الجمعة، 20 فبراير 2015

القدس وحدها تقاوم.. صراع الوجود جزء 1،2،3


القدس وحدها تقاوم 

صراع الهوية ج1



لا يشبه الاحتلال الإسرائيلي احتلالا آخر في سعيه لطمس هوية القدس العربية والبحث المضني عن أي إثباتات تاريخية تبرر اغتصاب وتشريد أهل البلاد الأصليين وإحلال غيرهم من جهات الأرض الأربع.
في حلقة برنامج "الشاهد" عاين الجزء الأول ما يجري للمدينة المقدسة وما يخطط لها على مسمع بالغ الوضوح يرى المدينة تقبض على الجمر ولا تجد في أكنافها معينا.
للتاريخ روايات وللسياسي أجندات، غير أن "يبوس" العاصمة الأولى للعرب الكنعانيين اتفقت جميع الروايات اليهودية والمسيحية والإسلامية على وجودها قبل ثلاثة آلاف سنة من ميلاد المسيح كما يوضح مدير التعليم في المسجد الأقصى ناجح بكيرات.
الرواية اليهودية تقول إن النبي داود -عليه السلام- فتح يبوس قرابة سنة ألف قبل الميلاد ولم يغير اسمها ولم يطرد سكانها لكنها عرفت في ما بعد بمدينة داود.
تورد الحلقة التي بثت في 5/2/2015 أن الكنعانيين الذي هاجروا إليها من الجزيرة العربية أقاموا في يبوس أول كيان سياسي وبسطوا نفوذهم من جبال لبنان شمالا حتى النيل جنوبا ومن البحر حتى حدود بلاد ما بين النهرين، ثم قامت "أور سالم" والتي تعني قرية السلام على يد أول ملوك الكنعانيين ملكي صادق.
تتجول الكاميرا في بلدة سلوان المجاورة للمسجد الأقصى التي يحاول الاحتلال تغيير واقعها وتسميتها باسم مدينة الملك داود.
وبعد رفض السلطات إعطاء الإذن بتصوير الحفريات صورت الكاميرا من أحد الأسطح، ولدى سؤال عالم الآثار يوني مزراحي قال إن الإسرائيليين وجدوا بعد الحفريات آثار كل الحقب التاريخية ما عدا حقبة الملك داود أو آثار الهيكل، مضيفا أن "هناك بقايا قليلة مما يسمى عصر داود وسليمان.. وهذه تعد مشكلة".
أجندة التنقيب
إذا لم تكن هناك أي آثار فما الهدف من مواصلة التنقيب؟ يقول مزراحي "يبدو وراء ذلك أمر سياسي"، ويشرح ذلك بأن الأجندة السياسية تقضي بأن يبنى هناك بنيان كبير يضم مجمعا توراتيا سيحجب الأقصى ويعلو عليه، وليس مهما أن يضم شيئا من المقتنيات التي لم يعثر عليها بل أن يقص ما جاء في التوراة.
تتجول الكاميرا في مبنى القلعة على سور القدس، حيث افتتح الاحتلال متحفا يحكي تاريخ اليهود الغاب، وضع الوجود الكنعاني خارج المتحف كأنه زمن عابر، لكن المتحف نفسه يقدم لوحة تصور الملك الكنعاني ملكي صادق ملك يبوس وهو يستقبل النبي إبراهيم عليه السلام في طريقه لمصر مقدما له الخبز والخمر، كما ورد في التوراة.
يوضح القس نعيم عتيق -من مؤسسة سبيل- أنه كان هناك هيكل ولكن جاء المسلمون إلى القدس بعد ستمائة عام من دماره ودمار المعبد الوثني الذي بني على أنقاضه، أي أنهم لم يهدموا أي مبنى كما تزعم الرواية الإسرائيلية.
احتلت القدس مرات عديدة قبل الإسلام وبعده لكن ما ترزح تحته اليوم 
مختلف، إذ يختلق المحتل ماضيا بأي طريقة ويمحو الآخر بأي ثمن، حتى القبور التي تصبح برهانا على الوجود يجب محوها، مثل مقبرة "مأمن الله" التي تضم آلاف المجاهدين وسبعين ألف مسلم قتلهم الصليبيون ودفنوا فيها.
الجزء الأكبر من المقبرة طمس وحول إلى حديقة عامة تسمى حديقة الاستقلال، بينما خصص الباقي لمتحف اسمه "التسامح" وبني بتمويل من يهود أميركيين.

القدس وحدها تقاوم 

جولة وتذكرة ج2

داخل أسوار القدس المدينة الوحيدة التي ما زالت تعيش داخلأسوارها القديمة معالم راسخة أينما أجلت النظر تشير إلى هويتها العربية الإسلامية.

في الجزء الثاني من برنامج الشاهد "القدس وحدها تقاوم" الذي بث في 12/2/2015 جولة في معالم المدينة المقدسة التي تتنفس هوية أهلها منذ يبوس الكنعانية رغم علم الاحتلال الذي يرفرف تحت حماية حق القوة وليس قوة الحق.

تجولت الكاميرا في جزء مقدر من الحلقة بين أبواب القدس، من ميدان عمر بن الخطاب بدأت الجولة إلى باب الخليل ثاني أكبر الأبواب بعد باب العمود ويسمى بوابة عمر لأنه يقال إنه دخل منها عندما فتح القدس.

قدمت الحلقة أبرز المعالم العمرانية التي ما زالت حية وتمثل فسيفساء جميلا من الحجارة والطرز المعمارية التي قدمتها الحقب التاريخية منذ الأمويين والأيوبيين والمماليك وأخيرا العثمانيين.
السور الذي يشتمل على الأبواب الشهيرة يبلغ طوله 4200 متر وارتفاعه في بعض المناطق ثلاثون مترا وسماكته تزيد على مترين ويعلوه 35 برجا دفاعيا.

أينما وقع البصر ثمة الرموز الدينية والتراثية، فهذا المسجد القيمري الذي بناه سيف الدين القيمري في القرن السابع الهجري، وهذا فندق نوتردام الذي بني في عام 1880 وكان ظهره نقطة عسكرية اسرائيلية حتى 1967.

تظهر الكاميرا باب الحديد ويسمى باب عبد الحميد الذي افتتح في عهد السلطان عبد الحميد خلال زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني عام 1898.
باب العمود
ولدى الوصول إلى باب العمود تبدو قبة الصخرة مهيمنة على المشهد، إذ يمثل الباب المنفذ الرئيس للصخرة، ويقال إن التسمية تعود إلى عهد الرومان الذين وضعوا عمودا لقياس المسافات بين القدس والمدن الأخرى.

ومن فوق باب العمود تتبدى شواهد الاحتلال، حيث يرفع المستوطنون أعلام إسرائيل في تحد للحقائق الراسخة على الأرض.

وثمة باب دمشق الذي كانت تنطلق منه القوافل إلى عاصمة الشام، وباب الساهرة الذي إذا نظرت منه أسفل وجدت الخندق الذي حفره صلاح الدين الأيوبي.

أما باب الأسباط فيسمى أيضا باب "ستنا مريم" وباب الغنم ويقود إلى الأقصى عبر باب داخلي.

باب المغاربة يعد أقدم أبواب المدينة وتعود شهرته إلى سكان حارة المغاربة المنحدرين من أصول مغربية، ويسمى أيضا باب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فوفق الموروث دخل النبي منه وخرج منه ليعرج إلى السماوات العلى.

في عام 1969 دمرت الاحتلال جزءا من حارة المغاربة وأقامت جسرا لا يسمح للمسلمين بعبوره.

باب النبي داود ويسمى باب الزيتون أو صهيون نسبة لهضبة صهيون، يعلوه قوس مرتفع وأمر بترميمه السلطان العثماني سليمان القانوني.

وثمة أبواب مغلقة وهي باب الرحمة ويسمى الباب الذهبي ويقع على بعد مائتي متر جنوب باب الأسباط، وبني في العهد الأموي ويؤدي مباشرة إلى الحرم وأغلق أيام العثمانيين، والباب المزدوج والباب الواحد والباب المثلث.
كلية صلاح الدين
جالت الكاميرا في مبنى الكلية التي أسسها صلاح الدين الأيوبي وكانت تدرس فيها العلوم واللغات، ولكن السلطان عبد المجيد قدمها هدية لفرنسا شكرا لها على دعم تركيا في حرب القرم، لتحولها إلى كنيسة.

ويقول مدير التعليم في المسجد الأقصى ناجح بكيرات إن المدرسة كانت مؤسسة علمية فائقة، تضم مائتي طالب، يدفع الطالب فيها قسطا دراسيا يبلغ دينارا من ذهب وتبلغ مصروفاتها حوالي مليون قرش.

وثمة البيمارستان الصلاحي وهو مستشفى وكلية طب يقع على 150 ألف متر مربع، ومجمع الخانقاه وخلوة صلاح الدين الأيوبي.

أما كنيسة القيامة فتمثل الفصل الأكبر للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين وما زالت مفاتيحها في يد عائلة مسلمة منذ أن تسلمها الخليفة عمر بن الخطاب من صفرونيوس.

وتورد الحلقة الكثير من المعالم الحية التي تتحدث عن نفسها، بينما يجهد المحتل عبر مائة مليون دولار يخصصها لدعم التنقيب وتثبيت روايته دون طائل، فيواصل استيطانه نكاية بالحقيقة الواضحة كالشمس.

القدس وحدها تقاوم

صراع الوجودج3


تابع وثائقي "الشاهد" الخميس 19/2/2015 الرحلة في القدسووصل إلى القلب منها عله ينفض ما ران على العقول والقلوب، ويذكّر بأن الأقصى وأهله وحدهم يرابطون.
أبواب
للمسجد الأقصى اليوم عشرة أبواب تفضي إليه من داخل السور المحيط بالبلدة القديمة، إضافة إلى أبواب أخرى أغلقت عبر العصور.
في الزاوية الشمالية للمسجد من الشرق يوجد باب الأسباط الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1538م، غير أن بعض المؤرخين يقولون إن هذا في الأغلب تاريخ تجديد للباب.
وفي الحائط الشمالي لسور المسجد يقع باب حطة، وهو من أقدم أبواب الأقصى، وجدد عام 1220م، ولم يثبت حتى الآن سبب التسمية.
باب الملك فيصل يقع غربي باب حطة، ويعود تاريخ تجديده إلى عام 1213م، وكان يسمى باب العتم وباب شرف الأنبياء.
ويقع في الجهة الغربية من السور الغربي للمسجد الأقصى باب الغوانمة نسبة إلى حارة الغوانمة، وهم عائلة يقال إنهم وفدوا إلى فلسطين مع صلاح الدين الأيوبي.
ويعد باب الناظر باب قديم العهد، وقد جدد عام 1203م في عهد خلفاء صلاح الدين، وله أسماء أخرى مثل باب الحبس وكذلك باب ميكائيل وباب المجلس.
أما الأبواب الأخرى فهي باب الحديد أو أرغون، وباب القطانين، وباب السلسلة أو داود نسبة إلى النبي داود عليه السلام، وباب المغاربة.
مدارس
وفي ساحة المسجد وأروقته وعلى سوره أقيمت في فترات مختلفة 15 مدرسة ما زال بعضها يؤدي هذا الدور حتى اليوم، وبعضهما يستعمل لأغراض أخرى، وبعضها وضعت عليها سلطات الاحتلال اليد منذ نكبة 67.
ويظن كثيرون أن المسجد الأقصى هو فقط المصلى القبلي ذو الأروقة السبعة، وهو بناء أموي أيضا كما هي الصخرة المشرفة، غير أن  المسجد الأقصى يقوم في شبه مستطيل على ما مساحته 144ألف متر مربع، ويشمل ذلك قبة الصخرة والمسجد القبلي وما تحت تلك الأرض وما فوقها من قباب وأبنية وأضرحة.
أما الاحتلال الإسرائيلي فلا يعتبر الساحات المكشوفة من السور الشرقي إلى السور الغربي ومن السور الشمالي إلى السور الجنوبي للمسجد جزءا منه، بل يعتبرها ساحات تابعة للبلدية.
لقد غدت كل الأنفاق والمباني القديمة تحت الأقصى مكانا لا يتعبد فيه إلا اليهود، بعدما بذلوا كل جهد لإثبات وجود آثار من الهيكل الثاني.
صراع
أما في الأعلى فالصراع على أشده مع الفلسطينيين المرابطين في المسجد للحيلولة دون تمرير ما يقولون إنها مخططات للتقسيم الزمني والمكاني للمسجد وساحاته، بحيث يتعبد اليهود في وقت والمسلمون في وقت آخر.
وما يتعرض له المسجد من اقتحامات متكررة ليس إلا مقدمات -في رأي الفلسطينيين- للسيطرة على المسجد.
ووفقا لما يقوله الفلسطينيون فإنهم يخشون سياسات تتبناها سلطات الاحتلال تهدد القدس الشرقية كلها بما فيها المدينة القديمة، فالوجود الاستيطاني يتسع يوما بعد يوم في أحياء البلدة القديمة عبر وسائل متعددة.
وحيثما رأيت علما إسرائيليا يرتفع هنا أوهناك، فذلك جيب استيطاني قام مكان الوجود العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق