أحلام الفتى القاتل!
حلم 1
واصل فتوة الحارة، أحلامه وهلاوسه البريئة. قبل أيام دخل تحت البطانية المستوردة، مختبئا من البرد القارس الذي يضرب مفاصل وكيعان الأمة هذه الأيام.
بين الحلم واليقظة وجد هاجسا داخليا، يسأله: وقعتك سودة يا كبير.. هتعمل إيه لو ثورة الحرافيش ضدك نجحت.. ودخلوا عليك أوضتك وخدوك من تحت البطانية؟!
أجاب وهو يتحسس ساعة يده الضخمة: الشر بره وبعيد.. مين ده اللي يقدر يعمل كده.. أنا المعلم ومعايا كل «شوم» و «سنج» الحارة.. ورجالي في تدريبات قتالية مستمرة للدفاع عن نفسي.. كمان «المواطنين الشرفاء» واقفين جنبي.. الواحد فيهم مستعد يبيع روحه عشاني بمجرد ما يشوف الورقة أم 100 دولار وحتة «الحشيش» أو لفة «البانجو».. وفوق كل ده أنا راجل عادل وفتوة بالأمر الواقع.
رد عليه الهاجس: أنت صحيح فتوة.. لكنك غيرت مفهوم الفتونة خالص.. زمان كان الفتوة جدع وشهم وابن بلد والناس تحبه.. يدافع عن الغلابة ويجيب حقوقهم.. إنما إنت فتوة بلطجي.. اغتصبت الفتونة بالقوة من الفتوة الشرعي.. ولامم حواليك شوية صيّع وطراطير.. وقسمت الحارة نصين.. وقتلت زهرة الشباب.. أيام هباب في انتظارك..
الفتوة: بطّل بقى كلامك المحبط ده.. باين عليك إرهابي محتمل.. أنا مش بلطجي.. أنا كل الحارة بتحبني.. حتى اسأل «إلهام سمين» وكل الشريفات العفيفات الطاهرات بتوع السيما والإعلام اللي بيشجعوني ويهتفوا باسمي.. وأنا عند كلمتي بأني أموت قبل ما أي حد يتألم.. اسأل «إلهام» حد داس لها على طرف..
واصل فتوة الحارة، أحلامه وهلاوسه البريئة. قبل أيام دخل تحت البطانية المستوردة، مختبئا من البرد القارس الذي يضرب مفاصل وكيعان الأمة هذه الأيام.
بين الحلم واليقظة وجد هاجسا داخليا، يسأله: وقعتك سودة يا كبير.. هتعمل إيه لو ثورة الحرافيش ضدك نجحت.. ودخلوا عليك أوضتك وخدوك من تحت البطانية؟!
أجاب وهو يتحسس ساعة يده الضخمة: الشر بره وبعيد.. مين ده اللي يقدر يعمل كده.. أنا المعلم ومعايا كل «شوم» و «سنج» الحارة.. ورجالي في تدريبات قتالية مستمرة للدفاع عن نفسي.. كمان «المواطنين الشرفاء» واقفين جنبي.. الواحد فيهم مستعد يبيع روحه عشاني بمجرد ما يشوف الورقة أم 100 دولار وحتة «الحشيش» أو لفة «البانجو».. وفوق كل ده أنا راجل عادل وفتوة بالأمر الواقع.
رد عليه الهاجس: أنت صحيح فتوة.. لكنك غيرت مفهوم الفتونة خالص.. زمان كان الفتوة جدع وشهم وابن بلد والناس تحبه.. يدافع عن الغلابة ويجيب حقوقهم.. إنما إنت فتوة بلطجي.. اغتصبت الفتونة بالقوة من الفتوة الشرعي.. ولامم حواليك شوية صيّع وطراطير.. وقسمت الحارة نصين.. وقتلت زهرة الشباب.. أيام هباب في انتظارك..
الفتوة: بطّل بقى كلامك المحبط ده.. باين عليك إرهابي محتمل.. أنا مش بلطجي.. أنا كل الحارة بتحبني.. حتى اسأل «إلهام سمين» وكل الشريفات العفيفات الطاهرات بتوع السيما والإعلام اللي بيشجعوني ويهتفوا باسمي.. وأنا عند كلمتي بأني أموت قبل ما أي حد يتألم.. اسأل «إلهام» حد داس لها على طرف..
اسأل «عسرا» فيه أي مواطن تحرش بيها أو لمس دراعها المكشوف من يوم ما مسكت الفتونة..
اسأل «هاميس» حد قالها في عهدي إن بقها أوسع من مدخل حارتنا.. اسأل أي راجل أعمال سرق حد قرب له أو قاله تلت التلاتة كام.
الهاجس يتراجع: تصدق يا كبير عندك حق.. أنا كنت ناسي الحكاية دي خالص.. إنت فعلا حامي الحمى.. وبتحافظ على شعب الحارة بتاعك.. أما الشعب التاني فيولع بجاز.. مش عاوزينه.. حتى الشيخ «عرة كفتة» قال إن رائحتهم نتنة.. أووووف.. بقولك ينوبك ثواب فيهم ابقى اشتري لكل واحد منهم إزازة برفان.
الفتوة: ولا ينفع معاهم حاجة.. دول ناس أوباش.. بيقلقوا منامي بنزولهم الحارة بين وقت والتاني وصوتهم اللي يخض.. يسقط يسقط مش عارف إيه.. ربنا ينتقم منهم قادر يا كريم.. ويوريني فيهم يوم.
الهاجس: إنت دعوتك مستجابة يا كبير حتتنا.. الشيخ «كفتة» قال إن الملايكة معاك.
الفتوة: ده راجل محترم وبيفهم.. ابقى فكرني أعينه شيخ حارة رسمي.. ويا ريت طالما ربنا هداك ناحيتي يا «هاجسي» فأنتهز الفرصة وأوضح لك كل الأمور والإنجازات اللي عملتها.
الهاجس: اتفضل يا فتوتنا.. اشجيني.
الفتوة وقد أخرج ورقة من يده ووقف على منصة وخطب:
أولا: تعطيل الحياة في الحارة لتأسيسها من جديد.. وأعلَّم الناس يمشوا على العجين ما يلخبطهوش.. لأني عارف الناس عندنا تخاف ما تختشيش.
ثانيا: إعطاء الفرصة للشباب لتولي المناصب.. ولا تنشغل بأن رئيس الموظفين كان في عمر الشباب من 90 سنة.. الدهن في العتاقي.. وده فيه صحة ربنا يديمها على أهل الحارة.. وكمان بيلعب جولف.
ثالثا: الناس لم تجد صدرا حنونا عليها.. لذلك تلاحظون أن أغلب من تحضر مؤتمراتي يملكن «المؤهلات اللازمة» للحنو على الأهالي خاصة الشرفاء منهم.. الشريف شريف.. والكبير كبير.. والنص نص نص.. والصغير ما نعرفوش.
رابعا: تقليل عدد سكان الحارة منعا للزحام والدوشة.. فبعضهم نقلناه إلى الدار الآخرة.. والبعض الآخر إلى مخازن على أطراف الحارة.. والبعض الثالث هرب إلى خارج الحارة.. المركب اللي تودي.
خامسا: أضفنا مصطلحات لغة جديدة بمفردات مختلفة لا يستطيع أي فتوة اختراعها.. ولن أعيد تكرارها هنا لأن الكل يعرفها لأني مشهور جدا.. جدا جدا.. والفضائيات دايما واخدة بالها من كلامي.
الهاجس: خمسة وخميسة عليك يا كبير.. تصدق بالله أنا بقيت أحبك أكتر من نفسي.. وبأعتذرلك على تأنيبي لك في بداية الحلم.. لكن اعذرني اللي ما يعرفك يجهلك يا سيد الناس.
الفتوة: دايما كده أنا مظلوم.. مع إني رقيق و «حونين» جدا.. جدا جدا.
الهاجس: كفاية بقى.. مش قادر أمسك دموعي.. كلامك يقطع القلب.. إنت كده عال العال وسيد المعلمين.
الفتوة: لكن برضه فيه حاجة قلقاني.. ومنغصة عليا حياتي.
الهاجس: إيه كفا الله الشر؟
الفتوة: لو أوباش وحرافيش الحارة نجحوا وهزموني ووصلوا لي وقبضوا عليا.. وقالوا لي مين اللي قتل الناس.. أقولهم إيه؟!
الهاجس يحدث نفسه: تقول لهم إيه؟ تقول لهم إيه؟ بس وجدتها.
الفتوة: قول ربنا يكرمك.
الهاجس: إنت بتحب طبعا الأفلام العربي القديمة.
الفتوة: طبعا.. طبعا.. دي متعتي.
الهاجس: عاوزك تعمل زي محمود المليجي في فيلم «رصيف نمرة 5».. لما مسكه فريد شوقي وضربه وبهدله وقال له مين اللي قتل مراتي.. رد عليه المليجي: «مش آني.. مش آني».. فانت يا حلو الملامح لو واحد مسكك من الحرافيش وسألك مين اللي قتل الناس.. قول على طول: «مش آني.. مش آني».
الفتوة: فكرة مدهشة.. خلاص اتفقنا.
حلم 2
وقع ما كان يخشاه الفتوة ورأى في منامه أن الحرافيش وصلوا حجرته، وأخرجوه من تحت البطانية، وأمسك به «فريد شوقي» وعدمه العافية، ثم سأله: مين اللي قتل الناس.. انطق.. اتكلم.
الفتوة: مش آني.. مش آني.
وبينما هو يتحدث، إذا الأرض تنشق عن «محمود المليجي» ليقول له: بطل كدب.. عليا الطلاق إنت!!
الهاجس يتراجع: تصدق يا كبير عندك حق.. أنا كنت ناسي الحكاية دي خالص.. إنت فعلا حامي الحمى.. وبتحافظ على شعب الحارة بتاعك.. أما الشعب التاني فيولع بجاز.. مش عاوزينه.. حتى الشيخ «عرة كفتة» قال إن رائحتهم نتنة.. أووووف.. بقولك ينوبك ثواب فيهم ابقى اشتري لكل واحد منهم إزازة برفان.
الفتوة: ولا ينفع معاهم حاجة.. دول ناس أوباش.. بيقلقوا منامي بنزولهم الحارة بين وقت والتاني وصوتهم اللي يخض.. يسقط يسقط مش عارف إيه.. ربنا ينتقم منهم قادر يا كريم.. ويوريني فيهم يوم.
الهاجس: إنت دعوتك مستجابة يا كبير حتتنا.. الشيخ «كفتة» قال إن الملايكة معاك.
الفتوة: ده راجل محترم وبيفهم.. ابقى فكرني أعينه شيخ حارة رسمي.. ويا ريت طالما ربنا هداك ناحيتي يا «هاجسي» فأنتهز الفرصة وأوضح لك كل الأمور والإنجازات اللي عملتها.
الهاجس: اتفضل يا فتوتنا.. اشجيني.
الفتوة وقد أخرج ورقة من يده ووقف على منصة وخطب:
أولا: تعطيل الحياة في الحارة لتأسيسها من جديد.. وأعلَّم الناس يمشوا على العجين ما يلخبطهوش.. لأني عارف الناس عندنا تخاف ما تختشيش.
ثانيا: إعطاء الفرصة للشباب لتولي المناصب.. ولا تنشغل بأن رئيس الموظفين كان في عمر الشباب من 90 سنة.. الدهن في العتاقي.. وده فيه صحة ربنا يديمها على أهل الحارة.. وكمان بيلعب جولف.
ثالثا: الناس لم تجد صدرا حنونا عليها.. لذلك تلاحظون أن أغلب من تحضر مؤتمراتي يملكن «المؤهلات اللازمة» للحنو على الأهالي خاصة الشرفاء منهم.. الشريف شريف.. والكبير كبير.. والنص نص نص.. والصغير ما نعرفوش.
رابعا: تقليل عدد سكان الحارة منعا للزحام والدوشة.. فبعضهم نقلناه إلى الدار الآخرة.. والبعض الآخر إلى مخازن على أطراف الحارة.. والبعض الثالث هرب إلى خارج الحارة.. المركب اللي تودي.
خامسا: أضفنا مصطلحات لغة جديدة بمفردات مختلفة لا يستطيع أي فتوة اختراعها.. ولن أعيد تكرارها هنا لأن الكل يعرفها لأني مشهور جدا.. جدا جدا.. والفضائيات دايما واخدة بالها من كلامي.
الهاجس: خمسة وخميسة عليك يا كبير.. تصدق بالله أنا بقيت أحبك أكتر من نفسي.. وبأعتذرلك على تأنيبي لك في بداية الحلم.. لكن اعذرني اللي ما يعرفك يجهلك يا سيد الناس.
الفتوة: دايما كده أنا مظلوم.. مع إني رقيق و «حونين» جدا.. جدا جدا.
الهاجس: كفاية بقى.. مش قادر أمسك دموعي.. كلامك يقطع القلب.. إنت كده عال العال وسيد المعلمين.
الفتوة: لكن برضه فيه حاجة قلقاني.. ومنغصة عليا حياتي.
الهاجس: إيه كفا الله الشر؟
الفتوة: لو أوباش وحرافيش الحارة نجحوا وهزموني ووصلوا لي وقبضوا عليا.. وقالوا لي مين اللي قتل الناس.. أقولهم إيه؟!
الهاجس يحدث نفسه: تقول لهم إيه؟ تقول لهم إيه؟ بس وجدتها.
الفتوة: قول ربنا يكرمك.
الهاجس: إنت بتحب طبعا الأفلام العربي القديمة.
الفتوة: طبعا.. طبعا.. دي متعتي.
الهاجس: عاوزك تعمل زي محمود المليجي في فيلم «رصيف نمرة 5».. لما مسكه فريد شوقي وضربه وبهدله وقال له مين اللي قتل مراتي.. رد عليه المليجي: «مش آني.. مش آني».. فانت يا حلو الملامح لو واحد مسكك من الحرافيش وسألك مين اللي قتل الناس.. قول على طول: «مش آني.. مش آني».
الفتوة: فكرة مدهشة.. خلاص اتفقنا.
حلم 2
وقع ما كان يخشاه الفتوة ورأى في منامه أن الحرافيش وصلوا حجرته، وأخرجوه من تحت البطانية، وأمسك به «فريد شوقي» وعدمه العافية، ثم سأله: مين اللي قتل الناس.. انطق.. اتكلم.
الفتوة: مش آني.. مش آني.
وبينما هو يتحدث، إذا الأرض تنشق عن «محمود المليجي» ليقول له: بطل كدب.. عليا الطلاق إنت!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق