الأحد، 2 فبراير 2020

شيخ الأزهر

شيخ الأزهر

محمد إلهامي
@melham
من فضل الله العظيم علينا كمسلمين أنه لا أحد يملك زمام الدين على نحو ما هو في الكنيسة، ولا أحد يملك تعديل أحكامه وتغييرها، وأعظم ما يكون المرء شعورا بهذا الفضل حين يرى علماء السوء والسلطة الذين تمكنوا من مناصب لا يستحقونها لرغبة الحكام!

وشيخ السوء والسلطة مفضوح لا يكاد يعتد بكلامه ولا يأخذ أحدٌ منه دينه، إلا إن كان جاهلا أو صاحب هوى.. وللأمة حساسية عجيبة تجاه هذا الأمر..

في اليومين الماضيين، كلمة حق بسيطة نطق بها #شيخ_الأزهر، بلغت الآفاق، وانهمر عليها الناس بالثناء والمدح والتصفيق.. وبعدها بساعات، نفس نفس شيخ الأزهر يلقى بيانا طويلا حافلا بالباطل والتخليط والتخبط والاضطراب فلا يكاد يعثر عليه إلا من يبحث عنه، تجاوزه الناس كأنه لم يُقَل ولم يكن.

ولولا أن نظام #السيسي نظام غشيم غشيم غشيم، لكان أحسن له أن يستعمل شيخ الأزهر في التجديد تحت العمامة الأزهرية، بدلا من أن يكسر عليه باب حرمته ومكانته فيستفزه للدفاع عن نفوذه.. فالرجل مستعد أن يقول ما يراد منه بشرط أن يبقى له بعض قدره واحترامه.

غير أن السيسي وأبواقه يلحون على أن يتصدر أمثال إسلام بحيري وإبراهيم عيسى بكل ما فيهم من غرور واستفزاز وعجرفة، وأن يمارسوا التجديد عبر قلب كرسي الأزهر فوق رؤوس العمائم.. ولو أنهم عقلوا وكان لهم بعض الدهاء لأمكن لأمثال بحيري وعيسى وغيرهم أن يتخذوا من البيان الختامي لشيخ الأزهر متنا يشرحون ويعلقون عليه فيبلغون به ما أرادوا من "تجديد" وكأنهم خدم في رحاب الأزهر أو طلبة علم فيه!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق