لنْ تسقُطَ غزة!
أدهم شرقاوي
لأحباب غزَّة الذين يخشون سقوطها: اطمئنوا، فغزة أقوى مما تتخيلون!
لكارهي غزّة الذين ينتظرون سقوطها: اِخْسَؤوا.. صمود غزة أطول من أعماركم!
هذا ليس كلاما عاطفيا وإن كنتُ، مثلكم جميعا، أُحبّ غزة؛ وليس كلاما تحفيزيا وإن كنتُ، مثلكم جميعا أيضا، أُؤمن أن الكلمة سلاح.. أمَا قال النبي ﷺ عن شعر حسّان بن ثابت، إنه أشد على قريش من نضح النَّبْل؟!
ولكنها معرفة الواقع المصحوب بقراءة في سُنن التدافع.
مضى زمن الزرع الذي كان بالإمكان اقتلاع غزة فيه، نحن الآن في زمن الحصاد!
الآن، أقصى ما يمكن فعله هو كسر غصن من الشجرة، أما اقتلاعها فهذا بإذن الله مُحال.. والشجرة ما دامت واقفة فإنها لا تبكي على غصن مكسور، إنها تُنبِت بدلا منه أغصانا.
عمر دولة الاحتلال – في نبوءاتهم هم وفي إشاراتنا نحن، ومن قبل هذا وذاك، في تغيّر موازين القوى في العشرين سنة الأخيرة- أقصر من أن تُكسَر فيه غزة، ثم يستريح، وتأتي غزة أخرى لتبدأ من الصفر!
رَبِّ شبابكَ، هيِّىء كتائبك، اِحفِر أنفاقك، صنِّع سلاحك، اِجعل لك حاضنة شعبية تفديك بدماء أولادها وأرواحهم، ثم امشِ الطريق من أوّلها!
لحسن الحظ ما عاد هناك وقت، ولن يكون هناك جندي آخر، لقد تم اختيار الجندي الذي ستزول دولة الاحتلال على يديه، كان طوال الوقت يراه ولم يستطع أن يمنعه من أن يكبر ويشتدَّ، تماما كما كبر موسى عليه السلام أمام ناظري فرعون رغما عن أنفه!
قَدَرُ غزة، ومهمتها، وشرفها، أن تكون هذا الجندي الذي وقع عليه الاختيار، ومن أراد المجد، فليمشِ معه، وليكن عمقَه وظهرَه وداعمَه، فإنه بهذا يتعبَّدُ اللهَ لنفسه ولا يتفضّلُ على غزة! ومن تولّى واستغنى فالله عنه أغنى!
مضت القافلة وما عاد بالإمكان عرقلة مسيرها بإذن الله، وليس لها من وُجهة إلا باحات المسجد الأقصى، وإن غداً لناظره قريب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق