بعض قناعات الـ 35 عاماً!
خواطر صعلوك
05 فبراير 2020
عزيزي القارئ... لقد أتممت للتو خمسة وثلاثين عاماً... أعوام كان الثابت الوحيد فيها هو التغيير، فأنا في الخامسة والثلاثين لست ذات الشخص في الخامسة والعشرين، تتغير أفكارنا وقناعاتنا مثل ملابسنا، لأننا نتبع ما هو أحسن في القول والممارسة وما هو أجمل في اللبس والستر، فالإنسان كمتحرك بمجرد رفضه للحركة يقع فوراً في منطقة أمان لا تجربة فيها ولا تعلم ولا تنمية.
وأود مشاركتك بعض القناعات التي تعلمتها وصادفتها في الطريق، ولو أردت أن أذكر أسماء من تعلمت منهم لما كفى مقالاً واحداً لذلك.
وإليك بعض هذه القناعات...
- كل ما عليك أن تفعله من أجل أن تخسر صديقا هو أن تنظر إليه من الأعلى، أن تقف على نقطة مرتفعة في مخيلتك وتنظر منها إليه، كذلك الحال بين الكاتب والقارئ.
- مخاطبتك السلطة السياسية بقلة أدب تعني أنك لا تطبل للسلطة، ولكنها تعني أنك تطبل للجماهير، ولا خلاف أن كلتا الطبلتين تدعوان إلى الرقص أكثر من الإصلاح.
- مما تعلمته من ثورة الربيع العربي أن الإسلام هو الحل، وأن توظيفه سياسياً هو المشكلة!
- كل ما عليك أن تفعله لكي تكون حراً، هو أن تطيع الإيقاع الكوني الذي هو أعلى من إيقاعك اليومي.
- كل ما عليك فعله لكي تمنع نفسك وتحرمها من التعلم من الآخرين، هو أن تحكم عليهم.
- الزواج تفاعل ونقاش مفتوح ولا متوقع لمدة خمسين عاماً، والسعادة فيه هي «الآن» الدائم وليس القادم المأمول، فالتزلج على ثلوج الصيف في الشيلي، والطيران فوق الأخدود العظيم في أميركا بالهليكوبتر، وحضور الإيقاعات الجهنمية لحفلات البرازيل، والركوب على دراجة بحرية تسير بقوة الرياح التي تهب على تايتي، والمغامرة في سريلانكا على ظهر الفيل، كل ذلك لن يجعل من الزواج سعيداً، ما لم يتعلم الزوجان أن السعادة ليست محطة وصول، وأن الزواج ليس البحث عن الشخص المناسب بل أن تكون أنت الشخص المناسب.
- كل ما عليك فعله لكي تعرف ما هو واجبك تجاه أبنائك، هو أن تعلم أن دورك معهم هو أن يتجاوزوك.
- الكتابة فعل اجتماعي ونقطة وصل بين مسافتين، وإذا كان قيام الليل هو لحظة اتصال العابد، فالإنصات لهذا المشهد هي قيام ليل الكاتب، وصمت الكاتب هو الإنصات لإشارات وإيماءات وسياقات اللغة... ما ترمي إليه بمساحات وما تشير إليه من اتجاهات وما تخفيه عنا كأسرار، كنت أعتقد أن الكتابة استجابة لطلبات الجمهور والمعروض والسائد... ولكن كلما جن الليل شعرت بإغراء لا يقاوم نحو الفناء أو حتى التماهي الصامت في حضرة الإنصات لما تقوله وما لا تقوله اللغة.
الكتابة استجابة لنداء اللغة، لخلق فعل اجتماعي للوصل بين مسافتين.
- إن الروح لتعبر بكثير من حركة الاضطراب والأذى عن رفضها السكن في جسد غير متقبل لنفسه. تتألم الروح لعدم وجود الصفاء الذي يميز بين شد تجاعيد الجسد والوجه وبين ترهلات الروح وتجاعيدها.
تكره الروح عدم الاتزان الذي يظهر عندما يبدو الإنسان متأرجحاً ومتردداً، كبندول الساعة عندما تظهر أمامه تجاعيد وجهه ورقبته، وهو فاقد للنباهة التي تقبض على الصراع الداخلي لروحه بين ما هو كائن وما يمكن أن يكون، إن عدم التصالح مع الذات قد يغرق المجتمع في أمراض لا يشهرها أصحابها، ولكن يدل عليها كثرة زيارة عيادات التجميل.
- الوكيل أحد أسماء الله الحسنى تجلت في تحريك رسول من أولي العزم من الرسل وولي صالح من عباده، في رحلة طويلة كانت إحدى محطاتها أن يرمموا جداراً، أراد أن يتهدم لطفلين صغيرين يتيمين كان أبوهما صالحاً وقد مات تاركاً لهما كنزاً تحته.
والوكيل في اللغة من يسعى لعمل غيره وينوب عنه فيه، فهو الكفيل الذي يتكفل بك وبهمك ما دمت صالحاً.
هو الله...
العزيز الذي لا يقبل أن يشاركه أحد في ملكه أو خلقه أو قلبك.
معايدة من معلمي كامل النابلسي بمناسبة الـ 35 عاما:
أن تكبر يعني أن «تكون أكثر»... والكون متاعك... والمتاع ما نفع منه... أن تكبر يعني أن «تقترب أكثر»... بكلمة ليست ككل الكلمات... أن تكبر يعني أن «تتعلم أكثر»... فالعلم علامات وإشارات... أن تكبر يعني أن «تتواضع أكثر» والتواضع تقدير واحترام... والاحترام حرامٌ وحُرمة... أن تكبر يعني أن «تحمد أكثر»، فالذي - سبحانه - أعطاك... حرم مما أعطاك الكثيرين... من نسوا حقهم في الكلام... أن تكبر يا- صديقي - يعني... أن «تعلو أكثر»... فالعلو... وجهة العلي... يا أبو «علي ونيزك»... أن تكبر يعني أن «ترجع أكثر»... والرجوع عودة... وتوبة... وطعم البدايات الصافية الهامسة الخفية والحفيةُ... وكل عام يا صديقي وأنت الكاشف والاكتشاف والمكتشف... والحمد لله الذي ساقانا (لمن وفي) معنى صديق وحميم... هو الله لا إله إلا هو الفتاح... وهو الطيب الذي لا يقبل إلا طيباً.
@moh1alatwan
وأود مشاركتك بعض القناعات التي تعلمتها وصادفتها في الطريق، ولو أردت أن أذكر أسماء من تعلمت منهم لما كفى مقالاً واحداً لذلك.
وإليك بعض هذه القناعات...
- كل ما عليك أن تفعله من أجل أن تخسر صديقا هو أن تنظر إليه من الأعلى، أن تقف على نقطة مرتفعة في مخيلتك وتنظر منها إليه، كذلك الحال بين الكاتب والقارئ.
- مخاطبتك السلطة السياسية بقلة أدب تعني أنك لا تطبل للسلطة، ولكنها تعني أنك تطبل للجماهير، ولا خلاف أن كلتا الطبلتين تدعوان إلى الرقص أكثر من الإصلاح.
- مما تعلمته من ثورة الربيع العربي أن الإسلام هو الحل، وأن توظيفه سياسياً هو المشكلة!
- كل ما عليك أن تفعله لكي تكون حراً، هو أن تطيع الإيقاع الكوني الذي هو أعلى من إيقاعك اليومي.
- كل ما عليك فعله لكي تمنع نفسك وتحرمها من التعلم من الآخرين، هو أن تحكم عليهم.
- الزواج تفاعل ونقاش مفتوح ولا متوقع لمدة خمسين عاماً، والسعادة فيه هي «الآن» الدائم وليس القادم المأمول، فالتزلج على ثلوج الصيف في الشيلي، والطيران فوق الأخدود العظيم في أميركا بالهليكوبتر، وحضور الإيقاعات الجهنمية لحفلات البرازيل، والركوب على دراجة بحرية تسير بقوة الرياح التي تهب على تايتي، والمغامرة في سريلانكا على ظهر الفيل، كل ذلك لن يجعل من الزواج سعيداً، ما لم يتعلم الزوجان أن السعادة ليست محطة وصول، وأن الزواج ليس البحث عن الشخص المناسب بل أن تكون أنت الشخص المناسب.
- كل ما عليك فعله لكي تعرف ما هو واجبك تجاه أبنائك، هو أن تعلم أن دورك معهم هو أن يتجاوزوك.
- الكتابة فعل اجتماعي ونقطة وصل بين مسافتين، وإذا كان قيام الليل هو لحظة اتصال العابد، فالإنصات لهذا المشهد هي قيام ليل الكاتب، وصمت الكاتب هو الإنصات لإشارات وإيماءات وسياقات اللغة... ما ترمي إليه بمساحات وما تشير إليه من اتجاهات وما تخفيه عنا كأسرار، كنت أعتقد أن الكتابة استجابة لطلبات الجمهور والمعروض والسائد... ولكن كلما جن الليل شعرت بإغراء لا يقاوم نحو الفناء أو حتى التماهي الصامت في حضرة الإنصات لما تقوله وما لا تقوله اللغة.
الكتابة استجابة لنداء اللغة، لخلق فعل اجتماعي للوصل بين مسافتين.
- إن الروح لتعبر بكثير من حركة الاضطراب والأذى عن رفضها السكن في جسد غير متقبل لنفسه. تتألم الروح لعدم وجود الصفاء الذي يميز بين شد تجاعيد الجسد والوجه وبين ترهلات الروح وتجاعيدها.
تكره الروح عدم الاتزان الذي يظهر عندما يبدو الإنسان متأرجحاً ومتردداً، كبندول الساعة عندما تظهر أمامه تجاعيد وجهه ورقبته، وهو فاقد للنباهة التي تقبض على الصراع الداخلي لروحه بين ما هو كائن وما يمكن أن يكون، إن عدم التصالح مع الذات قد يغرق المجتمع في أمراض لا يشهرها أصحابها، ولكن يدل عليها كثرة زيارة عيادات التجميل.
- الوكيل أحد أسماء الله الحسنى تجلت في تحريك رسول من أولي العزم من الرسل وولي صالح من عباده، في رحلة طويلة كانت إحدى محطاتها أن يرمموا جداراً، أراد أن يتهدم لطفلين صغيرين يتيمين كان أبوهما صالحاً وقد مات تاركاً لهما كنزاً تحته.
والوكيل في اللغة من يسعى لعمل غيره وينوب عنه فيه، فهو الكفيل الذي يتكفل بك وبهمك ما دمت صالحاً.
هو الله...
العزيز الذي لا يقبل أن يشاركه أحد في ملكه أو خلقه أو قلبك.
معايدة من معلمي كامل النابلسي بمناسبة الـ 35 عاما:
أن تكبر يعني أن «تكون أكثر»... والكون متاعك... والمتاع ما نفع منه... أن تكبر يعني أن «تقترب أكثر»... بكلمة ليست ككل الكلمات... أن تكبر يعني أن «تتعلم أكثر»... فالعلم علامات وإشارات... أن تكبر يعني أن «تتواضع أكثر» والتواضع تقدير واحترام... والاحترام حرامٌ وحُرمة... أن تكبر يعني أن «تحمد أكثر»، فالذي - سبحانه - أعطاك... حرم مما أعطاك الكثيرين... من نسوا حقهم في الكلام... أن تكبر يا- صديقي - يعني... أن «تعلو أكثر»... فالعلو... وجهة العلي... يا أبو «علي ونيزك»... أن تكبر يعني أن «ترجع أكثر»... والرجوع عودة... وتوبة... وطعم البدايات الصافية الهامسة الخفية والحفيةُ... وكل عام يا صديقي وأنت الكاشف والاكتشاف والمكتشف... والحمد لله الذي ساقانا (لمن وفي) معنى صديق وحميم... هو الله لا إله إلا هو الفتاح... وهو الطيب الذي لا يقبل إلا طيباً.
@moh1alatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق