نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية ومقالين عن التصريحات المعادية للاجئين والمسلمين في أميركا الصادرة من المرشحين الجمهوريين المحتملين، ودعت إلى الوقوف في وجه هذه الحملة "التي يتزايد قبحها يوما بعد يوم".
وركزت واشنطن بوست على تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، وقالت إنها تشكل تحديا لجميع الأميركيين، وإن تجاهلها سيعزز الأكاذيب والتخويف والكراهية التي ينشرها.
وأوردت المقالتان التصريحات المعادية للاجئين والمسلمين الصادرة من أغلب المتنافسين الجمهوريين مثل رفض استقبال اللاجئين وخاصة السوريين وترحيل من استقروا بأميركا، أو استقبال المسيحيين فقط من الشرق الأوسط، وإغلاق المساجد "المشبوهة"، ووضع قاعدة بيانات لمراقبة المسلمين بالولايات المتحدة وملاحقتهم واستخراج بطاقات هوية خاصة بهم توضح ديانتهم، وتشبيه اللاجئين السوريين بالكلاب المسعورة، ورفض إمكانية أن يصبح المسلم رئيسا للولايات المتحدة، والتحذير من أن هجرة المسلمين لأميركا هي في الواقع محاولة "لاستعمار أميركا".
"مايكل غيرسون:المرشح المحتمل ترامب الذي يقود ميدان الحملة الجمهورية لأربعة أشهر، والذي يأتي في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي حتى اليوم، يجر المرشحين الآخرين باتجاه نشر خطاب يسوده التمييز العرقي والديني"
وقال الكاتب مايكل غيرسون إن المرشح المحتمل ترامب الذي يقود ميدان الحملة الجمهورية لأربعة أشهر، والذي يأتي في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي حتى اليوم، يجر المرشحين الآخرين باتجاه نشر خطاب يسوده التمييز العرقي والديني.
خطورة ترامب
وأوضح غيرسون أن خطورة خطاب ترامب أنه يجعل الأفكار الأكثر "تطرفا" أفكارا يمكن قبولها و"منحها الشرعية الاجتماعية"، ونسب إلى أحد الإستراتيجيين الجمهوريين قوله إن كثيرا من الجمهوريين لا يزالون "لا يحسبون حسابا" لإمكانية قبول ترشيح حزبهم لترامب، وتحذيره من خطورة هذا التوجه المتجاهل متسائلا "كيف يمكن رفض من تقول استطلاعات الرأي إنه في المرتبة الأولى ويمتلك المال؟".
وأشار غيرسون إلى أن ترامب يضرب على إحساس سائد بفقدان "أميركا القديمة"، وأورد أن استطلاعا حديثا للرأي أظهر أن 62% من الجمهوريين يقولون إنهم "يحسون بالغربة في بلادهم"، وعلق بأن الأمر لا يحتاج إلى موهبة سياسية عالية لتحويل هذا الإحساس إلى عداء للمهاجرين واللاجئين.
ودعت واشنطن بوست في افتتاحيتها الجمهوريين إلى الوقوف بوجه ما أسمتها "بلطجة ترامب"، وقالت إن من يدعون إلى تجاهله "مثلما تدعو صحيفة هافينغتون بوست" ليسوا على صواب "لأن الدعم الشعبي له وصل إلى ما يقارب 30% وسط الجمهوريين، ولأنه يجر النقاش نحو الانقسام، وعنصريته أصبحت جاذبة، وكثير من منافسيه أصبحوا يحاكونه وينافسونه في ما يروّج له".
تلاعب بالألفاظ
أما الكاتب يوجين روبنسون فقد ذكر في مقاله له بالصحيفة نفسها أن المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري جميعهم و"اليمين المتطرف" ينشرون "أكاذيب خطيرة" علنا وعندما يُواجهون بالحقائق يلجؤون إلى "التلاعب بالألفاظ"، وأورد عددا من الأمثلة على ذلك.
وقال روبنسون في أحد الأمثلة التي أوردها إن ترامب عندما قيل له إن ما قلته عن تعبير آلاف الناس في نيوجيرسي عن فرحتهم وهم يشاهدون برجي التجارة العالمية يتهاويان يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 ليس صحيحا، أجاب بـ"أعلم أنه ربما لا يكون صحيحا من الناحية السياسية أن نتحدث عن ذلك، لكن كان هناك أناس يهتفون فرحا عندما كانت تلك المباني تتهاوى".
المصدر : واشنطن بوست