وقفات مهمة لفهم الأحداث المدلهمة (٣)
د.عبدالعزيز كامل
رغم أن دخول المجاهدين السوريين فاتحين لكبرى مدن الشام (حلب ثم حماه) لم يكن متصورا ولا منتظرا في ظل رتابة المشاهد في المنطقة عامة، وكآبتها في فلسطين خاصة؛ بعد عام من تكالب أصناف المعتدين وتخاذل الجيران الأقربين.. إلا أن الله تعالى إذا أراد شيئا يسر أسبابه ودبر أموره وفتح أبوابه..
◆ وطوفان الشام اليوم هو أحد تداعيات - أو بالأحرى بركات - طوفان الأقصى الذي بارك الله حوله، فلولا هذا ماكان ذاك، ومن أسباب هذا الطوفان المسمى بعملية ردع العدوان - كما سبق البيان - : جريان سنة الله في دفع الناس بعضهم ببعض، حيث إن الروم المعاصرين وصلوا إلى قناعة بأن الفرس صاروا لهم ضدا وندا في إقليم الشرق الأوسط، بل صيروا أنفسهم معبرا وقنطرة إليه أمام أعدى أعداء الغرب التاريخين : روسيا والصين.
◆ لهذا كان لزاما أن يعملوا على إخراج المشروع الشيعي برمته من هذا الإقليم، ابتداء بإنهاء شيعة العرب، ثم إنهاك شيعة الفرس، وتواطأ هذا العزم الأمريكي مع مصالح تركية، ومشاغل ومشاكل روسية، فكانت لهذا - بتدبير الله - كل الأجواء مهيأة للبدء في تدمير أعتى طغاة العصر في بلاد العرب وأطولهم بقاء في السلطة؛ وهو النظام النصيري حامي حمى اليهو.د، وأداة الفرس في إذلال العرب، رغم تشدقه بزعامة أطلال القومية ، وريادة محور المقاومة العربية.
◆ أذن الله - سبحانه - أن يذل الطغاة النصييرين المسنودين من كفرة الروس و زنادقة الفرس فيخرجهم صاغرين..
وكأني بالمجاهدين وهم يقتحمون الميادين ويفتحون السجون ويحررون المدن المحتلة لنحو ستين سنة، ؛ يتمثلون قول القوي المتين سبحانه :
{ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }[الحشر/٢]..
حقا حقا.. اعتبروا يا أولي الأبصار..
ففي القضية بقية فصول.. ولعلها تطول وتطول..
ولكن لنكن على يقين، بأن الله الذي دبر الأمر للمجاهدين السوريين، سيذلل الصعاب أمام كل المستضعفين، لأنه سبحانه القائل :{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص/٥]
فاللهم اتم الفتح ويسر بقية أسباب النصر والتمكين لإخواننا السوريين والفلسطينيين، ولسائر المسلمين المستضعفين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق