قراءة في كتاب:
“الطاغية”
الطاغية: دراسة فلسفية لصور من الإستبداد السياسي
تأليف: إمام عبد الفتاح إمام
قسم: سياسة
عدد الصفحات: 302
دار النشر: عالم المعرفة
سنة النشر: 1994
الرقم الدولي للكتاب: 9771434802
هذا كتاب يذهب فيه صاحبه إلى أن تخلف المجتمعات الشرقية بصفة خاصة، والمجتمعات الإسلامية بصفة عامة يعود أساساً إلى النظام السياسي الاستبدادي الذي ران على صدور الناس ردحاً طويلاً من الزمن ولا يكمن الحل في السلوك الأخلاقي الجيد، أو التدين الحق بقدر ما يكمن في ظهور الشخصية الإنسانية المتكاملة التي نالت جميع حقوقها السياسية كاملة غير منقوصة، واعترف المجتمع بقيمتها وكرامتها الإنسانية، فالأخلاق الجيدة والتدين الحق نتائج مترتبة على النظام السياسي الجيد لا العكس. وهو يستعرض نماذج من صور الطغيان، مع التركيز على الاستبداد الشرقي الشهير. الذي سرق فيه الحاكم وعي الناس عندما أحالهم إلى قطيع من الغنم ليس له سوى وعي ذو اتجاه واحد، كما يقترح حلاً بسيطاً يكسبنا مناعة ضد الطاغية، ويمكننا من الإفلات من قبضته الجهنمية، ويقضي على الانقلابات العسكرية التي أصبحت من سمات المجتمعات المتخلفة وحدها. وهذا الحل هو التطبيق الدقيق للديمقراطية. بحيث تتحول قيمها إلى سلوك يومي يمارسه المواطن على نحو طبيعي وبغير افتعال.
إقتباسات
“لا جدال في أن انفصام الشخصية الظاهر جدا في الشخصية الشرقية جاء نتيجة لحكم الطاغية الذي يعتمد كما رأينا مرارا علي مبدأ الخوف وبث الرعب في قلوب الناس, فلا يستطيع أحد أن ينتقد أو يناقش ولا أن يفكر بصوت مسموع, فيلجأ إلي الرياء والنفاق والتملق في الظاهر, ولايفصح عما بداخله إلا إذا اختلي بصحبة يثق فيها, وهكذا يعتاد أن تكون له شخصية ظاهرة علنية هي التي تقول "نعم" بصفة مستمرة, وشخصية خفية مستترة يمكن أن تقول "لا" في أوقات خاصة!
سوف ينعكس هذا الانقسام في جميع سلوك الفرد وتصرفاته بحيث يكون نمطا للشخصية: فتراه أولا يهتم بالشكل دون الجوهر, فيكون تدينه زائفا لا يأخذ من الدين سوي جانبه الظاهري السهل ويترك الجوهر الذي يتجلي في الصدق والإخلاص والأمانة والتعاون والضمير والعدل والإحسان.. . إلخ. وتراه ثانيا يفصل نفسه عن وطنه: فالحكومة والشرطة والصحافة شيء ومصلحته هو الخاصة واهتماماته شيء اخر. وهذة القسمة راجعة إلي أنه لم يشترك في حكم بلاده, ولا في تشريع القوانين التي يخضع لها, ولا في إعداد الخطة التي يسير عليها.. .إلخ
فذلك كله كان متروكا "للقائد الملهم"!.. ”
― إمام عبد الفتاح إمام, الطاغية: دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي
“يبدو أن أفلاطون كان علي حق عندما ذهب إلي أن ظهور الطاغية مرهون بوجود ضب من الفوضي أو التسيب في الدولة, بحيث يكون هو "المنقذ" الذي يعيد النظام, والأمن, والاستقرار إلي البلاد حتي يشعر كل مواطن أنه امن علي نفسه, وأهله, وماله... الخ. يقول أندوروز في كتابه عن "طغاة الإغريق" إنهم كانوا يظهرون في فترت الأزمات بحيث يكون المبرر العام الشائع الذي يسوغون به الطغيان وهو نفسه تبرير الدكتاتورية الان وهو قدرة الطاغية أو الديكتاتورية علي النهوض بحكومة فعالة, بعد أن أصبح جهاز الدولة عاجزا عن مواجهة الأزمات التي تظهر بسبب ضغوط خارجية او توترات داخلية. ومن ثم كان الامل ينعقد علي ظهور حاكم قوي يعيد النظام والاستقرار إلي المدينة اليونانية, هو: الطاغية, وإن كان أندروز نفسه يستطرد ليقول: "عندما كانت الحاجة تدعو إلي وجود طاغية, فإنه عندما يحكم كان يذهب في حكمه أبعد من الأزمة التي جاء ليعالجها, فالضرورة العامة شيء يتحد مع الطموح الشخصي, ولايمكن الفصل بينهما بوضوح, فضلا عن أنه ليس من السهل علي الحاكم المطلق أن يتقاعد !".”
― إمام عبد الفتاح إمام, الطاغية: دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق