الثلاثاء، 21 أبريل 2015

لماذا التقى السيسي رئيس الـ CIA رغم اتهامها بتدمير مصر؟

لماذا التقى السيسي رئيس الـ CIA رغم اتهامها بتدمير مصر؟


باحث أمريكي: إذا كانت “سي آي إيه” مسؤولة عن كافة المؤامرات لتدمير مصر فكيف استقبلوه؟هل بحث مدير المخابرات الأمريكية في مصر عودة الخدمات الاستخبارية التي كان يقدمها لهم مبارك ومنها “التعذيب بالوكالة”؟

عادل القاضي – التقرير

ما الذي يفعله مدير المخابرات الأمريكية في مصر؟، وماذا يعني حضور “جون برينان” للقاهرة لأول مرة منذ انقلاب 3 يوليه 2013، وأن يلتقي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؟، ولماذا استقبله السيسي بالرغم أن هذه الوكالة الأمريكية متهمة من قبل إعلام السيسي ووزراءه السابقين بأنها تزعمت المؤامرة على ما يسمونه “ثورة 30 يونيو”، وساندت الرئيس السابق “مرسي” بدعوي أنه “عميلها”؟.

وهل صحيح ما يتردد من قبل مراقبين ومواقع التواصل في مصر أن زيارة مدير المخابرات الأمريكية لمصر يحتمل أن يكون البند الأول فيها مناقشة الحكم الذي سيصدر اليوم الثلاثاء 21 أبريل علي الرئيس السابق محمد مرسي فيما يسمي بـ “قضية الاتحادية”؟

ورجحوا أن يكون مدير المخابرات الأمريكية قد علم بالحكم مسبقا، وأنه “اعتمده”، بما يصب في صالح واشنطن، ومناقشة تداعيات هذه الأحكام الإخيرة بالإعدام علي قيادات الاخوان، والتي وصلت بالجملة إلي 739 حكما منذ الانقلاب، إضافة لأحكام أخري متوقعة، اليوم الثلاثاء، في أول قضية ضد مرسي وسط توقعات تستبعد اعتماد حكم باعدام مرسي وربما الاكتفاء بالسجن.

كان حضور “برينان” للقاهرة والاحتفاء به وإصدار الرئاسة بيانا ترحيبا حول لقائه السيسي ومدير المخابرات المصرية، وخروج الصحف المصرية المؤيدة للسلطة للحديث عن مغزى الزيارة، وأنه اعتراف أمريكي بالوضع الجديد في مصر، مثار شد وجذب بين مؤيدي ومعارضي السيسي.

فاللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني والاستراتيجي المصري، خرج ليؤكد على فضائيات مصرية أن اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية سى آى أيه، “يؤكد مكانة ودور مصر في حربها ضد الإرهاب ومواجهة خطر جماعة داعش الإرهابية“.

بالمقابل سخر نشطاء مصريون وأمريكيون من الحفاوة بمدير الوكالة الأمريكية في مصر، واستغربوا تغير لهجة الإعلام المصري من اعتبارهم CIA مصدرا للشرور والمؤامرات ضد مصر ونظام السيسي عقب الانقلاب عام 2013، ثم تحول الإعلام والنظام في مصر للترحيب بالتعاون مع الوكالة الأمريكية.

وسخر الباحث الأمريكي “تود رافنر” من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع “جون برينان”، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يوم الأحد، وكتب رافنر عبر حسابه على شبكة تويتر: “لماذا يلتقي السيسي مع مدير “سي آي إيه” إذا كانت “سي آي إيه” مسؤولة عن كافة المؤامرات لتدمير مصر؟“.




وكان الباحث الأمريكي يسخر بذلك على ما يبدو من الخطاب شبه الرسمي الذي تتبناه وسائل إعلام مصرية حكومية وخاصة، وغيرها، والذي يتهم الأجهزة الاستخبارية الأمريكية بالتخطيط لتدمير البلاد، منذ تولي السيسي السلطة بالانقلاب علي الرئيس مرسي ثم انتخابه رئيسا.

 وفي سياق مشابه، غرد “تشارلز دن” مدير برامج الشرق الأوسط بمنظمة “فريدوم هاوس” الأمريكية قائلا: “محادثات برينان-السيسي: هل تناولت القمع في مصر؟ الإجابة هي “لا” على الإطلاق“، في إشارة للتوجه الأمريكي للتعاون مع نظام السيسي علي غرار ما كان يحدث سابقا مع نظام مبارك دون اعتبار لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

ماذا جري في اللقاء؟

 وفي بيان رئاسي رسمي، فقد استهدف اللقاء بين “السيسي” و”برينان” مناقشة سبل تعزيز الروابط الثنائية، ومناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية، والتأكيد على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى وضع أسس للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

واتفق السيسي مع المسؤول الأمريكي على الاستمرار في التشاور والتنسيق بشأن قضايا تحمل اهتماما مشتركا، لا سيما مواقع التوتر في الشرق الأوسط، والجهود الدولية لمحاربة الإرهاب.

وقال اللواء سامح سيف اليزل، إنَّ هذه الزيارة هي الأولى للمسؤول الأمريكي منذ بداية حكم الرئيس السيسي، وأنَّ اللقاء “ركز على التحالف الدولي المواجه لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًا بـ”داعش”، وكذا عملية “عاصفة الحزم”، التي تستهدف مواقع جماعة أنصار الله “الحوثي” في اليمن“.

وأوضح اليزل أن مصر والولايات المتحدة يجمعها العديد من القضايا الهامة المشتركة على صعيد الأمن القومي للمنطقة، وكذا التعاون المتعلق بتبادل المعلومات عن “الجماعات الإرهابية والتخريبية“، علي حد قوله.

 وأشار اليزل إلى أنَّ: “المخابرات العامة المصرية قادرة على التوصل إلى معلومات مهمة، للولايات المتحدة، وكذا دول المنطقة“.

وكانت العلاقات بين واشنطن والقاهرة، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، شهدت بعض الفتور عقب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 وما تلاها من قمع دام لأنصاره.

فقبل عودة العلاقات الأمريكية مع السيسي للتحسن، انهالت القصص عبر الصحف المصرية المؤيدة للسلطة عن مؤامرات أمريكية ضد مصر ونظام السيسي، وارتفعت بانرات ضخمة في عدة شوارع مصرية تصف الرئيس أوباما بالإرهابي، وخرج إعلاميون ليصرخوا عن خطط للمخابرات الأمريكية لإسقاط حكم الرئيس السيسي بالتعاون مع الإخوان.

وكان مما نشر في ذكري احتفالات مصر بثورة 25 يناير أوائل العام الجاري في صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة هو: “مؤامرة تركية ضد مصر بمشاركة الولايات المتحدة“، وتحدثت عن اجتماع لمدة 7 ساعات بين المخابرات التركية والأمريكية بقاعدة «مرمريز» لمحاصرة مصر سياسياً واقتصادياً.

الصحيفة، -التي يمتلكها رجل الأعمال «محمد الأمين» المقرب من السلطة وأحد ممولي الحملة الإعلامية ضد الرئيس السابق «محمد مرسي»-، تحدثت عن رصد اجتماع مشترك عُقد في مقر إحدى الوحدات البحرية التركية بمنطقة «مرمريز» التركية، تحت اسم «خنق السيسى»، وضم ممثلين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» وممثلين للمخابرات التركية، حينئذ.

وزعمت أن «اجتماع ممثلي المخابرات الأمريكية والتركية استمر أكثر من 7 ساعات»، وخرج بتوصيات أهمها «مواصلة الضغوط على السلطة الحالية فى مصر، ومحاصرتها سياسياً واقتصادياً، وتقديم الدعم لعناصر الإخوان والجماعات “الإرهابية”، والنشطاء السياسيين والحقوقيين، بغرض التخطيط وتعزيز خطاب إقامة ثورة على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى»، إضافة لدعم شخصيات موالية لتركيا وأمريكا في مصر، لتنظيم مظاهرات عنيفة ومسلحة تسيطر على ميادين رئيسية بمصر، وتقديم تركيا الدعم اللازم بالمال والسلاح للجماعات “الإرهابية” في مصر، خاصة في سيناء، لضمان مواصلة حربها ضد الجيش والشرطة.

وأشارت الصحيفة إلى خطط لتعطيل أي صفقات أسلحة لمصر خلال الفترة المقبلة، سواء من الولايات المتحدة أو أية دول أخرى، كما نشرت فضائيات موالية للسلطة حينئذ آراء لعدد من الخبراء العسكريين المثيرين للجدل، يتحدثون أيضا عن “مؤامرة أمريكية تركية لتقسيم مصر في ذكرى 25 يناير“.

وظهر اللواء «حسام سويلم»، على فضائية «التحرير» ليؤكد أن «هناك مؤامرة أمريكية تركية؛ من أجل زعزعة استقرار مصر، من خلال تشتيت جهود القوات المسلحة والداخلية ونشر الفوضى الخلاقة في البلاد في ذكرى ثورة 25 يناير 2015“.

وأرجع «سويلم» هذا الأمر لمحاولة أمريكا «فرض هيمنتها على هذه المنطقة، من خلال تقسيم المنطقة إلى 3 أجزاء»، على أسس عرقية وطائفية ومذهبية، بواسطة منظمات الإسلام السياسي مثل «داعش»، خاصة بعد فشل مخططهم مع جماعة الإخوان “الإرهابية”، وذلك «بتمويل قطري وتسليح تركي وتخطيط من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان “الإرهابية”»، بحسب قوله.

غير أن العلاقات بين البلدين عادت تقريبا إلى طبيعتها في نهاية مارس الماضي، مع إعلان الولايات المتحدة الإنهاء التام للتجميد الذي كانت فرضته على جزء من مساعداتها العسكرية السنوية لمصر البالغة 1،3 مليار دولار.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق من الشهر الجاري صفقة صواريخ محتملة إلى مصر بقيمة 57 مليون دولار، مبررة إياها بأنها تصب في مصلحة الأمن القومي، عبر “المساعدة على تحسين الوضع الأمني لبلد صديق، كانت وما زالت قوة إقليمية هامة للاستقرار السياسي، والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط“، كما أعلن الرئيس الأمريكي خلال مكالمة هاتفية مع السيسي رفع الحظر عن المساعدات العسكرية.

هل يعود التعاون مع سي أي إيه؟

وبحسب ما قاله اللواء سيف اليزل عن تعاون استخباري أمريكي مصري، من المحتمل أن يكون لقاء مدير المخابرات الأمريكية مع السيسي عودة لتدشين نفس السياسة القديمة التي كانت تتم بين مصر والمخابرات الأمريكية فيما يخص التيارات “الإرهابية”، والحركات الجهادية.

ففي حوار جرى بين عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية الراحل بين عامي 1993و2001، وبين رئيس عمليات السى أى إيه في مصر في نهايات عام 2002 كما جاء في الصفحتين رقم 132 و133 من كتاب “مبدأ الواحد بالمائة one percent doctrine” للصحفي الأمريكي المرموق رون سوسكيند Ron Suskind جاء فيه: أن وفدا من كبار زعماء القبائل الأفغانية ادعى أنهم تأكدوا من مقتل أيمن الظواهري، الرجل الثاني فى تنظيم القاعدة، وأن لديهم أجزاء من جسده، من ضمنها الرأس وطالب الوفد الأفغاني الجانب الأمريكي بمكافأة الـ 25 مليون دولار نظير قتل أيمن الظواهري، ولم تجد السى أى إيه وسيلة للتأكد من صدق الادعاء الأفغاني إلا الاتصال بالمخابرات المصرية طلبا للعون .

وكان كل ما يريده الجانب الأمريكي يتمثل في عينة من دم محمد الظواهري، الأخ الأصغر لأيمن الظواهري، المعتقل في مصر للتأكد من هوية الحامض النووي DNA للأشلاء الموجودة لديهم، إلا أن المسؤول المصري عرض عليهم قطع ذراع محمد الظواهري، وإرسالها لهم، بحسب الكتاب.

حيث رد سليمان بالنص قائلا: “ليس هناك مشكلة، نحن لدينا إخوة، سنقطع ذراعه ونرسلها إليكم»، ورد عليه مسئول عمليات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) “يا للهول، لا، نحن نريد فقط عينة من دمه، هذا كل ما نريد، فقط عينة دم“.

وشرح الصحفي “سوسكيند” الحاصل على جائزة بوليتزر المرموقة للصحافة، في كتابه تفاصيل كثيرة ومهمة للخدمات التي قدمها النظام المصري السابق خاصة فيما يتعلق بـ “التعذيب بالوكالة”.

أيضا سبق لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أن منحت “سليمان” لقب (أقوى أشباح التجسس في منطقة الشرق الأوسط)، حيث حصل على المركز الأول في قائمة أفضل مديري المخابرات في المنطقة إلا أن الصحفي البريطاني ستيفن غراي الحائز على جوائز دولية في الصحافة الاستقصائية وصفه في كتابه (الطائرة الشبح) بأنه “جلاد تعذيب دولي“.

وحمل كتاب ستيفن غراي معلومات أخري خطيرة جدا عن نائب مبارك ومدير مخابراته الراحل، مشيرا إلى أنه في يونيو 1995 وقّع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون توجيهه الرئاسي لاختطاف وتعذيب كل مشتبه به بممارسة الإرهاب حول العالم، واستمع ساندي بيرغر مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي إلى التوجيه ونفذه بشكل سريع وأطلق عملاءه عبر العالم لتنفيذ مهام محددة، ووجه بيرغر تعليمات لعمر سليمان الذي تلقى إشارة واشنطن ومد رجاله مع رفاقه الأمريكيين إلى كرواتيا في 13 سبتمبر 1995 ليخطفوا طلعت فؤاد قاسم إلى سجن أبو زعبل “شرقي القاهرة”، ومن ثم تصفيته هناك ، بحسب “غراي”.

وكشف الكتاب عن تعذيب سليمان شخصيا للمعتقل الإسترالي السابق ممدوح حبيب في القاهرة، حيث نقلته إحدى طائرات الشبح من باكستان إلى مبنى المخابرات وهناك مارس معه سليمان أبشع أنواع التعذيب وفشل في إرغامه على الاعتراف بارتكاب جرائم إرهاب بعينها ولم يكن أمام مدير المخابرات سوى أن يقتله.

ورصد الكتاب 48 رحلة طيران بين مطارات مصرية أبرزها القاهرة والأقصر وشرم الشيخ لنقل السجناء في الفترة من 18 يناير 2001 إلي 2 أغسطس 2005، وأوضح أن أول حالة ترحيل قسري إلى مصر كانت واقعة ترحيل أحمد عجيزة ومحمد الذري المتهمين بانضمامهما للجناح العسكري لتنظيم الجهاد المصري وتم ترحيلهما من السويد إلي مصر يوم 18 ديسمبر 2001 علي متن طائرة جولف ستريم.

وكشف الكتاب نقلاً عن تقرير لهيومان رايتس ووتش صدر في 2005، عن استقبال مصر 70 سجيناً على أراضيها متهمين بالإرهاب، وقال: “إن لدية معلومات عن تلقي مصر أعداداً أكبر من جنسيات أفريقية وآسيوية وعربية ذكرها “جراي” في كتابه”، وأشار إلى أن اختيار “مصر مبارك” كمحطة لتعذيب المختطفين لم يأت بمحض المصادفة فهناك تراث من التعذيب يعود إلى اليوم الذي ساق فيه عبد الناصر مناضلي الشعب المصري إلى زنازين أبو زعبل وليمان طرة، أما الميزة الأخرى فهي وجود ضابط دموي جلاد على رأس المخابرات العامة يدعى عمر سليمان يهوى رؤية القتل والتصفيات الجسدية بعينيه بل وحتى ممارستها بيديه، بحسب الكتاب .

وفي 10 ديسمبر الماضي 2014، ورداً على تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الذى ينتقد برنامج وكالة المخابرات المركزية «سى.آى.إيه» في استجواب المعتقلين، في مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، نشرت صحيفة «الجارديان»، البريطانية، خريطة بالدول التي استضافت سجوناً سرية للوكالة الأمريكية، والبلدان التي سهلت عمليات التعذيب، قائلة إن مصر إحدى الدول التي سهّلت هذه العمليات.

حيث بلغ عدد الدول التي استضافت سجونا سرية، وفقاً لتقرير الصحيفة البريطانية 9 دول هي: أفغانستان، والبوسنة والهرسك، ومنتجع جوانتانامو، والعراق، وليتوانيا، والمغرب، وبولندا، ورومانيا، وتايلاند، فيما بلغ عدد الدول التي سهلت عمليات التعذيب 47 دولة، منها 10 دول عربية هي: مصر، والجزائر وموريتانيا، والأردن، والسعودية، وليبيا، والصومال، وسوريا، والإمارات، واليمن.

وقد رأت مجلة «تايم»، الأمريكية، حينئذ أن “تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي يعد بمثابة تذكرة للمصريين بعهد الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، حيث كانت القاهرة وجهة للتعذيب بالوكالة“.

ويطرح هذا التاريخ السابق للتعاون بين مصر ووكالة الاستخبارات الأمريكية في عهد مبارك، تساؤلات حول: هل بحث مدير المخابرات الأمريكية في مصر عودة الخدمات الاستخبارية التي كان يقدمها لهم مبارك مع السيسي، ومنها “التعذيب بالوكالة” الذي تشتهر به حكومة السيسي كما تشير تقارير المنظمات الحقوقية الدولية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق