الجمعة، 24 أغسطس 2018

مقامر خاسر: الحقيقة المجردة



مقامر خاسر: الحقيقة المجردة حول محمد بن سلمان

ديفيد هيرست
ها هي الفقاعة تنفجر، وها هي مخططات محمد بن سلمان، الواحدة تلو الأخرى، تتلاشى في الصحراء، ومعها ما أعلنه من ادعاءات طموحة لإصلاح عقود من الفساد، ولتنويع الاقتصاد الذي بات عالة على النفط، وللبروز بمظهر الرجل الذي يعتمد عليه دونالد ترامب في الشرق الأوسط. 

ضع الكلام والمبالغة جانبا، وستجد نفسك أمام أمير يبلغ من العمر 32 عاما، وعائلة ملكية حاكمة ساخطة تتحين الفرصة للانتقام مما لحق بها من إهانات على يديه، واقتصاد يعتمد إلى حد كبير على النفط، ويسعى جاهدا لمنع هروب رؤوس الأموال إلى الخارج. ليست هذه وصفة للاستقرار، ناهيك عن أن تكون وصفة للإصلاح. 


عامل الفوضى
في هذا الأسبوع، انهار حجر الزاوية في مخططاته، المتمثل بخطة طرح شركة أرامكو السعودية للاكتتاب في سوق الأسهم؛ بهدف تحصيل مئة مليار دولار، من خلال بيع ما قيمته خمسة بالمئة منها. 

فبناء على تقرير لوكالة رويترز، تم إعفاء المستشارين الماليين الذين يعملون على إنجاز الخطة من مهمتهم، وتم إلغاء الطرح بشكل نهائي. 

وينقل التقرير عن واحد من أربعة مصادر القول بأنه حتى التعويم المحلي عبر بورصة الأسهم "تداول" قد تم وضعه على الرف. 

نفى وزير النفط السعودي التقرير، وادعى أن الحكومة ما تزال ملتزمة بالمضي قدما بطرح أرامكو للاكتتاب العام، "بحسب الظروف الملائمة والوقت المناسب"، إلا أنه لم يتمكن من خداع أحد. 

فقد واجه الاكتتاب العام مخاوف حول الإجراءات القانونية التي قد تتخذها عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وخشية من عدم القدرة على توليد تقدير بمبلغ اثنين تريليون حسبما يطلبه ابن سلمان، وكذلك مخاوف من أن يطالب المستثمرون الأجانب بالشفافية والكشف عن مدى تورط العائلة الملكية الحاكمة في هدر أموال الشركة. 

دفع ذلك صندوق الثروة السيادي السعودي، واسمه صندوق الاستثمار العام، بالتحول نحو البنوك الدولية للحصول على قرض بأحد عشر مليار دولار، الأمر الذي جعل المصرفيين الغربيين يعيدون النظر في المبيعات الأصغر حجما، مثل حصة السبعين مليار دولار في سابك، مجموعة الصناعات الكيماويات في السعودية.

يفاقم من عامل الفوضى، الذي يفرض نفسه بقوة في أي شيء يضع محمد بن سلمان يده فيه، هروب رأس المال. وحتى قبل أن يعتقل الأمير أبناء عمومته ويحتجزهم في فندق ريتز كارلتون، كان ما مقداره 64 مليار دولار من رأس المال الصلب قد غادر المملكة العربية السعودية في عام 2017 مقارنة بما يقرب من 55 مليار دولار في العام الذي سبقه، وذلك بحسب أرقام نشرها معهد التمويل الدولي. 

لم تؤد الحملة على الفساد إلى وقف النزف الحاصل في رؤوس الأموال، بل وربما زاد من وتيرته. 

تشكل الطاقة وما يتعلق بها من منتجات حوالي 87 بالمائة من ميزانية الحكومة، الأمر الذي يبين مدى اعتماد موارد الحكومة على سوق الطاقة العالمي. 

الخطر الذي يتهدد محمد بن سلمان


في هذه الأثناء، تستمر الاعتقالات، ويستمر القمع الداخلي، وآخر من ألقي القبض عليهم هو أحد أئمة الحرم الشيخ الدكتور صالح الطالب. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال إمام وقاض من مكة. لم تشتمل خطبة الجمعة التي ألقاها الطالب على أي انتقاد مباشر للعائلة السعودية الحاكمة، بل تعمد أن تكون خطبته ضبابية، حيث تحدث عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام. ولعل إلقاء القبض عليه يظهر مدى شعور محمد بن سلمان بالخطر الذي يتهدده.

وتلاشى مشروع ابن سلمان الآخر الذي أراد منه البروز كمدافع عن حقوق المرأة، بما في ذلك حقها في قيادة السيارة. ولا أدل على ذلك من نشر منظمة العفو الدولية تقريرا، هاجمت فيه بشدة استمرار السلطات السعودية في اعتقال ثمان نساء وأربعة رجال دون توجيه تهم لهم، فيما اعتبر حملة لقمع المدافعين عن حقوق الإنسان بدأت قبل وقت قصير من رفع الحظر الذي كان مفروضا على قيادة النساء للسيارات في حزيران/ يونيو الماضي. 

وفي سابقة تبعث على الكآبة، جاءت مطالبة الادعاء بإنزال عقوبة الإعدام بكل من إسراء الغمغام، أول امرأة نشطة في مجال حقوق الإنسان تواجه الإعدام، وزوجها موسى الهاشم وثلاثة رجال آخرين. جدير بالذكر أن الجريمة التي اقترفتها الغمغام هي المشاركة في الاحتجاجات الجماهيرية المطالبة بحقوق الشيعة وقيامها بتوثيق تلك الاحتجاجات من خلال تصويرها ونشر المقاطع التي صورتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

يتبنى قضية الغمام الآن رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو. وكانت تغريدة رسمية صادرة عن السفارة الكندية قد أثارت قبل أسبوعين زوبعة دبلوماسية وخلافا كبيرا مع المملكة العربية السعودية لمطالبتها بإطلاق سراح الناشطة في مجال حقوق المرأة سمر بدوي. على إثر ذلك، جمدت المملكة كافة النشاطات التجارية والاستثمارية في كندا، وأصدرت أمرا بسحب جميع الطلبة المبتعثين لدراسة الطب فيها في الحال. فما كان من ترودو إلا أن ضاعف من انتقاداته للسياسات التي تنتهجها المملكة. 

وجه قرار وقف تدريب الأطباء السعوديين في كندا ضربة للمستشفيات السعودية فكانت المتضرر الأكبر مقارنة بما لحق بكندا من أضرار على الرغم من أن برنامج التدريب يشكل مصدرا مهما للدخل الوارد من الخارج. يشير تقرير نشرته مجلة ذي لانسيت، المتخصصة في الشؤون الطبية، إلى أن المملكة كانت قد ابتعثت 1658 طبيبا للتدرب في كندا في مختلف التخصصات الطبية. 

وبذلك تكون سنوات من التدريب قد أنهيت بجرة قلم، وليس واضحاً إلى أين سيتوجهون من أجل إتمام دراساتهم واستكمال برامج التدريب التي كانوا يتبعونها. كانت كندا وجهة مرغوبة لأن برامج التدريب فيها تشتمل على تسهيلات مغرية ولا تشترط على الأطباء التسجيل. ما جرى مع كندا ليس سوى جزءاً من الصورة الفسيفسائية الكاملة، ولكنه جزء ذو دلالات مهمة بلا شك. 

المشكلة الكبيرة
عبر الحدود، يواجه الراعي الأساسي لمحمد بن سلمان، دونالد ترامب، مشاكله الخاصة التي تؤثر على محمد بن سلمان من جهتين. أولا، بدأت الدوائر الداخلية المقربة من ترامب، والتي كان من خلالها يصل إليه، تتآكل وتذوي. 

آخر الشخصيات التي توصلت إلى صفقة حصانة مع محققي مكتب النائب العام هو دافيد بيكر، رئيس مؤسسة الإعلام الأمريكي وصديق سابق مقرب من ترامب وشاهد أساسي في التحقيقات التي تجري بشأن الأموال التي دفعت أثناء حملة الانتخابات الرئاسية لإسكات امرأتين كانتا تقيمان علاقات جنسية مع ترامب.

وردت أنباء ذلك في موقع اسمه ذي هايف، تابع لمجلة فانتي فير، حيث نقل الموقع عن صديق لترامب القول: "تباً، كنت أظن أن بيكر سيكون آخر من تسول له نفسه الانقلاب." وفي ذلك ينضم بيكر إلى محامي ترامب السابق مايكل كوهين بالإضافة إلى محامي البيت الأبيض دون ماكغهان بالانتقال من معسكر إلى آخر وتزويد محققي المدعي العام الفيدرالي بمعلومات من شأنها أن تجرم ترامب. وما من شك في أن هؤلاء يتوفر لديهم من الدوافع ما يكفي لدفعهم للإقدام على ما فعلوه. 

وكانت شركة بيكر قد نشرت مجلة فاخرة ظهرت فجأة وبشكل غامض أثناء رحلة محمد بن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة، وكان العنوان الأبرز فيها: "قابل الملك القادم". ومن العناوين التي ظهرت في ذلك العدد من المجلة: "حليفنا الأقرب في الشرق الأوسط والذي يعمل على تدمير الإرهاب"، "إنه يتحكم بثروة تجارية تقدر بأربعة تريليون دولار"، "إنه ينشئ مدينة مستقبلية بتكلفة تصل إلى 640 مليار دولار"، "إنه يعمل على تحسين معيشة شعبه وتعزيز الآمال في تحقيق السلام". 

يذكر في هذا السياق أن نيويورك تايمز نشرت تقريرا، أشارت فيه إلى أن بيكر كان قد رتب لشخص اسمه كاسي غرين، وهو رجل أعمال فرنسي ومستشار لدى محمد بن سلمان، لقاء مع ترامب في المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض، ومع صهره ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، جاريد كوشنر. 

ويبقى ترامب نفسه المشكلة الأكبر بالنسبة لمحمد بن سلمان الذي راهن على ترامب في وقت مبكر من الحملة الانتخابية ودعمه من خلال إبرام صفقات سلاح تفوق عدة مرات قيمة ما يحتاجه الآن لإنجاح حملته من أجل الخصخصة. 

ما كنت تلك لتشكل مشكلة لأمير يتألق، فتلك هي الطريقة التي ما فتئت تدار بها الأعمال في منطقة الخليج، ولكن تراجع فرص ترامب وفقده لسلطانه سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لأمير تخفق مشاريعه الواحد تلو الآخر، أمير سرح العمال الأجانب وأعادهم إلى بلادهم، وتجده الآن مضطراً للعودة تارة أخرى إلى برنامج التقشف داخل بلاده. 

بدأت حقيقة محمد بن سلمان تتكشف. إنه الشخص الذي يقامر ثم يخسر.

(عن موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مترجم خصيصا لـ"عربي21")
                            ********
ترجمة موقع ساسة بوست
الفقاعات تنفجر واحدة تلو الأخرى، تختفي مشاريع محمد بن سلمان الكبرى في الصحراء، ومعها المزاعم الطموحة التي قدمها لإصلاح عقود من الفساد، وتنويع اقتصاد يعتمد على النفط، وبرز باعتباره رجل دونالد ترامب في الشرق الأوسط.

لنبتعد عن الكلمات الرنانة والضجة، وسنرى أنه لم يبقَ سوى الأمير البالغ من العمر 32 عامًا، والعائلة الغاضبة المصممة على الانتقام من الإهانات التي تعرضوا لها على يديه، والاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على النفط والذي يحاول وقف نزيف هروب رأس المال. هذه ليست وصفة للاستقرار، ناهيك عن الإصلاح.

عنصر الفوضى

وخلال هذا الأسبوع، أُلغيت أكبر خططه الطموحة، وهي إدراج شركة أرامكو السعودية في البورصة وجمع 100 مليار دولار من خلال بيع 5% منها. وأفادت وكالة رويترز بأن لجنة المستشارين الماليين العاملين على الخطة قد جرى حلها، وأنه تم إلغاء الإدراج. ونقل التقرير عن أحد مصادر أربعة قوله إنه حتى خطط الإدراج في البورصة المحلية قد جرى تأجيلها.

نفى وزير الطاقة السعودي ما جاء في التقرير، وزعم أن الحكومة لا تزال ملتزمة بالاكتتاب العام الأولي «وفقًا للظرف والوقت المناسبين»، لكن كلامه لا يخدع أحدًا. واجه الاكتتاب مخاوف بشأن إجراءات قانونية من جانب عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وعدم القدرة على تحصيل مبلغ 2 تريليون دولار مطلوب من قبل ابن سلمان، وفضلاً عن مخاوف من أن المستثمرين الأجانب سيطلبون الشفافية والكشف عن حجم النهب الذي تعرضت له الشركة على يد العائلة المالكة.

وقد تسبب هذا في اتجاه صندوق الثروة السيادية السعودي، صندوق الاستثمارات العامة، إلى البنوك الدولية للحصول على قرض بقيمة 11 مليار دولار. وبات على المصرفيين الغربيين الآن إعادة النظر في عمليات بيع أصغر مثل حصة في سابك، مجموعة المواد الكيميائية، تبلغ قيمتها 70 مليار دولار.

إن عامل الفوضى الذي يلوح بقوة في أي شيء يتدخل فيه ابن سلمان يتضاعف مع هروب رأس المال. فحتى قبل أن يهين الأمير أبناء عمومته من خلال حبسهم في فندق ريتز كارلتون، هربت حوالي 64 مليار دولار من رؤوس الأموال في عام 2017، بزيادة قدرها 55 مليار دولار عن العام السابق، وفقًا لما ذكره معهد التمويل الدولي. وحملة قمع الفساد لن تكون قادرة على وقف النزيف، بل ربما تزيد منه.
تمثل الطاقة والمنتجات ذات الصلة 87% من ميزانية الحكومة، وهو رقم يبين كيف أن إيرادات الحكومة تعتمد على سوق الطاقة الدولي.

المخاطر المحيطة بابن سلمان

ما تزال حملة الاعتقالات والقمع الداخلي في المملكة مستمرة. وأحدث فصولها هو اعتقال واحد من أئمة الحرم المكي، الشيخ الدكتور صالح آل طالب. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء القبض على إمام وقاض من مكة. لم تتضمن خطبة الجمعة للشيخ أي انتقاد مباشر للعائلة المالكة. بل كانت كلمته غامضة عمدًا. تحدث عن واجب المسلمين في إنكار الشر في الأماكن العامة. لكن اعتقاله يظهر مدى شعور ابن سلمان بالضعف.

مشروع آخر لتصوير ابن سلمان باعتباره مدافعًا عن حقوق المرأة، بعد منحها الحق في القيادة، بات يتلاشى أيضًا. وقد شنت منظمة العفو الدولية هجومًا شاملاً على استمرار احتجاز ثماني نساء وأربعة رجال دون توجيه اتهامات ضدهم. كانت السلطات السعودية قد شنت حملة على المدافعين عن حقوق الإنسان قبل فترة وجيزة من رفع الحظر على قيادة النساء في يونيو (حزيران) الماضي.

وحدثت سابقة قاتمة أخرى عندما حُكم بالإعدام على إسراء الغمغام، وهي أول امرأة تدعو لإلغاء هذه العقوبة، وزوجها موسى الهاشم وثلاثة رجال آخرين. كانت جريمة الغمغام هي الانضمام إلى الاحتجاجات الجماهيرية من أجل حقوق الشيعة وتوثيقها عن طريق تصويرها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد أثار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قضية الغمغام. وقبل أسبوعين، قامت سفارة كندا في المملكة بالدعوة إلى إطلاق سراح سمر بدوي، الناشطة في حقوق المرأة، مما أثار أزمة دبلوماسية كبرى مع السعودية. قطعت المملكة علاقاتها مع أونتاريو وعملت فورًا على استدعاء جميع طلابها المبتعثين إلى كندا، فكان رد فعل ترودو هو مضاعفة انتقاده.
يعتبر قرار وقف تدريب الأطباء السعوديين في كندا خطوة أخرى ستضر المستشفيات السعودية أكثر بكثير من المستشفيات الكندية، على الرغم من أن برنامج تأشيرات الدخول كان مصدرًا هامًا للإيرادات الأجنبية. وذكرت «لانسيت» أن السعودية أرسلت 1658 من حاملي تأشيرات السفر إلى كندا للتدريب في التخصصات الطبية والجراحية.
لقد ضاعت سنوات من التدريب بشكل مفاجئ، ولا يزال من غير الواضح ما هي الجامعات التي سيتمكنون من الانتقال إليها. تشتهر كندا ببرامج التدريب ذات التأشيرات التي لا تتطلب من الأطباء إعادة تسجيل أنفسهم. هذه ميزة واحدة لكنها كاشفة.

المعضلة الكبرى

وعلى الجانب الآخر، يواجه دونالد ترامب، أحد رعاة ابن سلمان، مشكلة أيضًا. هذا يؤثر على ولي العهد السعودي بطريقتين. فأولاً، أصدقاؤه داخل الإدارة الأمريكية، الذين اعتادوا على الوصول إلى ترامب، ينفضون.

كان ديفيد بيكر، رئيس شركة أمريكان ميديا، وهو صديق مقرب من ترامب وشاهد رئيسي على التحقيق في المدفوعات التي تمت خلال حملة الرئاسة لإسكات امرأتين كانت لهما علاقة مع ترامب، هو الأحدث للتوصل إلى صفقة حصانة مع المدعين العامين.
نشرت أخبار عن الصفقة من قبل Hive، موقع تابع لـ Vanity Fair الذي نقل عن صديق ترامب قوله: «يا إلهي! لقد اعتقدت أن بيكر سيكون آخر من ينقلب». وبذلك، ينضم بيكر إلى مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب، بالإضافة إلى مستشار البيت الأبيض دون ماك في تبديل الجوانب وتزويد المدعين الفدراليين بمعلومات تجريم. ولديهم كل دافع للقيام 

وقد أصدرت شركة بيكر مجلة ظهرت بشكل غامض خلال رحلة محمد بن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة: «لقاء مع الملك القادم»، أعلنت عناوينها الرئيسة، «أقرب حليف في الشرق الأوسط يدمر الإرهاب»، «يسيطر على ثروة تجارية تقدر بـ 4 تريليون دولار»، «يشيد مدينة للخيال العلمي بـ640 مليار دولار»، «يعمل على تحسين مستوى حياة شعبه ويأمل في تحقيق السلام».

وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بيكر اصطحب كاسي جرين – وهو رجل أعمال فرنسي ومستشار ابن سلمان – لمقابلة ترامب وجاريد كوشنر صهره ومبعوثه للشرق الأوسط في المكتب البيضاوي.

لكن المشكلة الأكبر لابن سلمان هي ترامب نفسه. فقد راهن الأمير باكرًا على ترامب في الحملة الرئاسية ودعمه بعقود أسلحة بمبالغ أضعاف المبلغ الذي يحتاجه الآن لحملة الخصخصة.

لا يشكل الأمر مشكلة بالنسبة لأمير يشق طريقه نحو العرش. هذه هي الطريقة التي كانت تتم بها الأعمال دائماً في الخليج. لكن بالنسبة إلى الأمير الذي يبدو أن مشاريعه فاشلة، والذي أرسل العمال الأجانب إلى بلادهم، والذي يتعين عليه الآن أن يتحول إلى التقشف مرة أخرى في الوطن، فإن مشكلات ترامب وفقدان السلطة يشكلان مشكلة كبيرة.

لقد بدأت حقيقة ابن سلمان في الظهور. إنه الشخص الذي يقامر ويخسر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق