حوار مع ديفيد هيرست
فيدرالية سورية وجنرال مصري "أقل دموية".. وصفة ديفيد هيرست المرحلية لمصر وسوريا
من سوريا إلى مصر، لا يتفاءل الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست كثيراً، ولا يرى حلاً سريعاً يلوح في الأفق، ولكنه يرى حلولاً انتقالية تمثل الحد الأدنى الممكن الذي يمكن أن يهدئ الأوضاع في البؤرتين الهامتين في الشرق الأوسط: سوريا ومصر.
في لقاء سريع على هامش مشاركته في فعاليات مؤتمر "منتدى الشرق" في مدينة إسطنبول التركية أكد لنا أنه يرى أن الربيع العربي ما زال مشتعلاً، وأن عالماً جديداً في الشرق الأوسط ما زال في طور الولادة، معتبراً أن الحلول التي تطالب بتثبيت الصورة القديمة للحكم في سوريا لن تكون قابلة للنجاح، كما أن استمرار السيسي في مصر لن يكون أيضاً قابلاً للاستمرار.
أسئلتنا دارت تحديداً على الأوضاع في سوريا ومصر وما يراه بشأنهما، والإجابات كانت كما يلي:
- هل ترى أن الأزمة السورية هي المرحلة الأخيرة في عملية ولادة شرق أوسط جديد؟
ليس لدي علم بما سيحصل في المستقبل، لكن الذي يحدث حالياً أن كل شيء يتداعى، بالتأكيد البنية القديمة للشرق الأوسط تنهار، وأعتقد أن الربيع العربي ما زال مشتعلاًً، بمعنى أن هناك عدم استقرار في كل مكان، في السعودية على سبيل المثال لا يوجد استقرار، وليس بسبب القاعدة وداعش، وإنما بسبب خفض الإعانات المالية وسحب بدلات المعيشة، كما أن هناك قلقاً بخصوص الديمقراطية في المملكة، والذي يتزامن مع عدة أزمات أخرى.
أعتقد أن التدخل الأجنبي أيضاً تسبب في أزمة ضخمة، لكن انسحاب الولايات المتحدة من أمور الشرق الأوسط، والذي أعلن عنه أوباما في حواره مع مجلة "أتلانتك"، شجع بوتين للتدخل أكثر، خصوصاً في ظل الفترة ما قبل الانتخابات الأميركية، ظنا أنه يستطيع السيطرة على حلب في ظل الانشغالات الأميركية في هذه الفترة، هذا سوء تقدير كبير، لا أظن أن حلب ستسقط، لأن هذا يحتاج قوة عسكرية كبيرة لتحقيقه، بل ستتصاعد وتيرة المعركة أكثر، حتى أننا يمكن أن نرى استهدافاً لمواقع روسية داخل سوريا.
- كيف يمكن تحقيق السلام في سوريا مستقبلاً؟ هل يكون عن طريق سوريا فيدرالية، أم مركزية أم ماذا؟
علينا أن نعترف أن الدولة السورية انهارت، وأنها لا تقوم بوظيفتها، فالجيش ليس بالجيش والبنك المركزي ليس إلا مكاناً لحفظ ممتلكات المقربين من الأسد، والآن ليس علينا أن نسأل كيف نحافظ على الدولة السورية القديمة، وإنما البحث عن حماية العلويين والمسيحيين وبقية الأقليات في سوريا الجديدة، لكن يجب أن لا يكون هناك حكومة مركزية، لكن اتحاداً فيدرالياً يتمتع بقدر من الحرية.
أنا ضد من يقولون إن سوريا ليست موجودة الآن، وإنها أصبحت مقسمة، يجب أن يكون هناك دولة بحيث يعود إليها الخمسة ملايين لاجئ المشتتين في الأردن ولبنان والأماكن الأخرى، هذه سوريا التي يجب أن تكون بعد الأسد.
- ما هو الحل الأكثر واقعية للأزمة المصرية؟
أعتقد أنه ليس هناك حل للأزمة المصرية، لكن أعتقد أن هناك خطوات، والخطوة الأولى هي رحيل السيسي، أعتقد أنه لن يستبدل برئيس ديمقراطي، إنما بجنرال أقل دموية، وأقل فساداً، أعتقد أن السيسي نفسه هو المشكلة، وأياً كان من سيتولى الحكم بعده، فإنه يجب عليه أن يضع خطة انتقالية تهدف إلى إعادة الديمقراطية والحياة السياسية مرة أخرى، فمصر الآن تحكم من خلال رجل واحد.
- البعض يتنبأ بثورة قريبة في مصر، هل ترى هذا التنبؤ صحيحاً؟
أعتقد أن مصر تعبت من الثورات والفوضى، الناس هناك يريدون حياة عادية، وحكومة تحميهم لا ترهقهم، الناس سئمت من السيسي، وهذا ليس له علاقة بالإخوان، فالجماعة أصبحت منقسمة بشدة، ولا أعتقد أنهم يودون الوصول للسلطة.
هناك سيناريو قاتم، قد يؤدي إلى نهاية اللعبة، والذي يشعر فيه السيسي أن عليه قتل مرسي، لأن موعد الاستئناف ضد حكم الإعدام قادم.
سيكون بيده قرار إعدام مرسي أولا، وإن فعل، ستكون النهاية، ستكون أشبه بمصيدة، سيكون لدينا سيناريو تصفية مرسي والسيسي في نفس الوقت، إنه سيناريو مظلم، وقد يحدث بالفعل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق