في سوريا والعراق حاليا، وربما تسللت إلى بعض مناطق المملكة عبر مجموعات دعم صغيرة.
وهو ما أرق الرياض وأشغلها عن أي دور مؤثر خارج حدودها أو بالأحرى تراجع نفوذها، لذا فإن الرياض تحاول التعويض عن ذلك بشراء الاصطفاف المصري في مواجهة التمدد الداعشي المثير المشبوه والمثير للجدل على حدودها مع العراق وتعزيز حرب العسكر الانقلابي للتيارات الإسلامية المناهض لانقلابه، وخصوصا جماعة الإخوان، ليس في مصر فحسب وإنما مطاردتها في أي مكان يمكن أن تصل إليه اليد المصرية بتمويل وتحريض وضغط سعودي تحت غطاء مكافحة "الإرهاب الإسلامي".
ويرى مراقبون أن ما تواجهه الرياض اليوم من "الأعباء الإقليمية الثقيلة"زادت بعد سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
والمهمة الأساسية لما يمكن اعتباره تحالفا مصريا ـــ سعوديا، إلى جانب مواجهة القاعدة بنسختها القديمة والجديدة المتمردة، هزيمة التيارات الإسلامية السياسية وتكسير عظامها ومطاردة تأثيرها، في وقت حساس تمر به القيادة السعودية على المستوى الداخلي تريد التفرغ لترميمه وتأمين عملية الاستخلاف ومستقبل الحكم، خصوصا وأن ما يجمعها مع العصابة الانقلابية في مصر من محاربة الحركات الإسلامية السياسية، وخصوصا جماعة الإخوان، يغري بصفقة أوثق وأعمق، وهو ما يفسر الصمت السعودي الرسمي المثير في العدوان على غزة والاكتفاء ببيان دعم مبادرة العار المصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق