الأحد، 10 أغسطس 2014

حول المساومة على سلاح المقاومة

حول المساومة على سلاح المقاومة
ياسر الزعاترة


حول المساومة على سلاح المقاومة ما كان مجرد ظن وتحليل حين طرحت المبادرة المصرية قبل ثلاثة أسابيع أصبح واقعاً ملموساً، ويبدو أن ربط المبادرة بين فتح المعابر واستقرار الأوضاع الأمنية إنما كان يعني في واقع الحال نزع سلاح المقاومة، ذلك أن وجود الأنفاق والسلاح، فضلاً عن الصواريخ يعد ضرباً للاستقرار الأمني، بحسب ما يفهم أولئك.

بعد كيري الذي تحدث قبل أسبوع عن نزع سلاح المقاومة إثر التشاؤم التي تعرض لها بعد مبادرته التي كانت أفضل من مبادرة السيسي بالنسبة للفلسطينيين.. بعد ذلك توالت التصريحات حول نزع ذلك السلاح، أولاً من القادة الصهاينة، وثانياً من الأميركان، ومن ثم من الاتحاد الأوروبي الذي ربط بين إعادة الإعمار وبين نزع السلاح.

واللافت في هذا الشأن أن مسألة نزع السلاح ما زالت تربط بعودة محمود عباس إلى قطاع غزة، وهو الأمر الذي حظي بدعوات تصب في هذا الاتجاه لم تتوقف خال الأيام الماضية من لدن القادة الصهاينة والكتاب والمحللين، بل أيضاً من الصحف الغربية أيضاً، وكلها تفضل وجود رجل تم اختباره في الضفة الغربية، فقدم للصهاينة أمناً لم يحلموا به منذ عقود أعني عباس.

الطرف الليكودي العربي لم يتحدث في هذا الشأن، لكن موقفه بالغ الوضوح، فهو مع عودة محمود عباس إلى قطاع غزة، وقد يرى آخرون إعادته إلى محمد دحلان، ربما لكي يكون الخليفة الجاهز لعباس الذي سيتم عامه الثمانون بعد شهور، وحين يحدث ذلك فإن نزع سلاح المقاومة يغدو أمراً طبيعياً، أن الدولة العتيدة لا تحتمل سلاحاً غير سلاح الشرعية، وهي سيكون لها سلاحها تالياً بعد أن تتحكم بالوضع.

في القاهرة تصاعدت وتتصاعد الضغوط على الوفد الفلسطيني المفاوض، وفيما لا يجد قائد الوفد حرجاً في تكرار مقولات السيسي ونتنياهو حول أن قبول المبادرة كان يمكن أن يوفر 1600 شهيد وآلاف الجرحى والبيوت المدمرة، فإن الضغط الحقيقي هو ما تتعرض له حماس والجهاد، وحماس على وجه الخصوص، حيث يراد لها أن تخرج بصورة المهزوم، لأن ذلك هو المسار الوحيد الذي يريح نتنياهو والليكود العربي.
لا مجال والحالة هذه أمام المفاوض الفلسطيني، وبخاصة وفد حركة حماس غير رفض المبادرة بصيغتها الحالية، ولو أدى ذلك إلى عودة القتال، فالمقاومة التي ربحت في ميدان المقاومة لا يمكن أن تكون يدها هي السفلى في ميدان التفاوض، وحين خرجت الجماهير الغفيرة في قطاع غزة إلى الشوارع، فهي إنما كانت تبعث برسالتها الواضحة من أجل دعم الفريق المفاوض، تماماً كما هو حال خروج الناطق باسم كتائب القسام بخطاب واضح في ذات الاتجاه، لكن ذلك كله لم يؤد إلى نتيجة، وانتهت الجولة دون نتيجة، وعاد التصعيد من جديد.

يحتاج الوفد الفلسطيني إلى مزيد من الدعم بكل تأكيد، ولا شك أن على جماهير شعبنا في الضفة الغربية واجب كبير من أجل دعم المقاومة في هذه المفاوضات العسيرة والصعبة في ظل وجود إرادة واضحة من قبل نتنياهو والسيسي وداعميهما عنوانها تركيع حماس والمقاومة كمقدمة لتركيع القضية، بل والأمة جمعاء لكي تكف عن المطالبة بالتغيير وحتى الإصاح.
خلاصة القول هي أن يعود الوفد من القاهرة وتنتهي المفاوضات نهائياً (وفد الصهاينة عاد وبدأ التصعيد من جديد)، خير من أن يعود باتفاق هزيل، أما إعادة الإعمار فيمكن أن تتم من خلال جيوب الطيبين والمخلصين من أبناء هذه الأمة، وهم كثر، ولديهم القدرة، فضلاً عن بعض الأنظمة التي لا تزال قيادتها تقيم وزناً لقيم العروبة والإسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق