الجمعة، 16 مايو 2025

فوق السلطة441- وفاة قاضي الحكم علي مرسي

 فوق السلطة441- وفاة قاضي الحكم علي مرسي



فوق السلطة: تكبيس وتكبير في تيك توك ووفاة "قاضي الإعدامات"

أفرد برنامج “فوق السلطة” -في حلقته بتاريخ (2025/5/16)- مساحة واسعة للتصعيد بين باكستان والهند، وعقد مقدم البرنامج نزيه الأحدب مقارنة لافتة بين النشطاء العرب والباكستانيين في منصة تيك توك.

بانر فوق السلطة

وقال الأحدب "فيما كان ناشطون عرب يصرخون تكبيس في تيك توك كان ناشطون باكستانيون ينادون تكبير، وهم يحملون بقايا الطائرات الهندية المسيرة التي أسقطها جيش بلادهم، ودخلت سوق الخردة الباكستاني من بابه العريض".

وتعليقا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسلام آباد ونيودلهي، تساءل مقدم البرنامج "هل تصمد تهدئة الوساطات أم تقف المنطقة على لغم موقوت لحرب نووية؟".

وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد استبق إعلان ترامب بـ"إعلان الانتصار في الحرب" بآية قرآنية "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص".

وفي السياق ذاته، تساءل مقدم البرنامج عن المعلومات السرية التي نقلها الأميركيون للهنود وأجبرتهم على التراجع الفوري عن "مغامرة الحرب"؟.

وسلطت الحلقة الضوء على اقتباس الجماعات الهندية المتطرفة من نظيرتها الإسرائيلية المتشددة خطاب التطهير الديني والعرقي، إذ طالبت بإبادة إقليم كشمير كما تبيد إسرائيل قطاع غزة.

وكذلك، فإن الهند متهمة أيضا بربط أسماء عملياتها العسكرية بالمقدسات الهندوسية، على غرار أسماء معارك إسرائيل المقتبسة من اللاهوت اليهودي.

وفاة قاضي إعدام مرسي

وفي موضوع آخر، تناولت الحلقة وفاة القاضي المصري شعبان الشامي، الذي اشتهر بـ"قاضي الإعدامات"، إذ يعد أول قاض في البلاد يحكم بالإعدام على رئيس مصري سابق، في إشارة إلى الرئيس الراحل محمد مرسي.

وقال مقدم البرنامج نزيه الأحدب إن "من المصريين من يصفون الشامي بالقاضي العادل، ومنهم من يعده ظالما لم يقم اعتبارا للعدل والدين".

وأضاف الأحدب "إن كان شعبان الشامي قد حكم على الرئيس السابق محمد مرسي ومئات الشخصيات حضوريا وغيابيا بالإعدام شنقا حكما عادلا فهنيئا له عدله".

وتابع "وإن كان قد ظلم مرسي وإخوانه لدنيا يصيبها أو منصب يدركه فالموت كان أسرع إدراكا، والقبر صندوق العمل، وعند الله تلتقي الخصوم".

ترامب والشرع

وفي موضوع ثالث، عرضت الحلقة تصريحات للقاضي العراقي المتقاعد وائل عبد اللطيف قال فيها إن الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب لا يستطيعان الحضور إلى العراق لأنهما "يواجهان أمر قبض، وسيعتقلان بناء على ذلك".

يشار إلى أن ترامب والشرع التقيا في السعودية، واستبق الرئيس الأميركي هذا اللقاء بإعلانه رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.

وتناولت الحلقة عددا آخر من المواضيع وهذه أبرزها:

  • درس باكستاني قاسٍ للهند.
  • جنود إسرائيليون: غدا سنفجر المسجد الأقصى.
  • الأسيرة مِيا شيم حفظتها حماس واغتصبها الإسرائيليون.
  • الأوروبيون يريدون محاكمة بوتين.
  • أمنية وزير داخلية فرنسا حظر حجاب المرأة المسلمة.
  • القصة الكاملة للعروسَين ميرا وأحمد.. من خطف الآخَر؟

واتهمت مؤسسة "مراقبة الإبادة" الهند باتباع نهج إسرائيل لتحويل كشمير إلى غزة، في وقت يُتهم فيه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بتعلم قصف مساجد المسلمين من نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

"أصحاب البلد.."

 "أصحاب البلد.."

أ. د. زينب عبد العزيز

أستاذة الحضارة الفرنسية



تزايدت صيحات وأفعال إخواننا المسيحيين بأنهم "أصحاب البلد الحقيقيين" وأنهم "سلالة المصريين القدماء"، و"أن المسلمين غزاة دخلاء على البلد"، وأنه "يجب طردهم"، والعمل على تنصير شكل الدولة. بل لقد تزايدت الأفعال بصورة باتت بحاجة إلى وقفة هادئة لوضع النقاط فوق الحروف، ورأب صدع لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالي.. فقد بات المسيحيون يشكلون دولة داخل الدولة، مدعومين من الغرب ومن دولة الفاتيكان والكرسي الرسولي بصورة لا تغفلها عين، خاصة بعد أن فُرض عليهم بموجب قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني (1965)، أن يشاركوا رجالا ونساء في عملية التبشير وتنصير المسلمين.
والوصول إلى هذا الحد يعني أنهم يتبعون دولة الفاتيكان وليس رئاسة الدولة المصرية ولا احترام دينها الذي هو دين الأغلبية. 
وأخر هذه الأوامر زيارة رئيس وفد البرلمان الأوروبي أمس 7/11/2021، البابا تواضرس "وحذره من تهجير وإفراغ منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين، مؤكدا أن وجودهم في المنطقة أصيل حيث إن جذورهم فيها ممتدة منذ القون الأولي".
أتناول هذا الموضوع لأن أولي أصداؤه ترسخت في ذهني وأنا في حوالي العاشرة من العمر، حينما ذهبت مع شقيقي الأكبر، وكان يدرس بقسم الآثار بجامعة الإسكندرية، لزيارة أستاذه الدكتور نجيب ميخائيل. 
لا أذكر الكثير من الحوار لكن عندما نهضنا للانصراف، كرر الدكتور نجيب ما كان يقوله: "مصر دي بلدنا وحا نستردها.. يعني راح ناخدها.. راح ناخدها تاني مهما طال الزمن". 
فشهقت فزعة وأنا أسأل أخي: "حا ياخودها فين؟!"

مرت الأيام، وبلغت السادسة والثمانين، وأصداء هذه العبارة تتردد في الأعماق، وخشية أن تختفي مصر تقبع صمتا في الذاكرة، فالفزع الذي انتابني أكبر من أن يُمحي. بينما محاولات إخواننا المسيحيين تتواصل حتى ارتطمَتْ بموضوع حشو أقبية الكنائس بالسلاح.. وهو ما أعلنه رجل القانون العالمي المكانة والشهرة، الأستاذ الدكتور سليم العوّا في التليفزيون المصري، قائلا إنه تم وضع اليد على كونتينر مليء بالسلاح قادم من إسرائيل للكنيسة المصرية! 
وحين يتحدث رجل القانون بهذا الوضوح وعلى الملأ فذلك يعني ان الموضوع هام وبحاجة إلى توضيح علمي صريح لرأب الصدع الذي تزايد ـ خاصة منذ يناير 2013 الواضح في صورة العلم وعليه علامة "عنخ" مفتاح الحياة، الذي نقلوا عنه فكرة الصليب؛ والصورة المجاورة لقص يقود الشباب مرتدين الصليب والمسدس على صدورهم. 
وأبدأ بالتدرج التاريخي باختصار شديد:
 كان الرومان هم الذين يحكمون البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، وكانوا يُطلقون عليه "بَحْرُنا" (Mare nostrum). وهو ما يحاول البابا فرانسيس إعادته بكل مغالطة وجبروت بالسعي لتوحيد الكنائس المنشقة وضمها لكاثوليكية روما، وهو ما يقوم به حاليا في كل جولاته.
 نشأت المسيحية وسط معارك لاهوتية بين اليهود وفرقهم التي خرج منها النصارى. فهم أصلا يهود منشقون على قياداتهم سياسيا ودينيا. وكان يسوع أحد هؤلاء الثوار الغاضبين على انحرافات بني جلدتهم عن رسالة التوحيد. وكان يسوع مختونا ومتزوجا قبل سن الثلاثين وفقا للشرع اليهودي. ولمداراة هذه الحقيقة اختلقت الكنيسة عيد "ختان يسوع" وتحتفظ بغرلته حتى يومنا هذا في علبة من الذهب والزجاج! وقد تناولت تفاصيل هذه الجزئية كاملة في أحد مقالاتي.
 ظل الرومان يحاربون المسيحيين في بدايات نسج عقائدهم حتى ضج الإمبراطور قسطنطين الأول من صراعاتهم وألزم كل الفرق المختلفة والمتصارعة عقائديا بالاجتماع معا لاختيار إله واحد يجمعهم، وفرض عليهم عقد المجمع في مدينة نيقية سنة 325. فحددوا معالم عقيدتهم لتسهيل مهمة الإمبراطور في الحكم. وقاموا بتأليه المسيح وإدانة الأسقف أريوس المتمسك بالتوحيد.
 ولكي تتقبل الشعوب المختلفة تلك الديانة الجديدة استمد القساوسة بضعة رموز من عقائدهم السائدة لتسهيل تقبلهم للعقيدة الجديدة على أنها مشابهة. وذلك من قبيل محاكاة صلب المسيح نقلا عن صلب أورفيوس.
 تسللت المسيحية الي كل بلدان الإمبراطورية الرومانية وظلت تُحارب حتى أصدر قسطنطين مرسوم ميلانو سنة 313 الذي أوقف محاربتها واعتبرها من ضمن الديانات الموجودة.
 كانت مصر أهم بلد في الإمبراطورية الرومانية، لا لعمق حضارتها فحسب، وإنما لسخاء أرضها حتى باتت تعرف بصومعة الغلال للإمبراطورية.
 في عام 476 استولت الإمبراطورية الرومانية الشرقية، المعروفة بالبيزنطية، على ممتلكات روما ومن بينها ولاية مصر. واستمر الحكم الروماني لمصر حتى سنة 642 م.
 من 325 إلى 642 كانت المسيحية في مصر تتشكل بنقل العديد من الرموز المصرية القديمة، مثلما فعلوا في كل بلد امتدت اليها طقوسهم.
 بدأ المسيحيون بطمس معالم بعض المعابد ودهان جدرانها بالملاط لرسم المسيح وقدسييهم عليها، مثلما حدث في معابد أبو سنبل وأبو عودة، أو تكسير بعض الأماكن على الجدران أو على الأعمدة لحفر علامة الصليب، إضافة الي ما استطاعوا هدمه لفرض عناصر عقيدتهم. فإن كانوا يعتبرون مصر بلدهم وليست بلد تم غزوه بالتدريج بديانة مختلفة لما كسّروا أو هدّموا معالمها.
 قام المسيحيون بتقليد التراث الفني المصري القديم كما كان سائدا مع تدني المستوي الفني بصورة لا تغفلها عين حتى أطلق العلماء على هذه الفترة اسم "عصر الاضمحلال".
 ومما نقله المسيحيون من الديانة المصرية القديمة: (مجرد نماذج)
 رمز السمكة إختوس، وكان النصارى الجدد يستخدمونه كرمز سرّى ليتخفوا من جنود الرومان. 
ثم انتشر رمز السمكة يعلوه الصليب حتى في حجرات القساوسة أو في خلواتهم،
 كما استخدمت السمكة كرمز ليسوع العائد للحياة بعد دفنه. ومنها نقل مطابق ليسوع محاط بسمكتين في جدارية ضخمة في بازليكا القديسة مادلين دي ڤازليه من القرن الثاني عشر وبها بقايا مريم المجدلية زوجة يسوع المسيح. وقد اعترف البابا إتيان التاسع سنة 1058 بصحة وحقيقة هذه البقايا ووضع البازليكا تحت حماية مريم المجدلية،
 كما نقلوا فكرة الإله من الإله رع، وفكرة الثالوث من "ايزيس حوريس وأوزيريس"،
 ونقلوا التقويم وتقسيم السنة إلى اثني عشر شهرا، وتقسيم اليوم إلى نهار وليل كلا منها إثني عشر ساعة، وتقسيم الأبراج إلى إثني عشر برجا بعدد الشهور،
 ونقلوا تمثال حوريس ممطتيا جوادا ممسكا بحربة طويلة لينتقم لأخيه من التمساح إله الشر. نقلوه حرفيا تحت اسم القديس جورج ينتقم من الشر،
 تبنوا الختان وكان أيضا عند اليهود. وظلوا يعملون به حتى ألغاه بولس لتسهيل الدخول في المسيحية. وإن كان الرب أراده عهدا أزليل،
 كما نقلوا تمثال إيزيس والطفل حوريس على حجرها، حرفيا ليصبح مريم تحمل الطفل يسوع،
 حتى التعميد بالماء أيام المصريين القدماء نقله ناسجوا المسيحية لترسيخ اقدامهم كغزاه.

فتح مصر:

 تم فتح مصر في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، علي يد الصحابي عمرو بن العاص سنة 20 هجرية و641 ميلادية. وكان الفراعنة يحكمون المصريين القدماء حتى استولي عليها الإمبراطور الروماني أكتافيوس سنة 31 ق م، وكانت كليوباترا آخر من حكم المصريين من سلالتهم.
 سنة 476 استولت الإمبراطورية الرومانية الشرقية المعروفة بالبيزنطية على ممتلكات روما ومن ضمنها ولاية مصر واستمر الحكم الروماني لمصر حتى سنة 642،
 تسلم عمرو بن العاص مقاليد الدولة من الحاكم الروماني. وأمّن المسيحيين وحماهم وأكرم قساوستهم واستدعي الهاربين منهم، وعامل المسيحيين كالمسلمين خاصة بالنسبة للجندية، فمن كان يرفض الانضمام للجيش فُرضت عليه الجزية مقابل الحماية. أي إن الجزية كانت مقننة وليست عامة من باب الظلم الترويع.
 من سنة 325 إلى 642 كانت المسيحية تتشكل تدريجيا بنقل رموز الديانة المصرية القديمة القائمة في كل أنحاء الدولة، ليتم الاستيلاء على مصر بالتدريج رغم كل ما كان يكيله لهم الرومان.
 أنزل الله الإسلام والقرآن الكريم لكشف كل ما تم من تلاعب بالتوحيد في الرسالتين السابقتين، موضحا كل ما قاموا به من تغيير وتزوير وتبديل، وكلها أدلة اثبت العلماء وجودها،
 يمكن للعاقل المنصف أن يري ويجزم من مجرد هذه الشذرات أن المسيحية والمسيحيين دخلاء علي الدولة المصرية القديمة، وتلفعوا بطقوسها وحضارتها للاستقرار فيها والسيطرة عليها.

اليهودية والمسيحية والإسلام:

 اليهودية والمسيحية رسالتان قائمتان على التوحيد بالله. فالوصية الأولي من الوصايا العشرة تقول بوضوح شديد: "لا يكن لك آلهة أخري أمامي". والمسيحية بدأت بتبني الشرع اليهودي ثم خرجت عنه وأذاقت اليهود الأمرّين على مر التاريخ حتى تمت المصالحة بينهما، وبرأهما مجمع الفاتيكان الثاني من تهمة "قتلة الرب" التي كانت تقال في قداس كل أحد لمدة ألفي عام تقريبا. وهو ما أدي إلى تسلل الأتباع من الكنيسة حينما رأوا كيف يتم التغيير والتلاعب بالنصوص والقرارات. وأنزل الله دين الإسلام والقرآن وأثبت ما تم من تحريف، نافيا الشرك بالله نفيا قاطعا.
 من اقوال السيد المسيح: (من نسخة الكتاب المقدس طبعة 1966)
"لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (متّي 4: 10)، توحيد واضح،
"طوبي لصانعي السلام. لأنهم أبناء الله يُدعَون" (متّي 5: 9)، المسالم ابن الله أيا كانت عقيدته،
 "وأما أنت فمتي صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية" (متي 6: 6)، أي إن بناء الكنائس مخالف يقينا لقول يسوع،
 إلى تلاميذه الاثنى عشر: "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متّي 10: 5ـ6)، أي إن مهمة المسيحيين إعادة اليهود إلى شرع التوحيد الذي خرجوا عنه وليس تنصير العالم،
 يسوع عن نفسه: "لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متي 15: 24)، أي إن رسالة يسوع وأتباعه ليست تنصير العالم وفقا للتحريف الذي فرضوه، وإنما إعادة اليهود إلى التوحيد،
 يسوع إلي اليهود: "أيها الحيّات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. لذلك ها أنا أُرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبه فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة" (23: 33ـ34). كيف جرؤ النصارى على مخالفة هذا القول الواضح ويخرجوا عن تعاليم يسوع الصريحة ويتصالحوا مع اليهود لاقتلاع الإسلام؟
 "لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلي دم زكريا بن برخيَّا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (23: 35). وزكريا بن برخيَّا شخصية حقيقية قتله اليهود فعلا سنة 70 بين الهيكل والمذبح، وهذه الجملة تحديدا تثبت ان المسيح عاش لما بعد سنة 70 بما إنه يستشهد بها وليس كما تزعم الأناجيل في سن 30 أو 33..
 "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هو ذا بيتكم يُترك لكم خراباً. لأني أقول لكم لا تَرَوْنني من الآن حتى تقولوا مباركٌ الآتي باسم الرب" (33: 37ـ39). والآتي باسم الرب هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وفقا لما قاله يسوع بوضوح:
 "ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوي منّي الذي لستُ أهلا أن أحْملَ حذاءَهُ" (متي: 4: 11). وهذه الجملة تحديدا موجودة في إنجيل برنابا القائم عليها وعلى إثباتها، لذلك استبعدته الكنيسة تماما، لكنها تذكرته فجأة عند زيارة البابا فرانسيس لليونان وقبرص في مطلع ديسمبر الحالي وأشاد به من باب التقرّب إليهم، في محاولته لتوحيد كل الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما.

معلومة عامة:

انقسمت الكنائس سنة 1054 وانقطعت الصلة بين كنائس الشرق والغرب تماما. وتناسي الفاتيكان الكنائس الشرقية احتقاراً ودونيةً، ولم يتذكرها إلا حينما احتاجها لتنصير المسلمين في الشرق الأوسط بعد ان ألحد الغرب بفضل كل ما توصل إليه علمائه من مدنيين وكنسيين. فأنشأ الفاتيكان منظمة لهذا الغرض بقيادة مونسنيور جولنيش، للعمل على اقتلاع الإسلام وفرض المسيحية، إضافة إلى كل المنظمات الأخرى الموجودة من قبل. وهو ما يفسر زيادة استئساد النصارى حاليا ومحاولاتهم المتطرفة، غير العاقلة..
علي من يشاء أن يفهم، وعلى من يتشبث بعمالته للغرب الصليبي أن يتشبث، فلا يسعني إلا أن أضيف بوضوح لجميع الأطراف:
الكفن واحد سواء أكان من نسيج أو من خشب..

زينب عبد العزيز
7 ديسمبر 2021



معركة العفولة

 معركة العفولة

د. تيسير التميمي

قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس



العفولة هي مدينة فلسطينية تقع إلى الجنوب من مدينة الناصرة وإلى الشمال من مدينة جنين، وتتوسط سهل مرج ابن عامر وتلقب بعاصمة المرج، وقعت كغيرها من المدن والقرى الفلسطينية تحت الاحتلال الصليبي، ولكن تم تحريرها بعد الانتصار العظيم في معركة حطين، وأما معركة العفولة فهي واحدة من معارك الحروب الصليبية في أرض فلسطين التي خاضها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، الملك الناصر لدين الله الذي تربى على يد السلطان العادل نور الدين زنكي الذي وضع نُصْبَ عينه هدفاً عظيماً هو قتال الصليبيين وتحرير القدس من أيديهم، صلاح الدين الذي حقق أمنية سلطانه فحرر القدس وغيرها من أرض الإسلام وأنقذها من أيدي الغُزاة نظراً لمكانتها وقدسية مسجدها الأقصى المبارك عند المسلمين، هذه المكانة التي أكدها الله عز وجل في آيات يتلوها عباده ويناجونه بها أبد الدهر آناء الليل وأطراف النهار، منها قوله سبحانه وتعالى

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
الإسراء 1

في معركة العفولة أو الفولة اشتبكت القوات الصليبية بقيادة القائد الفرنسي غايْ دي لوزينيان مع الجيش الإسلامي اشتباكاً خفيفاً على مدى أكثر من أسبوع في أواخر شهر أيلول وأوائل شهر تشرين الأول من عام 1183م على أرض فلسطين المباركة، هذه الأرض التي تعاقب القادة المسلمون قبل صلاح الدين وبعده كل بطل منهم يكمل إنجازات الذين سبقوه ومهدوا له الطريق، تعاقبوا على الجهاد في سبيل الله بهدف تحرير أرضهم الغالية من هذا الغزو الفاشيّ الفاشل حتى تم لهم ذلك في معركة عكا عام 1291 بعد قرنين من الجهاد الذي لم يتوقف ضد المحتلين الغاصبين من الصليبيين، فقد كانت معركة عكا نقطة تحول تاريخية لأن عكا مثَّلَتْ آخر معقل صليبي لهم في فلسطين وبلاد الشام، فعلى إثرها رحلوا منها نهائياً مطرودين مهزومين، وفيها كُتِبَتْ نهايتهم وطُوِيَتْ صفحتهم بعد أن خاب امل دهاقينهم وكبرائهم في استرداد مدينة القدس واستلابها من أيدي المسلمين واستعادة السيطرة المطلقة والهيمنة الدائمة عليها، كان هذا نتيجة جهود جبارة وانتصارات مرحلية متعاقبة قطف ثمارها الجيل اللاحق وقياداته ليتمموا البناء والتشييد والانتصار استكمالاً لإنجازات الجيل السابق وقياداته، فأفلح الخلف كما أفلح السلف في نشر دين الله وتطبيق شرعه من خلال الجهاد في سبيله ورفع رايته، فالجهاد هو الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى

{لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} التوبة 88.

وأما عن الظروف التي أدت إلى معركة العفولة فلأن صلاح الدين يدرك أهمية الوحدة للأمة وأنها أمضى أسلحتها في مواجهة الأعداء والتصدي لمؤامراتهم، وليقينه بأن التنازع والتصارع بين الأخوة من أكبر القواصم التي تصيبهم مصداقاً لقوله تعالى

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال 46،

فهذا اليقين هو ثمرة التوحيد، فأمتنا الخالدة ربها واحد ودينها واحد وكتابها واحد ورسولها واحد، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بلزوم الجماعة وعدم تركها، فمن ذلك قوله {… عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فلْيَلْزَمْ الجماعة…} رواه الترمذي، ومعنى بحبوحة الجنة أي وسطها وخير مكان فيها، لذا فقد نجح صلاح الدين بعد حروب عديدة وجهود مضنية في ضم مصر وسوريا والحجاز وتهامة والعراق وجمعها في دولة إسلامية موحدة تحت قيادة واحدة تتبع خليفة واحداً هو الخليفة العباسي؛ وحتى إن كانت هذه الخلافة شديدة الضعف ولا تشكل أي ردع للأعداء إلا أن الوحدة في هذه الحالة خير ألف مرة من التشرذم والتمزّق، بعد هذا التوحيد والائتلاف والتآلف أصبحت مملكة صلاح الدين تحيط بمملكة بيت المقدس وبالإمارات الصليبية الأخرى إحاطة تامة من الشمال والشرق والجنوب،

ولما اطمأن صلاح الدين إلى تماسك دولته الفَتِيَّةِ انتقل إلى تنفيذ القسم الثاني من مخططه السياسي الذي يتمثل في محاربة الصليبيين وطردهم من الأراضي الإسلامية، فدارت بينه وبينهم معارك كثيرة انتصر في معظمها، فعلى سبيل المثال استمر جنود جيشه في مهاجمة مملكة بيت المقدس الصليبية عن طريق الجليل وشرق الأردن وقلعة أيلة (قرب مدينة العقبة) في شهر أيار من عام 1182م، فقاومه الملك بلدوين الرابع ملك بيت المقدس بنجاح في معركة قلعة كوكب الهوا خلال الصيف، وعلى الرغم من ذلك استمر صلاح الدين في مهاجمة الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الصليبيين مما تسبب بإلحاق أضرار بالغة وخسائر فادحة لمزارعيهم وعمالهم وغيرهم من الصليبيين المسيطرين عليها.

وبحلول شهر أيلول 1183 كانت الحالة الصحية للملك بلدوين المريض منذ سنوات بالجذام قد تدهورت، فأصيب بالشلل بحيث لم يعد قادراً على القيام بمهامه كملك سواء في ذلك العسكرية وغيرها. لذا فقد تم تعيين غاي لوزينيان وصياً على العرش بصفته زوج سيبيلا أخت الملك بلدوين والتي أصبحت فيما بعد ملكة بيت المقدس.

لم تتوقف مسيرة جهاد صلاح الدين في سبيل الله الْتزاماً بقوله تعالى

{انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} التوبة 41،

فقد بلغه أن الصليبيين قد اجتمعوا لقتاله في صفورية، فعبر نهر الأردن في 9 جمادى الآخرة سنة 579 هـ الموافق فيه 29 أيلول من سنة 1183م إلى بيسان، فوجدها خاوية خالية مهجورة فخرَّبها وفي اليوم التالي أضرمت قواته النار فيها لئلا يرجع إليها الصليبيون ويتمركزوا فيها ويعمّروها من جديد وينطلقون منها في حرب المسلمين، ثم سار غرباً حتى مرج ابن عامر ووضع جيشه بالقرب من الينابيع على بعد حوالي 8 كم جنوب شرق العفولة. وفي ذات الوقت أرسل عدة سرايا لتخريب أكبر قدر ممكن من ممتلكات الصليبيين في بلدات زرعين والطيبة وجبل طابور وغيرها من البلدات التي يسيطرون عليها.

وفي تلك الأثناء تحرك الجيش الصليبي الرئيسي بقيادة غاي لوزنيان من صفورية إلى العفولة متوقعاً هجوم جيش صلاح الدين بسبب ورود الأخبار من كشافته بتوجّهه إليها. وحقيقة الأمر أن صلاح الدين كان قد أرسل سرية هائلة من كبار المقاتلين والمجاهدين لمناوشة الصليبيين تتكون من خمسمائة مقاتل، فوجدوا جيش الكرك الصليبي قادم لنجدة جيش القائد غاي لوزنيان، فاعترضتهم السرية وجرى قتال بين الطرفين إدى إلى مقتل عدد كبير من الصليبيين وأسر مائة، أما السرية فقد استشهد واحد فقط من جنودها تقبَّله الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ولم يتمكن جيش الكرك من الوصول إلى جيش غاي فعاد إلى الكرك في ذات اليوم،

سار صلاح الدين ببقية جيشه إلى عين جالوت بهدف استدراج العدو إليها، وبالفعل تقدم جيش العدوّ بأسلوبه المعتاد نحو مصادر المياه في عين جالوت. وقام سلاح الرماية الصليبي بإبقاء رماة الخيول الأتراك على مسافة معقولة من جيشهم وبذلك لم يسمحوا لهم بالاقتراب منه، وشنوا بواسطة فرسانهم هجمات موضعية لإبعاد العرب والمسلمين من سكان إقليم البتراء في الأردن التابع للروم ومنعهم الاقتراب المباشر من جيشهم.

وعلى الرغم من أن القوات الصليبية المشاركة في معركة العفولة كانت أكبر قوة جمعتها المملكة من مواردها الخاصة؛ إلا أنها ما زالت أقل من قوات المسلمين، لذا فلم تشارك هذه القوات بكاملها في المعركة، واستند جنود الجيش الرئيسي إلى جبل هناك وحفروا حولهم خندقاً، وقليل منهم اشتركوا في المناوشات الخفيفة المتفرقة مع المسلمين، وعند محاسبة غاي على هذا الخطأ الجسيم تذرَّع بأن جيش المسلمين يرابط في أرض وعرة مما يصعّب على الصليبيين التحرك والقتال فيها، وأنه نجح بذلك في الحفاظ على سلامة الجيش من القتل والأسر، وتذرع كذلك بأنه أحبط غزو صلاح الدين ومنعه من الاستيلاء على أية معاقل صليبية جديدة في حينها، لكن لجنة المحاسبة حملته المسؤولية كاملة عن نتيجة المعركة مما أدى إلى خسارته منصبه بعدها كوصيّ على العرش.

هاجم الصليبيون بعض جنود القوات الخاصة لصلاح الدين بصورة مفاجئة، لكنهم ثبتوا في ميدان القتال مستحضرين قوله تعالى

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} الأنفال 45،

وتحصنوا عند قاعدة أحد الجبال، واستمروا في مضايقة الصليبيين من خلال الرماية والهجمات المتجددة ومناوشات القتال التي لم تتوقف، وشددوا الضغط عليهم ليضطروهم إلى المواجهة والقتال المباشر لكنهم مع ذلك كله لم يخرجوا للقتال، بل دفعهم هذا إلى الاكتفاء بشن هجمات مضادة لتطهير خطوطهم من الجنود المسلمين فقاموا بعمليات قتالية بسيطة لكنها لم تتحول أبداً إلى معركة واسعة بين الجيشين بل إنهم انسحبوا من الميدان،

وحيث إن صلاح الدين لم ينجح في استفزاز الصليبيين لخوض معركة ضارية فسحب جيشه من الينابيع وتحرك باتجاه مجرى نهر الأردن، بينما عسكر الجيش الصليبي حول الينابيع وظل ساكناً يترقب ويتحاشى المعركة لعدة أيام.

وحاول المسلمون تحريضهم على الهجوم عبر اعتراض قوافل إمداداتهم وفرض الحصار عليهم. لذا فسرعان ما أصبح وضع الإمدادات لدى الصليبيين حرجاً صعباً، ثم إن المسلمين توقفوا عن الاشتباك معهم عدة أيام لإيهامهم انتهاء الحرب ولإشعارهم بالأمان لعلهم يخرجون للقتال، لكن حتى هذه الخطوة لم تنجح لأنهم آثروا السلامة ورغبوا بالنجاة فظلوا معتصمين بالجبل محجمين عن ملاقاة جيش صلاح الدين وقتاله، وإنه لأمر مستغرب لأنهم هم الذين خرجوا أصلاً لقتال صلاح الدين في صفورية، وهم الذين تابعوه إلى العفولة، ثم تابعوه إلى عين جالوت لما سار إليها حيث كان من المنتظر نشوب المعركة الحقيقية فيها،

تحرك صلاح الدين نحو جبل طابور على أمل استدراج الصليبيين إلى كمين، لكن غاي الذي لم يكن يرغب بمواجهة الجيش الإسلامي تراجع بجيشه إلى قلعة العفولة بدلاً من ذلك. وهنا انقضَّ جيش صلاح الدين بسرعة على الصليبيين فقتل منهم عدداً كبيراً من أطراف جيشهم وجرح مثلهم، إلا أنه لم يتمكن من إيقاف سيرهم أو تعطيله لأنهم مصرين على عدم القتال، وعاد الجيش الصليبي إلى قاعدته الرئيسية في صفورية، ولذلك تعرض القائد غاي لانتقادات شديدة من الصليبيين بسبب عدم خوضه المعركة ضد صلاح الدين على الرغم من أنه كان يقود مثل هذا الجيش الجرار. ونتيجة لهذه المعركة خسر غاي منصبه كوصي على العرش بعد فترة وجيزة منها، وقد حاول الاستفادة من هذا الدرس الثمين بعدم الوقوع بمثله فيما بعد، فعلى سبيل المثال قام بخطوة هجومية أودت به إلى كارثة ماحقة في معركة حطين في 1187 وكان حينها ملك بيت المقدس.

وسط أحداث معركة العفولة هذه أوقع المسلمون خسائر جسيمة في المحاصيل الزراعية للصليبيين والقرى التي يسيطرون عليها، وهذا ليس بالأمر الهيِّن عليهم، فهو يؤثر في اقتصادهم ويسبب الغيظ لقلوبهم وصدورهم يؤجر عليه المجاهد في سبيل الله، قال سبحانه وتعالى عن أهل المدينة المنورة المجاهدين في سبيله

{… ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} التوبة 120،

ومعنى نصب أي تعب، ومعنى مخمصة أي مجاعة، ومعنى موطئاً أي أرضاً، ومعنى نيلاً أي إصابة بقتل أو جرح أو أسر أو هزيمة.

رجع صلاح الدين من هذه المعركة عن الصليبيين مؤيداً منصوراً، وكتب القاضي الفاضل إلى الخليفة العباسي يعلمه بأخبار المعركة ومجرياتها وتفاصيلها، ويبشره بما منَّ الله به على المسلمين من نصر عظيم، ثم توالت الانتصارات الصلاحية على الصليبيين حتى حرر القدس من أيديهم.

«مودي» بعد نتنياهو..

 «مودي» بعد نتنياهو..

ياسر الزعاترة

كاتب ومحلل سياسي


عربدة ضد أمّة يعانق بعض أبنائها 

أعداءها!



نتنياهو يسمّي حربه الجديدة على قطاع غزة باسم 

توراتي (عربات جدعون)، ومودي على خطاه، يطلق 

على عمليته ضد باكستان اسما هندوسيا هو 

«سيندور».

لو لم تكن القضية تعبيرا عن تطرّف ديني ضد 

المسلمين، لما واصل المذكور حملته القذرة ضد 

مسلمي بلاده، وهُم لا يشكّلون أيّ خطر عليه ولا على

 طائفته.

ولو كان يعلم أن لعربدته في الداخل والخارج (ضد

 باكستان) ثمنا في علاقاته مع بقية الدول الإسلامية،

 وفي مقدّمتها العربية، لما أطلق عمليته الجديدة.

العالم في لحظة إعادة تشكّل وصياغة موازين قوىً

 جديدة، فيما تعيش هذه الأمّة حالة تيه عجيبة، ويدفعها

 «صغار» نحو مزيد من الضياع، وذلك عبر

 استهداف سرّ قوتها ممثلا في دينها وحدّ مقبول من

 وحدتها.

لا يأس هنا، فأمّة تتحدّى ثلة مؤمنة من أبنائها في

 قطاع غزة، أكبر قوة في الشرق الأوسط (مدعومة

 من أكبر قوّة في الكون)، لا يمكن أن تستسلم أمام أيّ

 لون من ألوان الغطرسة، حتى لو جعلت أنظمتها كلفة

 المواجهة عالية عبر تخاذل بعضها وتواطؤ أخرى.

الزواج بين السنّة والشيعة

 الزواج بين السنّة والشيعة

د. محمد عياش الكبيسي

مفكر وداعية إسلامي، دكتوراه في الفقه الإسلامي

استمعت لاثنين من المشايخ، الأول شيعي: وقد أفتى بحرمة زواج الشيعية من السنّي على سبيل الاحتياط، ولم ينصح به.

والثاني من فقهاء السنة المعروفين، وقد أفتى بالجواز، مبينا أن الخلافات المذهبية ينبغي أن تكون سعة ورحمة لا فرقة وقطيعة، وذكر أنه قد سعى في تزويج شاب سني من فتاة شيعية.

وهنا رأيت أن عليّ كلاما لابد من قوله إبراء لذمتي أمام الله تعالى ونصحا لعباده،

وألخصه في الآتي:

١- إذا تكلمنا بالموضوعية وبالأمانة العلمية فإن الخلاف السني الشيعي لم يعد خلافا فقهيا، وهو ما كنا ندرسه في مناهج كليات الشريعة وحتى الأزهر وغيره، بل تعدّاه إلى أصول العقيدة، وربما لم يعد الخلاف الفقهي يذكر أصلا، فالخلاف يدور الآن حول الوصيّة والعصمة والموقف من الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين وعموم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وصار منهم من يصرّح بتحريف القرآن وتأليه الأئمة واستمرار الوحي، وقد انتعشت هذه المعتقدات بعد ثورة الخميني ثم ازدادت بعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق، بعد أن كانت هذه المعتقدات مطمورة في بطون الكتب وعامة الناس من السنّة والشيعة لا يعرفون عنها إلا القليل.

٢- نحن مع أي صوت عاقل لتخفيف الاحتقان السني الشيعي، وقد ذاق الشعب العراقي الويلات بسبب هذا الاحتقان، لكن السؤال العملي؛ هل سيخفف هذا الزواج من حالة الاحتقان؟ أو أنه سيزيد من الاحتكاك والصدام؟

من وجهة نظري أنه سيزيد من الاحتكاك والصدام، وحالات الوئام التي يتكلمون عنها إنما هي بين الناس الذين لا يهمهم كثيرا أمر التديّن، أما الأب الذي يحرص على تنشئة أولاده على العقيدة التي يراها فإنه حتما سيصطدم مع زوجته التي تخالفه في ذلك.

٣- إن طرق تخفيف الاحتقان معروفة، وهي بيد السلطة ومؤسساتها التشريعية والقضائية والأمنية، وأولها إحياء روح المواطنة العادلة، وإلغاء كل حالات التمييز الطائفي، وأن تتعامل الدولة مع كل مواطنيها بميزان واحد.
أما التقارب عن طريق الزواج والمجاملات الصورية والإعلامية فهي أقرب إلى الخداع والعبث.

والله تعالى نسأله أن يكشف هذه الغمة، وأن يهدينا جميعا صراطه المستقيم الذي يضمن لنا سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.

أين غزّة؟

 أين غزّة؟ 

وائل قنديل


كان العنوان الأبرز في التسويق لرحلته في الخليج أن الرئيس الأميركي، ترامب، قادم لحسم موضوع غزّة، ووضع حد للجنون الإجرامي الذي يمارسه بنيامين نتنياهو بعد أن ضاقت الإدارة الأميركية ذرعاً بسياساته التي باتت تهدّد علاقاتها بأصدقائها وحلفائها في بلاد المليارات والتريليونات. استخدم ترامب موضوع غزّة مدخلاً جيداً إلى حيث غايته الأولى من الزيارة: المليارات التي بلا حدود، والتي عبّر عنها لاحقاً، وهو يزف البشريات للشعب الأميركي بالقول "هذه جولة قياسية، لم يسبق أن جمعت جولة نحو أربعة تريليونات دولار خلال أربعة أيام فقط". 
قالها بلهجة البحّار القديم الذي يعبر المحيطات والأنهار إلى بلادٍ بِكرٍ تدرّ لبناً وعسلاً، وجد فيها ما لم تكن أحلامُه تصل إلبه، غير أن الأهم من التريليونات أن الأميركي فرض نفسه معياراً للصواب والخطأ، ووضع تصوراته للمنطقة والعالم قانوناً حاكماً للعلاقات الدولية، إذ لم يعارضه أو يراجعه أحد في كلمة.

دارت أحداث الزيارة الأسطورية وانتهت مخلفة وراءها السؤال الكبير: 
أين غزّة في صخب الاحتفالات بزيارة الشخص الذي كان قبل شهرين يهدّد بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم إن لم تسلم حماس الأسرى والسلاح وتغادر الجغرافيا والتاريخ؟ لم تغب غزّة. كانت هناك مزهرية موضوعة على موائد توقيع الصفقات المليارية، حضرت بوصفها قطعة مهمّة في تجميل مسرح أحداث الزيارة، وبانتهائها عادت إلى مكانها، روتيناً يوميّاً من القتل والدمار والجوع والحصار، تنتظر ما توعّدها به نتنياهو من إعادة احتلال شامل في أوسع عملية عسكرية تقضي على مقاومتها.

منذ اليوم الأول للزيارة، وثمّة عنوانٌ معدٌّ مسبقاً يردّده الإعلام الرسمي مع كل كلمة ينطق بها الزائر: ترامب صفع نتنياهو، بقصد اقتياد الجمهور المتابع إلى التفاؤل عنوةً، وخصوصاً أن هذا الجمهور كاد الجوع إلى خبر يبشّره بإنهاء المذبحة في غزّة يمزّق أمعاءه، لكن أحداً لم يجد صفعة واحدة، بل وجد أكثر من 250 شهيداً جديداً يضافون إلى قوائم الموت خلال وجود ترامب في ثلاث عواصم خليجية، ووجدنا انكساراً في أصوات مراقبين ومراسلين كانوا قد استعدّوا مبكّراً للاحتفالات بإنجاز تاريخي للرحلة التريليونية، فلم يجدوا سوى أن المسألة من الألف إلى الياء هي تريليونات ملفوفة في أوراق سلام أبراهامي يناضل من أجله دونالد ترامب.

كانت غزّة، مرّة أخرى، صاحبة فضلٍ على جميع الأطراف، على إخوتها وأعدائها على السواء، فمن دونها ما كان دونالد ترامب يستطيع الحصول على كل هذه التريليونات وكأنه يسحب إصبعاً من علبة فاخرة، كما لم يكن المانحون والدافعون يُقدمون على تقديم كل هذه الهدايا بهذه السلاسة، وما كان الإعلام مروّج الزيارة الميمونة يستطيع أن يُكسبها كل هذا الزخم.

طار ترامب بالهدايا وطارت الوعود المعسولة عن إنهاء الحرب وإيقاف شلال الدماء، وعادت غزّة تلعق جراحها، وتكابد الخذلان من جديد، والكل ينهرها ويعنّفها ويلوّح لها بعصا الأستاذية ويتعالم عليها، وهو الجهل كله والفشل كله، ويعطيها دروساً فيما كان يجب أن تفعله من قبل، وما يتحتّم عليها أن تنفذه من بعد.

حدث ذلك كله في ذكرى النكبة الأولى، التي تصرخ في الجميع بأن طوفان الأقصى كان حتمية تاريخية بعد نحو 80 عاماً من اغتصاب فلسطين وإبادة شعبها، وسط تواطؤ دولي وعجز من الأشقاء الذين ضجوا بها فتخلّوا عنها لم يرحموها عندما قرّرت أن تقاوم، بل دانوا طوفانها وحاصروا مقاومتها وتسابقوا في إرضاء راعي احتلالها.

الخميس، 15 مايو 2025

إسرائيل والدروز.. حماية مصطنعة واختراق خبيث لسوريا

 إسرائيل والدروز.. حماية مصطنعة واختراق خبيث لسوريا

لا تزال سوريا تعاني من كونها ساحة مكشوفة لحروب بالوكالة، تُستأنف فيها لعبة الأمم بأدوات الهوية وسيناريوهات الذاكرة والاحتياج، وكان آخر هذه السيناريوهات هو تقديم الطائفة الدرزية فجأة على أنها مستضعَفة تستدعي الحماية، في مشهد لا يخلو من الرمزية ولا من الخبث

لا شك أن محاولة إسرائيل المكشوفة بالتدخل عسكريًا في الجنوب السوري بذريعة الدفاع عن الدروز، لا تعدو كونها محاولة اختراق عمق وطني هش، واستثمار لحظة احتجاج لتحويلها إلى مدخل استراتيجي يعيد صياغة الجنوب السوري على إيقاع المصالح الإسرائيلية.

وبينما تقف الحكومة السورية الجديدة مكتوفة الأيدي أمام الغضب المتنامي في جبل العرب من جهة، وأمام التدخلات الإسرائيلية على الأرض من جهة أخرى، تفتح ذريعة الحماية الإسرائيلية نافذة خطيرة على خرائط التدخل والتفكيك، حيث لا تُفهم حماية الدروز خارج سياق الهندسة الطائفية التي تتقنها تل أبيب، ولا يُقرأ الموقف الدولي إلا في ضوء إعادة إنتاج تقسيم ناعم يُفرغ الوطن السوري من معناه، ويُعيد رسم الولاءات وفق معادلات مصالح القوى الكبرى والإقليمية.

الهامش الدرزي

يشكل الدروز أحد المكونات الديموغرافية في الجنوب السوري، يبلغ عددهم في سوريا اليوم نحو 700 ألف نسمة، يتوزعون في مناطق مختلفة من بينها السويداء والجولان، وبالقرب من دمشق وفي إدلب، حيث حافظوا تاريخيًا على خصوصية مذهبية وثقافية واجتماعية متجذّرة، تقوم على التماسك الداخلي، والانغلاق السياسي الذي غالبًا ما تجلى في الاكتفاء بالحياد النسبي، ورغم قلة عددهم مقارنة بالمكونات الأخرى، فإنّ حضورهم في الوجدان الوطني السوري لا يُستهان به، لاسيما وأنهم أسهموا في محطات مفصلية من التاريخ الحديث، بدءًا من الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، وصولًا إلى مشاركات متباينة في الحراك السياسي المعاصر.

أما العلاقة بين دروز سوريا وإسرائيل، فهي علاقة مركّبة فقد بدأت فعليًا بعد نكسة عام 1967م واحتلال الجولان، حيث وجدت تل أبيب في الدروز، بحكم وجود شريحة منهم في الجولان المحتل، فرصة سانحة لبناء صلات ناعمة، قوامها الأمن والامتيازات مقابل التعاون، وقد استثمرت إسرائيل في هذا الخيط الطائفي كأداة اختراق بعيدة المدى، ونجحت في جذب دروز الجولان إلى صفها، لكن بقية الأغلبية الساحقة من دروز سوريا متمسكين بانتمائهم العربي ظاهريا.

في عهد حافظ الأسد، تبنّى النظام سياسة استيعاب ناعم للدروز، عبر ضمان الحضور الشكلي لبعض رموزهم في المؤسسات الرسمية، وتقديم وعود بالأمان مقابل الابتعاد عن السياسة، كان ذلك جزءًا من معادلة أوسع لإدارة التوازنات الطائفية داخل الدولة الأمنية التي قادها الأسد الأب، وبالفعل قد حظي الدروز بمكانة، دون أن تُترجم إلى سلطة فعلية أو حضور مؤثر في مراكز القرار. ومع وصول بشار الأسد إلى السلطة، استمرت هذه السياسة ولكن بقدر أكبر من التهميش، في ظل انشغال النظام بتعزيز هيمنة الحلقة العلوية الضيقة، وتراجع مفهوم التعددية الشكلية التي كانت تُستخدم كأداة دعائية إبان حكم والده.
 

هذه السردية الإسرائيلية تخدم أهدافًا مزدوجة: تبرير التدخل العسكري دوليًا، وإحداث شرخ داخلي في النسيج السوري، عبر توجيه رسائل للطوائف بأن الدولة لم تعد الضامن الوحيد للأمن

غير أن المشهد بدأ يتغير مع اندلاع الثورة السورية، إذ دخل الدروز، كغيرهم من مكونات المجتمع، في حالة من الحذر والانقسام، فقد آثر كثير منهم الوقوف على الحياد، بينما انخرط آخرون في الدفاع عن مناطقهم ضمن تشكيلات محلية، في وقت ظل النظام يتعامل معهم كورقة احتياطية أكثر من كونه حليفًا استراتيجيًا، ومع تصاعد الاحتجاجات في السويداء خلال السنوات الأخيرة، وانهيار الخدمات، وتراكم الشعور بالخذلان، بدأ جيل جديد من أبناء الطائفة في إعادة التفكير بموقعهم السياسي، متجاوزين خطاب الحياد، وطامحين لدور فاعل في بناء مصيرهم، ومع سقوط نظام الأسد وبروز حكومة سورية وطنية جديدة، قدّم الرئيس السوري أحمد الشرع خطابًا وطنيًا جامعًا يوازن بين الهوية المحلية والمطالب الوطنية لكل الطوائف،

لكن بالرغم من ذلك لم يظهر لدى بعض القوى الدرزية توجه نحو الاندماج الوطني الكامل في الدولة السورية الحديثة، بل سلكت خيار المواجهة المبكرة مع السلطة المركزية، حتى قبل أن تتضح معالم الدولة ومؤسساتها الفتية. هذا التوجه لم يقتصر على الصدام الداخلي، بل تجاوزه إلى محاولات متكررة لاستدعاء الخارج والتلويح به كحامٍ أو ضامن، في مواقف لا تستند إلى تهديد فعلي قائم، بل تنطلق من شعور دفين بالاستثناء والخصوصية، هنا أدركت تل أبيب أن الجنوب السوري، وبالأخص مناطق الطائفة الدرزية، تمثل ذريعة مناسبة للتدخل في الشأن السوري، وهو ما دفعها إلى تسريع تدخلاتها باسم حماية الدروز، محاولة اقتناص اللحظة وتقديم نفسها كحامٍ للمكوّن الدرزي، في مسعى خبيث لاختراق الداخل السوري من بوابة التذرّع الإنساني.

ذريعة الحماية

يقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، الغالبية منهم يعتبرون أنفسهم إسرائيليين بالفعل وقد اندمجوا بالفعل في المجتمع الصهيوني وينضم أبناؤهم لجيش الاحتلال، بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، يرفض بعضهم الجنسية الإسرائيلية، وقد أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو في مارس الماضي عن قرار يسمح لدروز سوريا بالدخول إلى الجولان، للعمل، قبل أن تتوالى تصريحات نتنياهو ووزرائه بأن الجيش الصهيوني لن يسمح للجيش السوري الجديد بدخول الأراضي الواقعة جنوب دمشق، في إشارة واضحة إلى خطوط حمراء ترسمها تل أبيب داخل العمق السوري، كما طالب نتنياهو بنزع السلاح الكامل من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، ما يعكس نية إسرائيلية معلنة للتمدد في فرض قواعد اشتباك جديدة جنوب سوريا تحت غطاء حماية الأقليات، ولم يكتف نتنياهو برسم هذه الخطوط العسكرية، بل وجّه تحذيرًا صريحًا مما وصفه باستمرار تهديد المجتمع الدرزي وانتشار السلاح في جنوب البلاد، في محاولة لإبراز الدور الإسرائيلي كوصيّ على أمن الدروز.

بأي حال لا يمكن لعاقل أن يقبل بإعلان إسرائيل حول تدخلها لحماية الدروز على أنه موقف أخلاقي كما يُروّج له، فهي خطوة محسوبة ضمن إطار استراتيجي دقيق، حيث شنّت تل أبيب ضربات جوية استهدفت مواقع للنظام وحلفائه قرب دمشق، مدعية أن هناك خطرًا يهدد المجتمع الدرزي، وأن معلومات استخباراتية دفعتها للتحرك الاستباقي، ولم تكن هذه الضربات معزولة، بل سبقتها تمهيدات إعلامية، وتسريبات عن مشاورات مع زعامات درزية في الجولان والداخل. ولا شك أن ادعاء الحماية ليس جديدًا في الأدبيات الإسرائيلية، فقد سبق أن استُخدِمَ في لبنان مع بعض المسيحيين خلال الحرب الأهلية، ثم مع الأكراد في العراق، واليوم تُستنسخ ذات الحجة، لكن في جنوب سوريا، هذه السردية الإسرائيلية تخدم أهدافًا مزدوجة: تبرير التدخل العسكري دوليًا، وإحداث شرخ داخلي في النسيج السوري، عبر توجيه رسائل للطوائف بأن الدولة لم تعد الضامن الوحيد للأمن، لكن حين ترفع إسرائيل راية الحماية، فهي لا تفعل ذلك حبًا في الأقليات، بل لأربعة أهداف جوهرية:

1- تقويض الشرعية السيادية للحكومة السورية الجديدة أمام العالم.

2- اختبار قدرة النظام الجديد على السيطرة على الجنوب.

3- زرع بذور الشك بين المكونات المحلية وحكومة الشرع، مع إقناع الأقليات بأن إسرائيل أقرب من الدولة الأم.

4- فتح نافذة لاختراق سياسي وعسكري في سوريا بمظهر إنساني.

تستدعي إسرائيل من أرشيفها الإستراتيجي الورقة التي طالما وظفتها الولايات المتحدة من قبل في مناطق مختلفة من العالم؛ وهي ورقة الأقليات، تسعى إسرائيل اليوم لاحتضان الدروز في سوريا، أو على الأقل إيهامهم بذلك، والهدف ليس حماية طائفة، بل تفكيك وحدة الأرض والقرار السوري، وتمرير مخططات جيوسياسية تحت غطاء الحماية، وهذا التكتيك يتكئ على سرديات غربية جاهزة، تتحدث عن فشل الدول العربية في احتضان مكوناتها الدينية والعرقية، وهو ما يسمح لإسرائيل أن تظهر بمظهر الدولة الديمقراطية المدافعة عن الحريات، رغم أن سجلها مع الفلسطينيين وسكان الجولان المحتل، ينضح بعكس ذلك تمامًا.

مأزق الدروز

عانى الدروز من تهميش وفقر في ظل نظام الأسد السابق، ومع ذلك روضوا لأنفسهم أن يكونوا ورقة تفاوض وتدخل من قبل أطراف خارجية لا ترى فيهم سوى أداة لتنفيذ أجنداتها، الأصوات درزية الأعلى والأكثر ترى في إسرائيل حاميًا اضطراريًا، لكن هذا المسار يشكل خطرًا بالغًا، لا سيما وأن الانجرار خلفه سيؤدي إلى: تفكيك الروابط الوطنية بين الدروز وبقية السوريين، وإعادة إنتاج النموذج اللبناني بميليشيات طائفية لها مرجعية خارجية، وفتح ثغرات أمنية لإسرائيل في العمق السوري باسم الحماية.

لقد تجلّت النزعة الانفصالية لدى دروز سوريا مؤخرًا في تصريحات الزعيم الروحي للطائفة في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، الذي خرج بموقف علني مثير للجدل حين دعا إلى "تدخل دولي في سوريا لحماية الدروز"، مؤكّدًا في الوقت ذاته أن "إسرائيل ليست عدوا"، هذا التصريح الصادم، لم يكن زلّة لسان أو موقفًا معزولًا، بل يعكس تيارًا داخل الطائفة بات ينظر إلى الدولة السورية بعين الارتياب، وإلى الخارج – حتى العدو التاريخي – كخيار ممكن في لحظة ما من اختلال الموازين.

اليوم؛ تجد الطائفة، التي كانت نموذجًا في التماسك والخصوصية، نفسها أمام مفترق طرق حاسم، إما أن تعيد توطيد علاقتها بالحكومة السورية الجديدة مع إصلاح داخلي جذري، أو أن يتم جرّها إلى مشروع تقسيم ناعم، يشرّع الاحتلال باسم الأمن والحماية، ومن المؤسف أن المسار الثاني هو الأقرب للتحقق، خاصة بعد الكشف مؤخرًا عن زيارة غير مسبوقة ضمت 60 رجل دين درزي من جنوب سوريا إلى إسرائيل، تلبيةً لدعوة الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، وقد أثارت الزيارة جدلًا واسعًا في ظل محاولات الاستقطاب الإسرائيلي للدروز والانقسامات بين مشايخ العقل لديهم.

سيناريوهات مرتقبة

ما يجري في جنوب سوريا اليوم لا يمكن عزله عن مسار إقليمي معقّد، تتقاطع فيه أطماع إسرائيل الأمنية مع ضعف الحكومة المركزية التي تحاول ترميم البيت السوري وتحوّلات المزاج الشعبي في السويداء ومحيطها. إذ إنّ إسرائيل، التي تراقب عن كثب ما يحدث في سوريا، تُدرك أن الزمن لم يعد لصالح سياسة الانتظار والاحتواء البطيء، بل بات يُحتِّم عليها تسريع أدوات الاختراق تحت أي غطاء، ومن هنا، يمكن قراءة التصعيد الإسرائيلي الأخير على أنه محاولة استباقية لإعادة التموضع داخل الجنوب السوري، سواء من خلال عمليات جوية تستهدف خطوط إمداد خصومها، أو عبر رسائل رمزية مفادها أن أمن الدروز سيكون بوابة عبورها الشرعي إلى الداخل السوري.

والسيناريو الأنسب أن يستيقظ عقلاء الطائفة ويبحثوا لها عن قارب نجاة بعيدا عن عواصف العواطف الطائفية الهوجاء ولن يكون ذلك إلا بالتوافق مع أبناء جلدتهم ووطنهم.

فلسطين.. بينما المسئولون نيام

فلسطين.. بينما المسئولون نيام

أ. د. زينب عبد العزيز

أستاذة الحضارة الفرنسية





بينما المسلمون والمسئولون نيام، غير مدركين لما يقوم به الصهاينة في حق المسجد الأقصى، فهناك العديد من المواقع الجادة التي تشير الى ما يفعلونه في صمت ودأب من تجهيزات متسارعة، في شبه سرّية تامة، لإعادة بناء معبد الهيكل، الذي كان السبب الأساس لاندلاع الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، ولربما كان السبب أيضا في اندلاع الحرب العالمية الثالثة..
فاللافت للنظر بعامة اختفاء الصورة الواضحة الكاملة للمسجد الأقصى، المنشورة بعاليه، من مختلف وسائل الإعلام في العالم تقريبا ويتم نشر بدلا عنها صورة تتصدرها قبة الصخرة. فقد أقر الصهاينة مشروعا يتم على مرحلتين: محو شكل المسجد الأقصى من الذاكرة العامة، وقد تم إسناد هذه المهمة منذ عام 1948 إلى المخابرات السرية الصهيونية، التي طلبت معاونة اللوبي اليهودي المسيطر على أغلبية وسائل الإعلام في العالم. وفي أقل من خمسين عاما اختفت تقريبا الصورة الكاملة للمسجد الأقصى.. اختفت حتى من وسائل المرئيات والجرائد اليومية والمجلات بل ومن الكتب المدرسية وكتب التاريخ والقواميس والموسوعات.

أما المرحلة الثانية فقد بدأت منذ عشر سنوات تقريبا، حينما راحت مختلف وسائل الإعلام في كل مكان تمطرنا بالبرامج والمقالات المتعلقة بالحفائر التي تتم حول الموقع الذي يضم المسجد الأقصى، دون إظهار صورة كاملة للمسجد. وكانت أغلبية الوسائل الإعلامية تتساءل عما يمكن لهذه الحفائر أن تكشف عنه من مفاجآت..

وتهدف هذه الحفائر الى قضيتين: افتعال أنقاض تاريخية مزيفة لإثبات ان هذا هو مكان معبد الهيكل القديم، ومنحه أهمية دينية في نظر المستعمر الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، والذي بدأ يتشكك منذ بضع سنين في تاريخه أو في العثور على أية أدلة تاريخية له في هذه المنطقة. والهدف الحقيقي لهذه الحفائر هو خلخلة مجمل قوائم الأساسات التي يقوم عليها المسجد الأقصى، بتقنيات حديثة. وقد نجح فريق من المهندسين في استبدال كافة القوائم الحجرية التي يقوم عليها المسجد ووضع قوائم معدنية، يمكن التحكم فيها عن بعد وتحريكها عند اللزوم. ولم تضعف هذه العملية من بنية المسجد الأقصى فحسب وإنما أضرت أيضا بمجمل المباني والبيوت الموجودة بالحيّ العربي القريب من المسجد.

ومما يمكن متابعته ان كافة اليهود المتحكمين في مصير العالم قد اتفقوا على طريقة هدم المعبد بافتعال زلزال صناعي، يضرب المسجد الأقصى بدرجة 6,8 رختر. ثم ستتولى وسائل الإعلام عملية إقناع العالم بأن هذا الزلزال قد أضر حتى بمدينة تل أبيب والأردن! ويبدو ان السيناريو معد بدقة بحيث كافة تليفزيونات العالم ستعرض نفس الصور مثلما حدث مع أحداث الحدي عشر من سبتمبر 2001.. فجزء من مدينة القدس الشرقية سوف يُهدم، وبعض المنازل ستنهار، وستهرع بعض العائلات اليهودية والعربية في محاولة للنجاة، وستنطلق سيارات الإسعاف وتهرول بعض فرق الإنقاذ من جميع أنحاء العالم ويرسل بعض رؤساء الدول برقيات مساندة، وسينشغل الإعلام والمتخصصون في علم الزلازل وعلم الآثار، وعلوم الأديان.. وقد يطلق الفلسطينيين بعض صيحات الاستغاثة، لكن أحدا لن يلتفت إليها لأن كافة وسائل الإعلام ستكون قد تلقت الأوامر بإهمال أخبارها..

وعقب ذلك تبدأ أعمال بناء معبد الهيكل للتعجيل بمجيء المسيح. فالأعمال يجب أن تتم قبل 2022. ومن المعروف أن يهود العالم قد أقاموا صلاة جماعية يوم 23/12/2012 (و بالتاريخ اربعة ارقام 2) للتعجيل بمجيئ المسيح. وهو مسيح آخر غير الذي يؤمن به المسيحيون. واختيار سنة 2018/2019 لهدم القدس و2022 لهدم العالم عن طريق الحرب العالمية الثالثة مرتبط بالمجال الغيبي للقبالة التي ينتمي اليها معظم اليهود الذين يقودون العالم. ذلك لأن رقم 2 ومضاعفاته يعد أساس مشروع النظام العالمي الجديد. ففي عام 2022 يتكرر رقم 2 ثلاث مرات من الأرقام الأربعة المكونة له، والذي يشير الى العام الذي توفي فيه المسيح وفقا لعقائدهم. وهذا الرقم متفرد بالنسبة للمتدينين اليهود ولا يمكنهم إغفاله. فهو التاريخ الذي من المفترض أن يفجر نهاية العالم وفقا للمعتقد اليهودي ويسمح بمجيئ مسيحهم، الذي يلقبونه بالمسيح الحقيقي وليس مسيح النصارى، "المزيف" في نظرهم، رغم كل التنازلات التي قدمها لهم الفاتيكان..

ويقوم الصهاينة الغزاة بنوع من التطهير العرقي ضد مدينة القدس المقدسة وضد شعبها الفلسطيني وضد الأماكن المقدسة منذ عشر سنوات، وتم تزييف تاريخها وثقافتها وهدم آثارها التاريخية وبقر بطون مقابرها التاريخية الإسلامية، فهل من صيحة مجدية توقظ النائمين حول العالم الإسلامي للتصدي لتلك الأعمال التخريبية التي يقوم بها الصهاينة الإنجيليين؟

ومن المخزي واللافت للنظر أن يعلن ناتنياهو "ان هناك تعاون سرّي بين بلده وبعض البلدان العربية"، كما أنه "يعتقد ان علاقاته مع هذه البلدان ستستمر في النمو وتأتي بثمارها في فترة سلام تزداد اتساعا، وان سكان البلدان المجاورة سيتعاونون معنا لأنه بخلاف ذلك سيتعاونون مع عبيد أجانب (ويقصد الغرب المسيحي) فنحن لدينا علاقات سرية تماما مع العديد من البلدان الإسلامية والعربية. وإسرائيل لا تخجل من إعلان ذلك لكن تلك البلدان هي التي تخجل".. ويا للعار.

وحينما نعلم أن الإتحاد الأوروبي يموّل التطهير العرقي للفلسطينيين، وأنه يقوم بمساندة الاستعمار الصهيوني لفلسطين، وان هذه تعد جناية للأسس المؤسسة لذلك الإتحاد الأوروبي، وأن الصهاينة يقومون بغرس آلاف المقابر اليهودية المزيفة على أرض المسجد الأقصى وحوله، بزعم أنها أعمال إصلاحية وصيانة ضرورية وحفائر جديدة، وذلك بهدف السيطرة على أراضي فلسطينية وأوقاف إسلامية. والغريب أنهم يهدمون المقابر الإسلامية بالبلدوزر على ما فيها، ويزرعون ثلاثة آلاف مقبرة يهودية فارغة بلا جثث لإثبات وجودهم التاريخي المزيف..
وفيما يلي صورة لمعبد الهيكل الجديد الجاهز لغرسه مكان المسجد الأقصى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.



 زينب عبد العزيز
29 يناير 2019 

نحن في انتظار أهم اجتماع في العالم

نحن في انتظار أهم اجتماع في العالم

كاتب وصحفي تركي

في إسطنبول، وعلى ضفتَي البوسفور، كان يتم التحضير في موقعَين مختلفَين لأحد أهم الاجتماعات في العالم.
أحدهما في الجانب الأوروبي، في مكتب العمل الرئاسي بجانب قصر دولما بهتشه، والآخر في الجانب الآسيوي في قصر فهد الدين، وهو أيضًا مكتب عمل رئاسي.

كلا الموقعَين كانا يُجهزان من أجل محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. ولكن، لماذا موقعان مختلفان؟

لأنه في حال حضر بوتين وترامب، فسيتم استقبالهما في قصر فهد الدين في الجانب الآسيوي. أما إذا لم يأتيا، فستُعقد المحادثات بين وفدَي البلدين، كما حصل من قبل، في مكتب دولما بهتشه.
وكان المسؤولون والموظفون يُنهون الاستعدادات الأخيرة في كلا المكتبين بحالة من النشاط المكثف.

تصريح زيلينسكي المفاجئ
كل شيء بدأ بعد أن قال بوتين: "يمكننا إجراء محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول".
وبعد هذا التصريح، اتصل بالرئيس أردوغان ليسأله إن كان بإمكان تركيا استضافة المحادثات. وأبلغه أردوغان- بسرور- بأن تركيا ستقوم بالاستضافة. وهكذا، كما حصل في عام 2023، تم تحديد إسطنبول كموقع للقاء من أجل إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

في الواقع، كانت المحادثات مقررة بين وفدي البلدين فقط. ولكن زيلينسكي أدلى بتصريح مفاجئ قائلًا: "سأنتظر بوتين في إسطنبول من أجل اللقاء به". 
أثار هذا التصريح دهشة المسؤولين في تركيا، لكن المفاجأة الكبرى جاءت من الولايات المتحدة. 
ما جعل هذا المسار برمّته استثنائيًا هو تصريح ترامب الذي قال: "إذا جاء بوتين إلى تركيا، فسآتي أنا أيضًا"، ما حول كل الأنظار فورًا نحو الاجتماع في إسطنبول.

ومع احتمال مجيء ترامب، بدأ القادة الأوروبيون أيضًا يعلنون نيتهم الحضور. الرئيس الفرنسي ماكرون، المعروف بعدم تفويته لمثل هذه اللقاءات، ورئيسا وزراء بريطانيا وألمانيا قالوا إنهم سيحضرون إلى إسطنبول.

ما هي اعتراضات بوتين؟

عقب تصريحات ترامب والقادة الأوروبيين، تسارعت التحضيرات في مكتب عمل قصر فهد الدين بعد مكتب دولما بهتشه. لكن بوتين كان يُصرّ على عدم الحضور. اتصل به الرئيس أردوغان ليدعوه شخصيًا، لكن كانت لدى بوتين اعتراضات.

ففي اللقاء الذي جرى مع القادة الأوروبيين وترامب، تم الاتفاق على هدنة لمدة 30 يومًا، وكان ترامب يريد أن تُوقّع الاتفاقية في إسطنبول وعلى مستوى القادة، وبحضوره شخصيًا.
أما بوتين، فكان يرى أن التوقيع على مستوى القادة يجب أن يتم من أجل سلام دائم، لكن الوضع الحالي غير مناسب لذلك.

وفي الواقع، كان بوتين منزعجًا من تصرّف زيلينسكي الذي فرض اللقاء عليه بشكل مفاجئ.
غير أن ترامب، الذي بات مهووسًا بإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية، أصرّ على لقاء إسطنبول.
وأثناء زيارته السعودية ومنها إلى قطر، واصل تكرار قوله: "إذا جاء بوتين، فسآتي إلى إسطنبول".
في الواقع، كان ترامب يضغط على بوتين من أجل إبرام سلام دائم، وكان بوتين يعلم ذلك ولهذا لم يكن يريد المجيء.

هذه المرّة، أراد ترامب أن يجرّب ذلك بالاستعانة بأقرب أصدقاء بوتين، وهو أردوغان.
لكن في صباح 15 مايو/ أيار، أعلن مسؤولون في موسكو أن بوتين لن يأتي إلى إسطنبول، وأوقف المسؤولون في قصر فهد الدين استعداداتهم المحمومة.

بوتين يملك اليد الأقوى، وزيلينسكي يبحث عن فرصة
يعرف بوتين أنه في موقع قوي للغاية أمام زيلينسكي، الذي أُذلّ في البيت الأبيض من قبل الرئيس ونائبه.
وبينما يتوق ترامب لأن يُسجَّل في التاريخ بوصفه الرجل الذي أنهى هذه الحرب، ويطمع في معادن أوكرانيا الثمينة، يعرف بوتين أيضًا أن هذه فرصة لا تُعوض بالنسبة له.

على الأرض، في ظل تراجع حماس الولايات المتحدة لتقديم المساعدات العسكرية، وعجز أوروبا – التي باتت بلا قيادة – عن تقديم الدعم الكافي، فإن الكفة لا تزال تميل لصالح بوتين.

يعرف ترامب أنه إذا فرض عقوبات مفرطة على بوتين وأغضبه، فقد يتجه نحو الصين. ولهذا فإن بوتين لا يستعجل، وسيواصل موقفه الحالي بإصراره المعروف حتى يحصل على ما يريد.

أما زيلينسكي، فحتى وإن لم يُحقق نتيجة من مبادرته المفاجئة، إلا أنه يحاول إنقاذ الموقف من خلال ظهوره إلى جانب أردوغان في أنقرة.

أثناء كتابتي هذا المقال، كان مئات الصحفيين في مكتب عمل دولما بهتشه على ضفة البوسفور الأخرى ينتظرون وصول الوفود، لكن الضبابية كانت لا تزال سيدة الموقف.
وعندما رفعت رأسي نحو شاشة التلفاز، كانت الأخبار العاجلة تنقل تصريح ترامب:
"إذا لزم الأمر، سأحضر إلى إسطنبول يوم الجمعة. قلت لكم، إن لم آتِ، فلن يأتي بوتين".

كما ترون، فإن الحماسة في البوسفور لم تنتهِ بعد.

عندما تحرم الأمة من مجاهديها وعلمائها ..

 عندما تحرم الأمة من مجاهديها وعلمائها ..

عبدالعزيز الطريفي

يمر علماء الأمة وأفذاذها بمحنة شديدة أيامنا هذه، فمن تصدى لبيان الحق وإنكار الباطل والانحراف وحذر الأمة من عواقب ما يراد بها تسلط عليه الظالمون، ل

حكمة يعملها الله.
علامة فارقة
التعريف والنشأةطلبه العلم
نصرته لرسول الله وبيان حكم التعرض له
الشيخ الطريفي في قلب الأحداثومما قال عن ما يحدث في مصر
وفي ليبيا
وعن سوريا
الطريفي والإعلام
من أقواله فرَّج الله كربه آثار الشيخ العلمية
لماذا سجنوه
هوامش:
المصادر

علامة فارقة

الحمد لله الذي رفع قدر أهل العلم بقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾. والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: «العلماء ورثة الأنبياء». (١) وغيره أما بعد:

فإن العلماء مصابيح الدجى، وأعلام الهدى. قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:

“الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم؛ يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويُبصّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائهٍ قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين..”.

فالشيخ “عبد العزيز الطريفي” هو أحد العلامات الفارقة في زمننا هذا، خاصة مع سقوط الكثير من الرموز الدينية والسياسية والإعلامية، الذين فضحت مأساة المسلمين في الشام والعراق ومصر وغيرها عوارهم وجُبنهم وتخاذلهم؛ فهو من القِلة القليلة النادرة التي لم تنفصل عن الواقع، ولم تتقوقع في برج عاجي؛ بل كان دائم التفاعل مع قضايا أمته، فيتطرق إليها ناصحا من غير مبالغة ولا إسفاف.. بحرًا في العلم، متقد الذهن ذكيًا ونبيهًا، عقله أكبر منه بكثير، يأتي بالنقولات كما هي في الكتب، يفهم ما يقول فهمًا متقنًا، خبر مسائل الفقه والحديث، مع سمت وأدب وأخلاق واحترام لمن يجالسه.

التعريف والنشأة

أبو عمر وأبو يوسف؛ عبد العزيز بن مرزوق الطَريفي، ولد في دولة الكويت، في السابع من ذي الحجة سنة (ستٍ وتسعين وثلاثمائة وألف) من هجرة المصطفى (٧ ذو الحجة ١٣٩٦ هـ)، عُرِف بطلب العلم مبكراً، بالإضافة إلى البحث وسعة الاطلاع في شتى الفنون، والعناية الفائقة بكتب السنة النبوية حفظاً، ودراية، وإدمان النظر فيها. بدأ بحفظ المتون العلمية في سن مبكرة، تقريباً في سن (الثالثة عشرة) من عمره، وكان أول متن حفظه هو متن المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث.

 

وأما الدراسة الجامعية فأنهياها من كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود في مدينة الرياض.

وأما العمل فباحث علمي في وزارة الشئون الإسلامية، ثم مديراً لإدارة البحوث والدراسات في مركز البحوث والدراسات، ثم باحثاً علمياً فيها.

طلبه العلم

يقول الشيخ:

“أذكر أني ابتدأت حفظ المتون العلمية في سن الثالثة عشرة، وكان أول متن حفظته هو “البيقونية” في المصطلح، وكانت الطريقة في بداية الأمر غير منضبطة، ولكن بدأت بالقراءة والحفظ والقراءة الكثيفة في سن الخامسة عشرة، وأذكر أني قرأت حينها عشرات المجلدات؛ كـ”تفسير ابن كثير” و”زاد المعاد” و”سيرة ابن هشام” و”فتاوى ابن تيمية” ـ المرة الأولى ـ وغيرها وكان هناك حضور متفرق لبعض طلاب العلم، في سن البلوغ وبعده بقليل.

وما قرأته من كتب السنة جلها؛ كسنن البيهقي، وسنن سعيد بن منصور، وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان، ومصنفي ابن أبي شيبة وعبد الرزاق ـ أكثر من مرة ـ والمحلى لابن حزم ـ عدة مرات ـ والأوسط لابن المنذر، ومعرفة السنن والآثار للبيهقي، وسنن الدارقطني، و”المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية”، وأكثر الأجزاء الحديثية المسندة وغيرها.. وكثير من فقه السلف فيها محل العناية.

ويلحق في هذا كتب العلل؛ كشرح علل الترمذي لابن رجب، وعلل الدارقطني، وعلل ابن أبي حاتم، وعلل ابن المديني، وعلل ابن معين، وعلل الخلال، وعلل أحمد وغيرها.

وفي الفقه كثير؛ كالتمهيد، والاستذكار لابن عبد البر، والمدونة، والمقدمات، وجملة من شروح الرسالة وغيرها في فقه مالك.

وفي فقه أبي حنيفة: الحجة على أهل المدينة، والآثار لأبي يوسف ومحمد بن الحسن، وحاشية ابن عابدين.

وفي فقه أحمد: جميع مسائل أحمد فيما أعلم التي وقفت عليها؛ كمسائل أحمد برواية عبد الله، ومسائل صالح، ومسائل ابن هانيء، ومسائل مهنا، ومسائل الخلال، ومسائل أبي داود، ومسائل الخلال، ومسائل الكوسج. ويلحق في هذا ما ينقل عن أحمد في غير المسائل كطبقات الحنابلة وغيرها. ومن الكتب في فقه أحمد شرح الزركشي على مختصر الخرقي، والشرح الكبير، وكشاف القناع، ومنار السبيل “مراراً” وغيرها..

وفي فقه الشافعي: الأم، والمجموع، والشرح الكبير، وغيرها..

وأما التفسير: فالذي يغلب على الظن قراءة جل التفاسير المسندة كتفسير ابن جرير وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير البغوي. وكذلك تفسير ابن المنذر فقد قرأت الموجود منه “مخطوطاً” قبل أن يطبع، وكذلك تفسير عبد بن حميد قرأت قطعته مخطوطة والموجودة في حاشية تفسير ابن المنذر، وقرأت تفسير ابن كثير، بل اختصرت فوائده.

ولي قراءات متفاوته في تفسير القرطبي وابن عطية والزمخشري والثعلبي وغيرها..

وأما التاريخ : فقرأت كتب الطبقات وتاريخ الإسلام للذهبي وأجزاء من شذرات الذهب وتاريخ دمشق لابن عساكر والبداية والنهاية”

.مشائخه

فهم يتفاوتون زمناً في طول التلقي، وقدر الاستفادة؛ ولكن سأذكر جملة منهم:

  • الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز.
  • محمد عبد الله الصومالي “المكي” رحمه الله شيئاً يسيراً.
  • الأستاذ حسن الأثيوبي في النحو والصرف.
  • الدكتور الأديب محمد أجمل الإصلاحي.
  • الشيخ صفي الرحمن المباركفوري. رحمه الله.
  • الشيخ محمد البرني الهندي في “فتح الباري”.
  • الشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله رئيس اللجنة الدائمة في “مجلس القضاء”.
  • الشيخ عبد الرحمن البراك. شهور يسيرة في الاعتقاد للبيهقي .
  • الشيخ عبد الكريم الخضير. قرأت عليه “الباعث الحثيث” فقط، عام ١٤١٨هـ .
  • الشيخ صالح آل الشيخ قرأت عليه في مجالس يسيرة من “مفردات غرائب القرآن” للراغب الأصفهاني و “سنن أبي داود” عام ١٤١٨ هـ تقريباً.

نصرته لرسول الله وبيان حكم التعرض له

إن أمة الإسلام، وولاة أمور المسلمين والعلماء إذا رأوا من استهزأ برسول الله، صلى الله عليه وسلم، أو وقع في عرضه أو تنقص منه، أو لمزه في نسبه أو في هيئته أو في قوله أو في مطعمه ومشربه عليه الصلاة والسلام؛ فإنه يجب أن يدخل ذلك كله في دائرة الاستهزاء وحكمه واحد، وهو الكفر والقتل على قول عامة العلماء؛ بل حكى بعض العلماء من المتقدمين الإجماع على قتل من استهزأ برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يستتاب.

إن الله عز وجل لم يجعل مقام النبي، عليه الصلاة والسلام، لأحد، وإنما هو حق مشاع لهذه الأمة عليها أن تحفظه، ولا يملك أحد من هذه الأمة إسقاط الحق؛ ولهذا نقول: “إن من كفر بالله عز وجل فليس لأحد أن يسقط حق الله عز وجل في ذلك”.

وحق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا يملكه أحد من ذريته عليه الصلاة والسلام ممن يرجع إلى آل البيت، ولا يملكه سلطان، ولا يملكه عالم، ولا يملكه أحد من المسلمين، فإذا كان النبي، صلى الله عليه وسلم، جعل اللهُ حقه في زمنه لأمة الإسلام، وليس له عليه الصلاة والسلام أن يسقط حقه في الوقيعة فيه؛ فإن مَن بعده من باب أولى؛ ولهذا من أعظم مهام الولاية ومن أعظم أسباب البقاء حفظ مقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإنكار ما يستهزأ برسول الله، صلى الله عليه وسلم، من ذوات أو من معانٍ أو غير ذلك؛ لهذا صيانتها وحمايتها وبيان فضله عليه الصلاة والسلام ومقامه عند من يجهل منزلته من عامة الناس أو كذلك أيضاً من المنافقين وإظهار ذلك في وسائل الإعلام من الأمور المهمة.

الشيخ الطريفي في قلب الأحداث

هذه عبارة تختصر لنا أن الشيخ الطريفي مزج العلم بالعمل، فليس هو من المشائخ المنزوين جانبًا والذين يؤثرون السلامة طلبًا لرياسة أو خوفاً من سلطان أو إيثارًا للسلامة، بل هو في قلب الحدث، تجده يتصدى للرافضة في سوريا والعراق، ويقف سدًا منيعًا أمام حملات التغريب هنا في هذه البلاد المباركة، صادعًا بالحجة والبرهان دون خوف من أحد أو كلل أو ملل، بل تجده يعيش عصره لحظة بلحظة، فما من حدث أو هجمة على الدين إلا وتجد الشيخ حاضرًا يصدها ويجليها بحكمته ومنطقه، مستغلاً الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي والتي سخرها تسخيرًا بديعًا لتذب عن حياض هذا الدين وتجلي اللبس عند الناس، فلله دره وهنيئًا له مزج العلم بالعمل.

لقد كان الزنديق ينال من هذا الدين فيصمت الجميع إلا من رحم الله، لأسباب؛ فيتكلم الشيخ الطريفي لوحده، فقد كان أمة وحده، وما شرق العلمانيون والليبراليون بأحد مثل ما شرقوا من ردود الشيخ الطريفي عليهم وتعريتهم.

ومما قال عن ما يحدث في مصر

عند سؤاله عن السيسي، قال: السيسي ليس حاكما متغلبا، بل ظالم يجب أن ينتصر منه للمظلومين، وما يحدث في مصر حرب على الإسلام .

من عرف الفريقين بمصر القالب والمقلوب، ومسافة كل واحد منهم من الحق والباطل، عرف أن ما حدث صراع بين إسلام وكفر ونفاق.

وفي ليبيا

أظهر وجوه النصرة لإخواننا في ليبيا:

أولاً: إظهار حق المظلوم بالتظلم والانتصار ودفع الأذى عن نفسه بما لا يُفسد ما استطاع معه دماً أو مالاً أو ينتهك عرضاً.

ثانياً: بيان ظلم الظالم وصنوفه، ليعلم العالم البعيد عن الساحة الليبية حالهم مع الظلم وطول أمده، وجرأة الظالم على الخالق والمخلوق، وصبرهم عقودا عليه، فإن اتضاح ذلك للناس دعوة للعذر، وتثبيتاً للمظلوم أن ينتصر ويصبر ويثبت وأنه على الحق حياً وعلى الشهادة ميتاً إن صدق في نيته، ودعوة للمخذِل أن يقف عن خذلانه.

وإن المشاهِد للدماء التي تُراق بلا تمييز في ليبيا لا يملك إلا أن يقول: اللهم اسمع واشهد، وكن حسيب الظالم، واحكم بينه وبين المظلوم يا خير حاكم.

وعن سوريا

إذا نظرنا إلى أزمات  المسلمين أو الأزمة السورية على سبيل الخصوص على أنها أزمة قُطر أو أزمة بلد أو أزمة عِرق.. إن هذه النظرة هي جزء من الخلل في هذه القضية وفي معالجاتها، فإذا لم نعرف الداء لم نعرف الدواء، فيجب أن نعلم أن هذه القضية هي حرب على الإسلام والتآمر في ذلك هو تآمر عالمي ودولي، وأن مخاطبات المنظمات أو الهيئات أو الجمعيات أو غير ذلك من المنظمات الإنسانية بلغة إنسانية هو مخاطبة عدو من جهة الحقيقة، لا مخاطبة صديق.

لما حوصر “اليزيديّون” أسقطوا عليهم الطعام بالطائرات، ولما وُجد كثير من الكوارث لغير المسلمين يبادرون بإغاثتهم وإنقاذهم؛ ولكن ما يتعلق بالمسلمين لا في سوريا ولا في العراق ولا في اليمن ولا في بورما وغيرها وكأن هؤلاء ليسوا من الجنس البشري.

 

يجب أن نعلم أن القضية قضية حرب على الإسلام وليست قضية إنسانية بحتة أو قضية قُطر أو بلد لهذا يجب على المسلمين أن يتكاتفوا ويعرفوا العدو وإن اختلفت الأيدي في ذلك.

الطريفي والإعلام

ولعل أجمل ما قيل في الإعلام الأصفر المعادي للأمة والعقيدة هو ما قاله الشيخ في العربية التي تعتبر خنجراً مسموما في ظهر الأمة حيث قال:

“لو كانت (قناة العربية) في زمن النبوة ما اجتمع المنافقون إلا فيها، ولا أُنفقت أموال بني قريظة إلا عليها”.

وقال أيضا:

“العقل يتأثر بكثرة نقده كما يتأثر الجسد بكثرة ضربه، فيستسلم، تُضرب العقول بسياط الإعلام؛ فإذا خضعت قالوا هذا اختياره وحريته وهذه الديمقراطية”.

كما قال حفظه الله:

“الغرب أشغل العالم بحرب الاستبداد على الأبدان وتسلل من تحته لاستبداد العقول وجَلْدها بالإعلام لتذعن لفكره، وهل الأبدان إلا جُثث تسوقها العقول؟!”.

“ما تفعله كثيرٌ من وسائل الإعلام من عرض المنكرات وسوسةٌ وتشجيع للنفوس بالمنكر كوسوسة إبليس لآدم بأكل الشجرة ولو تركه ما فكر بها”.

من أقواله فرَّج الله كربه

“دستور الأمة: القرآن، وحامله رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعلماء ورثة الأنبياء، والعلماء باقون ما بقي الإسلام إلى قيام الساعة، فالأمة ظاهرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

“يظن بعض الحكام أن تنازله عن بعض دينه إرضاء للكفار سيوقف ضغوطهم! وكلما نزل درجة دفعوه أخرى. الثبات واحد والضغط واحد. فغايتهم حتى تتبع ملتهم”.

“الحرية أكثر معاني اليوم تشويها؛ أناس تسمي عبودية الهوى حرية، وأناس تجعل عبودية البشر خيرا من الحرية. ومن عبَد الله حق العبودية صح له ميزان الحرية”.

“لا يُعفى أحد من العلماء من بيان المظالم للناس وخطرها، ووجوب رفعها عن المظلوم، وعاقبة الظالم، في العاجل أو الآجل”.
“أخطر أعداء الأمة منافقوها، ينشغلون بتشويه مصلحيها ليُضعفوهم ويسكتون عن مفسديها ليُقوّوهم، كانوا يسخرون من الصحابة ويسكتون عن يهود المدينة”.

“من قرأ كلام اليهود بالعبرية، وجد أنه يُشابه كلام المنافقين بالعربية. والفرق اختلاف اللغة. خفايا القلوب تُخرجها الشدائد والمحن”.

آثار الشيخ العلمية

  • التحجيل في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل.
    وقد كان هذا العمل أفضل عمل علمي لعام (١٤٢٢هـ) في المملكة. كما نشرت ذلك مجلة الدعوة في عددها (١٨٥٦) في مسابقتها السنوية، فكان أفضل عمل علمي (التحجيل).
  • زوائد سنن أبي داود على الصحيحين والكلام على علل بعض حديثه.
  • شرح حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله وسلم.
  • الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام.
  • توحيد الكلمة على كلمة التوحيد “رسالة”.
  • العلماء والميثاق.
  • الغناء في الميزان.
  • المعتزلة في القديم والحديث.
  • أسانيد التفسير.
  • صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • تعظيم الله تعالى .. وحكم شاتمه.
  • تعظيم النبي وحكم التعرض.
  • واجبنا اتجاه هجوم العلمانية والليبرالية.
  • العقلية الليبرالية.

لماذا سجنوه

سرعان ما تلْقى تلك النماذج الناجحة والفذة في أمتنا الإسلامية مواجهة شرسة من الحكام؛ فقد كان مصير “الطريفي” هو السجن بعدما انتقد قرار الحكومة في تقليص صلاحيات “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

نسأل الله تعالى أن يفرج كرب الشيخ وسجنه، هو وسائر علماء المسلمين، العاملين المبلغين عن نبيهم، والحريصين على أمتهم.


هوامش:

  1. رواه الإمام أحمد.

المصادر

  • صفحات من حياة الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي، صالح بن عبدالعزيز الثويني.
  • عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي، موقع مداد.
  • الشيخ عبدالعزيز الطريفي الذي رأيت، عبدالعزيز الحويطان.
  • الشابان الألمعيان: الطريفي والسكران رواد الدعوة في الجيل الجديد، بشرى جلال
  • مقالات الشيخ فك الله أسره، موقع طريق الإسلام.
  • كتاب “تعظيم النبي وحكم التعرض” للشيخ حفظه الله.