الثلاثاء، 22 أغسطس 2023

احذروا الزيغ قليله قبل كبيره ،،

 احذروا الزيغ قليله قبل كبيره ،،

صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية


الزيغ لا علاج له فى الدنيا ،،، فليس الزيغ شهوات ولا جهالة علمية فقط فالزيغ يبدأ وينموا فى الطفولة وما بعد الرضاع ومن الجهل بتعلم الجغرافيا والتاريخ
احذروا_الزيغ ..
قال تعالى:
( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)!.
نعوذ بالله من الزيغ بعد الهدى ..
يبدأ الزيغ من التنشئة فى عمر الطفولة ويرسم حدود الولاء على جغرافيا صغيرة تسمى دولة ونظام حكم لا أمة مترامية الأطراف فيصنع حدود فى الذهن غير محسوسة ولا مدركة فإذا قرأ وتعلم تزايدت الحدود الذهنية كالسجن الذى يحول بينه وبين رؤية الكون فينظر للخارجى عنه من ثقب فى جدار وبآلة ذهنية مستوحشة له أو مندهشة به فيكون عدوا لها أو أسير لها فتصير رؤيته محدودة مشوهة وعند مطالعة القرآن والسنة تصارعت نفسه وعقله ومشاعره ووجدانه وأيهما انتصر فى نفسه كان له اما النظر من الثقب أو تسليم ذهنه وعقله وقلبه ومشاعره للقرآن فينظر فى براح ومن ابواب متسعة بسعة الكون للحقائق فيحيط بأكبر مساحة وأكثر معالم للكون والسنن التى تجرى فيه ويجرى عليها ناموس الكون ومن هنا يتحرر فى النظر والبصر والعقل والوجدان فيدرك الحقائق ويطلب العلم بقلب سليم وبصر صحيح وعقل حر فيكون أبن أمة لا تغيره تقلب الأيام ولا تقلب الصور والشواهد لأضادها فلا يزيغ عن الحق ،،،
ولكن ابن الجغرافيا المحدودة والتى نشأ فيها وانتمى إليها يتسرب لعقله وبصره ووجدانه الزيغ صغيرا فينشأ زائغ البصر زائغ القلب زائغ الوجدان والمشاعر ينظر إلى الحق والقرآن من ثقب الجغرافيا فيعتل قلبه فيأول كل محكم لمتشابه ويأول المتشابه لمحكم ويلبس الحق بالباطل ويفتى بالضلال من القول وينصب الولاء والبراء على أضيق مكون انسانى أو جغرافى فتشب فى روحه العصبية العمياء وعادات الجاهلية الأولى ثم يزعم أنه الإسلام النقى والحق وما بعده إلا الضلال وهو بخلاف إبن القرآن والعقيدة وحامل الرسالة والناظر للكون من أوسع مكان والمتحرر من الحدود الذهنية والجغرافية والعادات والأعراف والتقاليد الموروثة والحضانات الحديثة لسيكس بيكو وحتى ما قبلها ،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق