وسطية رابطة العالم الإسلامي بين القرضاوي وتونى بلير!!!
الكاتب فرج كندى
عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”
نوفمبر 6, 2021
رابطة العالم الإسلامي منظمة إسلامية مقرها مكة المكرمة ، تُعنى بإيضاح حقيقة الدين الإسلامي، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع.
هكذا هو تعريف أو التعريف برابطة العالم الاسلامي, على انها إسلامية ومقرها مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهوى قلوبهم جميعا, ولا يوجد في الأرض مكان اقدس منها .
أُنشئت الرابطة بموجب قرار صدر عن المؤتمر الإسلامي الذي عقـد بمكة المكرمة في ذي الحجـة1381هـ. الموافق 18 من مايو 1962م) .
وتُمثًل هذه الرابطة بصفتها الإسلامية في كل من:
– هيئة الأمم المتحدة بصفة عضو مراقب بـالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية غير الحكومية ذات الوضع الاستشاري.
– منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب؛ تحضر مؤتمرات القمة، ووزراء الخارجية، وجميع مؤتمرات المنظمة.
– منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بصفة عضو.
– منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بصفة عضو.
وميثاق الرابطة ينص على أن أعضاء رابطة العالم الإسلامي الممثلين له تمثيل عقيدة وايمان .
وتستخدم الرابطة في سبيل تحقيق أهدافها، الوسائل التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
أولها : التعريف بالإسلام وبيان حقائقه وقيمه السمحة وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال في وعي الأمة المسلمة, وبذل الجهود الممكنة في علاج وحل قضايا الأمة المسلمة، ودفع عوامل النزاع والشقاق و العناية بالتواصل الحضاري ونشر ثقافة الحوار.
الاهتمام بالأقليات المسلمة وقضاياها، والتواصل معها لعلاج المشكلات التي تواجهها في حدود دساتير وأنظمة الدول التي يوجدون فيها, والاستفادة من موسم الحج بإتاحة الفرصة لاجتماع العلماء والمثقفين, ومسؤولي المنظمات لتقديم الحلول العلمية لرفع مستوى المسلمين في العالم للحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة وتعزيز مكانتها في العالم وتحقيق وحدتها.
ولتحقيق هذه الاهداف السامية لم تجد رابطة العالم الإسلامي في الجامعات والمؤسسات والجمعيات العلمية, ولا الشخصيات العلمية من له القدرة على تحقيق اهم اهدافها لنشر الوسطية في الشباب المسلم.
مما دفع رئيس رابطة العالم الإسلامي د. محمد العيسى في 15يوليو 2021م، ، إلى توقيع اتِّفاقيَّة – وصِفت بالتَّعاونيَّة – مع ؛؛ معهد توني بلير للتَّغيير العالمي ؛؛.التَّابع لرئيس الوزراء البريطاني السَّابق، ,, توني بلير,, الذي ترأس مجلس وزراء بريطانيا في الفترة ما بين ( 1997 و2007 ) .
شارك ,, بلير ,, خلال رئاسته للوزراء الولايات المتحدة سياستها المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وأرسل قوات بلاده للمشاركة في غزو العراق جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية، عام 2003.
وبعد استقالته من منصبه، في يونيو 2007، عُين ,, بلير,, مبعوثاً للجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام بالشرق الأوسط، واستقال منها في يونيو 2015.
وقد ساهم بلير هذا بقراراته وتحالفه مع الرَّئيس الأمريكي السَّابق،, جورج دبليو بوش،, في تدمير أفغانستان والعراق،
كما أنه يمثل عقل مدبر للقوى المخططة للثورات المضادة الَّتي استهدفت حريات الشعوب العربية التي عرفت بالربيع العربي .
إن المستهدف من الاتفاقية المبرمة, و التي عرفت باسم ( برنامج الجيل العالمي )، تدشين شراكة بين ” رابطة العالم الإسلامي ” التي من المفترض انها تمثل منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة لكل المسلمين!!!, و ( معهد توني بلير للتَّغيير العالمي )!!! الذي يحمل إرث العداء للإسلام ممثلا في شخص ,, توني بلير ,, ذاته.
معهد ,, توني بلير للتغيير العالمي,, :
هو منظمة أنشأها رئيس الوزراء البريطاني السابق ,, توني بلير ,, والتي تعلن أن هدفها الاساسي الذي أقيمت لأجله, هو جعل العولمة تساعد البلدان وشعوبها وحكوماتها على مواجهة بعض أصعب التحديات في العالم , بالإضافة إلى دوره في ما يعرف بعملية السلام في الشرق الأوسط .
وهذا المعهد يقوم على تقديم تصوراته بشأن الإسلام والجماعات والحركات والدعوات الإسلامية للأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية والاسلامية والمنظومة الدولية الغربية، ويسعى إلى إدانتها ووضعها في دائرة الاتهام والشك, وتشويهها والمنتمين إليها بكل وجه وصورة لحاجة في ؛؛ نفس بلير والغرب ,, ومن دار في فلكهم .
وبالرغم مِن سمعة ,, توني بلير,، وعدائه للإسلام، والشبهات التي تحوم حوله وحول معهده وما ينتج عنه مِن دراسات معادية للإسلام والمسلمين، إلا أنَّ الرابطة الإسلامية برئاسة ,, العيسى,, اختارت أن توقع معه اتفاقية تستهدف ( 100 ألف مِن الشباب المسلم ) وصِفت – بالتعاونية – مع ,, معهد توني بلير للتغيير العالمي,، لنشر فكر الوسطية والاعتدال والتسامح في أوساطهم!! .
ولا ندري أي وسطية سوف ينشرها بلير ومعهده بين الشباب المسلم هل وسطة الصليبية المسيحية أم وسطية العلمانية الليبرالية الأوربية التي يعتنقها بلير أو وسطية النسخة الجديدة التي ابتُدعت باسم الدين الجديد ( دين الابراهيمية ) ؟! أو منهجية دولة الصين الشيوعية مع مسلمي ( الأيغور ) في ( تركستان الشرقة ) بالاعتقال في معسكرات جماعية لتحويل المسلمين عن دينهم واجبارهم على الافطار في رمضان وشرب الخمر واكل لحم الخنزير.
هذا ما سوف تكشفه الأيام القادمة من خلال ما تنتج اتفاقية رابطة العيسى مع معهد بلير في الوسط الإسلامي من افكار وتصورات عجزت عن إنتاجه المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي. كا الأزهر والأسمر, والزيتونة والقرويين, وغيرها كما يرى العيسى ومن خلفه .
ولا يخفى على أي مسلم أن ،, توني بلير,, الذي كان رئيساً لوزراء بريطانيا في الفترة ما بين ( 1997 و2007 )، قد شارك خلال رئاسته للوزراء الولايات المتحدة سياستها المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وأرسل قوات بلاده للمشاركة في غزو العراق جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية، عام 2003.
وبعد استقالته من منصبه، في يونيو 2007، عُين ,, بلير ,, مبعوثاً للجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام بالشرق الأوسط، واستقال منها في يونيو 2015.
وقد ساهم بقراراته وتحالفه مع الرئيس الأمريكي السابق،, جورج دبليو بوش،, في تدمير أفغانستان والعراق،
كما أنه يمثل عقل مدبر للقوى المخططة للثورات المضادة التي استهدفت حريات الشعوب العربية التي عرفت بالربيع العربي الذي اطاح بعدد من الحكام العرب في ثورة شعبية عارمة .
ويستهدف من الاتفاقية – بلير العيسى – التي عرفت باسم ؛؛ برنامج الجيل العالمي؛؛ تدشين شراكة بين رابطة العالم الإسلامي, والتي تمثل منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة، وواجهة للشعوب المسلمة، و«معهد توني بلير للتغيير العالمي» الذي يحمل إرث العداء للإسلام وحقد على المسلمين .
المعهد يقوم على تقديم تصوراته الثابتة والمسبقة عن الإسلام والجماعات والحركات والدعوات الإسلامية المناهضة للأنظمة الحاكمة في المنطقة, والسياسات الغربية الاستعمارية, ويسعى إلى إدانتها وتشويهها ومنتسبيها بكل وجه وصورة .
وكما أبعدت منظمة المؤتمر الاسلامي جميع المؤسسات العلمية الإسلامية واستبدلتها بمعهد ,, طوني بلير للتغيير العالمي ,, فأنها استبدلت جميع علماء الإسلام المعاصرين مثل شيخ الأزهر, أو الشيخ يوسف القرضاوي مؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, وإمام المنهج الوسطي المعتدل, وواضع اصوله وقواعده حتى عُرف بمؤسس ( المنهج الوسطي وإمام الوسطية ) إبان انتشار الغلو, والفكر المتطرف في سبعينات القرن الماض, ( بطوني بلير ) عدو الإسلام وقاتل المسلمين .
ومن أهم ما يتميز به ( الإمام القرضاوي ) أنه عالم معتدل، لا يجنح إلى الغلو، ولا يميل إلى التسيب، لا إفراط ولا تفريط، لا عنف ولا ميوعة، فهو وسطي في فكره وفقهه، وممارساته، وهو ما نص عليه في لقائته ومحاضراته وكتبه التي تدل من عناوينها على ذلك، فمنها: (الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف) و(الاجتهاد المعاصر بين الانضباط والانفراط)، وكل ما جاء في كتبه يدل على أن موقفه وسط بين موقفين، وليس معنى الوسطية عند ( القرضاوي ) الإمساك بالعصا من المنتصف، بل الموقف المبني على الدليل من كتاب أو سنة .
وكلما كانت لديه فرصة للميل للتيسير يسر على الناس وفق منهج علمي تأصيلي لا زيغ فيه ولا شطط, ومما عُرف عن القرضاوي انه اتخذ منهج التيسي, وعدم التشدد منذ أول كتاب ألفه ( الحلال والحرام في الإسلام) . عُرف بالميل إلى التيسير، وهو ما جعله هدف لمهاجمة المتشددون فيما بعد، حتى أطلقوا على كتابه: (الحلال والحلال في الإسلام ).
اتهموه أنه لم يحرم شيئا، فكان يرد عليهم بقوله: بل عليهم أن يكتبوا هم كتابا يسمونه ( الحرام والحرام في الإسلام ) لأنهم لا يحلون شيئا، وإن وجد عليه الدليل ووقف القرضاوي بالمرصاد لكل ظواهر التشدد والتطرف في عالمنا الإسلامي، لأنه يرى هذه الظاهرة تضر بالإسلام والمسلمين.
لقد شهد أهل العلم والفكر في العالم العربي والغربي من الراصدين لفكر القرضاوي، بأنه نموذج ورمز للوسطية والاعتدال، لا يخالف في ذلك إلا بعض الكتاب الذين يلوون أعناق الحقائق، لموقف القرضاوي من القضايا العادلة التي لا يحبون حديثها عنها، كقضية فلسطين، والظلم والاستبداد.
أُسِّس (مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد) عام 2008. وهو يعمل على تعزيز مفهوم الوسطية، وإحياء الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال البحث العلمي. وتتمحور رؤيته حول إقامة مجتمع مبني على الوسطية، والتعاون المنفتح، والعدالة المستنيرة، مدعمًا بالمعرفة التي تتفاعل مع القضايا المعاصرة، كالديمقراطية، والاقتصاد، وحقوق الإنسان، ودور المرأة والعائلة، والمشكلات البيئية، وتحديات الحرب والسلام، والعنف، والإرهاب، والتخلف، والفساد.
وبعد كل ما عُرف عن المؤسسات الإسلامية العلمية الكبرى المشتغلة بالعلوم الإسلامية من عقيدة وقفه ودعوة وحديث واصول, ودور كبير في نشر الاسلام الوسطي المعتدل. فلم تجد رابطة العالم الاسلامي خير ولا انفع ولا اصلح لشباب المسلمين إلا ما ياتي من ,, معهد طوني بلير للتغيير العالمي ,, وكأنه خير ما يصلح لتغيير ابناء المسلمين وتعليمهم الوسطة , وأن افضل استاذ وقدوة لهم كمعلم للوسطية هو طوني بلير.
عجبا لهم كيف يحكمون واعجب لهم بمن يقتدون….. !!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق