الخميس، 3 أبريل 2025

العدوان الإسرائيلي والصمت السوري!

العدوان الإسرائيلي والصمت السوري! 

بقلم: د. محمود القاعود 


مساء الأربعاء 2 إبريل 2025م عادت إسرائيل لتؤكد طبيعتها العدوانية الإجرامية الشيطانية بشنها أكثر مِن 31 غارة جوية وحشية على أراضي سوريا.. مستهدفة مطار T4 العسكري بسبع غارات.. ومطار حماة العسكري بعشرين غارة مدمرة استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات، حتى بات رماداً غير صالح للاستخدام.
لم تكتفِ بذلك.. بل قصفت مركز البحوث العلمية في دمشق ومخزن صواريخ بالستية بريفها.. مخلفة أكثر من سبعة قتلى وعشرات الجرحى من قوات النظام السوري الثوري.
هذا العدوان لم يقتصر على الجو.. فقد توغلت قواتها برًا في منطقة نوى بدرعا بعشرات الآليات.. وقصفت تل الجموع بالدبابات في ريفها الغربي في تحدٍ صارخ لكل القوانين الدولية.
إسرائيل التي تتفاخر بقوتها أرسلت رسائل تهديد متعجرفة عبر إعلامها قائلة لتركيا: «انظري إلى القواعد التي خططتِ لها إنها رماد الآن».. وكأنها تملك حق التسلط على المنطقة بأسرها.
صحيفة «چيروزاليم بوست» نقلت عن مسؤول إسرائيلي أن الغارات رسالة لتركيا كي لا تقيم قواعد عسكرية في سوريا وتحذير من التدخل في نشاطها الإجرامي.
هذه العربدة الإسرائيلية ليست الأولى بل حلقة في سلسلة اعتداءات متكررة تكشف زيف ادعاءاتها عن الدفاع عن النفس وتؤكد سعيها لفرض هيمنتها على المنطقة.
إن تدمير البنية التحتية السورية واستهداف مواقعها العسكرية يعكس نوايا إسرائيل في إضعاف سوريا وإبقائها تحت وطأة الفوضى والدمار.
لكن الأمر المثير للدهشة حقًا هو صمت الخارجية السورية أو تعاملها بنبرة هادئة باردة لا تعكس حجم الكارثة التي تحل بالبلاد.
كان يُفترض أن تصدر بيانات حادة توبخ الاحتلال الإسرائيلي وتفضح جرائمه أمام العالم لا أن تكتفي بكلمات باهتة لا ترقى لمستوى الردع.
أين الغضب الرسمي الذي يليق بسيادة دولة تُنتهك يوميًا؟ أين الموقف الحازم الذي يُعبِّر عن إرادة شعب قدم مليون شهيد يرفض الخنوع؟
إنَّ هذا الهدوء يثير التساؤلات حول جدية الحكومة السورية في مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفهم سوى لغة القوة.
إسرائيل تتمادى لأنها ترى ضعف الرد وتاريخها يثبت أنها لا تتوقف إلا عندما تُواجه مقاومة حقيقية.
الشعب السوري الذي عانى الحرب والدمار يستحق أنْ يجد حكومته الثورية ترفع صوتها عاليًا ضد الاحتلال النازي لا أنْ تتوارى خلف بيانات خجولة.
إنَّ استمرار هذا الصمت سيُفسر على أنه ضعف وسيشجع إسرائيل على مزيد من الجرائم بحق سوريا وأهلها.
اليوم بات واضحاً أن إسرائيل لا تسعى للأمن بل للهيمنة والتدمير ومواجهتها تحتاج إرادة صلبة لا مجاملات دبلوماسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق