إلى مصر
أحمد بن راشد بن سعيّد
أنتِ الرؤومُ التي لم تعرفِ الصّلَفا
فكيف يلقى الأذى في أرضِكِ الشُّرَفا
جماعةُ النورِ ما أحببتِهم أبداً
وهم يَكنّون للأوطان كلَّ وفا
شاؤوكِ قمّةَ عزٍّ لا سقوفَ لها
فشئتِ من فوقهم أن تهدمي السُّقُفا
ما قام لله في بُردَيْكِ داعيةٌ
إلا ومات جوىً إن لم يمُتْ أسفا
على الميادينِ كم من حرّةٍ قُتلت
وكم كريمٍ بذلِّ السّجنِ قد رسفا
لم ينجُ معتصمٌ من يومِ “رابعةٍ”
إلا غدت روحُهُ في “عقربٍ” هدفا
كنتِ التي بجلالِ النيلِ قد غَرَستْ
رشْدَ العقول وعمقَ الوُدِّ والشّغَفا
ما خيّمَ الحزنُ يوماً في مضاربِنا
إلا وكان محيّاكِ الصَّبوحُ شِفا
فكيفَ أنكرتِ فضلَ الله وانهزمتْ
فيكِ النّهى وتنكّبتِ الذي سلفا؟
وطوّحَ الظلمُ فيكِ العدلَ فانطفأتْ
كنانةُ الله كالبدر الذي انكسفا
وصرتِ في القمعِ للطاغين مدرسةً
يلقى الغلابةُ فيها الموتَ والضُّعَفا
لم يبقَ من حُلْمِ كانونٍ سوى طللٍ
لولا حزيرانُ كان الأمرُ مختلفا
عودي إلى مصرَ يا مصرُ التي اختنقت
بها الحياةُ، وقولي للخرابِ: كفى!
رابعة ذكرى رابعة
LoveLibertyPoems
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق