الأحد، 5 أكتوبر 2014

حوار مع الدكتور محمد عبدالمقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح

حوار مع الدكتور محمد عبدالمقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح
"عبدالمقصود": أمير قطر لا يُظلَم عنده أحد أبداً
عبد المقصود يتحدث لـ"بوابة الشرق".. تصوير: أمير طمبل
أجرى الحوار: عبدالحميد قطب
قال الدكتور محمد عبدالمقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح إن الانقلاب العسكري في مصر سيسقط عند آخر قناع يسقط عن من خدعونا وأوهمونا بأنهم مع الشرعية والحق، مُعتبراً أن هناك أقنعة كثيرة قد سقطت، سواء على مستوى الدول أو الجماعات أو التيارات الإسلامية السلفية..
وقارن "عبدالمقصود" خلال حواره مع "بوابة الشرق" بين الوضع الحالي في القصر الرئاسي وبين فترة الرئيس محمد مرسي، قائلا إن محمد مرسي كان حريصا كل الحرص على ألا تكون هناك نفقات زائدة أو أي صورة من صور البذخ داخل القصر الرئاسي، ضارباً مثلاً بحضوره حفل إفطار في القصر الرئاسي دعا إليه مرسي، وكان على "قطعة دجاج وبطاطس"، وكانت على نفقته الشخصية، متوجهاً بالشكر لدولة قطر حكومة وشعباً، مؤكداً أن أمير دولة قطر "لا يُظلم عنده أحد أبداً"..
 وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار.
** الآن بعد مرور أكثر من عام على عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة، نود منكم أن تصفوا لنا المشهد الآن، وهل تحقق لأنصار الشرعية ما يريدون، أم تحقق للسلطة الحاكمة؟
بالتعبير الدارج، الكرة لاتزال الآن في الملعب، ولم يحسم الأمر، فإن كان السيسي والانقلابيون معه قد استولوا على الحكم، فأنت ترى الآن أن الوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته والحالة الاقتصادية متردية جدا، وهذا ما يجعل الشعب بالطبع لا يوافق عليه ويعارضه، حتى وإن حاول الانقلاب إيهام الخارج أن الأغلبية معه، وليس الأمر كذلك، ولو كانت الأغلبية معه ما أغلق الطرقات والميادين بهذه الطريقة.
** يفهم من كلامك أن مؤيدي السلطة الآن يتناقصون؟
هذا صحيح، لكن هذا الانقلاب لن يسقط كما قلت مسبقا، إلا بعد أن تسقط أقنعه كثيرة لم تسقط من قبل، وأن يُسلط على أتباعه من قبل المولى عز وجل، مصداقا لقوله تعالى (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) فكلمة الخبيث تقصد أنه لم ينكشف أمره بعد وسيستمر الابتلاء إلى أن ينكشف الخبيث، وكذلك فإن من اتبع السيسي في هذا الانقلاب جلهم مضلل، لذا لزم بعض الوقت حتى يتضح لهم حقيقة هذا الرجل، عندها سيرجعون، ولكن لن يرجع من طمس الله على قلوبهم.
** وهل هناك أقنعة لم تسقط بعد؟
نعم هناك أقنعة لم تسقط بعد.
ممثل خطير
** وما هي أبرز الأقنعة التي سقطت؟
على مستوآ الدول، لم أكن أتصور أن دولة مسلمة ترعى هذا الانقلاب، رغم أن علماءها ومشايخها هم أكثر من رفعوا لواء عدم الخروج على الحاكم، حتى وإن ضربك أو جلد ظهرك، ثم لما انقلب السيسي على أول رئيس منتخب في تاريخ مصر وجدناهم يؤيدون ويدعمون من انقلب عليه.
هذا على مستوى الدول، أما على مستوى الجماعات، فقد وجدنا من يزعمون أنهم ليبراليون هم فاشيون لا يمتون لليبرالية بشيء، والليبرالية عندهم أن ينتزعوا الأمر انتزاعا وأن يضحدوا الآخريين بعلم وبغير علم، وكذلك العلمانيون، فلو أن الأمر حسم لغيرهم ما قبلوه أبداً.
أيضاً على مستوى الجماعات السلفية، فمثلا الرئيس مرسي عندما سمح بالسياحة الشيعية في أضيق الحدود وقام الرجل بشرح هذا الأمر بنفسه في لقاء مع جميع المشايخ، وقال إنني أصدرت أوامر أن أي شخص شيعي يخرج عن الخط تصرفوا معه فوراً بالقانون أو بغيره، فما كان من أتباع السلفية إلا أن هاجموه على هذا الأمر وزعموا أنه يريد أن يشيّع مصر.
علماً بأن الرئيس مرسي قد تسلم البلاد خربة وتعرض لحصار اقتصادي عربي وغربي، ما جعله يذهب إلى العراق كي يستورد النفط، لأن دول الخليج رفضت مساعدته وكذلك مُنع الاستثمار في مصر، حتى عندما أراد أن يأخذ قرضاً من صندوق النقد الدولي خرج عليه أنصار حزب الزور وقالوا: هذا ربا.. هذا ربا، أين تطبيق الشريعة، وكأنهم يريدون تطبيق الشريعة بين عشية وضحاها، وعندما ذهب إلى إيران خرج عليه أحد دعاة السلفية لكي يقول له، والله لن يمكن الله لك، فهل الآن يستطيع هؤلاء أن يتكلموا بنفس الطريقة مع الطواغيت مثل مبارك والسيسي، وأين الآن مقولة أحدهم (أيها المرسي)، ولعلمك، هذه الخطبة التي قالها أحد الدعاة وذكر فيها الرئيس مرسي بقوله (أيها المرسي) انتشرت بين سائقي الميكروباص بصورة مريبة، وهذا بالطبع فعل المخابرات، وقد يكون مقبولاً أن يستهدف الرئيس مرسي من المخابرات أو من الجيش، أما أن يستهدف من التيار الإسلامي، فهذ أمر غير مقبول.
** ولكن ألم يكن الرئيس مرسي أدرى بشخصية السيسي، فلماذا إذا أبقى عليه طيلة هذه المدة؟
أنا قابلت السيسي 4 مرات مع الهيئة الشرعية، وهو ممثل خطير بمعنى الكلمة، وأنا شخصيا كان عندي عليه علامات استفهام كثيرة، فهو كان رئيس جهاز الاستخبارت في عصر مبارك، ولذا كنت دائما أسال الرئيس مرسي عن الجيش، فكان رده الجيش كويس جدا جدا جدا، ولا أدري لماذا كان يقول ذلك.
** وهل كان الدعاة السلفيون يتعاونون مع الرئيس مرسي؟
بالطبع لا، فأحد الدعاة التقى بأقطاب العلمانية، بحجة أن الرسول شارك المشركين في المدينة، وعندما رددت عليه، قال لي إن الرئيس مرسي أُعجب بلقائي بهم، وقال أنا في انتظار خطبتك القادمة، فذهبت إلى الرئيس مرسي وسألته، هل أنت معجب بفعل الشيخ فلان ..فقال لا واستغرب الرئيس مرسي بأن يكون هذا الشخص أحد الدعاة المشاهير ويكذب بهذه الطريقة.
** وهل خدعكم أيضاً السيسي أنتم كمشايخ؟
في أحد لقاءاتي به، كان يظهر تديناً مبالغا فيها، وذكر لي أن ابنه سأله يا أبي "هوّ مبارك هيفضل كاتم على أنفاسنا لحد امتى" فقلت له "يابني مفيش حاجة بتحصل غصب عنا، كما كان يقول لنا خلوا بالكم من الإعلام وامسكوه واتحكموا فيه وبعد خروجنا من المكان خرج معي وكنت أنا على يمينه أمام باب الخروج فطلبت منه الخروج أولا، فقال لي لا اليمين أولا يعني أنا.
وكان يتصل بزوجته ونحن معه ليسألها هل محفظ القرآن حضر للأولاد ولّا لأ، وكان يدعي أنه صائم كلما التقيناه وكان يصطنع البكاء في الصلاة حتى أنه بعد أن تولى منصب وزير الدفاع طلب من أحد الدعاة الذي حكى لي الواقعة بنفسه، أن يحضر إليه كي يصلي به إماماً وطلب منه أن يطيل الصلاة وظل يبكي وهو يصلي اصطناعاً.
أذرع متكسرة
** لكن يبقى أن الشيخ حازم صلاح كان سبّاقا في كشف حقيقة السيسي؟
نعم هذا صحيح، لكن الشيخ حازم لم يكن على القدر الكافي من تولي رئاسة الجمهورية، فمن يريد أن يتولى الرئاسة، لا بد أن يكون له عدة أذرع، ذراع أمني، وذراع عسكري؛ لكي يرد أي عدوان خارجي، وذراع سياسي كحزب يروج له، وذراع ديني أيضا، وهذه الأذرع كانت عند الشيخ حازم متكسرة، وأنا قلت في ميدان النهضة قبل انتخاب الرئيس مرسي، إن أحد أهم أسباب اختياري للرئيس مرسي هو أن له ظهرا يؤيده، وهي جماعة الإخوان التي هي أكبر الأحزاب السياسية، كما أن الرئيس مرسي شخصيا قد اختير أفضل برلماني ثم إنه عالم في مجاله العلمي، كما أنه داعية حافظا لكتاب الله، وللأسف الشيخ حازم سبق واتهمنا بأننا عملاء لمجلس العسكري، ونحن نسامحه على ذلك، رغم أنني لست منافسا له ولم أتكسب من نصرة الدنيا.
** فيما يخص العسكر، هل بالفعل قام صدقي صبحي بضرب الرئيس مرسي لكي يجبره على التنحي؟
نعم هذا ما قاله الوزير أحمد مكي، بأن صدقي صبحي ضرب الرئيس في كتفه، وقال له استقيل، فرفض الرئيس، فقال له هنخليلك الشوارع دم.
** ماذا تقول لدولة قطر؟
هذه الدولة قد آوتنا عندما منعنا من دخول بلاد كثيرة، وأنا عندما خرجت من مصر لم أكن أعلم إلى أين أتوجه، ونحن نقدر حجم الضغوط عليها، وأنا أقولها كلمة لله، إن أمير هذه البلاد كملك الحبشة (لا يُظلم عنده أحد أبداً)، ولا أستطيع سوى أن أشكرهم؛ لأنهم كانوا حضناً لنا ومأوى لنا، وأنا أقول هذا الكلام، ومن الممكن أن أغادر غداً، لكن هذا لا يمنع أن أقول كلمة حق، وليس تملقاً لأحد، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
*******
يُمكنكم قراءة المزيد من التفاصيل على صفحات "الشرق" غداً الإثنين.. وإلى أهم العناوين التي جاءت في الحوار:
القصاص لدماء الشهداء وعودة الرئيس مرسي من أهم مطالب الثورة الآن
الانقلاب العسكري في مصر سيسقط مع سقوط آخر الأقنعة التي خدعتنا طوال الفترة الماضية
تلقيت حكم الإعدام بالضحك فأجلي بيد ربي وليس بيد بلطجية القضاء
أنصار الليبرالية والعلمانية في مصر فاشيون ومنهجهم هو إقصاء التيار الإسلامي عن الساحة بأي شكل
من يزعم أن الرئيس مرسي لم يفعل شيئاً للإسلام عليه أن يراجع ما قاله وزير خارجية الانقلاب
مرسي لم يتقاضَ راتبه وأفطرنا عنده في قصر الرئاسة على قطعة دجاج وبطاطس وعلمنا بعدها أنها من جيبه الخاص
بعض الضباط الملتحين وظّفهم أمن الدولة لإحراج الرئيس وبعضهم كان حزب النور يستغلهم كي يسخنوا على الرئيس
السرجاني أفتى بعد ثورة يناير بجواز الخروج على الحاكم الظالم وقال إنه يؤصل لثورات الربيع العربي ثم تراجع عما قال
سويسرا أعلنت أنها وصلتها بعد الانقلاب 65 مليار دولار من مصر
كنت أسأل الرئيس مرسي عن الجيش فكان يرد علي بأن الجيش "كويس جداً جداً".. ولا أدري لماذا كان يقول ذلك
الشيخ حازم أبوإسماعيل اتهمني بأنني عميل للمجلس العسكري وأسامحه على ما قاله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق