الجمعة، 7 فبراير 2020

تصويبا وليس تشهيرا يا شيخ نشأت زراع !

تصويبا وليس تشهيرا يا شيخ نشأت زراع !
أحد أئمة الأوقاف يطالب بالاعتذار عن الفتوحات الإسلامية


أ. د. زينب عبد العزيز

أستاذة الحضارة الفرنسية


من اللافت للنظر تزايد اللذين راحوا ينتقدون الإسلام ويسفهونه خاصة من العاملين في بعض المجالات الرسمية أو الإسلامية، وكان آخرهم الشيخ نشأت زراع، الذي راح منذ يومين يطالب الدولة والعاملين في الأزهر بالاعتذار عن "الفتوحات الإسلامية"، خاصة في الوقت الذي يعقد فيه المدعوون "حكماء المسلمين"، اجتماعا في أبو ظبي، احتفالا بمرور عام على وثيقة مشؤومة هي وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي تم التوقيع عليها العام الماضي بين الفاتيكان والأزهر.


ولو تمعّن فضيلة الشيخ زراع في معني الفتوحات الإسلامية ولماذا أمر بها المولي عز وجل، لربما أدرك حقيقة أنها فُرضت لتصويب الانحرافات التي تمت في الرسالتين السابقتين، وجميع مآخذهما منشورة وهُريت بحثا من أتباعها أولا قبل أن يلتفت إليها المسلمين.. ولو فتح فضيلته بعضا من هذه المراجع والمواقع، فجميعها منشور ومعروف، فكل خطوة تحريف تمت ثابتة في قرارات مجامعهم، لهاله كمّ المجازر التي أمر بها آلهتهم وهي تقدر بالملايين، والذين تم اغتيالهم ليس بأمر تلك الآلهة فحسب وإنما بأمر من رجال دين تلكما الرسالتان ومشتقاتها، من أجل ترسيخ المجازر الواردة بالنصوص، بمجازر جديدة عبر القرون، أحصاها الباحثون بمئات الملايين..

لقد امتد الإسلام وانتشر في العديد من أرجاء العالم خلال عشرون عاما تقريبا، الأمر الذي لا يزال يمثل إعجازا لم يدركه الغرب وعلماؤه حتى اليوم.. فقد كانت تلك الأمم آنذاك قد بدأت تدرك معني الانحرافات التي تمت في رسالة التوحيد وفُرضت عليهم.. وقد ظلت الكنيسة تنظر للإسلام على أنه "هرطقة" من الهرطقات التي تعتري طريق إنفلاتاتها وتحريف نصوصها، حتى القرن الثامن. فكتاب يوحنا الدمشقي لا يزال موجود بعنوانه الذي اعتبر فيه الإسلام "الهرطقة رقم 101".. وهو ما يكشف من ناحية أخري كمّ الذين حاولوا إصلاح كل ما يتم من تحريف في رسالة التوحيد منذ بدايته..

وما تم في اليهودية لا يقل فداحة، فقد نسفت التوراة مع هدم الرومان للمعبد سنة 70، وأعيدت كتابتها من الذاكرة بعد ذلك بقرون.. أما عن كم الإجرام والقتل والإباحيات الواردة في نصوصها وعن بشاعة نشر الأعداء بالمناشير وحرقهم أحياء في الأفران وفضائح أهولا وأهوليبا، أختان تتماكران لكيفية الوقوع أبيهما، وخاصة وضع السلالة الحالية التي لا حق لها في أرض فلسطين لا حق شرعي ولا حق تاريخي وكل ما يحدث لفلسطين والفلسطينيين، كان الأولي ان تقرأ التاريخ قبل أن تمس الإسلام المصوّب للرسالتين السابقتين.

أليس من الأكرم أن تراجع كتب التاريخ بأحداثها المتعلقة بالدين، وخاصة القرآن الكريم الذي حدد معني أن يقوم البعض بفرض آلهة مع الله عز وجل، أو أم يقولوا {اتخذ الرحمن ولداً/لقد جئتم شيئا إداً تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا/أن دعوا للرحمن ولدا/وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا/إن كل من في السماوات والرض إلا آتي الرحمن عبدا} (88ـ93 مريم)..

زينب عبد العزيز
4 فبراير 2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق