السبت، 25 أبريل 2015

تركيا والمناكفة بالدماء

تركيا والمناكفة بالدماء



شريف عبدالعزيز

أن يكون بلدك كبيرا ، وتاريخك عريقا ، واقتصادك متينا ، وجيشك قويا ، وموقعك إستراتيجيا ، ونظامك ديمقراطيا ، وشعبك راقيا ، وإرادتك السياسية مستقلة ، وتعمل وفق مصالحك القومية ، وفوق كل ذلك تسعى لدور إقليمي ودولي كبير ، فإنك حتما ولابد سيكون لك الكثير من الخصوم والأعداء السياسيين والأيديولوجيين داخليا وإقليما ودوليا ،هذا معناه أن هذا البلد هو تركيا ، والهدف هو رأس النظام؛أردوجان.

يبدو أن أشباح الماضي مستمرة في شد حكومة العدالة والتنمية إلى الوراء ، وتحميلها أخطاء الماضي، فمع اقتراب حلول الذكرى المئوية للمذابح التي يتهم الأرمن قادة الاتحاد والترقي بارتكابها ضدهم في 24 أبريل من عام 1915 إبان الحرب العالمية الأولى، تتجه أنظار العالم إلى تركيا تحت حكم أردوجان بوصفه الوريث الشرعي للإمبراطورية العثمانية التي يشار إليها بأصابع الاتهام في ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد مليون من الأرمن.

على الجانب الآخر ترفض تركيا الاعتراف بارتكاب العثمانيين جرائم إبادة جماعية بحق الأرمن أو تقديم الاعتذار أو التعويض عن ذلك، فتقدم رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بتعازيه إلى أرمينيا مع اقتراب الذكرى المئوية، مؤكدا أن الأتراك يتقاسمون الآلام مع الشعب الأرميني، مشددا في الوقت ذاته على رفض ارتكاب بلاده جرائم الإبادة الجماعية ورافضا الضغوط الدولية ضد تركيا بخصوص هذا الأمر.

العام 2015 ليس فقط الذكرى المئوية لمذابح الأرمن، لكنه أيضا عام تغير المواقف الدولية تجاه هذه المذبحة، فمن البرلمان الألماني إلى الاتحاد الأوروبي إلى تصريحات البابا فرانسيس إلى الضغوط التي تمارس على الرئيس الأمريكي باراك أوباما للاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" بحق الشعب الأرميني، وفي الوسط تقف تركيا أمام كل تلك التغيرات واسعة جاهدة في التصدي لمحاولات تحجيم نفوذها ودورها الإقليمي والأممي .

ففي كلمة صريحة للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان أمام الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان يوم الأحد 12 أبريل قال إن مذابح الأرمن التي ارتكبها العثمانيون تعتبر جرائم إبادة جماعية، وهو الأمر الذي أثار استياء تركيا وإدانة الخارجية التركية لتلك التصريحات.لكن البابا فرانسيس لم يكن أول بابا للفاتيكان يعترف بذلك فقد استند البابا فرانسيس إلى وثيقة للبابا الأسبق يوحنا بولس الثاني تقول إن المذابح الأرمينية هي أول جرائم إبادة جماعية في التاريخ .

وفي الاطار ذاته جاء التغيير في الموقف الألماني ، فخلال السنوات الماضية كان الموقف الألماني تجاه المذابح الأرمينية لا يصفها بشكل واضح بأنها إبادة جماعية للحفاظ على علاقتها القوية بتركيا التي يشكل أبنائها جالية أجنبية مهمة داخل ألمانيا تقدر بـ3 ونصف مليون نسمة يحمل معظمهم الجنسية الألمانية.لكن الائتلاف الحاكم الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل داخل البرلمان الألماني يعتزم الاعتراف بمذابح العثمانين تجاه الأرمن كجرائم إبادة جماعية، وهو ما تم فعليا في تصويت الجمعة الموافق لذكرى المذبحة في 24 أبريل .

في حين تعتبر فرنسا من أقدم الدول التي اعترفت بمذابح الأرمن، حيث اعترفت بها الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" في عام 1998 ، أما روسيا فتذهب أبعد من ذلك حيث يقوم الرئيس الروسي بوتين بالمشاركة بنفسه في المئوية ، أما أمريكا فما زالت تتحفظ في وصف ما جرى بالإبادة الجماعية ، في حين أن جميع الولايات الأمريكية اعترفت بالإبادة الجماعية للأرمن، عدا 7 ولايات، وهو الأمر الذي قد يجعل الإدارة الأمريكية قاب قوسين أو أدنى من الاعتراف بتلك المذابح.


فما مدى صحة هذه المزاعم الأرمينية حول جرائم الإبادة الجماعية لعرقيتهم على يد العثمانيين ؟

البحث في مثل هذه الأحداث يحتاج إلى ذاكرة عادلة ، وإنصاف تاريخي يتجاوز النظرة الأحادية ، والمواقف الظرفية ، والبحث في قضية الأرمن تحديدا تحتاج للعودة إلى الوراء قليلا قبل تاريخ المذابح المزعومة .
فمع مطلع القرن الثامن عشر وفي عهد بطرس الكبير إمبراطور روسيا بدأ بعض الأرمن يتصرفون كمساعدين للسياسة الروسية والجيش الروسي.
وبدأ يقوى اتكال الأرمن على روسيا وأملهم في مساعداتها منذ غارات الروس الأولى على القفقاس ،في الوقت ذاته عمل الأرمن جواسيس للروس ضد حكامهم المسلمين.

وصرح رئيس أساقفة أرمني اسمه أرجوتنسكي دولجوروكوف علانية في تسعينات القرن الثامن عشر بأمله وإيمانه أن الروس "سيحررون الأرمن من حكم المسلمين".

واستمر الأرمن في إرسال رسائل إلى المسئولين الروس يشجعونهم فيها على الاستيلاء على المناطق التي يحكمها المسلمون وإنقاذ الأرمن من اضطهاد المسلمين.
 وقام الرعايا الأرمن المقيمون تحت حكم الدولة العثمانية إضافة إلى الأرمن الرعايا تحت حكم الروس، قاموا بالقتال إلى جانب الروس ضد الإمبراطورية العثمانية في حروب أعوام (1827-1829) وحرب القِرَم.

وأبدى الأرمن في الأناضول العثمانية ولاءهم للقضية الروسية بعملهم جواسيس أيضًا للروس؛ فقد عبر الأرمن من الأناضول الحدود وقدموا تقارير عن تحركات القوات العثمانية في جميع حروب شرق الأناضول.

وساعد الأرمن الأناضوليون الجيوش الروسية الغازية في عام 1827، وتبع عدة آلاف منهم الجيش الروسي حين غادر إلى خارج الأناضول، وخلال حرب القِرم قدَّم الأرمن أيضًا للروس معلومات استخباراتية من مدينة قارص المحاصرة.

ومهَّد المرشدون الجواسيس من الأرمن من الأناضول العثمانية الطريق للغزاة الروس في عام 1877، ورحّب أرمن وادي الشكرد بالجيوش الروسية الغازية في عام 1877، وعندما انسحب الروس غادروا جميعًا معهم ، حتى أن الرهبان قد حولوا الأديرة إلى مخازن للسلاح وإيواء للمقاتلين الأرمن ، كي تكون نقطة تسلل لثوريين أرمن يعملون ضد الإمبراطورية العثمانية ، وعندما استولى الروس على مدينة قارص العثمانية،ساعد الأرمن أصدقاءهم الروس في قتل الجرحى من الأسرى العثمانيين ، وحينما استولى الروس على مدينة أرضروم العثمانية، عيّنوا أرمنيًّا في منصب قائد الشرطة .
وقام الأرمنيون بالإفادة من وجود الروس فعاملوا المسلمين بقسوة وأهانوهم،وعانى المسلمون العثمانيون في منطقة باتوم التي استولى عليها الروس، فقد قاموا بمعاونة الأرمن بابتزاز المال والممتلكات الشخصية، وحرموا المسلمين من جوازات السفر، وأصبحت باتوم مسرحًا جماعيًّا للظلم والسلب والنهب ، وقد تمكن العلماء من خلال الحفريات التي أجروها في منطقة الأناضول الشرقية، من الكشف عن هذه المجازر التي ارتكبتها العصابات الأرمنية في المنطقة، أواخر القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين.
وتمكن مركز دراسات العلاقات التركية الأرمنية، التابع لجامعة أتاتورك، من خلال الأبحاث التي أجراها بهذا الشأن، من العثور على 185 مقبرة جماعية، تعود للمدنيين الذين تعرضوا للقتل على يد العصابات الأرمنية في مدينة "زيفة" بولاية وان شرقي الأناضول، وقرية "ألاجا"، بولاية أرضروم شمال شرق تركيا، ومنذ ذلك الحين استمرت الحفريات، في عدد من الولايات بينها أرضروم، وبتليس، وغيراسون، وأرضاهان، وقارص، واغدير، وتم من خلالها العثور على رفات 5 آلاف مسلم تركي.

عندما استقلت بلغاريا عن الدولة العثمانية في 1878 سرّع الأرمن في وتيرة العمليات العسكرية ضد الدولة العثمانية بغية الاستقلال مثل بلغاريا ، فشاعت تمردات الأرمن على الحكومة العثمانية في كل أنحاء الشرق بعد عام 1890، وشكّل الأرمن عصابات لقتال المسلمين، وسقط كثير من القتلى من الجانبين، ووصل الأمر لمحاول الأرمن اغتيال السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1905م ، ولكنه عفى عنه لتليطف الأجواء المتوترة ، وفي 14 أبريل عام 1909م بدأت الهجمات الأرمنية على المسلمين في منطقة أطنة، متأثرة برجل الدين المسيحي الأسقف موستش، الذي بشر بأمة أرمنية مستقلة، ومات قرابة عشرين ألفًا من الطرفين. يقول جستن مكارثي: "كانت أحداث عام 1890 وعام 1909 مهمة في تهيئة المناخ النفسي لعام 1915 .

ما الذي جرى سنة 1915 ؟

في عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى وأعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية، وخلال العام الأول للحرب، كان العثمانيون منهكين بثورات الأرمن في كل مناطق شرقي الأناضول، وقبل أن تعلن روسيا الحرب كان الأرمن ينظمون أنفسهم في فرق لحرب العصابات التي سيشنونها على العثمانيين، فقاموا بتكديس مخازن احتياطية من الأسلحة بتمويل من روسيا، وحين أُعلنت الحرب دخول أرمن الأناضول -الذين رحلوا إلى روسيا في السابق- إلى الإمبراطورية العثمانية من جديد، وقادوا فرق رجال العصابات، وانضم إلى العصابات عدد كبير من الأرمن الذين فروا من الجيش العثماني، والذين شكلوا عصابات قطاع طرق ولصوصية في الأناضول، ثم انضموا إلى القوات الروسية والأرمنية ، وبداية من عام 1915م ازدادت وحشية وجرائم الأرمن بحق المسلمين سعيًا منهم للاستقلال عن الدولة العثمانية، مستغلين انشغال العثمانيين بالحرب العالمية الأولى، يقول مكارثي صاحب كتاب " الطرد والإبادة " : "كانت أعمال الاغتصاب الوحشية جلية في كل مكان، وأعمال التعذيب قبل القتل شائعة ، و يبدو أن هجمات الأرمن على مسلمي الشرق في أثناء الحرب العالمية الأولى تركزت على القتل بدلًا من الدفع إلى الفرار "

في 20 أبريل (عام 1915) بدأ الأرمن في إقليم وان بالأناضول في إطلاق النار على مخافر الشرطة ومساكن المسلمين، مع تقدم الأرمن وتغلبهم على قوات الأمن العثمانية، أحرقوا الحي المسلم وقتلوا المسلمين الذين وقعوا في أيديهم،ودُمرت قُرى زفيه، وملا قسيم، وشيخ قرة، وشيخ عينة، وزورياد باكس، وخضر، وعمق، وآيانس، وورندز، وحرويل، ودير، وزيوانا، وقرقر، وقرى كثيرة لم تُحدد بالاسم. دُمر كل شيء إسلامي في وان ، جرى إحراق أو هدم جميع المساجد،وهاجمت العصابات الأرمنية على الطرق كثيرًا من أولئك الذين استطاعوا الفرار، وكانوا يقتلون جميع المسلمين الذين يمرون قريبًا منهم.
 وقام الأرمن بسرقة ما يحمله المسلمون الفارون، واغتصبوا كثيرًا من النساء . فكيف رد العثمانيون على ذلك كله ؟

لقد كان الرد العثماني على الثورة الأرمينية لا يختلف كثيرًا عن رد حكومات العصر الحديث التي تواجهها حرب العصابات، عزل العصابات عن الدعم المحلي بالتخلص من المناصرين المحليين. لقد أدرك العثمانيون أن الثوار الأرمن يتلقون دعمًا مطلقًا من القرويين الأرمن ومن أرمن المدن الشرقية التي كانت موطنًا لزعماء ثورتهم، لذلك قرر العثمانيون اتخاذ إجراء جذري:
 نزوح قسري للسكان الأرمن من المناطق العسكرية الفعلية أو المحتملة ، أي نقل وإعادة توطين الأرمن ، قرار إجبار الأرمن على الرحيل صحيح باللغة العسكرية المحضة، لكنه سبَّب متاعب ووفيات كبيرة بينهم، وهذا يبعث على الأسى.
ومع ذلك أدى القرار إلى النتيجة المرجوة: تضاءلت هجمات الثوريين الأرمن .
تقول مصادر الارمن أن أعداد من ماتوا من الأرمن ابان عمليات التهجيرمن ١٩١٥- ١٩١٨ نحو نصف مليون ارمني ، وتقول ان حملة التهجير كانت متعمدة من اجل إبادة الارمن لأنه العرق الوحيد غير المسلم في تركيا ، بينما المصادر التركية تقول انهم ٣٠٠ الف ارمني ، وتقول ان معظمهم مات بسبب البرد والجوع ولظروف الحرب العالمية الأولي التي جعلت هذه المنطقة عبارة عن جبهات قتال وإغارة
فحسب المصادر التركية ان ما حدث للأرمن ليس إبادة لأنه تم بعوامل طبيعية دون أمر بالقتل ، وأن الرقم الذي تقدره المصادر الأرمينية ومن يتاجرون بالقضية في الغرب
هو مليون ونصف مليون ارمني هو رقم مستحيل لأن تعداد الارمن في جميع أنحاء الدولة العثمانية حسب احصاء 1914 بلغ مليون و ٢١٩ الف ارميني .

أوروبا وأمريكا أو العالم المسيحي عامة له رؤيته الأيديولوجية الخاصة ، وحساباته السياسية والإستراتيجية التي قد تدفعه لذلك الموقف الحدي من الموضوع الأرمني والدولة العثمانية ، ففرنسا تجد فيه فرصة سانحة لتعويق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ، وروسيا تشارك بوصفها الراعي الرسمي لكل جرائم العصابات الأرمينية ، وأمريكا لا يعجبها الطموح التركي نحو تأسيس حلف سنّي مع السعودية وقطر ، بالجملة الموقف الغربي مفهوما إلى حد ما ،أما الذي يدعو للأسف ذلك الموقف الغريب للسلطة المصرية من هذه المزاعم الأرمينية ، والذي يعتبر إلى حد كبير من جنس المكايدة والمناكفة التي تقع من النساء .

فقد انتهز نظام الجنرال السيسي المناسبة لتصفية حسابه الثقيل مع أردوجان وحزبه ، نظرًا لمواقفها الرافضة للنظام العسكري في مصر والداعم للرئيس محمد مرسي ولثورة الخامس والعشرين من يناير ، وذلك بشن حملة سياسية وإعلامية ضارية ضد تركيا وحزب أردوجان ، فالوفد المصري المشارك في احتفالات مئوية هو الوفد الأكبر من حيث العدد بعد الوفد الفرنسي ، ويشارك فيه شخصيات دينية وسياسية وإعلامية رفيعة بقيادة تواضروس الثاني رأس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ، وشهدت مصر، لأول مرة، رفع دعوى قضائية ضد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، للمطالبة باعتراف الحكومة المصرية بمذابح الإبادة الجماعية التي أدارتها دولة الخلافة العثمانية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى .
فيما دعا عضو التنظيم القبطي(1) المتطرف "اتحاد شباب ماسبيرو" مايكل سمير، المجتمع الدولي إلى فرض حصار اقتصادي على تركيا، "لإجبارها على الاعتراف بمذبحة الأرمن، وجرائم الدولة العثمانية ، وواصل زعمه: أن الحكومة التركية الحالية "تسير على نهج العثمانيين، وتواصل إرهاب المنطقة من خلال دعم جماعات الإرهاب مادياً، مثل تنظيم الدولة والإخوان، لتنفيذ عمليات إرهابية في حق مواطنين أبرياء في مصر وتونس وسوريا والعراق".

أما الموقف التركي للرد على كل هذه المناكفات والمزيدات الأوروبية والمصرية فجاء متسقا مع الذكاء السياسي لأردوجان ونظامه ، فسوف تحيي تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة الذكرى المئوية لمعركة غاليبولي في مراسم ضخمة ترمي إلى المصالحة، لكن يغطي عليها الجدل حول مئوية مجازر الأرمن ، ولبى حوالي 20 قائدًا من دول العالم، بينهم من خصوم الماضي، دعوة أنقرة التي تبدأ يوم الجمعة لإحياء ذكرى عشرات آلاف جنود السلطنة العثمانية وقوة بريطانية فرنسية مشتركة سقطوا في معركة من تسعة أشهر، انتهت بهزيمة فادحة لحلفاء الحرب العالمية الأولى ، ومن بين المشاركين في المراسم التي تجري على ضفة مضيق الدردنيل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ورئيسا وزراء أستراليا ونيوزيلندا ، وقد استغل أردوجان المناسبة لحشد الرأي العام لانتخابات 7 يونيو التشريعية بإظهار نفسه حامي حمى القومية التركية وإرث الدولة العثمانية والمدافع عن الدولة التركية الحديثة ، في حين تذهب المناكفة بالدماء والمتاجرة بالآلام إلى مزابل التاريخ مع أصحابها .

اقرأ أيضاً
إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق