ثمناً لتقاربها معه.. “بشار الأسد” يصف موقف حماس بـ “المنافق”
فريق التحرير
يقال قديمًا بـ “أن السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانًا”، وهو ما يمكن تلخيصه من حديث رأس النظام بشار الأسد عن حركة حماس الفلسطينية، خلال لقاء في القصر الجمهوري أجرته معه قناة سكاي نيوز الإماراتية.
“موقف حماس منا كان مزيجا من الغدر والنفاق”.. بهذه العبارة هاجم نظام الأسد حركة حماس، واصفًا موقفها المتلون منذ اندلاع الثورة السورية بـ “الموقف الخائن”، لا سيما أن الحركة أعادت علاقاتها مع الأسد، في أيلول/ سيبتمبر 2022 بعد قطيعة استمرت عشر سنوات.
وجاء إعلان “حماس” يومها عن عودة علاقاتها مع نظام بشار الأسد خلال وجود رئيسها إسماعيل هنية برفقة أعضاء من المكتب السياسي (أعلى سلطة في الحركة) في العاصمة الروسية موسكو التي كانت أحد الوسطاء الذين تدخلوا لاستئناف العلاقات بين الطرفين، كما لعبت دوراً مهماً في إقناع الحركة بالشروط التي وضعتها دمشق.
مراحل مواقف حماس المتلونة
1- بعد اندلاع الثورة السورية لم تتخذ حماس موقفا مؤيدا للنظام، بل اختارت الضبابية والحيادية من الحراك السلمي، ثم أغلق نظام الأسد مكاتبها في دمشق أواخر العام 2012 أبرزها مكتب خالد مشعل في حي المزة الغربية ومكتب نائبه موسى أبو مرزوق، بالإضافة لمكاتب قيادات أخرى في حي اليرموك، قبل أن تغادر الحركة سوريا شباط 2012، دون إعلان واضح، متجهة إلى قطر وتركيا ومصر حيث كان يحكمها آنذاك محمد مرسي.
2- أواخر العام 2012، وخلال احتفالات الحركة بعيد انطلاقتها الـ 25 ظهر خالد مشعل في غزة حاملا علم الثورة السورية لثوان فقط، ما دفع النظام لوصف مشعل بالخائن الجاحد المتشرد.
3- صيف 2017، وبعد فوز إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي ووصول يحيى السنوار لزعامة الحركة في غزة بدأت الحركة بتوددها إلى النظام، وملمحة لاستعدادها بالتعامل مع النظام.
4- في العام 2018، قال هنية: “إن حماس لم تعاد النظام الذي وقف بجانبنا وقدم الكثير”، ليثني عضو المكتب السياسي محمود الزهار بعد عام فقط على بشار الأسد.
5- في آذار /مارس 2020، نفى هنية من موسكو وجود أي مقاتل أو شهداء من حماس في إدلب أو قبل إدلب أو حتى الثورة السورية.
6- في أيار /مايو من نفس العام نقل الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي تحيات الأسد للفصائل الفلسطينية ومن بينها حماس بعد زيارته دمشق ولقائه الاسد
7- في حزيران /يونيو 2022، جاء أول إعلان عن قرار حماس بإعادة علاقاتها مع دمشق ليتم اللقاء بعد أقل من ثلاثة أشهر في دمشق بضغط إيراني، حيث ترأس وفد “حماس”، عضو مكتبها السياسي خليل الحية، ووصف اللقاء آنذاك بـ “التاريخي والإيجابي”.
8- في نيسان /إبريل الفائت، بدا أن هناك تحولاً في خطاب حماس، إذ قال عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، إن الحركة ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري في المنطقة، بغض النظر عن الاسم والعنوان، مضيفاً عبر تغريدة في “تويتر”: “نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم، وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني”.
توقعات حماس
توقعت حماس أن تتمتع بمزايا عدة من تقاربها مع نظام الأسد، أهمها حرية الاستثمار لجلب الأموال بعد أن جمدت أرصدة واستثمارات كبيرة لها كان من بينها مشاريعها في السودان، وانتهاء ملف الثورة السورية التي حاولت الاستفادة منه سياسيًا فقط دون مراعاة لتضحيات الشعب السوري، متناسية أن النظام لن يستطيع تقديم أي منفعة لها فليس له أي وزن سياسي أو عسكري ترتكز إليه “حماس” في العلاقة، كما أن النظام فقد شرعيته ولا يملك القرار على الأراضي السورية ولو انفردت بعلاقتها مع روسيا وإيران لأغناها عن أي علاقة متبادلة مع النظام، الذي يعتقد أن “حماس” طعنته في ظهره،
فضلا عن كون النظام متهالكًا ومستنفذًا ماديًا واقتصاديًا وليس لديه شيء يقدمه للحركة، إذا ما توقعنا أنه في حال عودة الحركة إلى سوريا ولقائها بالأسد ستخسر الحاضنة العربية والإسلامية، وهو ما جرى فعلاً من خلال ردة فعل الشارعىالعربي والإسلامي على الخطوات المذلة.
كيف سترد حماس؟
لا يبدو أن رد حماس هذه المرة سيتجاوز الجعجعة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، فنظام الأسد شن هجوماً سابقًا أشد قذارة من التصريح الأخير دون أن يحرك ذلك شيئاً من موقف حماس أو شعورها، بل على العكس تماماً تابعت حماس جريها ولهاثها وراء النظام للتطبيع معه، وها هي تحصد أول التنازلات المذلة لها، لكن بالمقابل ماذا استفادت حماس من معاداتها قضية شعب كامل -يمثل وجهاً متعاطفًا وداعمًا لقضيتها- أمام نظام سلك المنهج الطائفي والتصفية العرقية في تعامله مع معارضيه، إضافة لشنه مجازر وحشية فيما يسمى عاصمة الشتات الفلسطيني (مخيم اليرموك) جنوب العاصمة دمشق ومارس حصارا وتجويعا في الوقت التي كانت فيه قيادات حماس تتنقل بين فنادق تركيا ومصر وقطر، فيما كانت تقبل الأيادي في الخفاء لإعادة المياه إلى مجاريها في دمشق.
يقول المراقبون: دعونا ننتظر تعليق حماس على وصف الأسد لهم بالخونة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق