الاثنين، 3 يونيو 2013

هل ستقطع الحبل

هل ستقطع الحبل




يحكى أن رجلا من هواة تسلق الجبال قرر تحقيق حلمـه في تسلق أعلى جبال العالم وأخطرها .وبعد سنين طويلة من التحضير وطمعًـا في أكبر قدر من الشهرة والتميز قرر القيام بهذه المغامرة وحده. وبدأت الرحلة كما خطط لها ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه، وبدأ الرجل في التسلق نحو القمة.
مرت الساعات سريعة و دون أن يشعر.
فــاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل تقريبًا إلى نصف الطريق حيث لا مجال للتراجع.
  ربما يكون الرجوع أكثر صعوبة وخطورة من إكمال الرحلة وبالفعل لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارس ولا يعلم ما يخبأه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت .و بعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة،
إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل 
بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات !وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرة من صخور الجبل .
  وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل ...
فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء، لا شيء تحت قدميه سوي فضاء لا حدود له ويديه المملوءة َبالدم ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار وسط هذا الليل وقسوته، التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح
يمسك بالحبل باحثــًا عن أي أملٍ في النجاة .
   وفي يأس لا أمل فيه، صرخ الرجل :
إلهـــــي...إلهـــي...أرجوك...أعـني!

وتخيل بأن صوت يجيبـه : "ماذا تـريـــدنى أن أفعل ؟؟" قال الرجل: "أنقذني يا رب "!!وتخيل الإجابة : " أتــؤمن حقــًا أني قادرٌ على إنقاذك؟؟" 

 
فقال الرجل: "بكل تأكيد، أؤمن يا إلهي، ومن غيرك يقدر أن ينقذني "!!
 فكان الجواب: إذن  اقطع الحبل الذي أنت ممسكٌ به! 
وبعد لحظة من التردد لم تطل، تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر
؟
؟

وفي اليوم التالي ...

عثر فريق الإنقاذ علي جثة رجل على ارتفاع متر واحد من سطح الأرض

ممسك بيديه حبل قد ربطه حول وسطه وقد جمده البرد تمامـًا 
متر واحد فقط من سطح الأرض !!

وماذا عنك ؟ 
هل ستقطع الحبل؟
هل مازلت تظن أن حبالك وآمالك سوف تنقذك؟


إن كنت وسط آلامك ومشاكلك تتكل على حكمتك وذكائك، فأعلم أنه ينقصك الكثير كي تــعلم معنى

الإيمان بالله
والتوكل عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق