المحرر السياسي
لا يمكن للاستخبارات في حربها على الإسلاميين الاستغناء عن التفجيرات، ولن تكون حرب كالتي شهدتها الجزائر أمس ومصر اليوم بلا تفجيرات.
الاستخبارات لا ترى في الشرطة ومجندي الجيش إلا أدوات وخُدَام عند عتباتها، تتحكم في العسكر والشرطة بالتجسس والملفات والتوريط وصنوف الإخضاع.
وفي "الحرب على الإرهاب" الكلمة الأولى والأخيرة للاستخبارات، لا تُسأل عما تفعل وتضع الخطط وغيرها من الأجهزة ينفذ..
وتسوسهم بالتهديد والتخويف والتصفية والاختطاف والاعتقال السري، وأن تضحي بالعشرات والمئات من الشرطة والجنود فهذا لا تخلو منه حرب على الإرهاب
والتفجيرات تحقق لهم ما لا يمكن للأساليب الشيطانية الأخرى إنجازه:
ـــ يشيعون بها حالة من التهديد المستمر ما يفرض قبضة عسكرية مزمنة
ــ يمهدون بها الدخول في مرحلة إدارة دموية وسياسية جديدة للأوضاع. ـ
ــ يهددون بها خُدامهم من الشرطة وغيرهم منعا لأي تململ أو انكسار في صفوفهم بأنهم مستهدفون ولا خلاص لهم إلا بمزيد من المواجهة والقمع.
ــ تثبيت أركان "الحرب على الإرهاب" كأكبر غنيمة للعسكر لسحق معارضيهم واستجداء التعاطف الدولي.
ـــ تمرير مشاريع ومواعيد يتعذر تمريرها في أوقات أخرى ـ تجريم العدو وشيطنته ـ إيهام الرأي العام أن لا مخلص لهم من دمار الإرهاب إلا إعمار العسكر.
ــ لا يمكن للاستخبارات أن تخوض الحرب وحدها، وهي لا تقوى أصلا على ذلك، لأنها جهاز اختراق وتخطيط وتضليل وإملاء وإدارة حرب وتحريض أكثر منها جهاز ينفذ مهمات على الأرض، إلا ما كان منها إستراتيجيا أو تعتيميا أو تطلب حضورهم لحسابات وتقديرات خاصة بهم، لذا ليس أمامها إلا جر وتوريط باقي الأجهزة (الصفوف الأمامية) في الحرب لاستدامة حالة الحرب.
وأمضى سلاح بيد الاستخبارات لإخضاع رقاب المؤسسات الأمنية الأخرى هو التجسس عليهم وتوريطهم وترويعهم بالتفجيرات والاغتيالات والتصفيات أحيانا.
وغالبا ما تتوج "الحرب على الإرهاب" الاستخبارات ملكا وسيدا على باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وتفرض الاستخبارات على عملياتها وإرهابيا تعتيما شديدا، ولا يطلع على تفجيراتها وعملياتها القذرة إلا الدائرة المغلقة، بعيدا حتى عن أعين وسمع قادة الجيش، فضلا عن الشرطة، وإذا شعرت بأن ضابطا في جهاز عسكري ما قد يشكل خطرا على هذا التكتم تصفيه بلا أي تردد.
وامتدادات الاستخبارات داخل أجهزة الدولة، كلها من دون أي استثناء، صنع منها دولة داخل دولة ووحشا كاسرا يلتهم من يعترض طريقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق