فشل مخابراتي مصري ذريع في محاولة إرباك موقف حماس
لم تنجح لعبة المحاور في إرباك موقف حماس فيما مضى مع مخابرات أذكى وأعتى، فكيف لها أن تنجح مع حاقدين وفشله في مخابرات السيسي اليوم، حيث تحاول المخابرات المصرية بألاعيبها ومكرها تشكيل محور مقرب لها داخل المكتب السياسي لحماس في مواجهة محوري قطر (تركيا) وإيران، كما تتوهم.
ومن الأساليب القذرة للمخابرات المصرية في التعامل مع معضلتها الكبرى: حركة حماس، رفض مشعل وهنية ومحاولة الاقتراب أكثر من موسى أبو مرزوق للتفرد بطرف دون آخر، ولكنها أخطأت العنوان، فكثير مما تعتمده أجهزة إسرائيل الاستخبارية والفلسطينية وتبعتهما في هذا المخابرات المصرية في ضرب حماس يستند لأوهام وتحليلات واستنتاجات أكثر منها معلومات دقيقة وصحيحة.
وقد فضحت صحيفة "هآرتس" العبرية قبل أيام، بعض هذه الأساليب، قائلة:
(إن التدبير الذي استعمله المصريون في الأزمة مع حماس لم يكن يرمي إلى إذلال المنظمة أو إلى عقابها على وقوفها مع حركة الإخوان المسلمين، وفقط، بل يشهد أيضا على توجه يرمي إلى إبطال قوة مراكز قوة في المنظمة منها مستواها السياسي وتحسين منزلة آخرين.
وقال فلسطينيون كبار كانوا مشاركين في الاتصالات لتأليف الوفد الفلسطيني إلى القاهرة، قالوا إن المصريين اعترضوا على مجيء عدد من الرجال البارزين في حماس وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل.
وكذلك لم يوافق المصريون على استقبال مسؤول كبير في المنظمة هو إسماعيل هنية رئيس الحكومة السابق ورؤساء الذراع العسكرية في المنظمة... ومع ذلك اختار المصريون على الخصوص إضافة نائب مشعل، موسى أبو مرزوق، وهو الوحيد بين قادة حماس الذي يسكن في القاهرة ويحافظ على علاقة وثيقة بالسلطات المصرية. وكان أبو مرزوق في الشهر الأخير الشخص الوحيد الذي أجرى اتصالات بالمصريين وبقيادة المنظمة. ويحافظ أبو مرزوق بخلاف مشعل على التواضع في السلوك ويُقلل من الظهور المعلن. وإذا نضج التفاوض في القاهرة فلا شك في أن المصريين سيستمرون على الاتصالات مع أبو مرزوق ويُنحون مشعل وهنية إلى الهامش). انتهى الاقتباس..
وما من وسيلة تخريبية جُربت مع حماس ونجحت، اجتمعت عليها مخابرات رام الله والشاباك والموساد والمخابرات الأردنية والمصرية والأمريكية والتآمر الخليجي والابتزاز الإيراني ومساومات حاكم دمشق..وما بدلت تبديلا.
ويمكن القول: إن الجهاز العسكري لحماس بتماسكه وقدراته التنظيمية والقتالية العالية عزز وحدة الموقف داخل المكتب السياسي وأكسبه صلابة ومنعة.
وفي هذا يرى الكاتب والباحث الفلسطيني ساري عرابي أن: "أفضل ما في حماس جهازها العسكري في قطاع غزة، تنظيمًا وإعدادًا وتخطيطًا واستثمارًا للموارد، وهو ما ينبغي أن يضيء على بقية قطاعات الحركة وأجهزتها ومؤسساتها التي لا تتوفر على الحد الأدنى من تلك الميزات، فالمقاتل الذي يكبح نزعات النفس ويعمل في الخفاء وقد يستشهد دون أن يدري به سوى قلة من إخوانه، ويدفع دمه في سبيل حريتنا، ثم نرتفع به جميعا، فعله متعدي إلى ظلمات نفوسنا.. على الأقل ثمة فرصة للتخلق بخلقه واحتساب العمل عند الله بعيدًا عن حظوط النفوس.. وبهذا سوف تصح أوضاع كثيرة خاطئة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق