الأحد، 22 فبراير 2015

ناصر الدويلة "للشرق": من يقف خلف التسريبات عسكريون محبطون من أداء السيسي

ناصر الدويلة "للشرق":
من يقف خلف التسريبات عسكريون محبطون من أداء السيسي
ناصر الدويلة


أجرى الحوار – عبد الحميد قطب

اعتبر الحقوقي والبرلماني الكويتي السابق ناصر الدويلة أن تصريحات وزير الخارجية السعودي الخاصة بجماعة الإخوان إقرار لواقع أن جماعة الإخوان ليست معادية لأي من الأنظمة الخليجية، كما اعتبرها تطورا إيجابيا في موقف المملكة تجاه الجماعة التي كانت المملكة - في وقت سابق - حاضنة أمينة لها ولقادتها وكتبها "بحسب قوله".
وكشف الدويلة عن وقيعة جرت بين جماعة الإخوان والأنظمة الخليجية، خاصة المملكة العربية السعودية، من خلال أجهزة استخبارات عالمية وبتقارير محكمة، لكن الأيام أثبتت عدم صحتها وجدواها.
كما كشف أيضاً أن هناك تسريبات كثيرة أخرى لقادة المؤسسة العسكرية الحاليين ستبث في الأيام القادمة وأنها ربما تقلب الموازين وأن من يقف وراء هذه التسريبات جناح هام داخل المؤسسة العسكرية لا يرضى عن أداء مجموعة السيسي.
وعن جدوى التسريبات قال الدويلة: إن النظام المصري الحالي قائم على الدعم الخليجي له ولو رفع عنه الدعم سيسقط. واعتبر أن التسريبات أسهمت بشكل كبير في إسقاط القناع عن نظام السيسي وبينت وجهة نظره الحقيقية تجاه دول الخليج، كما كشفت كثيرا من الحقائق.
وطالب الدويلة دول الخليج بسرعة دعم حزب الإصلاح في اليمن وتكوين تحالف قوي يجمع بينه وبين القبائل الأخرى لمواجهة جماعة الحوثي، كما طالب بسرعة دعم القوى المعارضة لنظام بشار الأسد من أجل إسقاطه.
وإلى نص الحوار:
لقد صرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بأن المملكة العربية السعودية ليس بينها وبين جماعة الإخوان أي مشاكل.. برأيك ما هي دلالات هذا التصريح، خاصة في هذا التوقيت؟
تصريحات السيد سعود الفيصل جاءت لكي تقرر الواقع بأن جماعة الإخوان ليست معادية لأي من دول الخليج وليس لها نشاط معاد للسعودية، سواء داخل السعودية أو خارجها، كما أنها لا تعادي أي دولة أخرى، وهذا واقع ومثبت والأيام القليلة الماضية أثبتت صحته، والتاريخ كله يظهر أنه لم يكن بين جماعة الإخوان والمملكة العربية السعودية أي خلاف، بل على العكس تماما، كانت السعودية في وقت ما حاضنة أمينة لجماعة الإخوان وكتب ومؤلفات الإخوان ومأوى لقادتها من بطش الأنظمة المصرية المتعاقبة وبالتالي فأنا أعتبر تصريحات الأمير سعود تطورا إيجابيا في الموقف السعودي تجاه جماعة الإخوان.

برأيك ما الذي جرى بين المملكة وبين جماعة الإخوان في السنوات الثلاث الماضية.. هل حدثت وقيعة بينهما؟ أم أن جماعة الإخوان قصرت في التواصل مع السعودية، ما مكن جهات أخرى من خلق الخلاف بينهما؟
أعتقد أن جماعة الإخوان في الفترة الأخيرة تعرضت لحملة تشويه عالمية وأعتبر أنه قد حدث إخفاق من الجماعة وعدم انتباه وسائل إعلامها لهذا الأمر، فلقد كانت هناك حملة عالمية لتشويه الإخوان وشيطنتها، هذه الحملة تعتمد على معلومات استخباراتية غربية تمهيدا للمرحلة التي نحياها حاليا.

وما هي أهداف هذه الحملة العالمية على جماعة الإخوان؟
عملية شيطنة الإخوان ممتدة منذ السنوات العشر الأخيرة في دوائر الحكم وتستند لتقارير مخابراتية خاصة وقد تكون بها رأي خاص داخلي عند الطبقة الحاكمة في منطقة الخليج بشكل خاص، وعند الحكام بشكل عام، من أن الإخوان يمثلون تهديدا لأمنهم القومي وهذا الكلام ثبت أنه وهم كبير والكويت نموذج واضح على ذلك، فقد تكون جماعة الإخوان المسلمين في الخليج منحصرة بشكل أكبر في الكويت، وهي جزء فاعل في العملية السياسية في الكويت، ومع ذلك هم يعلنون ولاءهم دائما للأمير والتزامهم معلن للأمير ولم يتغير هذا الولاء في يوم من الأيام ولن يتغير.

إذا أنت ترى أن الحملة على جماعة الإخوان حملة وهمية لكنها نجحت في تحقيق أهدافها؟
هذا صحيح، فلقد كانت هذه الحملة مدعمة بتقارير مخابراتية دقيقة ومما زاد الطين بلة أن جماعة الإخوان لم تقابل هذا الأمر بتحرك سريع وفاعل لمواجهته ودحضه.

لكن البعض يقولون إن جماعة الإخوان والرئيس مرسي أخفقا بشكل كبير في حكم مصر؟
الرئيس مرسي لم يأخذ الفرصة كاملة لتحقيق أي إنجاز وعلينا أن نقارن بين ما فعله مرسي سابقا دون دعم له وما يفعله السيسي الآن وقد توفر له كل الدعم.

بثت قنوات فضائية قريبة من التيار المعارض للنظام المصري تسريبات للسيسي تكشف عن حقيقة الأموال التي تلقاها النظام منذ انقلابه على الرئيس المنتخب.. برأيك من وراء هذه التسريبات؟
أعتقد أن هذه التسريبات جاءت نتيجة إحباط حقيقي للمؤسسة العسكرية من أداء المشير السيسي وهي محاولة من جناح داخل المؤسسة العسكرية للإطاحة بالسيسي وتجريده من أي غطاء أخلاقي من خلال تسريب بعض العبارات والمقولات والتي، إن صحت، فإنها تعبر عن أخلاق قائلها.

وما هو انطباعك الشخصي عن هذه التسريبات؟
هذه التسريبات كشفت للكل أن مصر الآن لا تقاد بمؤسسة نظيفة مترابطة، بل هي تقاد الآن بصراعات داخل أجنحة ومؤسسات الدولة.
وهل تعتبر أن هذه التسريبات أحدثت جدوى واستطاعت تشويه المؤسسة العسكرية، على الأقل، أمام الشارع الخليجي؟
بالطبع، فهي قد شوهت المؤسسة العسكرية أمام الشارع المصري أولا والذي كان يعتبرها مؤسسة نزيهة ومعصومة من الأخطاء والفساد وأيضا أمام كل داعمي هذا الانقلاب.

وهل تقود هذه التسريبات دول الخليج لمراجعة موقفها من النظام المصري الحالي؟
أعتقد ذلك، وسيظهر ذلك جليا في المؤتمر الاقتصادي الذي دعا له النظام المصري والمقرر عقده في الأيام القادمة وأتوقع أنه لن يحضره أحد.
برأيك، لماذا كان كل هذا الدعم المطلق من قبل دول الخليج لنظام السيسي.. هل من أجل القضاء على الإخوان أم من أجل مصالح أخرى؟
كما قلت، فإن صعود السيسي جاء في نهاية حملة تشويه الإخوان وتخويف الأنظمة العربية والخليجية من صعود الإخوان وهذا الذي جعل أنظمة خليجية تتكهرب وتتصرف بعدم اتزان ويكون ردة فعلها مبالغا فيها، لذا فقد حصل السيسي على دعم لا محدود، مستغلاً هذا الأمر، لكن يبدو أن الأمور الآن بدأت تتكشف للجميع ونسأل الله أن يبصرنا في أمرنا.

إذاً هل توقف الدعم الخليجي للسيسي ونظامه؟
لا يوجد دعم الآن للسيسي كما كان سابقا، لكن قد يكون هناك بعض المشاريع الاستثمارية التي هي موجهة في المقام الأول للشعب المصري، لكن أكاد أن أجزم لك الآن بأن كل الشعوب الخليجية تكاد أن ترفض "أن يصل فلس واحد لبتاع الرز".

ما هي عواقب وقف الدعم الخليجي عن نظام السيسي؟
توقف دول الخليج عن دعم السيسي يجعلنا في انتظار انهياره في الأيام القادمة، لأنه نظام غير منتج وقائم على دعمنا له.

لقد وصف السيسي دول الخليج بأنها أنصاف دول.. لو كنت ما زلت في البرلمان ماذا كنت ستطالب ردا على هذه الإهانة التي وجهها السيسي لكم؟
دول الخليج، حكومات وشعوبا، لها كرامة ولها عزة ولا تفرط فيها أيًّا كان، وأعتقد أن الرد الأنسب على هذا الكلام الذي لا يخرج إلا من رجل لا يعرف معنى العسكرية هو توقف التعامل معه نهائيا وتجاهله.

من وجهة نظرك هل تغير الموقف الكويتي من نظام السيسي بعد هذه التسريبات؟
نحن لم ندعم السيسي نهائياً ولا نظامه، وقد وصل إلى علم الجميع ما قاله عدلي منصور بعدم توجيهه الشكر للشعب الكويتي، لأنه لم يقدم أي دعم للنظام المصري وحتى ما قدمناه للشعب المصري في الأيام السابقة لم نقدمه إلا بعد ضغط دولي.

وردت بعض التقارير بأن المملكة العربية السعودية في الأيام القادمة ستكون وسيطا بين نظام السيسي وجماعة الإخوان.. فما حقيقة هذا الأمر؟
السعودية دائما هي الرائدة في الوطن العربي ومكانتها كبيرة في المنطقة وهي بالطبع تصلح لأن تقوم بهذا الدور، لكن تقديري الشخصي أنه من المستحيل على جماعة الإخوان بعدما قدموه من تضحيات أن يقبلوا بوجود عبد الفتاح السيسي في المشهد، خاصة أنه الآن يترنح ويكاد أن يسقط بين عشية وضحاها.

سبق لك أن صرحت بأن هناك الكثير من التسريبات لو كشفت فإنها ستمس قادة وشخصيات هامة في الوطن العربي.. فهل هذا صحيح؟
أعتقد أن من يملك هذه التسجيلات ومن قام بها يملك العديد من هذه التسجيلات لأطراف في الحكم العسكري لمصر، حتى أنه يقال إن هناك تسجيلات بين السيسي وزوجته وبالتالي فأعتقد أن الأيام القادمة سيكون فيها الكثير من هذه التسجيلات والتسريبات.

إذا هناك تسجيلات أخرى ستبث في الأيام القادمة؟
بكل تأكيد هناك الكثير.

على من تحوم شبهات تسجيل هذه المناقشات وتسريبها، خاصة أنها سجلت لأكثر الأماكن حساسية وأهمها على الإطلاق في الدولة المصرية؟
هذه الأمور لا تصدر إلا من جهاز رسمي في الدولة بثقل وحجم جهاز المخابرات العامة، لأنه واضح أن من قام بهذا الفعل قام بتسجيل جميع كلام السيسي قبل الانقلاب وبعده، بل ربما أبعد من ذلك منذ دخوله العسكرية.

لكن توجه لهذه التسريبات اتهامات من نوع أنها مفبركة وأنها غير صحيحة.. فما رأيكم في هذا الكلام؟
لا تمكن فبركة هذه التسريبات على الإطلاق لأنها تُظهر الكلام بشكل طبيعي وعفوي وكمّ التسريبات يجعلك تتأكد من أنها حقيقية وإذا كانت هذه التسريبات مفبركة فلم لا يخرج النظام ويثبت صحة فبركتها.

وكيف تتجه الأمور حاليا في مصر برأيك؟
هي تتجه نحو مزيد من التصعيد والثورة المصرية في طريقها لتحقيق أهدافها بثورة حقيقية وليست سلمية وأعتبر انتهاج الأساليب الثورية سيحرج النظام المصري كثيرا وسيكشف ضعف أجهزة الأمن وضعف السلطة العسكرية في مواجهة شعب ثائر.

الوضع في اليمن
ننتقل إلى الملف اليمني.. كيف تنظرون إلى ما حدث على الساحة اليمنية في الأيام الماضية من استيلاء جماعة الحوثي على جميع مقاليد الدولة وحل البرلمان وإقالة الرئيس المنتخب؟
ما حدث وحسب وصف المجتمع الدولي هو انقلاب كامل الأركان على الشرعية الدستورية في البلاد من قبل جماعة قليلة العدد هي جماعة الحوثي وبتواطؤ من نظام علي عبد الله صالح.

لكن هناك اتهامات لدول الخليج بأنها أخفقت في التعامل مع الملف اليمني؟
هذا صحيح، فكل التقارير تثبت أن دول الخليج أخفقت إخفاقا كبيرا في التعامل مع الملف اليمني وأعتقد أننا بصدد دفع ثمن باهظ لهذا الإخفاق.
وهل الأمور قابلة للتصعيد أم أن هناك اتجاها لاحتوائها؟
أعتقد أنها قابلة للتصعيد أكثر، نظرا لعدم وجود قوة الآن في اليمن تستطيع مواجهة الحوثيين، فلقد كانت هناك قوة تتمثل في حزب الإصلاح وللأسف تآمرت عليه دول الخليج باعتباره جزءا من الإخوان ومن الشيطنة الحاصلة لهم، الأمر الذي فتح كل الأبواب أمام الحوثيين بعد تراجع الإصلاح دون أن تكون للخليج بدائل في اليمن غيرهم.

بوجهة نظرك كيف يمكن تدارك الأمر وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح؟
هذا يعتمد على تدارك وتصحيح أخطائنا ووجهة نظرنا في علي عبد الله صالح مثلا، والذي خدعنا، لكن الأيام أثبتت خيانته وجيشه أيضا وأن نسارع بدعم حزب الإصلاح في مواجهة جماعة الحوثي وعمل تحالف قوي بين الإصلاح والقبائل، مدعوما خليجيا، فنحن الآن أمام كارثة في اليمن.

سقوط بشار
لماذا إلى الآن لم يسقط نظام بشار الأسد.. هل لضعف الدعم لقوى المعارضة أم لضعف قوة المعارضة في مواجهة النظام المدعوم من قبل إيران؟
بشار كان من المفترض أن يسقط منذ بداية الثورة عليه إلا أن تخاذل دول الخليج وتخوفها من وصول الإسلاميين للحكم هناك أعطى الفرصة لبشار أن يستمر في الحكم وأن يواصل مجازره ضد شعبه وهو الأمر نفسه الذي حدث في اليمن وقد أصبحت إيران اليوم تحكم سوريا والعراق واليمن.

هناك تقارير تتحدث عن نوع من التقارب بين نظام السيسي ونظام بشار الأسد.. فهل لديكم معلومات عن ذلك؟
نعم، هناك مؤشرات عن تحالف الآن جار الإعداد له بقيادة السيسي وخامنئي والأسد وهذه المؤشرات تتمثل في تصريحات الخارجية المصرية وكذلك الإعلام المصري الداعي لعدم إسقاط بشار الأسد، بل وتطور الأمر الآن للاعتراف به كحاكم شرعي لسوريا وهذا نحن نعرف أنه تمهيد لعلاقة قوية وإستراتيجية مع إيران وتكوين حلف يهدف لمواجهة دول الخليج العربي.

إيران والعراق
فيما يخص العراق أيضا هل تعتقد أن إيران ما زالت تسيطر على الوضع هناك حتى بعد رحيل المالكي؟
بالطبع نعم، فإيران لم تفقد السيطرة على العراق منذ مجيء القوات الأمريكية للعراق، فالجيش العراقي الآن أصبح جزءا من المكون الشيعي وكذلك الأحزاب والشخصيات السياسية كلها خاضعة بشكل مباشر لإيران وتأخذ التوجيهات منها.

أسهمت قطر بدور إيجابي في الثورات العربية رغم تعرضها لضغوط شديدة.. فما تقييمك للدور القطري تجاه ثورات الربيع العربي؟
أقول: الله يبيض وجه قطر، فهي المتنفس الوحيد للأمة الإسلامية والعربية، وهي سباقة دائما في قول الحق ودعم الحق ضد الطغيان.

كانت هناك مصالحة قطرية مصرية برعاية المملكة العربية السعودية.. إلى أين وصلت هذه المصالحة وهل ستتأثر بفعل التسريبات؟
نحن مع كل مسعى للصلح بين جميع الأشقاء العرب مهما اختلفنا مع النظام المصري، لأننا نرى أن الصلح والتوافق سيسير الأمور في الاتجاه الصحيح، فحالة العداء التي كانت مع النظام المصري أثرت بشكل كبير على إخوتنا في غزة، وإذا كانت المصالحة ستخفف المعاناة عن أهلنا في غزة، فنحن معها وندعمها بشكل كبير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق