أنس أشرف
إنه الشاب "أنس أشرف"، ولد عام 1992 في محافظة "المنوفية"، وتحديدًا "شبين الكوم"، من شباب جماعة "الإخوان المسلمين"، كان متواجدًا بشكلٍ دائمٍ داخل اعتصام "رابعة العدوية"، قادمًا من على بعد آميال من قريته للتعبير عن رفضه للانقلاب العسكري الغاشم على السلطة الشرعية.
وبحسب شهود عيان، فإن "أنس" في تلك الصورة أثناء المذبحة، كان قد ضاق به ذرعًا من قسوة ما شاهده في المذبحة، فتارة يحمل شهداء وتارة يحمل مصابين، وهناك يرى الجرافات تهجم بشراسة على الشهداء الملقيين على الأرض، فما كان منه إلا أنه وقف ممتشطًا قوامه صارخًا بأعلى صوته، مزلزلاً الأرض من تحته، "حسبنا الله ونعم الوكيل".
كتب لـ"أنس أشرف" الحياة من جديد، رغم ما رآه في مجزرة "رابعة"، فخرج عازمًا على استرجاع حقوق شهداء الاعتصام، فكان يداوم على النزول في المسيرات الرافضة للانقلاب بشكلٍ يومي، وأثناء مشاركته بإحدى الفاعليات تم اعتقاله.
لم يكن يعرف أو يتوقع "أنس" أنه في يوم من الأيام سيصبح صاحب أشهر صورة في مجزرة فض "رابعة العدوية"، التي التقطتها بعض وسائل الإعلام أثناء عملية فض الميدان بالقوة، وهو مستصرخًا بأعلى صوته في الميدان من هول ما يرى، ولكن أحيانًا القدر يخفي الكثير فيصير أيضًا صاحب أكثر الأحكام ظلمًا، خلف سجون الانقلاب، حيث صدر حكم بحبسه 24 عامًا، إثر مشاركته في مسيرة سلمية خرجت بإحدى قرى المنوفية، وتم اعتقاله حينها بعد فضها.
ولإن "أنس" قصة وصورة واقعية، فقد قرر أن يكتب سطورًا من الأمل لحياته، متحديًا كافة الظروف المؤلمة، فبالرغم من الحكم عليه بحكم قاسي قد يقضي على مستقبله وحياته، إلا أنه قرر أن يعلن خطوبته بالمعتقل، وحضرت خطيبته، "سارة"، للمعتقل وشهد خطوبتهم أسوار وزنازين سجن "شبين الكوم العمومي"، ليخلد اسم "أنس" في صفحات التاريخ الثوري.
وعلى غير العادة، صدر منذ أيام بعد 10 أشهر كاملة من الحبس، قرار من نيابة "شبين الكوم"، بإخلاء سبيل "أنس"، بعدما قضى مدة كبيرة بالحبس الاحتياطي واستيفاء كل الإجراءات القانونية في الاستئناف على الأحكام الصادرة ضده وقبولها، إلا أن داخلية الانقلاب أعادته مرة أخرى للنيابة العامة بتهمة جديدة، ليعاد حبسه مرة أخرى على ذمة قضايا، ليظل "أنس" صرخة في وجة الظلم والطغيان، خارج القضبان بـ"رابعة"، وخلف القضبان بسجن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق