الأربعاء، 14 مايو 2014

حوار مع صديقي الملحد . الدكتور مصطفى محمود

حوار مع صديقي الملحد  الدكتور مصطفى محمود 


 قراءة مبسطة للكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


هذه قراءة مبسطة لكتاب (حوار مع صديقي الملحد) للدكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.

الكتاب عبارة عن نقاش بين مؤمن الذي يتحدث على لسان المؤلف وملحد وهو دكتور مجهول في18 بابا ً. وهو ليس موجه للفكر الإلحادي فقط بل لكل شخص يود الارتقاء بإيمانه لسقفٍ أعلى,فهذا خليل الله يحكي الله عنه ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى. قال أوَلم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) البقرة 260 . وليس العيب في محاورة النفس والبحث عن الحقيقة بقدر ما يكون بالسكوت عنها ومحاولة تناسيها . أوَلم يقل الحق سبحانه وتعالى (ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورَها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خابَ من دسّاها ) 6_ 9 الشمس . 

حاولت قدر الإمكان تقديم قراءة "مختصرة ومركّزة" للكتاب كي لا أفسد متعة قراءته لمن لمْ يقرؤه بعد وأيضا ً لكي أقدم معلومات مفيدة للأخوة الذين لا يحبون القراءة "خير شر"  . والكتاب فعلا ً شيق جدا ً ويفتح أفق واسع للتفكير. أتمنى ألا ّ يظن البعض أن هذه القراءة البسيطة التي قدمتها تغني عن الكتاب نفسه بقدر ما تغري بقراءته. 

الباب الأول 
لمْ يلد ولمْ يولد
المدخل الفلسفي 

*
يسأل الملحد صديقه المؤمن سؤاله الكبير إن كان الله هو الخالق فمن خلق الله ؟

فيجيب المؤمن بأن المحدود لا يستطيع إدراك اللامحدود 
قائلا ً بأن القوانين المخلوقة لا تسير على المشرع الخالق المؤسس لها , ويضرب مثلا ً مضحك جميل وهو أن هذا السؤال أشبه بالعرائس التي تتحرك بالزنبرك وتتصور أن الإنسان الذي صنعها يتحرك مثلها بالزنبرك , فإذا قلنا لها بأنه يتحرك من تلقاء نفسه . قالت بأنه يستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه إن كل شيء بعالمي يتحرك بالزنبرك !.

ثم يتابع حواره مستدلا ً بــ عمانويل كانت, وأرسطو, وبن عربي, ثم ينتهي بالحديث القدسي (أنا يستدل بي .. أنا لا يستدل عليّ ) 
*
يسأل الملحد صديقه المؤمن , لم َ يتصور أن هناك إله واحد فقط ؟ 

ويجيب هنا المؤمن جواب جميل رائع يستدل به بالكون ذو الخامة الواحدة والتناغم الواحد المتعدد الأشكال, قائلا ً بأن الإيدروجين هو مكون العناصر الـ 92 , كما أن جميع الكائنات الحية مكونة من الكربون , وأن الخريطة التشريحية لها جميعا ً متشابهه فالزرافة لها سبع فقرات في رقبتها تماما ً كالقنفذ !. 

الباب الثاني 
إذا كان الله قد قدّر عليّ أفعالي فلمَ يحاسبني ؟
المدخل القدري 

*
يسأل الملحد صديقه المؤمن , إن كان الله قدر علي أعمالي فلمَ يحاسبني عليها ؟ 
فيجيبه المؤمن بأن أعمال البشر موجودة عند الله بعلمه النهائي ولكنها ليست مكتوبة عليهم جبرا ً ثم يضرب على هذا مثلا ً ويقول , كأنك تعلم بأن لك ولد سيقترف ذنبا ً ولكن لم تأمره بأن يقترفه وبعد حين يقترفه فعلا ً 
*
ثم يقول له صديقه الملحد . لا تقل لي بأني مخير فأنا لم أختر أن أولد ولم أختر أن أموت ولم أختر شكلي ولا جنسي ولا عرقي ولا لوني.. فكيف أكون مخيرا ً ؟
فيجيبه المؤمن , أنت لا تملك حرية التصرف بالكون وأنت وأنا أحد مخلوقات هذا الكون, فهو للملك , ولكنك تملك حرية التصرف بالجسد الذي أعطيت إياه أيا كانت لو بشرتك وأيا ً كان جنسك وعرقك , فأنت حر في أن تلجم شهواتك أو أن تطلق لها العنان وهذا ما سيحاسبك الله عليه, ولن يحاسبك لمَ كنت أبيضا ً أو أسودا ً, أو ذكرا ً أو أنثى. وهناك دليل داخلي على هذه الحرية وهو الضمير, فأنت حين ترتكب العمل السيئ تشعر بالمسؤولية وحين تقوم بالعمل الطيب تحس بالزهو.

الباب الثالث 
لماذا خلق الله الشر ؟
المدخل الغائي _ الغاية من الشر _
*
يسأل الملحد صاحبه قائلا ً , إن كنتم أيها المؤمنون تقولون بأن الله هو الخير وهو العادل فلمَ خلق الظلم والشرور والأمراض والزلازل والبراكين والحروب ؟

فيجيب المؤمن بأن الله لمْ يأمر بالظلم والشرور ولكنه سمح بها , لتكون للحرية إرادة فاعلة مختارة بين الصواب والخطأ, وبأن بالخطأ يعرف الصواب وبالشر يعرف الخير , وبأن طبيعة الأشياء هي الخير وأن الشرور حوادث طارئة , كالصحة التي هي أصل والمرض الذي هو عارض , واستقرار الأرض منذ خلقتها لا يقارن بالزلازل التي لا تستمر إلا ّ لثواني , وأن الشعوب تعيش بسلام لسنين وربما لقرون ثم تتحارب لسنوات. 
ومن ثم يقول له بأن حتى في حدوث الشرور تأتي الخيرات, فالزلازل تعيد هيكلة القشرة الخارجية للكوكب لتمنع الكوارث العظمى , والبراكين تخرج الثروات المخبوءة وتنفس عن ضغط الكوكب فلا ينفجر, والحروب تعيد تشكيل المجتمعات لتتطور وتتقدم.. وهكذا . ثم يختم الباب بعبارة جميلة عميقة ( خير من الله, شر من نفوسنا ) 

الباب الرابع 
ما ذنب الذي لم يصله القرآن ؟
مدخل المسؤولية 
*
يسأل الملحد , وما مصير الإنسان الذي لم يصله القرآن ولم ينزل عليه كتاب ولم يأته نبي ؟ ما ذنبه ؟ وما مصيره عندكم يوم الحساب ؟ مثل أحد سكان القطبين ؟ أو أحد سكان غابات أفريقيا ؟
فيجب صاحبه المؤمن , بأن كل أمة أتى لها رسول مبلغ ومنذر مستشهدا ً بقول الحق سبحانه وتعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ) 36 النحل. وأن هناك آلافا ً من الرسل لا نعرف عنهم شيئا ً. والجميل في هذا الباب أن الرجل المؤمن يخبر صديقه بأن الله قد يوحي بالكتب وقد يوحي بالنور يلقيه في قلب العبد أو الانشراح يضعه في صدره أو الحكمة أو الفهم أو الحقيقة الذي يرشدها له ويهديه إليها. ثم يقول لصاحبه بأنه لا يدري لعل نظرة ينظر بها رجل زنجي أو من شعب الاسكيمو إلى السماء بقلب صافٍ سليم تكون كصلاة العباد طوال حياتهم. ثم يذكر قول الحق جل في علاه ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 62 البقرة 
ثم يختم الحوار بسؤال مؤلم لصديقة الملحد قائلا ً له , بأنك تعرف القرآن والإنجيل والتوراة ولكن هذا لم يزدك إلاّ إنكارا ً فهل تظن بأن حالك سيكون كحال من يعيش في القطب الجنوبي أو في أحد مجاهل غابات أفريقا يوم الحساب؟.


الباب الخامس 
الجنة والنار 
الجريمة والعقاب 

يقول الرجل الملحد لصاحبه المؤمن , كيف يعذبنا الله, بسبب ذنب محدود في الزمن القصير بعذاب غير محدود في الأبد ؟ ولم َ ينتقم منا كل هذا الانتقام والإنسان ليس إلا ذرة أو هباء مقارنة بالكون ؟ 

فيجيب المؤمن, بأننا لسنا هباء ولا ذرة بالكون بل شأننا عظيم عند الله فهو الذي نفخ فينا من روحه وأسجد لنا الملائكة وسخر لنا كل شيء وأورثنا الأرض ببرها وبحرها وسمائها وقال عنا سبحانه ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضلا ) 70 الإسراء 
إننا قد نبدو كذرة بأجسادنا في الكون ولكننا نحوي الكون بفكرنا وعقولنا وأننا بالنظر إلى أرواحنا نحوي الكون كله, لذا قال المفكرون بأن الكون صفحات والإنسان هو كتابه الجامع.

أما عن الذنب المحدود في الزمن ومقابله من العذاب اللامحدود في الأبد فلقد أجاب الله عليه حين قال ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) 28 الأنعام 
أي أن ذنبهم ليس ذنبا ً محدودا ً بالزمن, بل خصلة ثابتة سوف تتكرر في كل زمن.

الباب السادس
الدين أفيون الشعوب 

الصراع الطبقي
*
يسأل الملحد , أوَليس الدين هو من يعد الطبقة الفقيرة بالجنة والحياة بعد الموت ليرضوا بفقرهم وحياتهم البائسة تاركين الأغنياء يتمتعون بنعيمهم بحجة أنه من حقهم وأن الله خلق الناس درجات ؟ ألا يمكن ألاّ يكون قد جاء من السماء ولكنه أتى من الأرض لكي يحقق سيطرة طبقة على طبقة أخرى ؟

يجيب صاحبه بأن لو كان أفيونا ً لكان يحلل من المسؤوليات ويهرب منها , ولكنه بعكس ذلك فهو تكليف وأعباء على معتنقه أن يقوم بها, وبأنه لم يأتِ لكي يصهر الطبقات كما تفعل الاشتراكية أو ليجعل بعضها تستعبد بعضها كما تفعل الرأسمالية, بل أتى ليحقق التكامل بينها ليصبح المجتمع الإنساني متناسق مع الكون المتكامل بعضه مع بعض. فالغني عليه دفع الزكاة للفقراء وليس دفع الضريبة للدولة كما في المجتمع الرأسمالي. وهو يستطيع تكوين ثروته الخاصة ليس كما في المجتمع الاشتراكي. لذا يعيش الغني والفقير في تكامل وتساوي بالفرص. ولو كان أتى من الأرض من أجل تحقيق سيطرة طبقة على أخرى لما كان للفرد فيه كل هذا الاهتمام والاحترام, فالفرد بالإسلام يساوي الإنسانية كلها , قال الحق جل في علاه ( من قتل نفسا ً بغير نفس أو فسادا ً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ً. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ). 32 المائدة . ولو كان أتى ليشرع سيطرة طبقة على طبقة لما قال الله ( ولا يتخذ بعضنا بعضا ً أربابا ً من دون الله ) 64 آل عمران.

الباب السابع
وحكاية المرأة مع الإسلام 

مدخل المساواة بين الجنسين
*
قال الرجل الملحد لصديقه المؤمن , ألا ترى بأن الإسلام موقفه رجعي مع المرأة ؟ فهناك تعدد الزوجات , وبقاء المرأة في البيت , والحجاب, والطلاق الذي في يد الرجل , وحكاية ما ملكت أيمانكم ؟ 

فما كان من صاحبه المؤمن إلاّ أن قال له , الإسلام الذي خصصته بالاتهام دون بقية الأديان بالرجعية في معاملة المرأة في الحقيقة هو الدين الذي أنصفها, فبداية بقضية تعدد الزوجات فهو لم يشرعه إلا بشرط وهو في قوله تعالى ( وإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة ) 129 النساء. فالعدل أساس في التعدد, كما أن التعدد في صالح المرأة كما هو في صالح الرجل, فهو أفضل من تعدد " العشيقات " الذي يمارس في الغرب والذي ينتج أبناء السفاح والخيانات الزوجية. كما أن المرأة التي تظن بأن الإسلام يظلمها بهذا الأمر تعرف أن الرجل متزوج بامرأة أخرى, لذا فأنت تنظر لطرف واحد وهو المرأة الأولى وعلى هذا تبني حكمك بأنه ظلم النساء جميعا ً, ولكن ماذا عن الزوجة الثانية ؟ أليس الإسلام قد أنصفها وأعطاها الحق بدل أن تكون مجرد "عشيقة " ؟ ألم يجعلها بدل ذلك تتمتع بالأمان الأسري والعاطفي وحق الإنجاب وتربية الأطفال؟ . أما قضية بقائهن بالبيوت فقد قال الحق ( وقرن في بيوتكن ) 33 الأحزاب. وهو موجه لأمهات المؤمنين زوجات النبي عليه الصلاة والسلام ليكن القدوة العليا لبقية المؤمنات. ومع هذا نجد المرأة في الإسلام شاركت زوجها بكفاحه وساعدته, فلقد ذهبن أمهات المؤمنين مع النبي الأكرم في غزواته وحروبه. وفي السيرة النبوية تجد المؤمنات يساعدن أخوانهم المؤمنين ويطببن جراحاتهم في الحروب. والإسلام لا يمنع المرأة التي تحتاج لأن تخرج وتعمل. ولكنه أعطاها مهمة عظيمة كمهمة الرجل ولعلها أعظم وهي تربية الإنسان وصنعه, وأنظر يا صديقي في حال المجتمعات التي تتغني بها حيث تعمل المرأة لتنافس زوجها بالكسب ويرمى الأولاد بالحضانات وكأنهم أيتام لا يذوقون نعيم الحنان ولا أمان حب أمهم كيف يكبرون ليصبحوا مشوهين عاطفيا ً. أما عن الحجاب فالإسلام دين واقعي وعملي ويعرف أن المرأة أجمل من الرجل وأضعف منه جسديا ً وأرق منه عاطفيا ً لذا يقوم بحمايتها بسترها, لذا تجد جرائم الاغتصاب في المجتمعات الإسلامية لا تقارن عدديا ً بمثلها بالمجتمعات المنحلّة. أما الطلاق فهو ليس في يد الرجل فقط, فتستطيع المرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة تماما ً مثل الرجل. والإسلام يعطي المرأة مالا تعطيه أي ديانة ولا أي مجتمع في الزواج, فهو الدين الوحيد الذي يشترط المهر ولها الحق في التصرف في أملاكها ولا تفقد اسم عائلتها بعد زواجها. كما أن النفقة لا تجب عليها بل على الزوج. أما حكاية ( ما ملكت إيمانكم ) فهي تجر إلى السؤال عن (الرق ). والإسلام لم يدعو إلى الرق بل إلى تصفيته والتقليل منه, ففي كل كفارة تجد ( تحرير رقبة ) وهو الذي منع تحويل الأسرى إلى رقيق كما كانت تفعل جميع شعوب الأرض , حيث قال الحق سبحانه ( فأما منا بعد وأما فداء ) 4 محمد . أي فما أن تمن عليه وتطلق سراحه أو أن تطلب منه الفدية ليطلق سراحه. ثم حين تصل إلى الرق في المعاشرة فالإسلام حرمها إلا على سيدها فقط, فهي لا تحل للسيد ولابنه وإذا أنجبت منه ولدا ً فإنها تصبح حرة. 

الباب الثامن
الروح

محاولة لمس مالا يلمس
*
قال الملحد لصاحبه , ما دليلكم على أن الإنسان له روح ؟ أي أنه ليس مجرد جسد من ذرات؟

فقال له صاحبه, لقد أثبت الله لنا الروح لأنه ذكرها في كتابه ولكنه أخبرنا بأننا لن نستطيع أن نعرف ماهيتها لأنه قال سبحانه ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا )85 الإسراء. ولكن سأضرب لك مثلا ً بسيطا ً , وهو لو كنت راكبا ً بقطار يسير بنعومة على سكة الحديد , فما كنت لتعرف بأنه يتحرك إلا إن نظرت من خلال النافذة للعالم خارجه. وكذلك أنت لا تستطيع رؤية دوران الكوكب إلا بالقمر الصناعي الذي يطير فوقها, وهكذا الشيء لا يدرك إلا بالخروج عنه. إذا ً أخبرني كيف كان يصح لنا أن ندرك الزمن لو أننا كانا مجرد أجساد وكائنات زمنية ؟. ألا يعني هذا أن لنا وعي أكبر يتخذ الخلود منبعا ً له ليراقب به تغير الأشياء الزمنية؟ 
حينها سأل الملحد مرة ثانية , إذا ً وما موقف دينكم على قضية تحضير الأرواح ؟ 
فقال له صاحبه , ديننا يخبرنا أن هناك عالما ً آخر يسمى البرزخ تستقر بها الأرواح بعد مرورها بعالم الحياة الدنيا, وأن أرواح المؤمنين قد تزور أحبابها حين يأذن الله لها بالمنام أو بغيره, وأن تحضير الأرواح ليس إلاّ دجل, وإن كان هناك نوع من التواصل فهو ما يقول عنه الهنود بأن الأرواح السفلية هي من تأتي لتضحك وتسخر من البشر الحاضرين لتلك الجلسات, فهم _ أي تلك الأرواح _ تعلم شيئا ً عن الميت الذي يريد البشر تحضير روحه ويدعون بأنهم هم أرواح لأولئك البشر. ونحن كمسلمين نقول بأنه قد يكون هو القرين من يأتي في تلك الجلسات ليدعي بأنه روح الميت فيقلد صوته ويتقمص شخصيته ليسخر من الجهلة. والقرين هو الجني المصاحب للإنسان, ونحن نعلم بان الجن يعمرون أكثر من البشر. وهم يسخرون من البشر لكرههم لهم, أما الجن المؤمن فهو يترفع عن هذا بالأساس. ولي بذلك مثال , فلو أنك قرعت جرس المكتب فسيأتي لك الخادم ليجيبك لا السيد. ولعلك تسخر من هذا ولا تصدقه, وأنا أتفهم هذا , تماما ً كما أتفهم شعور رجل عاش قبل مائة سنة حين أخبره بأن هناك موجات بالهواء فيها أصوات وصور, وبأن هناك أشعة تستطيع اختراق الحديد والعظم وتكشف ما خلفها.

الباب التاسع
الضمير 

القاضي الداخلي
*
قال الملحد , أنتم تتحدثون عن الضمير بتقديس كما لو أنه شيء مطلق , مع أنه صنيعة المجتمع ؟ 

فما كان جواب صاحبه ألا أن قال , الخطأ الأكبر في تصورك بأن الضمير صنعه المجتمع ليحمي نفسه من تصرفات الأفراد, وليس دليلا ً على كلامي هذا أكثر من أن الضمير هو شيء داخلي يرافق الإنسان منذ الطفولة وحتى المشيب, منذ الصباح حتى يضع رأسه على الوسادة. فلو كان صنيعة المجتمع لظهر في الجماعة واختفى في تفرد الشخص بنفسه, ولكنه لا يفعل. كما أنه ليس بصنيعة المجتمع لأنه دائما ً ما يحمي الفرد من ظلم المجتمع بقدر ما يحمي المجتمع من ظلم الفرد. 


الباب العاشر
هل مناسك الحج وثنية ؟

الإيمان للتناسق مع الكون
*
قال الملحد , ألا تلاحظ أن مناسك الحج وثنية صريحة ؟ ذلك البناء الحجري الذي تسمونه الكعبة وتطوفون حوله, وحكاية السبع طوافات والسبع هرولات والسبع رجمات . وثوب الإحرام الذي تلبسونه على الجسد العاري ؟ 

قال له المؤمن , في قوانين المادة تعلم أن الأصغر يدور حول الأكبر, فالإلكترون يدور حول النواة, كما يدور القمر حول الأرض وهي حول الشمس والأخيرة حول المجرة التي تدور بدورها حول مجرة أكبر وهكذا إلى أن نصل للأكبر المطلق ( الصمد ) وهو الذي لا يتحرك ولا يتغير ولا يدور على شيء وهو الله سبحانه. لذا تجدنا نقول دائما ً ( الله أكبر ). وأنت الآن تطوف حول الكون مثلنا ولكنك مجبر بينما نحن أقررنا هذا الطواف وجعلناه حبا ً بالله. ونطوف حول الكعبة لأنها أول بيت وجد لعبادة الله كما اخبرنا هو سبحانه. أما عن حكاية الأرقام فكل شعوب الأرض اتفقت دون اجتماع أو تشاور أن هنالك سبعة أيام, وللطيف سبعة درجات وللسلم الموسيقي سبع درجات, والإلكترون يدور حول النواة في سبع نطاقات والجنين لا يكتمل إلا بالشهر السابع. فهل كل هذه مصادفة أم أنها طقوس وثنية أخرى ؟ أما ثوب الإحرام فهو ليخرج البشر من اختلافاتهم ويوحدهم أمام الرب, غنيهم وفقيرهم, فهي رسالة لهم بأنكم عند الرب متساوون 

الباب العاشر
هل القرآن من تأليف محمد ؟ 
*

_ من أجمل أبواب الكتاب في نظري ولقد لخصته بشدة وعلى من يريد الاستزادة أكثر فعليه قراءته من الكتاب نفسه _

قل الرجل الملحد لصاحبة , لمَ لا يكون القرآن من تأليف محمد ؟ فرجل بعظمة محمد لا يستغرب عليه أن يأتي بكتاب عظيم كالقرآن. 

فقال له صاحبه بأنه يستحيل أن يكون بشريا ً لأنه ليس بالشعر ولا بالنثر بل أن بعد نزول القرآن صنف علماء اللغة كل النصوص إلى شعري أو نثري أو " قرآني " أي أنه سبك لم يأتي من قبل بمثله ولن يأتي بعده مثله. ولو كان من محمد عليه الصلاة والسلام فكيف تفسر الآيات التي يعاتبه الله فيها مثل ( عبس وتولى ) ولو كان من عنده لوجدت فيه ولو آية واحدة عن همومه وأحزانه ولقد ماتت زوجته التي هي أول من آمن به وعمه الذي يحبه وليس لهما ذكر بالقرآن. بل حتى ابنه إبراهيم الذي يحبه كثيرا ً مات ولم يذكر خبره بالقرآن. ولو أنه من تأليفه فكيف تفسر كل هذا الإعجاز على جميع الأصعدة من بلاغي ولغوي وعلمي بجميع صنوفه الطبيعية والإنسانية. كيف تبرر هذا التحدي في القرآن بأن يتحد الإنس والجن أن يأتوا ولو بآية واحدة مثله.

الباب الحادي عشر
القرآن لا يمكن أن يكون مؤلفا ً 

*
في هذه المرة ابتدأ المؤمن صاحبه الملحد بالحديث , قائلا ً بأنهما تحدثا بالأمس عن القرآن وعن شكوك صاحبه بأن يكون من عند محمد عليه الصلاة والسلام. لذا سيكمل من حيث انتهيا بالأمس محدثا ً صاحبه عن اللمحات العلمية في القرآن لاستثارة عقله العلمي.

فقال له , تعلم بأن القرآن نزل قبل أكثر من 1400 سنة, ومع هذا فقد تعرض لجميع العلوم ولكن عن طريق اللمحات والإشارات التي تنير العقل, فلو توقف عندها بالشرح لصدم تلك العقول التي عاصرت نزوله ولما أدرك العرب أي شيء منه, كما أنه ليس بكتاب علوم فقط , بل هو كتاب عقيدة وتشريع ومنهج, فهو يظهر من آياته لكل جيل وعصر ما يناسبهم وقد قال الحق سبحانه ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق, أوَلم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ؟ ) 53 فصلت.

خذ عندك مثلا ً تكوير الكوكب , أوَلم يقل الله ( يكوّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) 5 الزمر . وقال سبحانه ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا ً أو نهارا ً فجعلناها حصيدا ً كأن لم تغن بالأمس ) 24 يونس. وقوله (ليلا ً أو نهارا ً) يعني أنه إن كان ليل في أحد نصفي الكوكب فهو نهار في النصف الآخر. وأيضا ً يقول الحق ( رب المشارق والمغارب ) 40 المعارج . ويقول ( رب المشرقين ورب المغربين ) 17 الرحمن. ولو كانت الأرض مسطحة لكان هناك مشرق واحد ومغرب واحد. وأيضا ً في القرآن يصف الله حديث العبد مع شيطانه يوم القيامة قائلا ً ( يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ) 38 الأعراف. وأبعد ما تكون المسافة بالأرض هي بين المشرقين نتيجة لكرويتها.

ثم تعال لأحدثك قليلا ً عن الجبال , ألم يقل الحق عنها بالقرآن ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء ) 88 النمل. وهي إشارة صريحة أن الجبال تسبح بالفضاء وبالتالي فالأرض كلها بجبالها تسبح بالفضاء. ولكن لو قلت هذا للبشر قبل 500 سنة لفزعوا منك فما بالك بالبشر قبل 1400 سنة.

ماذا عن السماء ؟ ألم يقل الحق عنها ( والسماء ذات الحبك ) 7 الذاريات . فالحبك تعني الطرائق, والآن علماء الفلك يعلمون أن السماء أشبه بطريق سريع والأقمار والكواكب والنجوم والمجرات . والحبك تعني أيضا ً النسيج المحكم, وهذا ما عرفه الإنسان بعد اختراعه للتلسكوبات العملاقة التي تكبر الصور لملايين المرات. وأيضا ً فيما يتعلق بالسماء فقد قال الحق ( والسماء ذات الرجع ) 11 الطارق. أي أنها ترجع كل ما يرتفع إليها, فبخار الماء ترجعه مطرا ً, وترجع الأجسام بالجاذبية الأرضية, وترجع الأمواج اللاسلكية بانعكاسها من طبقة الايونوسفير, كما ترجع الأشعة الحرارية تحت الحمراء إلى الأرض فتدفئها بالليل. وهي كما تعيد ما يرتفع من الأرض لها في أيضا ً ترجع ما يأتي من الإشعاعات من الفضاء الخارجي فلا يدخل الأرض مسببا ً الكوارث فهي تتصرف وكأنها سقف. ألم يقل الحق ( وجعلنا السماء سقفا ً محفوظا ) 32 الأنبياء. وأيضا ً قال سبحانه (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) 47 الذاريات. وهو ما يعرف الآن باسم تمدد الكون المضطرد.

ماذا عن الذرة يا صديقي, ألم يكن الاعتقاد البشري بأنها أصغر مثقال, وأنها جوهر الفرد فلا ينقسم ؟ . ولكن بالقرآن قال الحق ( لا يغرب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) 3 سبأ. فمن كان يعلم ذاك الوقت أن الذرة قابلة للكسر والقسمة ؟


الباب الثاني عشر
شكوك 

هل القرآن متناقض ؟
*
سأل الملحد صاحبه , تقول أن القرآن لا يناقض نفسه فما بالك في بهذه الآيات ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) 29 الكهف. والآية الأخرى التي تناقضها ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ). 30 الإنسان. أوَليس هذا بتناقض ؟ 

قال صاحبه , هذا دليل على الحرية, فالله يخبرنا بأن لنا الخيار بأن نكون مؤمنين أو كافرين, ولكنه يخبرنا أيضا ً أن هذه الحرية لمْ نأخذها غصبا ً من الله بل هو من أعطانا إيّاها بمشيئته, أي أن حرية العبد ضمن مشيئة الرب وليست ضدها, فهو أراد لنا أن نكون مخلوقات مفكرة تختار بنفسها الإيمان أو الكفر, فالكفر يناقض رضا الرب ولكنه لا يتحدى مشيئته. 

حينها قال الملحد حسنٌ ماذا عن كلام القرآن عن العلم الإلهي ففي القرآن ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) 34 لقمان. يقول القرآن أن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره, فما بالك الآن بالأطباء ينظرون ما في الأرحام ويعلمون إن كان ذكرا ً أو أنثى ؟ وما بالك بالعلماء الذين يستطيعون إنزال المطر الصناعي عن طريق الأساليب الكيميائية ؟. 
أجابه صاحبه, بأن الأطباء يستطيعون أن يعلموا إن كان المولود ذكر أو أنثى, ولكن ليس هذا هو العلم الذي اختص الله به نفسه, فهو علم محيط يعلم ما سيكون شأن ومصير هذا المولد منذ أول يوم له حتى آخر يوم له.

ثم إن القرآن لم يتكلم عن إنزال المطر, بل عن "الغيث" وهو ما ينفع الناس لذا سمي غيثا ً وهو الذي يغير مصائر المناطق والدول والأمم, بينما المطر قد يكون ضارا ً وقد يكون نافعا ً لذا تجد في القرآن ذكر الغيث مع الرحمة والخير والمطر يوافق العذاب والعقاب. قال الحق (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ) 28 الشورى. وقال سبحانه عن المطر (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ) 173 الشعراء.

قال الملحد بعد هذا لصاحبه, إذا ً أخبرني لم َ يريد الله أن نعبده فهو الذي قال ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56 الذاريات ؟ هل هو بحاجة أن نعبده ؟
قال له صاحبه, مفهوم العبودية البشري غير الإلهي, فالسيد هو المستفيد من عبده في عبودية البشر, أما بالعبودية الإلهية فالعبد هو المستفيد بعبوديته من سيده. فالرب سبحانه لمْ يخلق الجن والإنس إلا ليعطيهم ويحبهم ويرحمهم ويكرمهم ويشرفهم بالخلافة على الأرض. فالله هو الغني سبحانه عن مخلوقاته كلها, فهو يخبرنا أنه لمْ يخلقنا لنعطيه شيئا ً بل لنأخذ منه, فالصلاة عبادة وهي تفيد المخلوق ولا تفيد الخالق سبحانه ولا تضره, والدعاء له عباده وهي تفيد العبد لا المعبود سبحانه, وطلب العلم عبادة وهي ككل الأشياء لا تفيد إلا العبد لا المعبود. 

الباب الثالث عشر
موقف الدين من التطور 

آدم أم شمبانزي ؟
*
قال الملحد, كيف تثبت لي أن الله هو من خلق الإنسان بهذا الشكل على طريقة " جلا جلا " _ يقصد بـ جلا جلا أي طريقة غير مقنعة غير عقلية وغير قابلة للتصدق _ ولمْ يأتي عن طريق التطور ؟ لم َ تريد أن توهموا البشر بأن أب الإنسان آدم وليس الشمبانزي ؟
أجابه المؤمن, نحن لا نقول أننا خلقنا على طريقة ( جلا جلا ) كما تقول ولقد ذكر لنا الله سبحانه في القرآن آيات كثيرة يخبرنا عن أطوار خلقنا ومراحله منها قوله جل وعلا ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) 12 المؤمنون. وبأنه لم يكن قبل هذا الخلق شيئا ً وقد قال الحق ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا ً مذكورا ) 21 الإنسان. وقال عن أطوار خلقنا سبحانه ( مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ) 13-14 نوح. يا صاحبي إننا نحن المؤمنون من ننظر لنظرية التطور على أنها نظرية ( جلا جلا ) فعلم القانون يقول بأن البينة على من أدعى, فأين بينتكم ؟ أعطني طورا ً واحدا ً وحيدا ً يربط الإنسان بالشمبانزي. الدول الغربية الغنية تمتلك جامعاتها ومراكز أبحاثها الملايين وتمتلك أحدث أجهزة التنقيب والفحص والكشف ومع ذا كله لم يجدوا منذ القرن الثامن عشر حتى مستحاثة أو هيكل عظمي واحد ليثبوا به هذه النظرية. هذا ولو استخدمنا علما ً مثل الرياضيات لهدمت النظرية على رؤوسكم, فأنتم تقولون بأن الحياة والأشياء أتت عن طريق الصدفة أي أن البروتين تطور إلى خلية عن طريق الصدفة وأن الخلية تطورت إلى عديدة الخلايا عن طريق الصدفة أيضا ً وان عديدة الخلايا تطورت إلى كائن عن طريق الصدفة وأن هذا الكائن تطور إلى عدت كائنات عن طريق الصدفة وهلم جرا . ويبلغ عمر كوكب الأرض كما تقولون أنتم 4500 مليون سنة فلو استخدمت قانون الاحتمالات في الرياضيات وحاولت قياس احتماليات تطور هذه الأشياء صدفة ً فستجد أنها ستستغرق تريليونات الملايين من السنين إلا إن أتت جميعها عن طريقة (الصدفة) , فأخبرني بالله عليك كيف تحدث كل هذه الصدف وراء بعضها البعض صدفة ً ؟. فسبحان الله ( الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) 50 طه .

الباب الرابع عشر
كلمة لا إله إلا الله 

معنى كلمة الإخلاص
*
قال الملحد لصاحبه, أخبرني لم َ ترددون هذه الكلمة ( لا إله إلا الله ) وتطبعونها على العملات وتعلقونها على الجدران وتستقبلون بها الوليد وتودعون بها الميت . لم َ كل هذا الترديد المبالغ لها ؟ 

قال له صاحبه, حسنا ً يا صاح فكر معي قليلا ً في هذه العبارة, فهي تحمل النفي والاستثناء, نفي وجود إله, ثم إقرار بوجود إله واحد. والإله تعني المعبود, فتكون ( لا إله ) أي لا معبود, ثم يأتي الإثبات والاستثناء وهو ( إلا ّ الله ) أي لا معبود بحق إلا ّ الله. وهنا يكمن المنهج الرباني الذي يكرم الثقلين الجن والإنس بالكرامة والحرية من عبادة آلاف بل ملايين الأشياء والتذلل والخضوع لها. فالله يخبرنا ألا ّ أحد يستحق العبادة سواه لأنه هو الإله الوحيد المتحكم بكل شيء, لذا نكتبها على العملات الذهبية والورقية كي نذكر أنفسها فلا نعبدها, ولذا نكتبها ونعلقها على جدران البيوت لنخبر أنفسنا أننا لا نعبدها, فالإنسان عادة يعبد نفسه وشهواتها, ولذا نقولها في كل مكان وفي كل زمان وأمام كل شيء, لا للرئيس, لا للنساء الجميلات الباهرات, ولا للشهوات, ولا لعصى الشرطي, ولا للميكروب, نحن لا نخافك لا نعبدك, لا لست إله, فلا إله إلا ّ الله. فكما ترى إنها ليست مجرد عبارة كما تصوت إنها عقيدة ومنهج ودستور 

الباب الخامس عشر
كهيعص

العلم مابين اختراع العجلة والوصول للقمر
*
حينها قال الملحد, حسن ٌ وما قصة ( أ. ل . م .ر) و ( كهيعص ) و ( حم ) و ( ألم ) و(ق) ؟ ما هذه الحروف المفصلة التي تبدأ بها بعض سور القرآن ؟ أليست مجرد طلاسم ؟
أجاب صاحبه, حسنا ً وما قصة ط = ك * س2 ؟ أليست أيضا ً مجرد طلاسم لمن لا يعرف الرياضيات والجبر والفيزياء ؟ أخبرني ماذا عن(d.n.a) أما كانت لتكون مجرد طلاسم بلا معنى قبل 100 سنة ؟ أنت يا صديقي تحاول أن تحاكم النص القرآن وكأن الإنسان وصل إلى نهاية العلوم, وهو في الحقيقة لم يبتعد كثيرا ً في علومه عن البدايات. ولكن دعني أخبرك شيئا ً فالقرآن أتى ليتحدى العقل الكافر وليستثير العقل المؤمن, فمثلا ً أحدهم قام بتحليل سور القرآن التي تبدأ ب ( ألم ) رياضيا ً فوجد نتيجة أبهرته وهي أن ترتيب الحروف أي أ و ل و م و ر متجانس مع تكرارها في السورة. في سورة الرعد مثلا ً وجد أن حرف أ كرر 625 مرة ووجد ل تردد 479 مرة ووجد حرف م 260 ووجد حرف ر تردد137. أي أن عدد ترددها في السورة نفس ترتيبها ( أ ل م ر ) وهذا رجل آخر وقف أمام سورة (ق) وعد حروف القاف فيها فوجدها 57 ثم قام بقسمتها على الرقم 19 وهو عدد حروف البسملة فكان الناتج 3 وهو مجموع حروف كلمة ( لله ). وهذا آخر قام بجمع عدد حرف القاف سورة (ق) مع عدد حرف القاف في سورة (الشورى) وهي التي قبل سورة (ق) فوجدها 57 أيضا ً, ومجموع 57 + 57= 114 وهي عدد سور القرآن.

أنا لا أقول لك أن هذا هو المعنى النهائي من تلك الحروف المفصلة في بعض سور القرآن بل أن البعض أستخدم شعبة من العلم وهي الرياضيات فخرج بكل هذا وأعلم أن لها معاني أخرى قد تنجلي في العصر المناسب لها كما انجلت في عصرنا الحالي معاني لآيات لم يكن يعرف معناها في وقت نزولها مثل قول الحق (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون‏)‏ 125 الأنعام. فمن كان يعرف في ذاك الوقت أنه كلما ارتفعت كلما خف الضغط الجوي وقلت كمية الأكسجين؟.
 

الباب السادس عشر
المعجزة 

نصف المعرفة أخطر من الجهل
*

قال الملحد لصاحبه, أخبرني كيف يحدث أن ربكم الرحيم الرءوف يأمر نبيه إبراهيم بقتل ابنه ؟ أين رحمته ورأفته التي تدعونها له ؟ 

أجابه المؤمن, حسنا ً يا صديقي القصة تدل من سياقها أن الله لمْ يريد لإبراهيم أن يذبح ولده, بدليل أن الذبح لمْ يحدث بالنهاية, ولكنه أراد لنبيه أن يذبح حبه وشغفه وتعلقه الزائد بابنه, الذي أتاه على كبر وهو في شيخوخته فشغفه وهام تعلقا ً به, والأنبياء هم قدوة البشر, وعلى النبي ألا ّ يكون قلبه متعلقا ً بشيء غير الله, لذا أتى الأمر بالذبح, وحين امتثل النبي لأمر ربه جاء الفداء من السماء. وهذه القصة تعلم المؤمنين ألا ّ يتعلقوا بشيء سوى بربهم, لذا تجدنا نعيد تجسيد هذه الواقعة في كل عام. أي لا شيء نحبه أكثر منك, لا شيء نتعلق به سواك, ولا أحد نطيع إلا ّ أنت. 
قال الملحد لصديقه, إذا ً وما رأيك بمعجزة دخول إبراهيم النار دون أن يحترق, وما فعله موسى حين شق البحر, وعصاه التي تحولت أفعى, ويده التي أخرجها من تحت إبطه فأصبحت بيضاء, أليست هذه أشبه بعروض بهلوانية في سيرك؟ لم َ يحتاج الله لهذه البهلوانيات ليدلل على قدرته ؟ أليست القوانين والعقل والمنطق هي التي تدلل على قدرته كإله بدلا ً من تلك ؟
رد المؤمن, لقد فهمت المعجزة بشكل خاطئ يا صديقي فأنت تنظر لها على أنها هدم للمنطق وللقوانين, ولكن الله هو من خلق المنطق والقوانين, وهو من أعطاك سبيل الوصول والتعمق فيها رويدا ً رويدا ً حتى تدرك وتصل إلى ما شاء هو منها. ولكي أقرب لك الفكرة, فتخيل لو أنك أخذت معك الآن كمبيوتر وذهبت به للعصر القديم, ودخلت به على فرعون وأريته كيف تخرج الأصوات والصور منه ألن يتحلّـّق حولك السحرة وحاشية فرعون وهم يهتفون ( ياه ! إنه سحر! لا معقول ! معجزة !) وأنت تعلم الآن أنه ليس بسحر وليس بشيء غير معقول لأنك تعلم قوانين وعلم الإلكترونيات. وسيكون الأمر مماثلا ً لو أنك دخلت على ملك آشور ومعك تلفاز وأريته ملك الروم وهو يتحدث, سيقوم ويصفق ويهلل لك. ولكي أقرب لك الصورة أكثر, في عصرنا القريب عندما أتى المستعمر الأبيض إلى أفريقيا وهبط بطائراته على الزنوج في مجاهل غابات أفريقيا سجدوا للطائرة كلهم وقدموا القرابين وقرعوا الطبول, فهم يظنون أن الله قد أتاهم من السماء. فهم تصوروا أن هذا الطيران خرق لجميع القوانين, وأنت تعلم أنه ليس بخرق للقوانين, بل تجاوز لها عن طريق قوانين أخرى, فلقد تجاوزوا قانون الجاذبية بقانون الدفع وقانون الفعل ورد الفعل. يا صديقي الماء يصعد إلى قمم الأشجار العالية متجاوزا ً قانون الجاذبية عن طريق قوانين أخرى مثل تماسك العامود المائي وقانون الخاصية الشعرية وقانوني الضغط الاسموزي. إذا ً ليس هناك اختراق للقوانين, ولكن هناك تفاضل بينها. فالله يا صديقي لا يهدم القوانين في معجزاته, بقدر ما يرينا أننا لا نعرف إلا قليل من العلم فقط, والمعجزة هي نور من العلم الإلهي. فالله يقول لنا بمعجزاته بأن هناك علم ونظام أعلى لم تصلوا إليه بعد, وبأن هناك نظام وعلم لن تصلوا إليه أبدا ً. الباب السابع عشر
معنى الدين 

بين القلب والروح والعقل والجسد
*

قال الملحد لصاحبه, اسمع إذا كانت هنالك جنة فعلا ً كما تقول فأنا من سيدخلها, فأنا أكثر تدينا ً من كثير من أصحابكم أصحاب اللحى والمسابح !. 

فقال له صاحبه, أكثر دينا ً ؟ ماذا تعني بهذا ؟ 

فأجابه الملحد, أعني أني لا أؤذي أحدا ً ولا أحمل الحقد ولا الحسد ولا أسرق ولا أقتل ولا أرتشي ولا أضمر سوءا ً لأحد ولا أنوي إلا الخير ولا أهدف إلا للنفع العام, أصحو وأنام بضمير مستريح, وشعاري بالحياة هو الإصلاح ما استطعت. أليس هذا هو الدين؟ ألا تقولون بأن الدين المعاملة ؟ 

فقال له المؤمن, يا صديقي هذا أسمه "حسن سيرة وسلوك " وهو من مقتضيات الدين ولكن ليس الدين نفسه, ليس للدين إلا معنى واحد , وهو معرفة الإله, أن تعرف إلهك حق المعرفة ويكون بينك وبين هذا الإله سلوك ومعاملة, أن تعرف إلهك عظيما ً رحيما ً قريبا ً مجيبا ً, يسمع ويرى , فتدعوه راكعا ً ساجدا ً خاشعا ً, خشوع العبد لربه, هذه المعاملة الخاصة بينك وبين الرب هي الدين. أما حسن معاملتك لإخوانك فهي من مقتضيات هذا الدين, وهي تقربك للرب, فنبينا عليه الصلاة والسلام يقول ( إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في هذا السائل ) فمن أحب الله أحب مخلوقاته, أما إذا اقتصرت معاملتك على الناس لا ترى إلا هم ولا تعترف إلا بهم ولا تؤمن بغير الدنيا, فأنت مجرد كافر, وحسن سيرتك وسلوكك إنما يدل على الفطنة والكياسة والسياسة والطبع اللبيب وليس على الدين. فأنت بالنهاية تسعى من حسن سيرتك وسلوكك إلى مكسب دنيوي, إما بمحبة الناس أو بكف شرهم, أو حتى لتحب أنت نفسك وترضى عنها. وتلك طباع أكثر الكفار أمثالك يا صديقي. 
قال الملحد بانفعال, صدقني أنا أشعر أحيانا ً بأن هناك قوة.. !

قال صاحبه متسائلا ً , قوة ..؟ 

أردف الملحد بسرعة, نعم ثمة قوة مجهولة وراء الكون.. أنا أؤمن بوجود قوة..

قال المؤمن, وما تصورك لهذه القوة؟ أتتصورها تسمع وترى وتعقل وتتعهد مخلوقاتها بالحب والرعاية والهداية وتنزل لهم الكتب وتبعث لهم الرسل وتستجيب لصرخاتهم وتوسلاتهم؟
أجاب الملحد, صراحة ً أنا لا أصدق هذا الكلام ولا أتصوره وأكثر من هذا أراه ساذجا ً لا يليق بهذه القوة العظيمة.!
حينها قال المؤمن مستفسرا ً , إذا ً هل هي قوة كهرومغناطيسية عمياء تسوق الكون في عبثية لا خلاق لها.. هل هذه الصفة التي تليق بقوتك العظيمة ؟
أجاب الملحد, ربما ..

قال المؤمن بأسف , بئس ما تصورت إلهك. أعطاك البصر فتصورته أعمى, أعطاك العقل والرشد فتصورته عابثا ً أخرق, والله أنك الكافر بعينة, وأعمالك الصالحة مصيرها الإحباط يوم الحساب.

قال الملحد بانفعال , ألا يكون هذا ظلما ً ؟! 

أجابه المؤمن , بل هذا هو العدل بعينه, فلقد تصورت بأن أعمالك الحسنة والطيبة من تلقاء نفسك وليس وراءها الرب الهادي الذي هداك للخير فجحدت فضل ربك. وهذا هو الفرق بين المؤمن والكافر وإن تساويا في حسن السيرة والسلوك, فالمؤمن يقوم بالأعمال الخيّرة مؤمنا ً أن الله هو الذي يأمره بذلك, أما الكافر فيقوم بأعمال الخير مؤمنا ً بأن الخير إنما جاء من نفسه, لذا تنكسر نفس المؤمن لربه شكرا ً , ويغتر الكافر متكبرا ً ولو كبرا ً داخليا ً بأعمال الخير. فارق كبير بين التواضع والكبرياء, بين خفض الجناح والعلو, بين الجبروت والدعة. لذا أنتم في ديانتكم الوثنية لهذه القوة الكهرومغناطيسية العمياء لا تصلون ولا تسجدون.
قال الملحد, ولماذا نصلي ؟ إني لا أرى لصلاتكم هذه أية حكمة !.

قال المؤمن, حكمة الصلاة أن يتحطم هذه الكبرياء المزيف الذي تعيش فيه لحظة سجودك وملامسة جبهتك للأرض وقولك بلسانك وقلبك ( سبحان ربي الأعلى ), وقد عرفت أخيرا ً مكانتك بأنك أنت الأدنى وهو الأعلى, وأنك أنت التراب على التراب وهو ذات منزهة من فوق سبع سماوات. 
حينها قال الملحد, ولما كل هذه الحركات الجسدية؟ أما كان يكفي الخشوع القلبي ؟

أجابه صاحبه, لم َ خلق الله لنا الأجساد إذا ً ولم َ لا نكتفي بالحب الشفوي, فنريد أن نعانق ونقبـّل, لم َ لا نكتفي بالكرم المعنوي فنجود باليد والمال ؟. بل خلق الله لنا الجسد ليفضح قلوبنا, فما كان في قلبك بحق فاض على جسدك, فإذا كان خشوعك صادقا ً صليت وركعت وسجدت, وإذا كان مزيفا ً لم يتعدى لسانك. الباب الأخير
فزنا بسعادة الدنيا وفزتم بالأوهام 

من يضحك أخيرا ً..
*

قال الملحد لصاحبه ساخرا ً , مهما اختلفنا وتناقشنا فلا شك أننا خرجنا نحن فائزين, فلقد كسبنا فرحة الدنيا وسعادتها, وخرجتم أنتم ببعض أوهام في رؤوسكم, فلنا السهرة والسكرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذة التي لا يعكرها الخوف من الحرام, ولكم الصيام والقيام والتسبيح والخوف من يوم الحساب, فمن الذي ربح ؟
فأجابه الرجل المؤمن, هذا لو كان ما ربحتموه هو السعادة, ولكن لو فكرنا معا ً في هدوء لما وجدنا هذه الصورة التي وصفتها عن السكرة والسهرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذات التي لا يعكرها خوف الحرام إلا ّ الشقاء بعينه!. 


سأل الملحد مستغربا ً , الشقاء ؟ كيف ؟!. 

أجاب صاحبه, لأنها في حقيقتها عبودية لغرائز لا تشبع حتى تجوع, وإذا أتخمتها أصابتك بالملل والضجر. وأصابك أنت الخمول والبلادة. هل يصلح حضن امرأة أن تكون مستقر سعادة والقلوب تتقلب وتتغير والهوى لا يستقر على حال, وما قرأنا في قصص العشاق إلاّ التعاسة والحزن فإذا تزوجوا كانت التعاسة أكبر وخيبة الأمل الأشد, لأن كلا الطرفين يفقد في الآخر الكمال المعبود الذي كان يتخيله, وبعد قضاء الوطر وانطفاء الشهوة يبدأ يرى كلاهما عيوب الآخر بعدسة مكبرة. وهل الغنى الفاحش والثراء إلا نوع من العبودية حيث يصبح الإنسان خادما ً لماله لا يفكر إلا بكيفية إكثاره فيصحب خادما ً له بعد أن كانت خادمة له؟. وهل الجاه والسلطان ليس إلا مزلق إلى الكبر والغرور والطغيان , وهل راكب السلطان إلا ّ كراكب الأسد, فيوما ً مطيته ويوما ً هو مأكولة ؟. وهل الخمر والسكر والمخدرات والجنس بعيدا ً عن العيون وبعيدا ً عن خوف الحرام سعادة؟. وهل هي إلا نوع من الهروب من العقل والضمير وعطش الروح ومسئولية الإنسان بالشهوة وسعار الرغبات ؟ وهل هو ارتقاء أم هبوط إلى حياة القرود وتناكح البهائم؟. صدق القرآن إذ يقول أنهم ( يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) 12 محمد. فالقرآن لم ينكر أنهم يتمتعون, ولكن كما تتمتع الأنعام. 
السعادة بالنسبة لنا نحن المؤمنين هي حالة سلام بين الإنسان ونفسه, والإنسان وأخوته البشر, والإنسان وربه. ألم يقل أحد الصالحين واصفا ً سعادته ( نحن في لذة لو عرف عنها الملوك لحاربونا عليها بالسيوف ). الذين ذاقوا لذة وحلاوة الإيمان يدركون معنى هذا الكلام, لذة الصلة بالله سبحانه والصلح مع النفس. 
قال الملحد متعجبا ً , ألم تكن مثلنا قبل سنوات ؟ تسكر كما نسكر وتلهو كما نلهو وتسعد هذه السعادة الحيوانية التي نسعد بها ؟ وتكتب الكفر بعينة في كتابك الله والإنسان ؟! فما الذي غيرك من النقيض إلى النقيض ؟
أجاب المؤمن بثقة , سبحانه يغير ولا يتغير.

قال الملحد بسرعة, أعلم بأنك ستقول هذا , ولكن ماذا كان دورك ؟ ماذا كان سعيك لتتغير ؟أجابه المؤمن, رأيت العالم حولي محكما ً دقيقا ً , لا شيء في عبث ولا هزل , ولو كانت الحياة هزل وعبث , فلماذا نحزن ونبكي ونحب الحقيقة والعدل والشرف والقيم ؟. رأيت النجوم تجري في أفلاكها بقانون ورأيت الحشرات الاجتماعية تتكلم وتبني وتنظم, ورأيت النباتات تحس وتشعر وتتكلم. ورأيت الحيوانات لها أخلاق, ورأيت المخ البشري عجيب العجائب يتألف من 10 بلايين خط عصبي تعمل في وقت واحد أي أكثر من عدد سكان الكوكب مرتين يقومون بالأعمال المختلفة داخل المخ البشري. فمن الذي زود هذا الجهاز بكل هذه الكمالات ؟ رأيت الجمال في ورقة الشجرة وفي ريشة الطاووس , وسمعت الموسيقى في صوت البلابل والعصافير. وأينما نظرت رأيت رسم رسام وإبداع مبدع وتصميم مصمم. فكل شيء بالكون يصرخ ( دبـّرني مدبر ! وخلقني قادر عليم ).
وقرأت القرآن فكان له في سمعي رنين وإيقاع ليس في مألوف اللغة. وكان له في عقلي انبهار, فهو يأتي بالكلمة الأخيرة في كل ما يتعرض له من أمور السياسة والتشريع والأخلاق والكون والحياة والنفس والمجتمع. فهو على ما تقادم من نزوله منذ أكثر من 1400 سنة إلا أنه يوافق جميع ما يستجد من علوم رغم أنه أتى على يد رجل بدوي أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة في أمة متخلفة بعيدة عن نور الحضارات, فقلت في نفسي بل هو نبي , ولا يمكن أن يكون إلا نبي, ولا يمكن لهذا الكون البديع إلا أن يكون صنع الله الذي وصفه القرآن ووصف أفعاله.

قال صاحبة بعد أن أستمع لحديثه باهتمام , ماذا يكون الحال لو كنت مخطئا ً فمت فلم تجد إلا التراب, فلا جنة ولا نار ولا حساب ؟

قال له المؤمن, لن أكون خسرت شيئا ً لأني عشت السعادة الحقيقة, ولكنكم أنتم من ستخسرون كثيرا ً لو كانت حساباتي صحيحة, وإنها صحيحة وستكون مفاجأة هائلة لكم. 

قال الملحد, سترى أن التراب هو ما ينتظرك وينتظرنا. 

قال المؤمن , هل أنت متأكد ؟ 

أجابه الملحد ببطء , نعم..

فقال له المؤمن بثقة, كذبت فهذا أمر لا يمكن أن تتأكد منه أبدا ً.

تمت القراءة بفضل الله 

 حوار مع صديقى الملحد

الكتاب صوتى كامل لأكثر من 4 ساعات 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق