القوانين الخمس للغباء البشري!
خواطر صعلوك
في عام 2000م توفي كارلو شيبولا، وليس مهماً مَن هو كارلو شيبولا، المهم أنّ هذا الرجل ترك وراءه كتاباً بعنوان «الغباء البشري» والذي يؤكد فيه أن أكبر مخاوفنا يمكن أن تحدث وتتحقق وهي أن يحكمنا الأغبياء.
وإذا كنت تظن عزيزي القارئ أنّك غير مُحاط بالأغبياء، فعليك أن تقرأ هذا الكتاب الصغير فوراً، لأنه وفقاً للمؤرخ الاقتصادي الإيطالي ذائع الصيت في روما وحواريها ومقاهيها الثقافية السيد كارلو، هناك خمسة قوانين ثابتة للغباء البشري كالتالي:
القانون الأول:
الجميع يستهينون بعدد الأغبياء الذين يُحيطون بهم.
القانون الثاني:
إنّ احتمالية أن يكون شخص ما غبياً هي صفة مستقلة عن أي سِمة أخرى يتصف بها هذا الشخص.
القانون الثالث:
الشخص الغبي هو شخص يُكبّد شخصاً آخر أو مجموعة من الأشخاص خسائر، وفي الوقت نفسه لا يحقّق لنفسه أي مكسب، بل يُكبّد نفسه خسائر.
القانون الرابع:
إنّ ضرر الأغبياء بالغ الأذى، وينسى غير الأغبياء أنّ التعامل مع الأغبياء في كل وقت وحين وتحت أي ظروف هو خطأ كبير.
القانون الخامس:
الشخص الغبي هو أشد أنواع الأشخاص خطراً، وأخطر من قاطع الطريق.
الكاتب الذي باع أكثر من نصف مليون نسخة وتُرجم كتابه إلى 16 لغة، يصنّف الناس حسب المنفعة والمضرّة إلى أربع فئات رئيسية:
المغلوب على أمرهم، والأذكياء، وقطّاع الطرق وأخيراً الأغبياء.
إذا تعاملت مع شخص مارس ممارسة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية لكي يحقّق مكسباً لنفسه ويُكبّدك أنت خسارة... فأنت قد تعاملت مع قاطع طريق، وكنت أنت مغلوباً على أمرك.
تأمّل قليلاً عزيزي القارئ مع نفسك، وتذكّر كل قُطّاع الطرق الذين مرّوا في حياتك وسامحهم.
أما إذا تعاملت مع شخص مارس ممارسة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية وحقق مكسباً لكلا الطرفين لك وله، فقد تعاملت مع شخص ذكي.
تأمّل في كل الأذكياء الذين مرّوا في حياتك وادعُ لهم.
ولكن أن تتعامل مع شخص لا يحقّق مكاسب لنفسه ولا يحقّق مكاسب لك ولكن خسائر فادحة ومتاعب وأذى.. فلا يوجد سوى تفسير أن هذا الشخص غبي!
كم شخصاً غبياً مرّ عليك في حياتك؟
إلى هنا عزيزي القارئ، تبدو تقسيمة وقوانين كارلو شيبولا بدهية بعض الشيء، ولكن المفاجأة كانت في الاكتشاف العظيم الذي اكتشفه وهو أن نسبة الأغبياء ثابتة بعيداً عن التقسيمات الفكرية أو الاجتماعية أو الجغرافية، فهي موجودة بين الحائزين جائزة نوبل كما هي موجودة بين أعضاء البرلمان، والنسبة نفسها موجودة في أي تجمّع بشري مهني أو غير مهني... دائماً هناك نسبة مئوية كبيرة ثابتة - لم يذكرها - يعملون ضد مصلحتهم وضد مصلحة الجماعة أيضاً ويسبّبون الأضرار.
وما إن انتهيت من قراءة الكتاب حتى تذكّرت حديث الرسول،صلى الله عليه وآله وسلم، والذي صنّف الناس فيه إلى ثلاثة أصناف: صنف يقبل ويتعلّم وينفع الناس وينبت العُشب لمن حوله، وصنف مثل الأرض الجدباء التي لا تنبت ولكنها تمسك الماء والمطر لكي يستفيد منها الآخرون، وصنف مثل الأرض القِيعان لا تمسك ماء ولا تنبت زرعاً...
وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق