بتصفية "كمال" الغلابة يأكلون لحم السيسي
حسام الغمري
تحدثت مع سائق التوك توك الذي قال لها:
- يا مدام، أنا بقالي كام يوم موش لاقي لبن لابني.. وقلت لمراتي لو موش هتستحملي روحي بيت أهلك.. وأنا نازل ثورة الغلابة واللي يحصل يحصل.
وأرسلت سيدة أخرى قائلة:-
- احنا في مصر وصلنا لأبعد حدود الظلم والفساد وفيه ناس كتير تعبانة، لكن خايفة، ومحتاجة أعداد كبيرة تنزل عشان تتشجع وتنزل..
هي بتراقب الوضع لكن بأمر الله أنا بنت وهنزل عشان الظلم والقهر خنقنا، وكفاية حكم العسكر لحد كده البلد بتضيع.. وعلى فكرة أنا بنت عميد في القوات المسلحة، رحمه الله، يعني أنا بنت العسكر، ويسقط يسقط حكم العسكر.
تحدثت سيدة ثالثة قائلة:-
- كلنا نفسيتنا وأعصابنا تعبت.. وبقينا قاعدين منتظرين مين فينا اللي عليه الدور.. يا رب فرجك علينا ونصرك معانا.. يا رب لقد بلغ الظلم مداه.. صفّوا الدكتور محمد كمال من غير حتى محاكمة.. دي ما بقتش بلد.. دي بقت غابة بتحكمها عصابة.
ربما لم يكن من ضرب موعداً لثورة الغلابة أحداً من كبار رموز المعارضة المصرية، أو قطباً من أقطاب السياسة الذين يشار إليهم بالبنان ، ولكن لا يوجد من ينكر اليوم أن أحداً لم يسمع عن 11/11، أو ما تسمى ثورة الغلابة، وذلك لعدة أسباب، لعل أبرزها هو كونها مجهولة النسب، فلو كان الإخوان رغم جراحهم، وآخرها جريمة تصفية الدكتور محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، ورفيقة ياسر شحاتة هم مُطلقيها لخرج من وصف الدعوة بالثورة الإرهابية أو أنها أمل ما زال في كرسي الحكم، ولو أطلقها أكاديمي نخبوي مثل العالم الجليل الدكتور سيف عبد الفتاح، لظن البعض الغارق في إشكالية الهوية رجماً بالغيب، أنها قادمة من واشنطن لتغييب الهوية الغائبة بالفعل على أرض الواقع، فالشارع في حالة رفض حاد لكل ما تنتجه النخبة لأسباب عديدة مع وجود سلة اتهامات جاهزة لأي نتاج فكري من شأنه توحيد الصف المهترئ.
ومن الأسباب أيضا هو التوفيق غير العادي لمن أطلق هذا المسمى - ثورة الغلابة - على الثورة القادمة، فلقد ضرب بهذا الاسم كبد الحقيقة، ولعب على أكثر نقاط السيسي ضعفاً، وهي قسوته المفرطة ضد الغلابة، ودفعه المحموم باتجاه تنفيذ اجندة صندوق النقد الدولي المشبوهة دوماً، فباتت أنات الغلابة الذين اكتووا بجحيم ارتفاع الأسعار تملأ الافق وتهدد أجهزة الإفاقة التي يستمر بها نظام السيسي الميت إكلينيكياً، في الوقت الذي تنعم فيه حاشيته من الضباط والقضاة بزيادات مُفرطة في رواتبهم وامتيازاتهم، حتى بات خبر رفع معاشات الضباط أو بدلات القضاة أشبه بخبر الكلب الذي عض رجلاً، لا يثير اهتمام الصحافة من كثرة تكراره، وبكل أسف أقول إن الخبر الذي بات لا يلفت الانتباه أيضاً لكثرة تكراره هو خبر سقوط ضحايا في سيناء!
لم يكن توفيق صاحب الدعوة فقط في اختيار اسم ثورة الغلابة، بل قد وفق أيضاً في اختيار تاريخ 11 / 11 ليكون موعداً لانطلاق الثورة، فرقم 11 اكتسب هيبة وبات مرتبطاً بالأحداث الكبرى منذ 11 سبتمبر/أيلول، و11 / 11 اختيار به ملمح من براعة الملحنين الموسيقيين، حين يختارون جملة موسيقية مميزة بهدف أن تلتصق بالأذن بسرعة فيطلقون عليها حينئذ " مذهب زي البومبوناية"!!
يحاول البعض، ولهم كل الاحترام والتقدير، لطرحهم تشبيه ثورة الغلابة بحركة تمرد، لدرجة أن البعض اطلق عليها بالفعل تمرد 2، وكأنه يريد أن يوحي بأن جهة ما داخل المؤسسة الامنية بمفهومها الواسع، رأت أنه لم يعد من المناسب أن يكمل السيسي ولايته الأولى، لأن في ذلك تهديدا كبيرا للدولة العميقة بكل امتيازاتها المتراكمة عبر عقود، أي أن السيسي أصبح خطرا على النظام، وبات التخلص منه أولوية حتى يستطيع النظام أن يحافظ على نفسه ومكتسباته، ويستثمر آليات بقائه المستندة على الآلة العسكرية التي فقدت الكثير من بريقها بسبب أداء السيسي المهترئ، ومعهم بالطبع كل الحق، فالسيسي الذي بدأ ومعه العالم كله شرقا وغربا مدعوما بأرز الخليج والنفوذ الصهيوني، صار عبئا على الجميع، يراه الخليج خائناً مبتزاً مهدراً للمليارات، وتراه أميركا الشخص الذي بسببه ستصل مصر إلى مرحلة الانفجار، مما يهدد مصالحها في بقائها مستقرة، وترى أوروبا أنها ابتزته بما يكفي بالرافال والميتسرال وعقود السيمنز وقطارات المجر، ويرى الروس أنه قدم ما لديه في الضبعة وشرق بورسعيد، وبالقمح الملوث بفطر الأرجوت الذي مرره للمصريين وكأن قائمة الأمراض التي ابتلوا بها تنتظر المزيد.
وتبقى إسرائيل التي منحها السيسي رفح المدمرة، وغزة المحاصرة بعد أنفاق مهدمة، وسيناء المشتعلة المغمورة أجواؤها صبح مساء بطائرات الصهاينة الزنانة بحجة التنسيق الأمنى المشترك ضد الإرهاب، وكأن سيناء البطولات قد خلت من رفات شهدائنا ومنهم أسرى ذبحتهم إسرائيل بدم بارد عام 67، وقبل كل ذلك وبعده، تعترف إسرائيل بحجم امتنانها للسيسي؛ لأنه وجه ضربات موجعة للجماعة القوية المنظمة التي تعمل بصدق ضدها منذ عام 48، والذي ذكّر الرئيس المنتخب من بين ظهرانيها بالحنين إلى القدس إبان عدوانهم الهمجي على غزة في 2012، وهو من أبى أيضاً أن ينطق باسم كيانها الغاصب في أي من خطاباته أو لقاءاته التليفزيونية، وكأنه يسحب اعتراف السادات الضمني بإسرائيل بتوقيعه كامب ديفيد، ويكفى جماعة الإخوان فخراً كون حركة حماس التي أذلت إسرائيل وحطمت كبرياءها جنيناً شرعياً لها أثمر صبيا نابها فاق أبويه ذكاء وحكمة وصلابة وسياسة وعسكرية!!
ولكن إسرائيل ذكية بما يكفي للتخلص من أوراقها المحروقة، ولها في التاريخ حوادث مشابهة مشهورة، وتبقى القاعدة السياسية الذهبية التي تقول إنك يجب أن تتهيأ للرحيل حين لا يبقى لديك شيء لتقدمه، وهذا هو واقع السيسي اليوم بالنسبة لمن وضعوه على الكرسي الذي يستحق منصة الإعدام جزاء وفاقاً وليس الجلوس عليه.
فقط الشريحة التي ورطها السيسي في جرائمه تتمسك به، الشريحة التي تخشى ان تقدم للمحاكمة العادلة بمجرد غياب السيسي عن المشهد، لذا فليس من المستبعد أن تدافع عن السيسي الذي ربطت مصيرها ببقائه حتى النهاية، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الدعوة الوهمية التي نادى بها الإعلامي الانقلابي عمرو أديب باسم الشعب، يأمر ومين يصدق أن التاجر الذي يعاني أصلا من كساد في حركة البيع والشراء يحتاج إلى ندائه المضحك كي يخفض من أسعار بضاعته 20%، ولكنه الخوف من مصيرهم الذي بات قريباً، هو ما يدفعهم إلى الاستمرار في هذه المسرحيات الهزلية، ما أسخفهم!
إن صدقت فرضية أن جزءاً من المؤسسة الأمنية يدعم ثورة الغلابة، فسيكون هذا بغية وضع الغلابة في كفة ميزان أمام هذه الشريحة الأكثر التصاقا بالسيسي والمتمتعة بثروات ضخمة وأوزان نسبية كبيرة، والنصر بالطبع سيكون للغلابة الذين اكتووا بكير الغلاء وفجيعة جرائم كتلك الجريمة البشعة التي حدثت للشهيد محمد كمال وصاحبه.
الرأي الوحيد الذي اجتمع عليه عقلاء هذه الأمة أنه لا حل للأزمة المصرية إلا بعد اختفاء السيسي، وأن استمراره يعرض مصر لأصعب السيناريوهات، وأنه يخطو بها صوب الهاوية بتسارع غريب، لذا فإن دعم ثورة الغلابة ضرورة وطنية، فضلا عن كونها ضرورة أخلاقية تعيد الغلابة إلى المشهد رقما مهما لن يستطيع أحد بعد ذلك تهميشه، فالغلابة هم من اضطرتهم السياسات الخاطئة والفساد المتأصل والنهب المنظم لخيرات البلاد إلى ذبح السيسي وأكل لحمه في استدعاء مأساوي للشدة المستنصرية التي عرفتها مصر من قبل، ولكن في زمن يعيش فيه الإنسان العادي فوق تلال من الرفاهية والكرامة الإنسانية التي خرج من أجل تحقيقها الشباب يوم 25 يناير/كانون الثاني.
وأخيراً فبقدر ما آلمني ما حدث للدكتور محمد كمال ورفيقه، إلا أنني أتمنى أن تكون هذه الفاجعة سبباً لإنهاء انقسام جماعة الإخوان، فلا ثورة دون الجماعة، ولا جماعة إلا بالاتحاد وإنهاء الانقسام غير المبرر أمام وحش دموي يبدو أن تعطشه للدماء لا ينتهي.
تحدثت سيدة ثالثة قائلة:-
- كلنا نفسيتنا وأعصابنا تعبت.. وبقينا قاعدين منتظرين مين فينا اللي عليه الدور.. يا رب فرجك علينا ونصرك معانا.. يا رب لقد بلغ الظلم مداه.. صفّوا الدكتور محمد كمال من غير حتى محاكمة.. دي ما بقتش بلد.. دي بقت غابة بتحكمها عصابة.
ربما لم يكن من ضرب موعداً لثورة الغلابة أحداً من كبار رموز المعارضة المصرية، أو قطباً من أقطاب السياسة الذين يشار إليهم بالبنان ، ولكن لا يوجد من ينكر اليوم أن أحداً لم يسمع عن 11/11، أو ما تسمى ثورة الغلابة، وذلك لعدة أسباب، لعل أبرزها هو كونها مجهولة النسب، فلو كان الإخوان رغم جراحهم، وآخرها جريمة تصفية الدكتور محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، ورفيقة ياسر شحاتة هم مُطلقيها لخرج من وصف الدعوة بالثورة الإرهابية أو أنها أمل ما زال في كرسي الحكم، ولو أطلقها أكاديمي نخبوي مثل العالم الجليل الدكتور سيف عبد الفتاح، لظن البعض الغارق في إشكالية الهوية رجماً بالغيب، أنها قادمة من واشنطن لتغييب الهوية الغائبة بالفعل على أرض الواقع، فالشارع في حالة رفض حاد لكل ما تنتجه النخبة لأسباب عديدة مع وجود سلة اتهامات جاهزة لأي نتاج فكري من شأنه توحيد الصف المهترئ.
ومن الأسباب أيضا هو التوفيق غير العادي لمن أطلق هذا المسمى - ثورة الغلابة - على الثورة القادمة، فلقد ضرب بهذا الاسم كبد الحقيقة، ولعب على أكثر نقاط السيسي ضعفاً، وهي قسوته المفرطة ضد الغلابة، ودفعه المحموم باتجاه تنفيذ اجندة صندوق النقد الدولي المشبوهة دوماً، فباتت أنات الغلابة الذين اكتووا بجحيم ارتفاع الأسعار تملأ الافق وتهدد أجهزة الإفاقة التي يستمر بها نظام السيسي الميت إكلينيكياً، في الوقت الذي تنعم فيه حاشيته من الضباط والقضاة بزيادات مُفرطة في رواتبهم وامتيازاتهم، حتى بات خبر رفع معاشات الضباط أو بدلات القضاة أشبه بخبر الكلب الذي عض رجلاً، لا يثير اهتمام الصحافة من كثرة تكراره، وبكل أسف أقول إن الخبر الذي بات لا يلفت الانتباه أيضاً لكثرة تكراره هو خبر سقوط ضحايا في سيناء!
لم يكن توفيق صاحب الدعوة فقط في اختيار اسم ثورة الغلابة، بل قد وفق أيضاً في اختيار تاريخ 11 / 11 ليكون موعداً لانطلاق الثورة، فرقم 11 اكتسب هيبة وبات مرتبطاً بالأحداث الكبرى منذ 11 سبتمبر/أيلول، و11 / 11 اختيار به ملمح من براعة الملحنين الموسيقيين، حين يختارون جملة موسيقية مميزة بهدف أن تلتصق بالأذن بسرعة فيطلقون عليها حينئذ " مذهب زي البومبوناية"!!
يحاول البعض، ولهم كل الاحترام والتقدير، لطرحهم تشبيه ثورة الغلابة بحركة تمرد، لدرجة أن البعض اطلق عليها بالفعل تمرد 2، وكأنه يريد أن يوحي بأن جهة ما داخل المؤسسة الامنية بمفهومها الواسع، رأت أنه لم يعد من المناسب أن يكمل السيسي ولايته الأولى، لأن في ذلك تهديدا كبيرا للدولة العميقة بكل امتيازاتها المتراكمة عبر عقود، أي أن السيسي أصبح خطرا على النظام، وبات التخلص منه أولوية حتى يستطيع النظام أن يحافظ على نفسه ومكتسباته، ويستثمر آليات بقائه المستندة على الآلة العسكرية التي فقدت الكثير من بريقها بسبب أداء السيسي المهترئ، ومعهم بالطبع كل الحق، فالسيسي الذي بدأ ومعه العالم كله شرقا وغربا مدعوما بأرز الخليج والنفوذ الصهيوني، صار عبئا على الجميع، يراه الخليج خائناً مبتزاً مهدراً للمليارات، وتراه أميركا الشخص الذي بسببه ستصل مصر إلى مرحلة الانفجار، مما يهدد مصالحها في بقائها مستقرة، وترى أوروبا أنها ابتزته بما يكفي بالرافال والميتسرال وعقود السيمنز وقطارات المجر، ويرى الروس أنه قدم ما لديه في الضبعة وشرق بورسعيد، وبالقمح الملوث بفطر الأرجوت الذي مرره للمصريين وكأن قائمة الأمراض التي ابتلوا بها تنتظر المزيد.
وتبقى إسرائيل التي منحها السيسي رفح المدمرة، وغزة المحاصرة بعد أنفاق مهدمة، وسيناء المشتعلة المغمورة أجواؤها صبح مساء بطائرات الصهاينة الزنانة بحجة التنسيق الأمنى المشترك ضد الإرهاب، وكأن سيناء البطولات قد خلت من رفات شهدائنا ومنهم أسرى ذبحتهم إسرائيل بدم بارد عام 67، وقبل كل ذلك وبعده، تعترف إسرائيل بحجم امتنانها للسيسي؛ لأنه وجه ضربات موجعة للجماعة القوية المنظمة التي تعمل بصدق ضدها منذ عام 48، والذي ذكّر الرئيس المنتخب من بين ظهرانيها بالحنين إلى القدس إبان عدوانهم الهمجي على غزة في 2012، وهو من أبى أيضاً أن ينطق باسم كيانها الغاصب في أي من خطاباته أو لقاءاته التليفزيونية، وكأنه يسحب اعتراف السادات الضمني بإسرائيل بتوقيعه كامب ديفيد، ويكفى جماعة الإخوان فخراً كون حركة حماس التي أذلت إسرائيل وحطمت كبرياءها جنيناً شرعياً لها أثمر صبيا نابها فاق أبويه ذكاء وحكمة وصلابة وسياسة وعسكرية!!
ولكن إسرائيل ذكية بما يكفي للتخلص من أوراقها المحروقة، ولها في التاريخ حوادث مشابهة مشهورة، وتبقى القاعدة السياسية الذهبية التي تقول إنك يجب أن تتهيأ للرحيل حين لا يبقى لديك شيء لتقدمه، وهذا هو واقع السيسي اليوم بالنسبة لمن وضعوه على الكرسي الذي يستحق منصة الإعدام جزاء وفاقاً وليس الجلوس عليه.
فقط الشريحة التي ورطها السيسي في جرائمه تتمسك به، الشريحة التي تخشى ان تقدم للمحاكمة العادلة بمجرد غياب السيسي عن المشهد، لذا فليس من المستبعد أن تدافع عن السيسي الذي ربطت مصيرها ببقائه حتى النهاية، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الدعوة الوهمية التي نادى بها الإعلامي الانقلابي عمرو أديب باسم الشعب، يأمر ومين يصدق أن التاجر الذي يعاني أصلا من كساد في حركة البيع والشراء يحتاج إلى ندائه المضحك كي يخفض من أسعار بضاعته 20%، ولكنه الخوف من مصيرهم الذي بات قريباً، هو ما يدفعهم إلى الاستمرار في هذه المسرحيات الهزلية، ما أسخفهم!
إن صدقت فرضية أن جزءاً من المؤسسة الأمنية يدعم ثورة الغلابة، فسيكون هذا بغية وضع الغلابة في كفة ميزان أمام هذه الشريحة الأكثر التصاقا بالسيسي والمتمتعة بثروات ضخمة وأوزان نسبية كبيرة، والنصر بالطبع سيكون للغلابة الذين اكتووا بكير الغلاء وفجيعة جرائم كتلك الجريمة البشعة التي حدثت للشهيد محمد كمال وصاحبه.
الرأي الوحيد الذي اجتمع عليه عقلاء هذه الأمة أنه لا حل للأزمة المصرية إلا بعد اختفاء السيسي، وأن استمراره يعرض مصر لأصعب السيناريوهات، وأنه يخطو بها صوب الهاوية بتسارع غريب، لذا فإن دعم ثورة الغلابة ضرورة وطنية، فضلا عن كونها ضرورة أخلاقية تعيد الغلابة إلى المشهد رقما مهما لن يستطيع أحد بعد ذلك تهميشه، فالغلابة هم من اضطرتهم السياسات الخاطئة والفساد المتأصل والنهب المنظم لخيرات البلاد إلى ذبح السيسي وأكل لحمه في استدعاء مأساوي للشدة المستنصرية التي عرفتها مصر من قبل، ولكن في زمن يعيش فيه الإنسان العادي فوق تلال من الرفاهية والكرامة الإنسانية التي خرج من أجل تحقيقها الشباب يوم 25 يناير/كانون الثاني.
وأخيراً فبقدر ما آلمني ما حدث للدكتور محمد كمال ورفيقه، إلا أنني أتمنى أن تكون هذه الفاجعة سبباً لإنهاء انقسام جماعة الإخوان، فلا ثورة دون الجماعة، ولا جماعة إلا بالاتحاد وإنهاء الانقسام غير المبرر أمام وحش دموي يبدو أن تعطشه للدماء لا ينتهي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق