الخميس، 1 مايو 2025

تهديد وجودي لـ”كيانهم”!!

تهديد وجودي لـ”كيانهم”!!



 إسرائيل تمرّ بأحد أخطر الأزمات في تاريخها. ليست أزمة واحدة، بل مزيج من أزمات.. أمنية، اجتماعية وسياسية…

“تهديد وجودي يلوح في الأفق، لكن لا أحد يتحدث عنه أو يفعل شيئا حياله”.

بالعنوان أعلاه كتب حنان شتاينهارت في “معاريف” أمس:

“في عام ١٩٨٧، عندما تجرّأ السيد أمريكا (لقب لنتنياهو) على تعليم العالم بأسره – لم يكن التواضع يومًا من صفاته – “كيف يمكن للغرب أن ينتصر”، كانت نسبة الدعم للفلسطينيين في الولايات المتحدة حوالي ١٠%. في عام ٢٠٠٩، عندما عاد لتولي منصب رئيس وزراء إسرائيل، ارتفعت هذه النسبة إلى حوالي ١٤%، مقابل ما يقرب من ٦٠% ممن دعموا إسرائيل. مرّ أقل من عقدين، وتحوّل الرأي العام في الولايات المتحدة إلى سلبي أكثر من أي وقت مضى. وفقا لاستطلاعات نُشرت مؤخرا من قبل مركزيِّ أبحاث رائدين، “غالوب” و”بيو”، فإن أكثر من ٥٠% من الجمهور في الولايات المتحدة لم يعد يتماهى مع إسرائيل”.

وقال أيضا:

“إن تراجع الدعم لإسرائيل بشكل عام، وتراجع الدعم للحزب الديمقراطي بشكل متزايد، وخاصة بين الشباب، يشكل تهديدا وجوديا حقيقيا. وذلك لأن إسرائيل سوف تجد صعوبة في البقاء على قيْد الحياة لسنوات عديدة دون الدعم الأمريكي”. (انتهى).

ألم نقل إن كل المؤشّرات تقول إن مشروعهم قد دخل بدأ مسيرته نحو النهاية، وهذا أحد تلك المؤشّرات.

ثم يسألك الحمقى والمهزومون ماذا فعل “الطوفان” وما بعده بـ”الكيان” ومسيرة الصراع؟!

أزمة “الكيان” الداخلية تتصاعد..

بعض من جدالاتهم هذا اليوم.. لمن يشكّك في مأزقهم..إليكم هذه الحصيلة..

  • عامي أيالون، رئيس سابق لجهاز “الشاباك” في كلمة خلال مظاهرة بالأمس:

“عندما يوضح رئيس الوزراء لرئيس الشباك بأن عليه في لحظة الحقيقة أن يطيع الحكومة وليس قرار المحكمة العليا، يكون العلم الأسود قد رفع!”. دعا “الذين لا يزالون يرتاحون في بيوتهم” للخروج الى الشوارع. قال لهم: أوقفوا الدولة. العصيان المدني غير العنيف هو واجبنا المدني”.

  • دان حلوتس، رئيس الأركان الأسبق في ذات المظاهرة:

“المتّهم بنيامين نتنياهو هو تهديد واضح وملموس وفوري على وجود دولة إسرائيل”.

افتتاحية (هآرتس) اليوم:

“لقد قررت إسرائيل إهانة ذكرى البابا الراحل الذي كانت “خطيئته” هي تصريحات نقدية جدا للسلوك الإسرائيلي منذ ٧ أكتوبر، والإعراب عن تعاطف مؤكد مع مصير الفلسطينيين في غزة”.

  • بن درور يميني (يديعوت):

“يا سيد نتنياهو. امواتنا يستلقون أمامك. مخطوفونا يذوون بالانفاق. وبدلا من أن تتعاطى معنا كأناس جدّيين، تتعاطى معنا كعُصبة أغبياء.  ليس هكذا يتحقّق النصر المطلق. هكذا نسير إلى الفشل المطلق”.

  • رامي إيغرا (مسؤول كبير سابق في “الموساد”).. لبرنامج إذاعي اليوم:

“من الأمور التي تُدهشني كيف يوجد في دولة إسرائيل، بعد عام ونصف، من يعتقد أن مزيدا من القوة سيُغيّر أي شيء.. أننا سنواصل حرب “سيزيف” ونقتل المزيد من الفلسطينيين. كل ما يفعله ذلك هو كراهية إسرائيل في العالم”.

  • رئيس وزراء سابق (إيهود باراك) في اعترافات جديدة، مع هجوم على نتنياهو..

هنا بعض ما قاله في مقابلة مع “القناة ١٢”:

“نحن في إسرائيل على حافة الهاويّة، ويوجد خطر آني وواضح على أمن الدولة أولا، وعلى شكل النظام لدينا، والديمقراطية، وهويّة الدولة ومستقبلها، ومن يحاول دفعها إلى هذه الهاويّة ليس سوى رئيس الحكومة”.

“هذه الحرب مستمرّة ليس كحاجة أمنية، بل لأنها حاجة سياسية لنتنياهو”.

“لن تجدي أي خطوة عسكرية من النوع الذي يحدث الآن في تسريع تحرير الأسرى”.

“كلام نتنياهو هُراء. قبل ٣ أسابيع عرض رؤيته: نحن سندخل بقوة إلى غزة، وحماس ستلقي سلاحها، وسنطرد قادتها إلى الخارج، بعد ذلك ستنشأ ظروف لتنفيذ رؤية ترامب. ترامب لم يعد مع هذه الرؤية، وهو (نتنياهو) ليس قادرا على هزيمة حماس بشكلٍ مطلق”. (انتهى).

حالة غير مسبوقة في “الكيان”

غالبية نُخبه ضد نتنياهو، وكذلك دولته العميقة.

لا خلاف بينهم على عداء شعبنا، وفي مقدمته “حماس”، لكنهم يختلفون حول سبل “التركيع”.

في معادلة نزاع سافر كهذا، لا مجال للإنجاز وتحقيق الأهداف.

هذا بشكل عام، فكيف وعلى هذه الأرض أبطال مُقبلون على ربّهم، يرجون ما عنده عبر بذل الأرواح والدماء؟!

شهادة كاتب من اليمين الصهيوني..

مقدمة مقال بن درور يميني في (يديعوت) اليوم:

“إسرائيل تمرّ بأحد أخطر الأزمات في تاريخها. ليست أزمة واحدة، بل مزيج من أزمات.. أمنية، اجتماعية وسياسية. إيران على وشك امتلاك قدرة نووية، وإدارة ترامب تترك إسرائيل جانبا. عدد أقل وأقل من جنود الاحتياط يستجيبون، والمناعة الوطنية في تراجع. إسرائيل تغرق في حرب استنزاف في القطاع، والتي كلّها غرق في المستنقع. أغلبية ساحقة من الجمهور تريد مساواة في تحمّل العبء، لكن نتنياهو يسعى إلى قانون تهرّب آخر. الجمهور يريد إطلاق سراح الأسرى، لكن نتنياهو يرقص على نغمة سموتريتش وبن غفير”.

ثم ختم بالقول:

“كنا نريد أن نسأل، لكن نتنياهو لا يمنح وسائل الإعلام الإسرائيلية غير تصريحات بلا بشائر. ولجميع أبناء إسرائيل؛ فقط خيبات أمل”.

“الطوفان” قلب معادلات الصراع، لكن المهزومين لا يفقهون. أما المتصهْينون، فيفضّلون الزمن الصهيوني على رؤية راية إسلامية تحقّق ما عجزوا عن تحقيقه، بخاصة حزب “القبيلة الفتحاوية”، وتوابعها وحلفائها من زمرة الانبطاح، ومرضى “متلازمة الإسلام السياسي”.

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق