السبت، 1 أكتوبر 2016

خطورة الخلافات بين أهل السنة


خطورة الخلافات بين أهل السنة

أ.د.علي محمد عودة
خطورة الخلافات بين أهل السنة من الحقائق المسلم بها ان العديد من الانتصارات التي حققها الاعداء على المسلمين عبر عصور التاريخ كانت بسبب الخلافات والمنازعات فيما بينهم قال تعالى:
(ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) . 

ومن اسف ان المسلمين لايتذكرون هذه السنة الربانية الا بعد فوات الاوان وبعد ان يجني عدوهم ثمار خلافاتهم ومنازعاتهم . واحيانا قد تكون اسباب تلك الخلافات تافهة لاتساوي شيئا اذا قيست بالخسائر التي ستقع عليهم جراء تلك الخلافات. 

واليوم قد تحقق الخلافات بين اهل السنة النصر الحاسم للاعداء في الوقت الذي احاط فيه الاعداء من الروس والمجوس والغرب الصليبي واليهود بأهل السنة لتمزيقهم والقضاء عليهم .والمجوس الروافض هم أخطر الاعداء الذين يمكن ان يستفيدوا من هذه الخلافات . 
وساضرب هنا مثالا واحدا من التاريخ لعل اهل السنة يفيدون منه ويجمعون صفوفهم ويوحدون كلمتهم ويتناسون خلافاتهم .
فقد كان معظم سكان إيران منذ فتحها وعلى مدى سبعة قرون من أهل السنة. وقد خضعت إيران والعراق للمغول بحملة هولاكو المشهورة، وقامت فيها دولة مغولية ظلت قائمة أقل من قرن من الزمان ولما تولى الحكم أولجايتو (716-703) هجرية أحد أحفاد هولاكو الحكم اعتنق الإسلام على المذهب السني الحنفي وتسمى باسم محمد خدابنده وتحمس لعقيدة أهل السنة وشرع في بناء المساجد وكتب على الدنانير أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم، وانتشر الإسلام بين معظم قادة المغول وموظفيهم وجنودهم. 
ثم حدثت خلافات بين الشافعية والحنفية على بعض المسائل الفقهية .فدعا السلطان محمد خدا بنده إلى عقد مناظرة بين علماء المذهبين في قصره، ودارت المناظرة بين الجانبين في حضور السلطان وقادته ثم خرجت المناظرة عن طابع الأدب وتحولت إلى سباب وشتائم بذيئة بين علماء المذهبين . 
فغضب السلطان وخرج من المجلس وتبعه قادته ، ولاموه على اعتناق الآسلام وحثوه على الردة والعودة إلى عقيدة جنكيز خان الوثنية لكن السلطان عز عليه ترك الإسلام بهذه السهولة واستغل الفرصة أحد علماء الرافضة المشهورين وهو الحسن بن يوسف الحلي، وتقدم للسلطان وأقنعه بالتحول للمذهب الشيعي الرافضي وصنف له كتابا بعنوان " منهاج الكرامة في باب الإمامة. 
وحدث أن اتبع معظم قادة وأفراد جيش المغول السلطان فاعتنقوا التشيع وتحولت دولة المغول في ايران والعراق إلى مذهب الرافضة.
وعلى الرغم من أن شيخ الإسلام ابن تيمية رد على الحلي ردا مفحما فإن رده لم يجد نفعا في عودة دولة المغول في ايران الى العقيدة السنية .
وكان هذا التحول هو الخطوة الممهدة التي مهدت الطريق في مابعد للدولة الصفوية لتحويل معظم سكان ايران والعراق الى عقيدة الروافض. 
فإذا كان عالم واحد من الروافض قد استغل الخلافات بين الحنفية والشافعية وتمكن بسبب ذلك من تحويل دولة كاملة بجيوشها وموظفيها إلى التشيع . 
فما بالنا نحن أهل السنة لا نتعظ من التاريخ بل ونزداد انغماسا في المنازعات والخلافات في هذه الظروف العصيبة ونحن أمام دولة شيعية مجوسية كبيرة بقوتها وعلمائها واعلامها وعملائها تستغل هذه الخلافات لتصب في مصلحتها في نهاية المطاف.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
كتبه أ.د.علي محمد عودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق