الإخوان جماعة إرهابية؟!
د. عطية عدلان
مدير مركز (محكمات) للبحوث والدراسات – اسطنبول- أستاذ الفقه الإسلامي
بمجرد أن اتخذ ترامب قراره بتصنيف بعض أفرع الإخوان جماعة إرهابية سال لعاب الأقلام النهمة للخوض بغير علم، واندفعت كلّها -أو جلّها- في مضمار التحليلات الجزافية المرتجلة، التحليلات التي تعكس بوضوح روح الهزيمة النفسية، وتلبّي بعمق الشبق المهتاج ل(المراجعات!)، ومن أعجب ما قيل في هذه (الهوجة) أنّ الإخوان جلبوا هذا على أنفسهم وعلى التيار الإسلاميّ كلّه؛ بتقدمهم لحمل تبعة الرئاسة، حيث دخلوها دون أن يكونوا مؤهلين لها؛ فلم يُجْدِ نفعًا حقُّهم الذي حازوه بالشرعية سابقًا ولا دفاعهم الأخلاقي لاحقًا.
وهذا – لعمر الحقّ – تكريس للهزيمة النفسية وتهويل من أمر الرئاسة والسياسة، وتهوين من شأن الإسلاميين وغير الإسلاميين، والواقع أنّ الفشل لم يكن – في حقيقته – إخفاق الإخوان في إدارة الدولة، إنّما كان في إخفاق الجميع في إدارة الصراع، الجميع إخوان وغير إخوان، إسلاميين وغير إسلاميين، فالجميع بما فيهم المكونات التي ينتمي إليها السادة (النقاد!) لم يعرفوا – مجرد معرفة فضلا عن الممارسة – ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع العسكر في تلك الآونة وفي ذاك السياق، ولا أعني الجهل بما يسمى في علم السياسة بالعلاقات المدنية العسكرية؛ إذْ لم يكن ثمّ مؤسسات مدنية ولا مؤسسات عسكرية، وإنّما الذي أعنيه هو أبجديات إدارة الصراع، في مرحلة ما قبل المؤسسات المستقرة.
إنّنا بحاجة إلى طريقة في التفكير وفي التعاطي مع الأحداث غير هذه الطريقة الانهزامية المهينة، فما أخطانا يوم أن قررنا الترشح للرئاسة وتسلم المسئولية، ولا أخطأنا قبل ذلك يوم أن قررنا مواجهة السفاح بالسلاح؛ إنّما الخطأ الحقيقي تمثل في أنّ كل هذه المفردات وقعت ارتجالية وليس في سياق مشروع تلتقي عليه كلمة أهل الحل والعقد في الأمة.
أمّا الإخوان فيجب عليهم ان يتحركوا للأخذ بكلّ الأسباب ولاسيما القانونية لمواجهة هذا القرار، وأن يتوحدوا ويستعيدوا روح الجماعة، وأن يواصلوا نضالهم من أجل استعادة دورهم، وعلى غيرهم من الجماعات فعل الشيء نفسه، كلّ يعمل على شاكلته وبحسب ما أوتي من استعدادات، لينهضوا بفروض الكفايات، في سياق مشروع جامع له ميثاق واحد ..
والله تعالى أعلم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق