الأحد، 22 فبراير 2015

لماذا لم يتجاوب الغرب مع التدخل العسكري في ليبيا؟



لماذا لم يتجاوب الغرب مع التدخل العسكري في ليبيا؟


عامر عبد المنعم


الدول الغربية لم تتجاوب مع فكرة التدخل العسكري المباشر في ليبيا في الوقت الحالي، فأمريكا وفرنسا ودول أوربا تعتمد على الأمم المتحدة ومبعوثها برناردينو ليون، في تكرار تجربة جمال بن عمر في اليمن، لتشكيل حكومة تابعة للغرب بدون التدخل العسكري المباشر.

وفي إطار سعيه لجلب الثوار الليبيين للحوار تحت الهيمنة الأممية يستخدم الغرب كل الأوراق للضغط على قوات فجر ليبيا والمجلس الوطني الليبي والحكومة التابعة للثوار، وهو يدعم بشكل غير مباشر الميليشيات المسلحة لقائد الانقلاب الليبي خليفة حفتر من خلال التغاضي عن العمليات الإرهابية التي تمارسها حكومة طبرق ضد المدنيين وعملياتها المسلحة بالطائرات المقاتلة في مدن الشرق الليبي.

أيدت دول الغرب الضربات التي وجهتها القوات المسلحة المصرية لدرنة ردًا على ذبح 21 من المسيحيين المصريين، ولكنها رفضت التدخل العسكري وإنشاء تحالف عسكري جديد للتدخل في ليبيا على غرار التحالف الذي أسسته الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

جاء عدم تجاوب دول الغرب مع الدعوة للتدخل العسكري للأسباب الآتية:

1- أي تدخل عسكري يكون بقرار من الدول الغربية في الوقت والظرف الذي يحددوه هم ولا يفرضه عليهم أحد.

2- الذي يقود أي عمل عسكري غرفة العمليات الصليبية الخاصة بهم.
3- الجهد الغربي حاليا يركز على العراق وسوريا فهي المعركة الرئيسية ويعمل على تأجيل أو تجميد لباقي المناطق.

4- فرنسا هي التي تريد التدخل العسكري وتقسيم ليبيا لتأخذ الجنوب الليبي، ففرنسا تخشى حكما مستقرا في ليبيا (فجر ليبيا) لتأثيره على المنطقة الخاضعة للنفوذ الفرنسي، وأمريكا والدول الأوربية مترددة وتخاف من التورط في ليبيا لأن التدخل العسكري في ليبيا سيوسع دائرة الحرب إلى محيطها، خاصة في دول الساحل الإفريقي (تشاد،النيجر، مالي) ودول الغرب الأفريقي التابعة لفرنسا، وقد يترتب علي التدخل العسكري اتساع رقعة المعارك بما يهدد مصالح الدول الغربية التي تعتمد على الثروات في شمال وغرب إفريقيا.

5- الغرب يرى أن مصر أو أي دولة عربية ليس لها دورٌ قياديٌ في القرار الدولي وإنما دورها فقط تابع، ينفذ المطلوب منها وليس اتخاذ أي قرار خارج أراضيها.

6- الغرب يستفيد من التصعيد المصري كفزاعة للضغط على فجر ليبيا للقبول بخطة الأمم المتحدة لاستعادة السيطرة على ليبيا بدون تورط الدول الغربية والتضحية بأبنائها في حرب غير مستعدين لها وفوق طاقتهم.

وتحركت دول الغرب سريعا، واستباقا لجلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة الوضع في ليبيا أكدت أمريكا وخمس دول أوربية في بيان مشترك ضرورة التوصل إلى حل سياسي في ليبيا، وأكدت حكومات: ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة ما أسمته "تشكيل حكومة وحدة وطنية"، مؤكدة أنها "على استعداد لدعمها".
وفي تهديد مبطن لثوار الغرب الليبي أكد البيان أن "الذين لا يريدون المشاركة في عملية المصالحة للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا سيقع استبعادهم".

لكن هذا القرار من الدول الست لا يعني قطع الدعم العسكري عن خليفة حفتر وحكومة طبرق، فالغرب هو الذي يساند خليفة حفتر ويعمل على تقويته عسكريا لإيجاد قوى أخرى مناوئة للثوار حتى لا يستقر الحكم في ليبيا في يد ثوار "فجر ليبيا" والمتحالفين معها، وتعمل أمريكا وأوربا دائما على أن تبقى القوتان متقاربتان حتى يجد الغرب المبرر للتدخل والإمساك بخيوط اللعبة ليتمكن من فرض حكومة تابعة تحافظ على مصالح الغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق