من يطيح بالآخر.. وزير الثقافة أم الفساد؟!
فراج اسماعيل
من هذا المنطلق فهمت الحملة التي انطلقت منذ اليوم الأول لإعلان اسم وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبدالعزيز، وهي حملة بدأت خسيسة جدًا باستهداف سمعة الوزير وأخلاقه، لكنها سقطت سريعًا لأنه لم يعرها اهتمامًا ولم يتأثر بها.
والغريب أن دبابير وزارة الثقافة اعتادت على هذا النوع من نسف السمعة. فعلوه بمجرد تعيين فاروق حسني الوزير الأسبق لكنه فهمهم على طريقته فأدخلهم الحظيرة التي استمروا ينهلون من فسادها.
أما علاء عبدالعزيز فقال بوضوح "لن أستدرج لهذا الأمر فاللعبة استدراجي لمجادلة حتى لا أعمل فتصاب الوزارة بانفلات إلا أنني لن ألتفت لذلك، ويجب أن أعمل وأنجز لأن الوزارة خرابة وكلًا من رؤساء القطاعات يحصل على 16 ألف جنيه كل شهر و8 آلاف أخرى كل 3 شهور بالإضافة إلى مكافآت جهد غير عادي ولجنة 500 جنيه، وكم من اللجان موجودة مقابل عمالة لا تحصل على شيء".
مهرجانات شكلية ولجان لا قيمة لها ورحلات وكتب وجوائز تدر عليهم الأموال الغزيرة.
عرف حسني كيف يضع في عيونهم حصاوي الملح، فقضيتهم ليست على الإطلاق المحافظة على هوية مصر، وإنما ذلك البذخ من الرواتب والمكافآت.
وزير الثقافة الجديد لم ينتظر عليهم طويلًا.
سخن الحديد ووضع السيخ المحمي في صرصور الفساد.
بدأ العلاج بالكي لأن الذين يتحصنون بالمفسدين لا يمكن أن يقبلوا بأقل مما كانوا يحصلون عليه.
هذا هو الفارق بين وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود وبين وزير الثقافة الجديد.
الأول مد يد الود مع أنه مستوزر على أكبر مجمع لموظفين بلا عمل، ولهذا طلب الرئيس الراحل السادات قبل بدء حرب أكتوبر بأيام أن يبقى ثلاثة أرباع موظفي ماسبيرو في بيوتهم طوال فترة الحرب في إجازة مدفوعة الأجر.
عبدالمقصود تفادى المواجهة السريعة فاستعصى عليه الأمر فيما بعد، وهكذا ظلت قنوات ماسبيرو لا تختلف عن القنوات الخاصة في إثارة أجواء الفوضى.
أما عبدالعزيز فقد أثبت أنه لها، ولذلك قرروا الاجتماع على إقالته بحجة حماية الهوية المصرية كأنها تعني مجاري الفساد والنهب المنظم وحظيرة الامتيازات التي جاهر الوزير بأنه لن يسمح بها. قام وزير الثقافة بوقف عدد من المهرجانات الشكلية كمهرجان المسرح التجريبي التي لا فائدة منها سوى البدلات التي تذهب للقائمين عليها.
جمد المكافآت الربع سنوية وتقدر بنصف مليون جنيه كان يحصل عليها 20 فقط من قيادات الوزارة، ووجهها لصغار الموظفين خصوصًا العمالة المؤقتة.
عندما سئل الدكتور علاء عبدالعزيز حول اتهام الأباطرة بأنه جاء لتصفية وزارة الثقافة، رد بشجاعة: نعم جئت لتصفيتها من القيادات والعناصر الفاسدة.
الوزير قال في تصريحات لجريدة "الجمهورية" إنه لن يسمح أبدًا بأن يجلس قيادة - مهما كانت - في منزله ويدير العمل بعيدًا عن الهيئة رغم حصوله على آلاف الجنيهات كراتب.
يدرك أنه في عش الدبابير لكنه قرر بحزم واستبسال ألا يدخل أبدًا في مهادنة أو ترويض ليتفادى لدغها.
الحرب على الفساد أشرس أنواع الحروب، فدائمًا لدى سدنته أدواتهم الجاهزة للتشويه وتحريض الرأي العام ضد من يمس مصالحهم.
farrag.ismail@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق