الأربعاء، 30 أغسطس 2023

أنور الجندي.. راهب الثقافة والفكر

  أنور الجندي.. راهب الثقافة والفكر

د. يوسف القرضاوي

في مثل هذا اليوم توفي الكاتب الإسلامي المرموق الأستاذ أنور الجندي راهب الثقافة والفكر ومعلم الشباب.

علمت أن الكاتب الإسلامي المرموق الاستاذ أنور الجندي قد وافاه الأجل المحتوم وانتقل إلى جوار ربه منذ يوم الاثنين 28 يناير 2002م، بلغني ذلك أحد اخواني فقلتُ: يا سبحان الله، يموت مثل هذا الكاتب الكبير المعروف بغزارة الإنتاج وبالتفرغ الكامل للكتابة والعلم، والذي سخر قلمه لخدمة الاسلام وثقافته وحضارته ودعوته وأمته أكثر من نصف قرن، ولا يعرف موته إلا بعد عدة أيام، لا تكتب عنه صحيفة، ولا تتحدث عنه إذاعة، ولا يعرف به تلفاز!!

كأن الرجل لم يخلف وراءه ثروة طائلة من الكتب والموسوعات في مختلف آفاق الثقافة العربية والإسلامية، وقد كان عضوا عاملا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ومن أوائل الاعضاء في نقابة الصحفيين، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960م.

لو كان أنور الجندي مطربا أو ممثلا لامتلأت أنهار الصحف بالحديث عنه، والتنويه بشأنه، والثناء على منجزاته الفنية. ولو كان لاعب كرة لتحدثت عنه الأوساط الرياضية وغير الرياضية، وكيف خسرت الرياضة بموته فارسا من فرسانها، بل كيف خسرت الأمة كلها بموته نجما من نجومها؛ ذلك أن أمتنا تؤمن بعبقرية "القدم"، ولا تؤمن بعبقرية "القلم".

مسكين أنور الجندي، لقد ظلمته أمته ميتا كما ظلمته حيًّا، فلم يكن الرجل ممن يسعون للظهور وتسليط الأضواء عليه، كما يفعل الكثيرون من عشاق الأضواء الباهرة، بل عاش الرجل عمره راهبا في صومعة العلم والثقافة، يقرأ ويكتب ولا يبتغي من أحد جزاء ولا شكورا، كأنما يقول ما قال رسل الله الكرام: وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين.

منذ كنت طالبا في القسم الثانوي بالأزهر، وأنا أقرأ لأنور الجندي في القضايا الإسلامية المختلفة، ومن أوائل ما قرأتُ له: كتاب بعنوان "كفاح الذبيحين فلسطين والمغرب"، وكتاب عن "قائد الدعوة" يعني: حسن البنا، الذي طوَّره فيما بعد وأمسى كتابا كبيرا في حوالي ستمائة صفحة سماه : "حسن البنا: الداعية المجدد والإمام الشهيد"، وقد طبعته دار القلم بدمشق عدة طبعات، في سلسلتها "أعلام المسلمين"، وافتتحت به سلسلتها. وكان حسن البنا هو الذي دفعه إلى الكتابة، فقد كان في رحلة حج معه، وطلب منه أن يكتب خاطرة فقرأها، فأعجبته فشجَّعه، وأثنى على قلمه، وحرضه على الاستمرار في الكتابة.

وكان من كتبه الأولى "اخرجوا من بلادنا"، يخاطب الإنجليز المحتلين، وقد علمت ان الكتاب كان سببا في سجنه واعتقاله لعدة أيام في عهد الملك فاروق، ثم أفرج عنه.

وللأستاذ أنور الجندي كتب كثيرة تقارب المائة كتاب، بعضها موسوعات، مثل كتابه "مقدمات المناهج والعلوم"، الذي نشرته "دار الانصار" بالقاهرة بلغت مجلداته عشرة من القطع الكبير. وموسوعته "في دائرة الضوء" قالوا: إنها من خمسين جزءا. ومن أهم كتبه: "أسلمة المعرفة"، "نقد مناهج الغرب"، "أخطاء المنهج الغربي الوافد"، "الضربات التي وجهت للأمة الاسلامية"، "اليقظة الاسلامية في مواجهة الاستعمار"، "تاريخ الصحافة الإسلامية"، وكان آخر ما نشره كتاب "نجم الاسلام لا يزال يصعد".

كان الاستاذ أنور الجندي يميل في كتاباته إلى التسهيل والتبسيط، وتقريب الثقافة العامة لجمهور المتعاملين دون تقعر أو تفيهق أو جنوح إلى الإغراب والتعقيد، فكان أسلوبه سهلا واضحا مشرقا.

وكان الاستاذ الجندي لا يميل إلى التحقيق والتوثيق العلمي، فلم تكن هذه مهمته، ولم يكن هذا شأنه، ولذلك لا ينبغي أن يؤخذ عليه أنه لا يذكر مراجع ما ينقله من معلومات، ولا يوثقها أدنى توثيق، فإنه لم يلتزم بذلك ولم يدَّعِه، وكل إنسان يحاسب على المنهج الذي ارتضاه لنفسه، هل وفَّى به وأعطاه حقه أو لا ؟ أما لماذا لم يأخذ بالمنهج العلمي، ألعجز منه أو لكسل، أو لرؤية خاصة تبناها وسار على نهجها؟

يبدو أن هذا الاحتمال الأخير هو الأقرب، وذلك أنه لم يكن يكتب للعلماء والمتخصصين، بل كان أكثر ما يكتبه للشباب، حتى إنه حين كتب موسوعته الاسلامية التي سماها "معلمة الاسلام" وجمع فيها (99) تسعة وتسعين مصطلحا في مختلف أبواب الثقافة والحضارة والعلوم والفنون والآداب والشرائع، جعل عنوان مقدمة هذه المعلمة "إلى شباب الاسلام"، وقال في بدايتها: "الحديث في هذه المعلمة موجه إلى شباب الاسلام والعرب، فهم عُدة الوطن الكبير، وجيل الغد الحافل بمسؤولياته وتبعاته، وهم الذين سوف يحملون أمانة الدفاع عن هذه العقيدة في مواجهة الأخطار التي تحيط بها من كل جانب، فمن حقِّهم على جيلنا أن يقدم لهم خلاصة ما وصل إليه من فكر وتجربة .. وأن نعبِّد لهم الطريق إلى الغاية المرتجاة .. هذه مسؤوليتنا إزاءهم، فإذا لم نقم بها كنا آثمين، وكان علينا تبعة التقصير" اهـ.

وأعتقد أن كتبه قد آتت أكلها في تثقيف الشباب المسلم، وتحصينهم من الهجمات الثقافية الغربية المادية والعلمانية التي لا ترضى إلا بان تقتلعهم من جذورهم وأصالتهم.

كان الأستاذ الجندي زاهدا في الدنيا وزخرفها، قانعا بالقليل من الرزق، راضيا بما قسم الله له، لا يطمع أن يكون له قصر ولا سيارة، حسبه أن يعيش مكتفيا مستورا، وكان بهذا من أغنى الناس، كان كما قال علي رضي الله عنه:

يعز غني النفس إن قل ماله **ويغنى غني المال وهو ذليل

وكما قال أبو فراس:

إن الغني هو الغني بنفسه **ولو أنه عاري المناكب حاف

ما كل ما فوق البسيطة كافيا  **  وإذا قنعت فبعض شيء كاف

وكان إربه من الدنيا محدودا، فليس له من الأولاد إلا ابنة واحدة تعلمت في الأزهر، وحصلت على إجازة (ليسانس) في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، وكانت رغباته تنحصر في أن يقرأ ويكتب وينشر ما يكتب، كما سُئل أحد علماء السلف: فيم سعادتك؟ قال: في حجة تتبختر اتضاحا، وشبهة تتضاءل افتضاحا .

حكى الأخ الأديب الداعية الشيخ عبد السلام البسيوني أنه ذهب الى القاهرة مع فريق من تلفزيون قطر، ليجري حوارا مع عدد من العلماء والدعاة، كان الأستاذ أنور منهم أو في طليعتهم، ولم يجد في منزله الذي يسكنه مكانا يصلح للتصوير فيه فقد كان في حي شعبي مليء بالضجيج، وكان المنزل ضيقا مشغولا بالكتب في كل مكان، فاقترح عليه أن يجري الحوار معه في الفندق، وبعد أن انتهى الحوار تقدَّم مدير الإنتاج بمبلغ من المال يقول له: نرجو يا أستاذ أن تقبل هذا المبلغ الرمزي مكافأة منا، وإن كان دون ما تستحق. فاذا بالرجل يرفض رفضا حاسما ويقول: أنا قابلتكم، وليس في نيتي أن آخذ مكافأة، ولست مستعدا أن أغيِّر نيتي، ولم أقدم شيئا يستحق المكافأة! قالوا له: هذا ليس من جيوبنا، إنه من الدولة. وأصر الرجل على موقفه، وأبى أن يأخذ فلسا!

وكان الأستاذ الجندي يكتب مقالات في مجلة منار الإسلام في أبو ظبي، وفوجئ القراء يوما بإعلان في المجلة يناشد الاستاذ أنور الجندي أن يبعث الى إدارة المجلة بعنوانه لترسل اليه مستحقات له تأخَّرت لديها، ومعنى هذا أنه لا يطلب ما يستحق، ناهيك أن يلحَّ في الطلب كالآخرين.

كان رجلا ربانيا، ومن دلائل ربانيته ما ذكرته ابنته عنه: أنه كان يحب أن يكون متوضئا دائما، فيأكل وهو متوضئ، ويكتب وهو متوضئ، وكان ينام بعد العشاء، ثم يستيقظ قبل الفجر ليصلي التهجد، ويصلي الفجر، ثم ينام ساعتين بعد الفجر، ويقوم ليقضي بعض حاجات البيت بنفسه. كان الأستاذ أنور الجندي يخدم الجيران، ويملأ لهم "جرادل" الماء إذا انقطع الماء، ويضعها أمام شققهم. وكان له من اسمه نصيب أي نصيب، فكانت حياته وعطاؤه وإنتاجه تدور حول محورين: النور - أو التنوير - والجندية. فقد ظلَّ منذ أمسك بالقلم يحمل مشعل "النور" أو "التنوير" للأمة، وأنا اقصد هنا: التنوير الحقيقي لا "التزوير"، الذي يسمونه "التنوير". فالتنوير الحقيقي هو الذي يرد الامة الى النور الحقِّ، الذي هو أصل كل نور، وهو نور الله تعالى، ممد الكون كله بالنور، وممد قلوب المؤمنين بالنور: نور الفطرة والعقل، ونور الإيمان والوحي {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} (النور:35).

وكان أهم معالم هذا التنوير: مقاومة التغريب والغزو الفكري الذي يسلخ الأمة من جلدها، ويحاول تغيير وجهتها، وتبديل هويتها، والغاء صبغتها الربانية، {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} (البقرة:138)، وكان واقفا بالمرصاد لكل دعاة التغريب، يكشف زيفهم، ويهتك سترهم - وإن بلغوا من المكانة ما بلغوا - حتى ردَّ على طه حسين، وغيره من أصحاب السلطان الأدبي والسياسي.

قال الجندي يوما عن نفسه: أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلا فيها منذ بضع وأربعين سنة، حيث أعد لها الدفوع، وأقدم المذكرات بتكليف بعقد وبيعة إلى الحق تبارك وتعالى، وعهد على بيع النفس لله. والجنة - سلعة الله الغالية - هي الثمن لهذا التكليف، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة:111)

كان النور والتنوير غايته ورسالته، وكانت الجندية وظيفته ووسيلته. لقد عاش في هذه الحياة "جنديا" لفكرته ورسالته، فلم يكن جندي منفعة وغنيمة، بل كان جندي عقيدة وفكرة. لم يجر خلف بريق الشهرة، ولم يسع لكسب المال والثروة، أو الجاه والمنزلة، وإنما كان أكبر همه أن يعمل في هدوء، وأن ينتج في صمت، وألا يبحث عن الضجيج والفرقعات، تاركا هذه لمَن يريدونها ويلهثون وراءها.

كان الاستاذ الجندي من "الاخوان المسلمين" من قديم، وممن رافق الامام البنا مبكرا، وممن كتبوا في مجلات الإخوان في الأربعينيات من القرن العشرين ولكن الله تبارك وتعالى نجَّاه من كروب المحن، التي حاقت بالإخوان قبل ثورة يوليو وما بعدها، فلم يدخل معتقل الطور أيام النقراشي وعبد الهادي ولم يدخل السجن الحربي أيام عبد الناصر، بل حصل على جائزة الدولة التقديرية في عهده، على حين لم ينلها أحد ممن كانت له صلة بالإخوان.

وربما كانت طبيعته الهادئة، وعمله الصامت، وأدبه الجم، وتواضعه العجيب، وبعده عن النشاط العلني في تنظيم الإخوان، سببا في نجاته من هذه المعتقلات، خصوصا في عهد الثورة .

كتب الاستاذ أنور الجندي في فترة المحنة في عهد عبد الناصر في بعض المجلات غير الاسلامية تراجم لقادة التحرر والثورة من ذوي التوجه الديني، أمثال عمر المختار في ليبيا، وعبد الكريم الخطابي في المغرب، وذلك في مجلة "المجتمع العربي" المصرية في فترة الخمسينيات والستينيات.

ويقول عن هذه الفترة: "لقد كان إيماني أن يكون هناك صوت متصل - وإن لم يكن مرتفعا بالقدر الكافي - ليقول كلمة الاسلام- ولو تحت أي اسم آخر - ولم يكن مطلوبا من أصحاب الدعوات أن يصمتوا جميعا وراء الأسوار".

في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين سعدت بلقاء الأستاذ الجندي في الجزائر العاصمة في أحد ملتقيات الفكر الاسلامي، وهي أول مرة ألقاه وجها لوجه - بعد ان كنت رأيته مرة بالمركز العام للإخوان مع الأستاذ البنا سنة 1947م على ما أذكر - فوجدته رجلا مخلصا، متواضعا، خافض الجناح، ظاهر الصلاح نير الإصباح.

وقد أرسلنا منظمو الملتقى إلى أحد المساجد في ضواحي العاصمة هو وأنا، وأردت أن أقدمه ليتحدث أولا، فأبى بشدة، وألقيتُ كلمتي ثم قدمته للناس بما يليق به، فسرَّ بذلك سرورا بالغا.

وبعد حديثه في هذه الضاحية تحدثتُ معه: لماذا لا يظهر للناس، ويتحدث اليهم بما أفاء الله عليه من علم وثقافة؟ فقال: أنا رجل صنعتي القلم، ولا أحسن الخطابة والحديث إلى الناس، فأنا لم أتعود مواجهة الجمهور، وإنما عشت أواجه الكتب والمكتبة. وليس كل الناس مثلك ومثل الشيخ الغزالي، ممن آتاهم الله موهبة الكتابة وموهبة الخطابة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فقلتُ له: ولكن من حق جمهور المسلمين أن ينتفعوا بثمرات قلمك، وقراءاتك المتنوعة، فتضيف إليهم جديدا وتعطيهم مزيدا. فقال: كلٌّ ميسَّر لما خلق له.

وفي السنوات الاخيرة حين وهن العظم منه، وتراكمت عليه متاعب السنين، وزاد من متاعبه وآلامه في شيخوخته ما رآه من صدود ونسيان من المجتمع من حوله، كأنما لم يقضِ حياته في خدمة أمته، ولم يُذِب شموع عمره في إحيائها وتجديد شبابها، وكأنما لم يجعل من نفسه حارسا لهويتها وثقافتها، مدافعا عن أصالتها أمام هجمات القوى المعادية، غربية وشرقية ليبرالية وماركسية.

عاش الأستاذ الجندي سنواته الاخيرة جليس بيته، وطريح فراشه، يشكو بثه وحزنه إلى الله كما شكا يعقوب عليه السلام، يشكو من سقم جسمه، ويشكو أكثر من صنيع قومه معه، الذين كثيرا ما قدَّموا النكرات، ومنحوا العطايا للإمَّعات، كما يشكو من إعراض إخوانه الذين نسوه في ساعة العسرة وأيام الأزمة والشدة، والذين حرم ودهم وبرَّهم أحوج ما كان إليه، مردِّدا قول علي رضي الله عنه، فيما نسب إليه من شعر:

ولا خير في ودِّ امرئ متلوِّن  **  اذا الريح مالت مال حيث تميل

جواد اذا استغنيتَ عن أخذ ماله  **  وعند زوال المال عنك بخيل

فما أكثر الإخوان حين تعدُّهم  **  ولكنهم في النائبات قليل

ومنذ أشهر قلائل اتصلت بي ابنته الوحيدة من القاهرة، وأبلغتني تحيات والدها الذي اقعده المرض عن الحركة، وهو يعيش وحيدا لا يكاد يراه أحد، أو يسأل عنه أحد برغم عطائه الموصول طول عمره، لدينه ووطنه وأمته العربية والاسلامية.

وكانت كلماتها كأنها سهام حادة، اخترقت صدري، وأصابت صميم قلبي، وطلبت منها أن تبلغه أعطر تحياتي، وأبلغ تمنياتي، وأخلص دعواتي له بالصحة والعافية، وعزمت زيارته في أول فرصة أنزل فيها إلى مصر بإذن الله.

وشاء الله جلَّت حكمته أن يتوفاه إليه قبل أن تتحقق هذه الزيارة، وأن يلقى ربه - إن شاء الله - راضيا مرضيا.

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} (الفجر:27-30).

رحم الله أنور الجندي، وغفر له، وتقبله في الصالحين، وجزاه عن دينه وأمته خير ما يجزي به العلماء والدعاة الصادقين، الذين أخلصهم الله لدينه، وأخلصوا دينهم لله.

......

- كتب فضيلة الشيخ هذا المقال ونُشر عقب رحيل الأستاذ الجندي رحمه الله.

 



مقالات لـــ الاستاذ انور الجندي

أنور الجندي راهب الفكر والثقافة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق