الأحد، 25 مايو 2014

توقع مواجهة حاسمة قد تطول.. الغرب يوعز لحلفائه الليبيين بتأييد حفتر


توقع مواجهة حاسمة قد تطول..
الغرب يوعز لحلفائه الليبيين بتأييد حفتر
|


واشنطن – حسين. ع

يلتزم المسؤولون الأميركيون صمتا مريبا بشأن الأزمة الليبية، كما إن الدبلوماسيين الأوروبيين في واشنطن يفضلون الصمت كذلك، ولكن بعضهم الذي يتكلم بالإيماء، أفاد أن «الولايات المتحدة لن تتخذ موقفا من الأزمة الليبية، ولكن لنقل إنها لن تتأسف على المجموعات المسلحة التي ستذهب ضحية الحملة التي يشنها اللواء المنشق (خليفة) حفتر».

وأوضح أحد هؤلاء أنه «يستحيل أن تتحرك مقاتلات في السماء الليبية من دون علم مسبق من القوات الأميركية المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط وقوات تحالف الأطلسي».

ويشرح آخر أنه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001: "لم يعد في المجال الجوي الدولي الكثير من الطائرات التي تطير من دون معرفة السلطات الدولية، فماذا يحصل لو قررت مقاتلة أن تغافل أنظمة الدفاع الجوي في أوروبا مثلا؟».

ويقف على رأس الفصائل الإسلامية تنظيم «أنصار الشريعة»، الذي تصنفه واشنطن ضمن قائمة الإرهاب، وتعتقد أن مسلحين منه قادوا الهجوم الذي أدى إلى مقتل أربعة أميركيين في 11 سبتمبر 2012، منهم السفير في ليبيا كريس ستيفنز.

وقائد التحرك العسكري اللواء المتقاعد حفتر يحمل جواز سفر أمريكي، وهو انشق عن جيش معمر القذافي في الثمانينيات، وحاولت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) أن تموله وليبيين معارضين آخرين، قبل أن تتخلى عن الأمر، ويصبح الجنرال حفتر واحدا من الليبيين المتقاعدين في المنفى، حيث سكن في أحد ضواحي واشنطن.

لكن الثورة الليبية في العام 2011 أعطت حفتر، البالغ من العمر 71، فرصة جديدة للعودة إلى الحياة السياسية، فانضم إلى الثوار من دون أن ينجح في ترؤسهم بعد صعود نجم اللواء عبدالفتاح يونس، الذي اغتيل في صيف ذلك العام.

ومنذ ذلك الحين، حاول حفتر أن يقدم نفسه كقائد منقذ يوحد الفصائل الثورية المسلحة والمتبقي من الجيش الليبي، من دون أن يكتب له النجاح حتى مطلع الأسبوع الماضي، عندما شن ما سماه عملية «كرامة ليبيا» لتخليص البلاد من «الإسلاميين»، على حد قوله.

يقول الدبلوماسي الأوروبي:
«للشخصيات الليبية المختلفة والفصائل اتصالات مع واشنطن وعواصم أوروبية وعربية، وكل واحدة من العواصم المعنية أوعزت لحلفائها داخل ليبيا بتأييد الجنرال حفتر، ولذلك نرى دائرة تأييده آخذة في الاتساع يوما بعد يوم».

وتوقع المسؤول الأوروبي أن تزداد رقعة تأييد حفتر اتساعاً في الأسابيع المقبلة، كما توقع أن يقوم خصومه بتنظيم أنفسهم في تحالف عريض مواجه.
وقال: «نحن أمام مواجهة قد تطول، وحركة حفتر ستؤدي حتما إلى فرز الليبيين لمجموعتين أساسيتين، والتي تفوز منها في المواجهة ترسي قواعد الحكم الجديد في ليبيا».

وأضاف المسؤول أن المجموعتين تتألفان من مزيج من الثوار والجيش والقبائل، مع أفضلية لجانب حفتر، الذي يرجح الدبلوماسي الأوروبي أن يقود المجموعة الأكبر.

نعود للسؤال عن إمكانية صدور موقف أميركي، يجيب المسؤول الأوروبي: «الولايات المتحدة ما زالت حتى الآن تدرس إن كان وصف انقلاب ينطبق على إطاحة (وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي) بـ(الرئيس السابق محمد مرسي)، ولا يبدو أننا أو الأميركيين في عجلة من أمرنا لإعلان موقف من الأحداث الليبية أو تأييد علني لأي من الطرفين المتحاربين».

على أن الصمت الأميركي يحمل مواقف، فليس من عادة واشنطن أن تسكت عن أي تحرك –عسكري أو غيره– يستهدف سلطة منتخبة مثل حالة المجلس الانتقالي الليبي، وليس معروفا عن واشنطن تأييدها مجموعات إسلامية حتى لو كانت هذه تواجه شخصيات لا تحبذها الولايات المتحدة مثل الرئيس السوري بشار الأسد.

وبما أن مواقف أميركا وحلفاءها في أوروبا والمنطقة تبدو أقرب إلى حفتر، يصبح السؤال: ماذا يعني تأييد هذه الدول لحفتر؟ هل يعني مده بالمال أو السلاح؟
يجيب المسؤول الأوروبي، قائلا: "إن الدعم لحفتر ممكن أن يتنوع ويغطي شؤونا عديدة غير السلاح المتوفر بكثرة أصلا في ليبيا". ويختم: «يمكن للدول المؤيدة لحفتر أن تطلب من حلفائها الليبيين تأييده، وأن تسنده دبلوماسيا وعالميا، وأن توحي لليبيين أنها ستوافق على أي حكم ينبثق عن حركته المسلحة، وهذه كلها أمور لا يمكن للجنرال الليبي أن ينجح في حركته، حتى وإن هزم خصومه على الأرض، من دونها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق