الاثنين، 20 أبريل 2015

عاصفة الحزم والوجع الإيراني

عاصفة الحزم والوجع الإيراني


صباح الموسوي
رئيس المؤسسة الأحوازية للثقافة والإعلام
منذ ان بدأت الضربات العسكرية لعاصفة الحزم بقيادة (العدو اللدود لإيران) المملكة العربية السعودية ضد حركة الحوثي وأنصار الرئيس اليمني المخلوق علي عبدالله صالح , والخطاب الايراني ضد عاصفة الحزم يتنقل من ادنى مسؤول سياسي وبرلماني وعسكري, مرورا بوزير الخارجية والمرشد الاعلى وانتهاء برئيس الجمهورية حسن روحاني حاملا الفاظا ونعوت نابية ضد المملكة العربية السعودية والدول العربية المشاركة في عاصفة الحزم.
هذا ناهيك عن الخطابات النارية لوكيل ايران في لبنان زعيم حزب الله حسن نصر الله والتي كان آخرها يوم الخميس الـ 16 من ابريل الجاري و الذي كان صوته فيه يوحي بانه مخنوق بالعبرة من شدة الالم الذي يعانيه من ما خلفته الضربات العسكرية لعاصفة الحزم ضد حلفاءه في اليمن.
ولكن هل الموقف الايراني سوف يبقى في حدود هذا الخطاب الحزين, الذي لاشك انه يعكس شدة المرارة التي تغض كبد النظام الايراني و اتباعه, ام ان هذا الخطاب يمكن ان يتطور ليصل الى حد اللجوء الى العمل العسكري ضد الدول المشاركة في عاصفة الحزم؟
ان من يعرف العقلية السياسية الايرانية يستطيع بسهولة ان يحدد الخطوة الايرانية القادمة, فبدون معرفة العقلية السياسية الايرانية التي تتسم بالمراوغة وقت الضعف, لا يمكن الجزم بالخطوة الايرانية القادمة.
لقد سارعت ايران وعبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى طرح مبادرة بشأن اليمن قدمتها الى الامين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" تدعو فيها إلى: «وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الهجمات العسكرية لعاصفة الحزم ، وتقديم المساعدات الإنسانية، واستئناف حوار وطني واسع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة ".
وهذه المبادرة تعكس جانبا من الاسلوب الايراني في المراوغة عند ما تكون في موضع الضعف, فهي سبق ان رفضت جميع المبادرات السياسية الاممية والإقليمية لحل الازمة السورية , وهي التي احبطت جميع الحلول والمبادرات الدولية والإقليمية لتأسيس حكومة شراكة وطنية حقيقية في العراق, وهي ايضا التي كانت وما تزال وراء اسقاط المحاولات الرامية لانتخاب رئيس جمهورية للبنان من خلال تعنت حزب الله وحركة امل وحلفاءهم من امثال الجنرال عون وحزب البعث الموالي لبشار الاسد.
كما لا يمكن لأي متابع للشأن اليمني أن يتجاهل دور ايران في اسقاط المبادرة الخليجية التي سعت الى حل الازمة اليمنية عبر تشكيل نظام شراكة وطنية يكون للحوثيين حصة فيها على قدر حجمهم . وذلك يوم كانت ايران ترى نفسها انها صاحبة اليد الاطول والموقف الاقوى في اليمن . لذا فعندما تأتي اليوم و تطرح مبادرتها الخاوية المصحوبة بهجوم اعلامي وخطابات هستيرية ضد المملكة العربية السعودية والدول المشاركة في عاصفة الحزم , فانها تكشف عن ضعف موقفها الذي لم يتجاوز لحد الآن سوى هذه المبادرة العقيمة وهذه الخطابات المريضة, وذلك بهدف تخدير اتباعها وحلفاءها اولا, وإظهار نفسها بمظهر الدولة المسالمة التي لا تميل الى تصاعد الازمات في المنطقة حيث انها تعلم ان مثل هذه الألاعيب تنطلي على اتباعها الذين ادمنوا على هذه الخطب الرنانة, وتنطلي كذلك على الكثير من السذج والاميون الذين لا علم لهم بفن السياسية وبالحيل التي يجيدها ملالي النظام الايراني والتي هي من صلب عقيدتهم الباطنية.
لهذا نرى ان الصراخ الايراني ناجم عن موقف الضعف الذي يشعر به حكام طهران حيال الحدث الكبير الذي اوجدته عاصفة الحزم التي لم تستهدف الحوثيين كونهم جماعة متمردة على الشرعية في اليمن بقدر ما انها استهدفت احد اهم اذرع المشروع الايراني في المنطقة.
و لهذا لا يمكن لإيران ان تذهب ابعد من هذا الذي قامت به لحد الآن .
ولكن قد يقول قائل ان لإيران اتباع واذرع في بعض الدول الخليجية المشاركة في عاصفة الحزم قد تلجئ الى تحريكهم لخلق ورقة ضغط داخلية ضد هذه الدول؟
نقول إن تجربة الغوغائيون في مملكة البحرين هي افضل مثال لأتباع ايران في المنطقة حيث ورغم كل الدعم الذي حصلوا عليه من ايران وبعض الدول الغربية, وعلى رأسها امريكا, الا ان محاولتهم باءت بالفشل واعتقد جازما ان اتباع ايران في الخليج الذين يعيشون بنعيم ورفاهية يحسدهم عليها العالم اجمع ,سوف لن يضحوا بهذا النعيم ليصبحوا بين سجين وطريد يتسكع في الازقة المظلمة لمدن قم والنجف. خصوصا وان بعضهم قد خاض في ثمانينيات القرن الماضي تلك التجربة المريرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق