ذكرى مجازر المسلمين في البوسنة.. والإرهابيون الحقيقيون
لنستذكر هذه الأحداث ولنستشعر عظمة هذا الدين الذي التفت
حوله الأمم لمحوه من الوجود
حوله الأمم لمحوه من الوجود
د.عصام عبداللطيف الفليج
مرت علينا الذكرى ﺍلـ 20 ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ أكثر من 300 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺍﻏﺘﺼﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ أكثر من 60 ﺃﻟﻒ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭفتاة..وطفلة، ﻭﻫُﺠّﺮ أكثر من ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ مليون انسان، مرت دون ان نتوقف عندها، فهل ﻧﺴﻴﻨﺎﻫﺎ، ﺃﻡ ﻻ نعرﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ؟!
أستطيع ان اطلق عليها «هوﻟﻮﻛﻮﺳﺖ الصرب التاريخية»، التي استمرت 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻫﺪﻡ خلالها ﺍﻟﺼﺮﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 800 ﻣﺴﺠﺪ، ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎء ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ، ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺳﺮﺍﻳﻴﻔﻮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ليمحوا كل علاقة تاريخية مع الاسلام !!
تقول ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎﻧﺎ ﻤﺮﺍﺳﻠﺔ: CNN ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺑﺎً ﻗﺮﻭﺳﻄﻴﺔ، ﻗﺘﻞ ﻭﺣﺼﺎﺭ ﻭﺗﺠﻮﻳﻊ، ومع ذلك فقد ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ، وادعت انها ﺣﺮب ﺃﻫﻠﻴﺔ !! ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﺍﻓﺔ.
نعم..ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﺍﻓﺔ، فقد ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﻭﻋﺬﺑﻮﻫﻢ ﻭﺟﻮﻋﻮﻫﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻋﻈﻤﻴﺔ، وانتشرت صورهم عبر الفضائيات والصحافة العالمية، ولا من مجيب.
وضعوا 17 ﻣﻌﺴﻜﺮﺍً ﺿﺨﻤﺎً لاﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ، حتى الأطفال لم يسلموا منهم، ونشرت صورة ﻃﻔﻠﺔ مغتصبة ﻋﻤﺮﻫﺎ 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ، وليس لها ﺫنب سوى ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﺔ!
وﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻳﻐﺘﺼﺒﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻭﻳﺤﺒﺴﻮﻧﻬﺎ 9 ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻀﻊ ﺣﻤﻠﻬﺎ، لمزيد من الاذلال والاهانة !
ولم تكن لهم في العهود ذمة، فقد دعا ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ الصربي ﻣﻼﺩﻳﺘﺶ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺯﻳﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ للتفاوض، وبعد انتهاء الحوار، ﺍﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺫﺑﺤﻪ!!
وكانت ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻷﺷﻬﺮ «مذبحة ﺳﺮﺑﺮنيتسا»، التي لم ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺼﺮﺏ عن قصفها لأكثر من ﺳﻨﺘﻴﻦ وهي تحت الحصار، وﻛﺎنوا يصادرون ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ الى المسلمين من الامم المتحدة، وكانت الخاتمة الأسوأ في تاريخ الانسانية، انسحاب ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ المكلفة من الأمم المتحدة بحماية ﺳﺮﺑﺮنيتسا، وﺍﻧﻘض الصرب عليها في غفلة من الزمن، وفصلوا الرجال عن النساء، وﺟﻤﻌﻮﺍ أكثر من 12 ألفا ﻣﻦ الصبيان ﻭالرﺟﺎل، ﻓﺬﺑﺤﻮﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﻣﺜﻠﻮﺍ ﺑﻬﻢ ! ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ والفتيات، فالاغتصاب كان الشعار الرئيس لهن بلا هوادة ولا انسانية، ﻭﻗُﺘﻞ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺣﺮﻗﺎً، ﻭﺷﺮﺩت ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ.
ومازال القائد الهولندي الذي استقال، يزور المدينة في ذكرى المجزرة كل عام لشعوره بالذنب !
وﻭﺻﻔﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ: «ﺣﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗُﺸﻦ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ»!!
كل ذلك تم أمام مرأى دول العالم الكبرى، وها هي المجازر تتكرر مع المسلمين.. محاكم التفتيش في عموم اسبانيا وخصوصاً ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ، وهولوكوست ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ في البوسنة وكوسوفا والجبل الأسود وكرواتيا..، والمذابح اليومية في عموم فلسطين وخصوصاً غزة، والمحارق في بورما، والاغتيالات في سيريلانكا، والقصف اليومي على الشعب السوري الأعزل.. كلها مقتلة على المسلمين الموحدين فقط، ونسأل الله السلامة.
لنستذكر هذه الأحداث، لنستشعر عظمة هذا الدين الذي التفت حوله الامم، لمحوه من الوجود، ثم نفكر..من هم الارهابيون الحقيقيون؟!
٭٭٭
«ان الواعظ ان لم يبدأ بنفسه فيعظها، لم يستطع ان يعظ الناس، والنبع الجافّ لا يَمُدّ السواقي بالماء». الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
د.عصام عبداللطيف الفليج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق