حديث النساء
محمد جلال القصاص
لم يكد الزمان يمضي حتى أسلمت النساء، وتزينت لأعدائه، وتدللت لأعدائه، وولدت لأعدائه؛ ولعنته وأمثاله!!
خسر الدنيا والآخر، ذلك هو الخسران المبين، والسبب: ثناء النساء!!
{بسم الله الرحمن الرحيم }
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أظهر أبو البختري مروءةً حال تعذيب المسلمين في مكة في موقفٍ أو موقفين، فكافأه أكرم الناس –صلى الله عليه وسلم – بأن أوصى أصحابه أن لا يقتلوه يوم بدر.
تذكره الحبيب، صلى الله عليه وسلم، دون أن يُذَكِّره به أحد. تذكره وقد حضر القتال والمسلمون بلا عدد ولا عتاد.
تذكره وقد خرج (أي أبو البختري) يحمل السلاح مقاتلًا مع قومه ولم ينثني كما فعل بنو زهرة ومن معهم. تذكره وأوصى به خيرًا وهذا من شدة كرم النبي –صلى الله عليه وسلم - واكتمال مروءته.
وحضر الموتُ أبا البحتري.. التقاه أسدان من أسد الصحابة فناداه: يا أبا البختري قد أوصانا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن لا نقتلك، فقال: وصاحبي (وكان معه رجل آخر من المشركين يقاتلان سويًا) فأجاب الصحابيان: أما أنت فنعم وأما صاحبك فلا. فرد أبو البختري: وتتحدث النساء أني أسلمت صاحبي للقتل؟!!. وتقدم للقتل لتذكره النساء بخير. آثر فراق الأهل والدار طلبًا للذكر عند النساء ... خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، والسبب: ثناء النساء!!
وعَلِمَ أمية بن أبي الصلت من كتب الأولين أن الله سيرسل في الأميين رسولًا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وظل يبشر بمقدم نبي، ومن بني هاشم؛ وحين جاءه ما عرف كفر به!!
سأله أبو سفيان بن حرب (وكان صديقًا وقريبًا له فقد كان بنو عبد مناف أخوالًا لأمية بن أبي الصلت): خرج من كنتَ تبشر به فلم لا تتبعه؟!
فقال: كنت أحدث نساء ثقيف (بنات عمه وجيرانه) أني أنا هو فماذا أقول لهن الآن؟!
ومات كافرًا. رحل إلى نارٍ موصدة، نارٍ تطلع على الأفئدة، إلى أنكالٍ وجحيمٍ وطعامٍ ذا غصة. إلى عذاب لا يفتر عنه. ولا يخرج منه رجاء أن يبقى ذكره حسنًا على ألسنة النساء!!
ثم ماذا؟
لم يكد الزمان يمضي حتى أسلمت النساء، وتزينت لأعدائه، وتدللت لأعدائه، وولدت لأعدائه؛ ولعنته وأمثاله!!
خسر الدنيا والآخر، ذلك هو الخسران المبين، والسبب: ثناء النساء!!
والتقى أهل العراق وأهل الشام في أحد مشاهد الجد التي سطرتها هذه الأمة دفعًا للظلم وإظهارًا للرقي في الخلاف وإنْ بقتال، مقارنةً بغيرها من الأمم على مر التاريخ، يَقْدُمُ أهلَ العراق الكريم الشجاع الوضيء مَن جمع بين أجمل وأشرف امرأتين في زمانه (فاطمة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين) وحضر الموتُ خَلْفَ أمانٍ لعبد الملك بن مروان، وناداه من يحمل الأمان: قد أعطاك أمير المؤمنين الأمان وابنك، فأجاب: أما أنا فلا. إن هذا موقف لا ينصرف منه شريف إلا غالب أو مقتول.
أخذته المروءة فأردته قتيلًا .. وكم قتلت المروءة؟! ورحم الله أبا تمام حين ثرى أحد أبطال المسلمين بقوله:
[عليك سلام الله وقفا فإنني ** رأيت الكريم الحر ليس له عمر]
قبل موته نادى ولده الأكبر عيسى- وكان بجواره-: تقدم يا بني وخذ أمان عمك (عبد الملك بن مروان)، لا تفجع أمك بمقتلك فأجاب: وتتحدث النساء أني أسلمتك للقتل؟!!
قتل شابًا ، في قتال داخلي... وبعد أن ظهرت الهزيمة وشخص الموت على رمية حجر ، كي يبقى ذكره حسنًا بين النساء!!
وتستطيع بسهولة حين يتحدث إليك قرين في الهاتف أن تعرف أقريب هو من "النساء" أم بعيد؟!، إن كان يتجرأ عليك، ويناديك باسمك مجردًا، أو بـ "أبو فلان"، ويفتح شدقيه، ويستدعي الماضي والحاضر، يطاول ويفاخر فهو بين النساء.. أو تراه عيون النساء.. يحاول التجمل في أعينهن؛ وإن كان يحدثك خاشعًا يعرف قدرك، ويحفظ مودتك، ويخفض جناحه. فهو بعيد عن عيونهن .. .
وتطلعهن الأيام إن كن غير ذلك، ولكنهن في الأخير يرين بوضوح، ويرحلن من تحت الأدعياء حقيقة أو حكمًا. فإلى الله، فالقلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء.
لم يعد أمر النساء يخفى، ولم يعد يصلح إهمالهن كأحد أهم دوافع الحدث.
نعم هن من أهم دوافع الحديث طلبًا لثنائهن في مجالسهن أو بما يَقْدمن عليه فعلًا لما لهن من إمكانات شخصية.
أعتقد أن من الواجبات الآن تطوير اقتراب جديد في تحليل الظواهر الاجتماعية خاص بالنساء.. أن ندخل على الظواهر من من طرق منها طريق النساء... كي نرى بوضوح.
محمد جلال القصاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق