«متلازمة الإخوان» عند «هيكل» تزداد تفاقماً
ياسر الزعاترة
ما من شك أن جماعة الإخوان المسلمين هي المنظمة الأوسع انتشارا في العالم العربي، بل ربما كانت بفروعها في عدد كبير من الأقطار هي الجماعة الأكبر إذا تحدثنا عن التجمعات الأهلية, أو ما يسمى منظمات المجتمع المدني، بل حتى الأحزاب السياسية، لكن الكثيرين ممن لا يعرفون الإخوان إلا من خلال وسائل الإعلام، وبتعبير أدق، من خلال لون معين من وسائل الإعلام يجدون أنفسهم وقد أصيبوا بمرض يمكن تسميته «متلازمة الإخوان»، فهم ينامون ويستيقظون وهم يحلمون بالجماعة، كما كان الحال مع أحد مديري الشرطة المعروفين عربيا، والذي يبدو كما لو أنه نذر نفسه لمطاردة الإخوان، الأمر الذي يعبر عن حالة مسؤوليه المصابين بدورهم بذات المتلازمة على نحو استثنائي.
تتحدث إحدى وثائق ويكيليكس عن لقاء لمسؤولين في دولة عربية مع مسؤولة أميركية بعد وقت قصير من انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني مطلع 2006، وفيها تستشف الأخيرة حجم العقدة التي أصيب بها القوم من الإخوان، حتى جزم المتحدث إليها بأنه إذا عقدت انتخابات في بلده، فإن الإخوان سيفوزون فيها، رغم مرور سنوات طويلة على مطاردتهم، بل ربما اجتثاثهم من كل المواقع.
ثمة مثل يقول «المرعوب يخاف من جرّة الحبل»، وبالطبع لأنه يراها أفعى، ويبدو أن النخب الحاكمة التي سيطرت على السلطة والثروة لم تعد تنظر بعقلها، وإنما بغرائزها، ولذلك ترى الإخوان بمثابة بعبع يطاردها أينما حلت وارتحلت، وقد دفعت بعض الأنظمة مليارات من أجل مطاردتهم، خاصة بعد ربيع العرب.
وفي ذات السياق الذي نتحدث عنه، ثمة نخب تعيش ذات الهاجس على نحو مرضي فيما سميناه «متلازمة الإخوان»، ولذلك تجدهم يطاردونها في تصريحاتهم وكتاباتهم بشكل هستيري، وهي ظاهرة بدت أكثر وضوحا بعد ربيع العرب، لكنها كانت موجودة قبله.
نتذكر ذلك بين يدي الحديث عن المقابلة الأخيرة لمحمد حسنين هيكل، الذي يراه البعض «أستاذا» لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو يقول وقوله الفصل في الميدان السياسي، في حين لا يجد من يتابع بضاعته في التحليل غير القليل من الرؤى الصائبة، وليعد من شاء إلى توقعاته طوال عقود لكي يتأكد، من دون التقليل من قدراته كحكواتي قد يشد البعض أثناء حديثه بما يملكه من معلومات يحصل عليها من هنا وهناك، ولعل ذلك هو سر الأخطاء لديه، إذ إن من يعتمد على المعلومات في السياسة لا يلبث أن يكرر الأخطاء، خلافا لمن يمزج بين المعلومات والتحليل، ويقدم التحليل على المعلومات.
منذ أيام عبدالناصر، وعقدة هيكل من الإخوان كامنة في نفسيته، ولا يبدو أنها غادرته في يوم من الأيام، ولا في أية مرحلة من المراحل، حتى حين كانوا ضعفاء من الناحية الشعبية والسياسية.
تتحدث إحدى وثائق ويكيليكس عن لقاء لمسؤولين في دولة عربية مع مسؤولة أميركية بعد وقت قصير من انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني مطلع 2006، وفيها تستشف الأخيرة حجم العقدة التي أصيب بها القوم من الإخوان، حتى جزم المتحدث إليها بأنه إذا عقدت انتخابات في بلده، فإن الإخوان سيفوزون فيها، رغم مرور سنوات طويلة على مطاردتهم، بل ربما اجتثاثهم من كل المواقع.
ثمة مثل يقول «المرعوب يخاف من جرّة الحبل»، وبالطبع لأنه يراها أفعى، ويبدو أن النخب الحاكمة التي سيطرت على السلطة والثروة لم تعد تنظر بعقلها، وإنما بغرائزها، ولذلك ترى الإخوان بمثابة بعبع يطاردها أينما حلت وارتحلت، وقد دفعت بعض الأنظمة مليارات من أجل مطاردتهم، خاصة بعد ربيع العرب.
وفي ذات السياق الذي نتحدث عنه، ثمة نخب تعيش ذات الهاجس على نحو مرضي فيما سميناه «متلازمة الإخوان»، ولذلك تجدهم يطاردونها في تصريحاتهم وكتاباتهم بشكل هستيري، وهي ظاهرة بدت أكثر وضوحا بعد ربيع العرب، لكنها كانت موجودة قبله.
نتذكر ذلك بين يدي الحديث عن المقابلة الأخيرة لمحمد حسنين هيكل، الذي يراه البعض «أستاذا» لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو يقول وقوله الفصل في الميدان السياسي، في حين لا يجد من يتابع بضاعته في التحليل غير القليل من الرؤى الصائبة، وليعد من شاء إلى توقعاته طوال عقود لكي يتأكد، من دون التقليل من قدراته كحكواتي قد يشد البعض أثناء حديثه بما يملكه من معلومات يحصل عليها من هنا وهناك، ولعل ذلك هو سر الأخطاء لديه، إذ إن من يعتمد على المعلومات في السياسة لا يلبث أن يكرر الأخطاء، خلافا لمن يمزج بين المعلومات والتحليل، ويقدم التحليل على المعلومات.
منذ أيام عبدالناصر، وعقدة هيكل من الإخوان كامنة في نفسيته، ولا يبدو أنها غادرته في يوم من الأيام، ولا في أية مرحلة من المراحل، حتى حين كانوا ضعفاء من الناحية الشعبية والسياسية.
أما بعد الثورة وفوز مرسي، فقد ازدادت الحالة رسوخا في نفسية الرجل، ولذلك كان انحيازه للانقلاب حاسما، بل يقال إنه كان أحد مخططيه.
في حواره الأخير مع قناة «سي بي سي»، لفت انتباهي تضخم تلك العقدة لديه، حتى بدت كأنها تسيطر عليه أكثر من ذي قبل، من دون أن ننسى حاجته إلى مزيد من الكذب بهدف التشويه، لكن الموقف في الحالتين بدا مثيرا للسخرية.
حدث ذلك حين اعتبر أن ضاحي خلفان «قائد بوليس ناجح»، ولديه خبرة مهمة في الإخوان، ولذلك قدر ثروة الجماعة بما بين 12 و14 مليار دولار، وأكثرها في الخليج.
لم أعثر في حياتي، وأقسم على ذلك، على كلام أكثر إثارة للسخرية عن الإخوان (سمعت وقرأت الكثير طيلة ما يقرب من 35 سنة) من هذا الكلام الذي قاله هيكل، لاسيَّما أنني أزعم معرفة جيدة بحكم تجربة طويلة نسبيا انتهت لاعتبارات شخصية، وأعلم أنهم في كثير من المراحل لم يكونوا يجدون مئات الآلاف، فضلا عن الملايين، وليس عشرات ومئات ومليارات.
وبوسعهم هنا أن يسألوا كمال الهلباوي الذي يطبل معهم عن ثروات الجماعة المزعومة.
حين يستحكم المرض النفسي، والثأر السياسي والحزبي، يغيب العقل تماما، بل يغيّب، ولا تحضر غير الغرائز، ولا يتدفق غير الهراء والكذب والافتراء. هذا هو حال هيكل، ومن استشهد به، ومن هم على شاكلته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق