الأحد، 18 مايو 2014

مفيش عندي يا مصريين غير الدبابة والكفتة!



مفيش عندي يا مصريين غير الدبابة والكفتة!

شريف عبدالغني

خلاص مفيش أمل. كلمة «مفيش» هي عنوان المرحلة. قالها المرشح الرئاسي الأعظم عالية مدوية. الكلمة خرمت «ودان» الشعب.
شعب علي الحجار وإلهام شاهين من شدة حبه للمرشح تجاوب معه وراح كل يغني على إلهامه ويسراه وسماه وديناه: بتبعديني عن حياتك بالملل.. وخلتيني أقول خلاص مفيش أمل.
إذن الواقعية تفرض علينا -نحن الشعب الآخر- القبول بالأمر الواقع.
بعد تفكير وتمحيص وجدل مع نفسي وصلت إلى عدة حقائق أناقشكم فيها، وبعد الاتفاق عليها نتقدم بها إلى مبادرة جماعية لسلطة الحجار وإلهام وباقي «المواطنين الشرفاء».
ما دام المنقلبون مصممين على قلب الحكم، ومصرّين على التحكم في البلد ومن عليها، انطلاقا من فكرة أنهم رسل العناية الإلهية لإنقاذ المحروسة من نجاح الإخوان في كل انتخابات، فلا بد من أن نرجع خطوة إلى الوراء ونفكر بمنطق وعقل..
أن بأيديهم مفاتيح الملك وأدوات الديمقراطية الحديثة التي لم تعرفها -من فرط الجهل- لا أميركا ولا اليابان ولا دول الغرب أو الشرق ولا بلاد الهند والسند.
الأدوات هي: سيف المعز وذهبه: الدبابة وصباع الكفتة.
بالتالي فإنه لا بد من حل الأزمة نهائيا وقبول الوضع القائم، وفق المبادرة التالية التي سهرت الليالي لإعدادها:
1 - أن يبقى السادة المنقلبون في الحكم الزمن الذي يريدونه. قرن.. قرنين، باعتبار أن «القرون» أصبحت سمة هذا «العصر». (ملحوظة: يمكنك استبدال الكلمة الأخيرة بكلمة أخرى من نفس حروفها هي الأشهر حاليا في الكرة الأرضية!).
2 - أن يكتبوا قصر الاتحادية وكل القصور الرئاسية لأنفسهم بيع وشراء، ويوقعون نيابة عن البائع وهو الشعب الذي «يموت» في رموشهم ووسامتهم وجمالهم. يا حلاوتك يا جمالك.. خليت للحلوين إيه.. كان مالي بس ومالك.. تشغلني برمشك ليه؟! (ملحوظة: ليس هناك مانع أن يكون هذا الموت حبا أو عشقا أو كمدا، أو في النهضة أو الحرس الجمهوري أو رابعة أو رمسيس أو أي مكان على امتداد المحروسة. المهم أنه موت والسلام).
3 - ألا يقدموا للجماهير طوال فترات حكمهم لا برامج انتخابية، ولا سياسية، ولا يعدون المواطنين بشيء. (ملحوظة: البرامج الانتخابية موضة قديمة، والوعد الوحيد أن يبثوا آناء الليل وأطراف النهار في قنواتهم أغنية سعاد محمد: أوعدك دايماً فاكراك).
4 - ألا يقيموا أي مساكن جديدة، وأن يتوسعوا في بناء السجون والمعتقلات لتخفيف الزحام في الشوارع. (ملحوظة: يتم تحصيل إيجارات شهرية من المعتقلين نظير إقامتهم في الزنازين، وأن يضع كل معتقل في عينه حصوة ملح ويدفع الإيجار أول كل شهر ويحمد ربنا أنه آكل شارب نائم ببلاش).
5 - إعدام أي مواطن في ميدان التحرير، وبدون عرضه على القضاء الشامخ طويل العمر يطول عمره وينصره على مين يعاديه، في حالة عدم تشغيل ملحمة تسلم الأيادي في بيته أو سيارته ليل نهار. (ملحوظة: إذا لم يتم تنفيذ الإعدام، يعاقب المتهم بحبسه في غرفة مظلمة، وأن يأتوا له بحكيم ومصطفى كامل وهشام عباس ليغنوا له الأغنية بشحمهم ولحمهم، ووقتها سينتحر المواطن من تلقاء نفسه إذا رأى هؤلاء الجلادين الغنائيين خاصة إيهاب توفيق).
6 - إلغاء كل نظريات الاقتصاد وطرق محاربة البطالة، وتطبيق نظرية واحدة فقط وهي نظرية «سيارات خضراوات سوق العبور». (ملحوظة: يمكن إضافة أسواق أخرى إلى التجربة مثل سوق السمك وسوق الخميس وسوق الجمعة وسوق أم ترتر).
7 - ضبط وإحضار أي مواطن لا يملك ساعة أوميجا يتباهى بها أمام جيرانه، ودراجة حديثة متطورة، و «سيفا» لتقطيع رغيف الخبز إلى 4 أجزاء، واتهامه بإهدار الثروة الغذائية، فضلا عن تهمة الترف الاجتماعي، في حالة التهامه الأجزاء الأربعة في يوم واحد. (ملحوظة: يتم تكريم أي مواطن يوفر ربع رغيف يوميا عشان خاطر مصر، والمكأفأة إجباره على الإضراب عن الطعام تماما عشان يوفر أيضا لمصر).
8 - بمناسبة الخبز، يمنع بتاتا أن يأكله المواطن مع أصابع الكفتة. (ملحوظة: أصابع الكفتة في الأصل لن تكون على قائمة طعام الشعب، حيث ستجمعها السلطة وتقدمها إلى جناب الجنرال مخترع علاج الإيدز وفيروس سي وكورونا بتلك الأصابع، لتكون رصيدا استراتيجيا في معمله ومطبخه أيهما أقرب).
9 - منع الرواتب تماما عن موظفي الدولة والقطاع الخاص وكل العاملين في الدولة، وأن يتبرع بها الجميع لبناء حبيبتي مصر. (ملحوظة: الشعب سيستجيب وسيكتفي كل يوم صباحا بسماع العبارة الأثيرة: وبكره هتشوفوا مصر).
10 - قطع الكهرباء 20 ساعة يوميا، واستبدال النسر في العلم الوطني باللمبات الموفرة. (ملحوظة: الناس لم تعد بحاجة أصلا للكهرباء بعدما تغذت طوال الأشهر على الدلع المؤثر: إنتو نور عينينا).
كانت تلك هي مبادرة النقاط العشر لحل الأزمة. لو تم تطبيقها فستصبح الحياة لذيذة وممتعة ولونها بمبي وأنا جنبك وماما المثالية فيفي عبده جنبي. ولو تلاحظون أنها لا تتضمن أي أعباء على المنقلبين.
 كل المطلوب منهم فقط أن يتركوا المواطن يستمتع ويتسلى بحواراتهم التلفزيونية وألفاظهم وإجاباتهم التي تكشف عن خفة دم لا نظير لها، وألا يعتقلوا أي واحد يستلقي على قفاه من الضحك وهو يشاهد هذه الحوارات!

شريف عبدالغني
shrief.abdelghany@gmail.com
http://twitter.com/shrief_ghany

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق