الإنقلابيون حائرون: من هم الإخوان؟

الإنقلابيون حائرون: من هم الإخوان؟

 أحمد فهمي 
كاتب ومحلل سياسي مصري

"توصيف العدو" من الخطوات المهمة لشن الحملات الإعلامية والقمعية..

"الإخوان المسلمون" هم العدو المطلوب توصيفهم من أجهزة الانقلابيين.

إن تتبع محاولاتهم الخرقاء في وضع توصيف واضح وثابت للإخوان يثير الضحك بدرجة كبيرة..

من هم الإخوان؟..

هل هم بضعة مئات من الأشخاص يتظاهرون؟ هل هم جماعة إرهابية؟
هل هم "حرامية مواشي" أو "حرامية غسيل"، كما صرح بذلك الكاتب الصحفي جمال فهمي؟..

هل الإخوان هم تنظيم دولي يضمَ ضمن أعضائه الأخوين "أوباما" وهو يخترق الساحة المصرية؟
أم هم تنظيم سري يعمل تحت الأرض وله أهدافه الخاصة؟..

هل هم دعاة عنف، يحملون السلاح ويقتلون الناس ويسفكون الدماء في كل مكان؟ أم هم شرذمة قليلون لا يشعر بهم أحد؟..

هل هم يضمرون الشر للمصريين؟ أم هم يخترقون المجتمع بواسطة جمعيات خيرية تقدم الخير للمواطنين؟..

حيرة كبيرة وتخبط شديد، حتى إن بعضهم يئس من العثور على بغيته في المعاصرين من قيادات الإخوان، فعاد إلى "سيد قطب" الذي أعدمه العسكر من خمسين عاما تقريبا، ليهاجمه متهما إيه بأنه" السبب فيما يحدث"..

وحتى إن مصطفى الفقي الذي كان "خازن معلومات مبارك" يعترف بأن الإخوان أكبر مما تخيلوا جميعا، داخليا وخارجيا..

هذا التخبط الواضح في "توصيف العدو" يضعف حملاتهم الإعلامية بدرجة كبيرة، وقد بدا ذلك واضحا من خلال استطلاع جيمس زغبي الأخير الذي أظهر تقدما في شعبية حزب الحرية والعدالة، كما أظهرته التقارير المعلوماتية من مختلف أنحاء الجمهورية، والتي تؤكد أن الإخوان ربما كانوا القوة السياسية الأكثر احتمالا لاحتلال المركز الأول، رغم كل ما حدث منذ 30 يونيو..

أعتقد أن من أولى المهمات التي يجب أن يضطلع بها المتخصصون في جماعة الإخوان حاليا، هو إعادة تعريف الجماعة، وفق أساليب "الدعاية المضادة" وبصورة تتناسب مع الذهنية المصرية العادية، ومع مقدار التشويه الذي لحق صورة الجماعة لدى الرأي العام..

باختصار، المطلوب هو تقديم إجابة نموذجية وشيقة عن سؤال: من هم الإخوان؟..