الأحد، 27 أكتوبر 2013

كاظم الساهر والفاتنة الانقلابية!



كاظم الساهر والفاتنة الانقلابية!
شريف عبدالغني


يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف. استرها علينا يا كريم. إحنا المصريون فاض بنا الكيل ونريد الاستقرار، ومشاهدة المناضلة إلهام والثائرة يسرا والفائرة سما.
واضح أن مصر محسودة. مطلوب حملة قومية لصناعة أكبر خرزة زرقاء نحمي بها مصرنا من العين. يجب أن نرفع 4 لافتات ضخمة على حدودنا مع «الشقيقة» إسرائيل و «العدوة» غزة شرقا، ومع ليبيا غربا والسودان جنوبا مكتوب عليها:
ادخل برجلك اليمين وصلي على النبي في قلبك.. ما تبصليش بعين رضية.. بص للطرطور اللي مش متحكم فيا.
أين رجال الأعمال ليتبرعوا ويستوردوا فطاحل علماء بلاد بره، حتى يحضروا روح فريد الأطرش ليغني على طول الشريط الفاصل بين مصر وجيرانها:
عين الحسود فيها عود يا حلاوة.. انقلاب قمر والمنقلبة نقاوة.
لماذا لا تتحرك خلايا كاظم الساهر النائمة وتستدعيه مع دباديبه ليهتف في بر المحروسة آناء الليل وأطراف النهار لكل انقلابي: «محروس من عين البشر.. وأولهم عيوني»..
ثم ينشد لتهاني الجبالي فاتنة المنقلبات وساحرة المفوضات: «هذا اللون عليك يجنن يشبه لون عيونك.. نظرات العالم ما تطمن احذر ليحسدونك».
يا ربي حتى الانقلاب استكثروه علينا». منظور» لنا فيه.
 الانقلاب في إيد اليتيم عجبة.
 تندب في عينه رصاصة اللي يشوف انقلابنا وما يقولش بسم الله ما شاء الله.
بعد ما خلاص ربنا انتقم لنا من محمد مرسي الديكتاتور الإقصائي الإرهابي الفاشي الفاشستي الهتلري الموسولويني الناصري الصدامي القذافي، جاء من يعكر صفونا.
 الحياة يا دوب كانت هتبدأ تزهزه وتزدهر وبكره نشوف مصر. لكن مش مكتوب علينا راحة. بعد ما طهرنا «رابعة» و «النهضة» من «الأوباش برائحتهم النتنة» التي زكمت أنف مولانا علي جمعة وطيرت النوم من عينيه، فإننا على وشك فتح صفحة اعتصام وإضراب جديدة دامية لا يعرف أحد كيف ستنتهي.
هذه الصفحة الدامية قد تعرقل الخطة التي تسير بهمة ونشاط نحو رفاهية مصر.
 الشاعر الكبير المبدع المثقف الديمقراطي الليبرالي سيد حجاب عضو لجنة لا مؤاخذة «الخمسين» لوضع دستور المحروسة المنقلبة، قال:إن الجنرال الكبير يستحق «التحصين» في الدستور، لأنه بطل شعبي، ورجل الأقدار. 
كلام جميل وكلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه.
 عمنا حجاب صاحب روائع مسلسل «حدائق الشيطان» بطولة مندور أبوالدهب أو جمال سليمان: «مهرة وحرة ويستحيل تخسرها.. يابوالدهب حس داري نار بواريدك.. كبرت في عينك واشتهيت تكسرها.. سايس أمورك حبتين حتجيلك».
كلام كبير ياحجاب.
مندور كان يشتهي جميلة الجميلات «قمر» المهرة الحرة المستعصية عليه. هو عقلاني قرر أن يتسلح بالحيلة والذكاء والصبر وأن «يسايس» أموره حتى تأتي إليه. الآن الأمور اختلفت لو كان موجوداً هذه الأيام لغير تكتيكه وطلب من عمنا سيد «تحصينه».ما أحلى التحصين. زمان قالوا شعوب قابلة للاستعمار. بعدها عدلوا اللفظ إلى «الاستحمار». الآن نحن في زمن «الاستحصان».
الحصان مطلوب له مهرة. والمهر كثر: «اغمز بعينيك بس هتلاقينا ملك يمينك وما نغلاش عليك والله». قالتها مهرة. لكنها ليست مثل»قمر». ليست حرة ذات شأن وكرامة ولا هي معتزة بنفسها وترفع هامتها عالياً. مهرتنا منبطحة ورأسها أكثر انخفاضاً من الركبة. ظهرت هائمة في دنيا الأحلام خلال حفل انتصارات 6 أكتوبر المخصص للشعب النقي وليس «الأوباش». كان في يدها وردة. تنتظر «مندور» لتدسها له وترمي نفسها تحت قدميه. إنه سلاح «الجذب» الذي أسسه خالد الذكر تامر حسني.
وجود مثل هذه المهرة يزيد الحسد على مصر من المتآمرين الذين يشعلون الشارع مظاهرات.
لكن بعون الله وبدعم الملائكة -بحسب كبيرنا علي جمعة- ضرب الجنرالات ضربتهم وخلصوا الشعب من اعتصامات الأوباش وقرفهم ورشوا بدلاً من روائح جثثهم المحروقة قنابل البرفانات المسيلة للآهات، وجمعوا الآلاف منهم في المعتقلات ليأكلوا ويشربوا ويناموا مجاناً ويحملوا ميزانية الدولة شيء وشويات. كل هذا حرصاً على راحة «المواطنين الشرفاء». أحلى من الشرف مفيش.
لكن السؤال: ماذا سيفعل الجنرالات في المصيبة الجديدة التي لا على البال ولا الخاطر ولا كانت في النية. ربي الطف بنا وألهمهم حسن التصرف.
الحكاية وما فيها هي:
أكيد سمعتم عن حملة «كمل جميلك. . واركب حميرك» التي تطالب الكبير أن يتم جميله على الشعب ويرأسه إلى الأبد لأنه مفيش غيره ينفع رئيسا، وأننا من غيره ولا حاجة وناقصنا «شادية» وكام مليون حاجة، وأن الشعب «قطيع حمير» ينتظر قائداً ملهماً يركبه ويشد لجامه إلى طريق الخير والبنزين والبرسيم والشعر الحرير اللي على الخدود يهفهف.
الحملة عقدت مؤتمرا صحافيا عالميا قاريا غير مسبوق لم تشهد مثله الصين ولا نيبال أو مملكة سبأ أيام المرحومة بلقيس، وأعلنت أنها جمعت في ظرف أيام 15 مليون توقيع لرئاسة الجنرال.
طبعا الرقم صحيح وكامل مكمل، ويؤكد أنه خلال شهرين سيصل العدد إلى 600 مليون رغم أن المصريين عددهم 90 مليوناً فقط. الأعداد الزائدة هي مستوى رفيع وتمثل أصوات فلذات أكبادنا التي ستولد السنوات المقبلة بلا صرخة الميلاد الشهيرة، وإنما تهتف لتفويض الكبير بعد أن وصل إليهم وهم في بطون أمهاتهم من يعلمهم الوطنية ويجعل منهم «بيبيهات شرفاء» ويحفظهم» تسلم الأيادي».
جماعتنا في الحملة قالوا: إنه سيتم دعوة الموقعين للنزول إلى الشوارع، بالتزامن مع توجه وفد إلى الكبير لتسليمه الاستمارات الموقعة ودعوته للترشح للرئاسة، وإذا رفض خوض السباق الانتخابي فسيكون هناك إضرابات واعتصامات حتى يرضخ لمطالبهم ويقبل الترشح والفوز على طبق من ياقوت ومرمر وبيادة.
يبدو أن جماعة الحملة، أصابهم مسّ شيطاني، وأنهم من هواة الانتحار.. ألا يعلمون أن «مصر الجديدة الدافئة» أعلنت أنه لا اعتصامات بعد «رابعة» و «النهضة» وأنها ستفض بالذخيرة الحية والميتة أي تجمعات حتى لو كانت في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء.. هل لم يسمعوا عن الطائرات التي ألقت على المعتصمين في ليالي رمضان منشورات تهديدات؟ ألم يثقوا أن الأمن لا يفرق في المعاملة بين المواطنين، وأن حملة نياشينه ورتبه يحبون المصريين «مووووت»، وأنهم في تطبيق القانون لا يعرفون يامه ارحميني، ولا يميزون بين «ربعاوي» و»انقلابي».
أشم في الطريق رائحة موتى وجرافات وحرائق جثث، خصوصاً أن علي جمعة جاهز بمدافع الفتاوى: اضرب في المليان.
ملحوظة: بعد انتهائي من المقال اكتشفت أنني كتبته وأنا «مخطوف ذهنيا».
 لقد صحوت على أصوات طائرات ترمي على الموقعين ورودا وهدايا وإلهام ويسرا وسما، ومعهم تهاني الجبالي وهي تشد كاظم الساهر وتربطه في دبابة لتجبره على أن يغني لها: ضمني على صدرك.. ضمني ضعف صبري.. لاتنفس أنفاسك وأحرقها في صدري!


شريف عبدالغني
shrief.abdelghany@gmail.com
http://twitter.com/shrief_ghany

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق