الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

فتنة الملك فيصل

بسم الله الرحمن الرحيم
فتنة الملك فيصل

الدكتور محمد عباس
كانت هذه هي التغريدة التي قلبت الدنيا:
سألني:
ماذا لو فوجئت بملك عادل كفيصل يحكم هناك غدا وسألك بأي شيء نبدأ؟
قلت: 1_محاكمة المغردين وإعدام المجرمين
2_هدم الأصنام حول الكعبة وأولها فندق الساعة وإخلاء كيلومتر حولها لعامة المسلمين خاصة الفقراء
3_ محاكمة من سجن الشيوخ وإعدامهم
4_ إعلان شامل للجهاد أوله العلم وآخره الجيش
وهذا وكما ترون فإن موضوع الملك فيصل:
أولا: لم يكن هذاموضوعا أصليا ولا حتى فرعيا حتى نختلف عليه أو فيه، بل كان مثالا ضرب للتشبيه لو ألغيته كله لما أثر على المعنى الذي أريد أن أوصله للقارئ وفي التشبيه لا تثريب عليك مهما بعد القياس: فالله قد ضرب الأقل لنوره.. مثلا من المشكاةفي المصباح.
ولو راجعت القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لوجدت آلاف التشبيهات التي يقع الإنسان في خطأ جسيم لو فهمها بالمعنى المباشر، ولعلنا فقط نضرب مثلا-ولله المثل الأعلى- ب: يد الله فوق أيديهم . خلاصة القول موضوع فيصل كان جانبيا وهامشيا . ألقه من النافذة وأكمل!!!
مثلا-ولله المثل الأعلى- ب: يد الله فوق أيديهم . خلاصة القول موضوع فيصل كان جانبيا وهامشيا . ألقه من النافذة وأكمل!!!
ثانيا: رد البعض المليء بثقة لا محل لها: ) لكنه من آل سعود( ، وهو رد مخطيء فقد كان سيدنا عمر بن عبد العزيز من بني أمية مثل يزيد وكان أبو سيدنا أبو عبيدة كافرا ويقال قتله في بدر. ثم أن الملك فيصل ليس مناط البحث عموما، أما فيما يتعلق بتجربتي الذاتية التي لا تلزم القارئ فقد رأيت أنه انقلب في عاميه الأخيرين من فاسق إلى عادل ويكفيني موقفه من الغرب وتهديد وقوله إزاء التهديدات الغربية الاقتصادية:
"أننا قوم كنا نعيش على لبن الإبل والتمر ومستعدون للعودة كما كنا"،وقوله أنه مشتاق للصلاة والقدس ثم أنني شاهدت بعيني تجربة كنت قريبا منها عندما اعتدى أميران على موظف فلسطيني صغير بالضرب حتى الموت،فذهب أبوه واشتكى لفيصل،وأدخل الأميران السجن ثم المستشفى مع حراسة مشددة وأمر بإطلاق النارعليهما إذا ما حاولا الفرار(رويت هذه القصة قبل ذلك)
ولقد قصدت بإيراد اسم فيصل أن أجعل الصالحين من آل سعود وأعلم أنهم قلة لا يناصبونا العداء وليعلموا أن عداءنا مع الظلم وليس مع أسرة وإن تمنينا خلعها من جذورها من الحكم. كنت أتألف قلوبا قد يكون فيها خير. لكن بعض القراء تصرف بغلظة لا مبرر لها وجهل لا مسوغ له ويقين لا سند له أبدا بأنهم على الحق وأن كلامهم هو الصواب، فتصرفوا بجهل وغرور وكأنما حرمت التوبة والهداية على آل سعود بلا استثناء، تصرفوا وكأنهم يحملون مفاتيح خزائن رحمة الله
ثم.. بعد هذا كله: هل نحن مخولون أن نقول فلانا في الجنة وفلانا في النار؟ إلا من أخبرنا الله عنهم
كنت أنتظر من أي واحد منهم أن يختم هجومه وإدانته الساحقة الماحقة
كنت أنتظر من أي واحد منهم أن يختم هجومه وإدانته الساحقة الماحقة للملك فيصل بقوله كما أدبنا الإسلام: (والله أعلم).. لكن يقين هؤلاء كان يقين المخبرين الذي لا يتزحزح أبدا عما قاله لهم الضابط أو الأمير وقد أمرهم هذا أو ذلك أن الطريقة الوحيدة للشوشرة على القضية الهامة التي طرحتها التغريدة من قيام ثورة شاملة تنسف نظام الحكم الطاغوتي الظالم وتتساءل عن الأولويات عند تمام الثورة، فكيف يشوشرون على هذا كله وكيف يمنعون القراء من الخوض فيه وكيف يجرونهن جرا إلى موضوع الملك فيصل كقنبلة دخان تعمي الأبصار فلا ترى وتلهب الحلوق فلا تنطق.
وبعد هذا كله ألق حكاية فيصل كلها من النافذة وأكمل الموضوع!!!!
ثالثا : أن موضوع التغريدة الرئيسي كان قائما على افتراض أن تغييرا جذريا حدث في نظام الحكم وبدأت محاسبة الظالمين، كانت التغريدة تقول:موضوع التغريدة الرئيسي بل الوحيد،كإنذار وتخويف من الموجودين الآن من أن المغردين قد يعدموا وأن كل الظالمين سيحاسبون حسابا عسيرا وحتى أصنامهم (ذوات النجوم الخمس)سوف تهدم وأن الولاء والبراء سوف ينفذ ويطبق وأن الجهاد سوف يعلن. ترك المغردون كل هذا ووقفوا عند فتنة الملك فيصل.أشك كثيرا أن هؤلاء المغردين مخلصون، وأضع احتمالا قد يكون قويا أنهم هم نفس المغردين الذين كانوا يؤلهون آل سعود بالأمس، وقد غيروا طريقتهم في مواجهتنا بعد أن انتصرنا عليهم انتصارا ساحقا في المواجهة المباشرة. لقد نجحوا للأسف في إطلاق قنابل الدخان ليعموا عيون القراء عن احتمال تغيير جذري في الحكم يستأصل الظالمين ويعاقبهم العقاب الأليم ووقفوا موقفا مشبوها جدا،وليس ذكيا على الإطلاق عند فتنة الملك فيصل ونسوا الموضوع الرئيسي.
رابعا: أن افتراض أن من أثار فتنة الملك فيصل هم أتباع ابن سلمان يريحني شخصيا، لأنني لا أريد أن يكون قرائي على هذا المستوى،لقد كانت الطريقة هي نفس طريقة الميلشيات الأمنية، وكأن بعض القراء قد تحولوا إلى ضباط غلاظ الأكباد في سجن (لا أريكم إلاما أرى)
كانت الطريقة هي نفس طريقة الميلشيات الأمنية، وكأن بعض القراء قد تحولوا إلى ضباط غلاظ الأكباد في سجن (لا أريكم إلاما أرى) يقومون بإدانة الكاتب لأن رأيه لا يوافق آراءهم، وكأنهم أوصياء عليه وكأنهم وهم الجهلة المخبرون غالبا من يملكون أن يقولوا له هذا خطأ وهذا صواب، تماما كما يفعل أي مخبر أو ضابط أمن. الذين يفعلون ذلك هم نفس الميليشيات التي هاجمتنا ونحن نهاجم الطاغوت. إنها صفة قبيحة جدا في بعض القراء أظنها مدسوسة من الأمن عليهم تجعل بعض القراء يندفعون كالسائمة خلف كل ناعق، ولولا رحمة ربي لاندفعوا مثلا إلى تكفير العلامة سفر الحوالي أو على الأقل الحكم عليه بأنه خارجي إرهابي. القارئ الذكي وأحسب معظم قرائي كذلك يدرك أن العلاقة بين القارئ والكاتب علاقة حميمة جدا وأن التأثر والتأثير المتبادل فيها واحد وأن الحوار مفتوح لكن المنبر والميكروفون إذا جاز التشبيه من حق الكاتب، وفي نفس الوقت من حق القارئ أن يقول له أخطأت لكن ليس بغوغائية وبذاءة الميليشيات التي سميتها ميليشيات الكلاب المسعورة والخنازير المأجورة. والحمد لله فإن هؤلاء أعدادهم قليلة جدا على موقعي وأن معظم من وصفتهم طابور خامس تسلل إلى موقعنا، لكنه يستدرج الساذج وقليل العلم والمعرفة. لا أتصور أن من قرائي من يقع في هذه الخطيئة، خطيئة التحول إلى ذئب غادر أعني ضابط حرس وطني!
أحد هؤلاء من الخنازير الإليكترونية واسمه على التويتر: سد مأرب، و بعد أن عجزوا عن مواجهتنا لم يجد سبيلا إلا أن يدس لي بخيانة وخسة عند الجهة الوحيدة التي يعرفونها ويعبدونها: جهاز الأمن ودلس وزور في هذه التغريدة التي قلت فيها:
من العدالة الإلهية أن الأمة إذا سكتت عن الحاكم المجنون فإنه يحول بلده إلى بلد مجنون مثله مثل الكلب العقور لا علاج له إلا القتل
هذه هي التغريدةالتي زعم الخنزير السعودي أنني أحرض فيهاعلى القتل،ومعناها واضح،فعندمايكون هناك حاكم مجنون مثل بشار الأسد أو القذافي أو صدام قبل توبته،فإذا لم يرد أحد مثل هذا الحاكم
القتل،ومعناها واضح،فعندمايكون هناك حاكم مجنون مثل بشار الأسد أو القذافي أو صدام قبل توبته،فإذا لم يرد أحد مثل هذا الحاكم المجنون،تحولت دولته إلى دولة مجنونة يقتلها العالم كما فعل في سوريا وليبيا والعراق..
كانوا قد فقدوا عقلهم تماما والحقيقة أنني ربطت بين “سد مأرب هذا” وبين من هاجموا تغريدتي التي جاء فيها عرضا ذكر الملك فيصل وقبلها تغريدتي عن عهد التميمي. فالهدف هو الشوشرة على موضوع الحوار الرئيسي الذي أطرحه وحرمان القراء من متابعته وجر السذج منهم ليتركوا القضية الرئيسية إلى قضايا فرعية.
أدركت دائما أن الإنترنت مدينة واسعة فيها المساجد وأيضا دور الدعارة الفكرية،فيها الأحياء الراقية والعشوائيات،فيها الأفذاذ والعلماء والأخيار والبرءاء وفيها الصعاليك السفلة الممسوخون كلابا وخنازير في الميليشيات الأليكترونية، وهؤلاء زاد عددهم بشكل خطير في الفترة الأخيرة(، ولقد تكرم أخ كريم فعدل إعدادات الإنترنت كي تحد من شوشرة السفهاء والسفلة تلك هي الحكاية حكاية فتنة الملك فيصل
والسلام عليكم ورحمة

الدكتور محمد عباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق